«بيوزع ورق الأغاني على الجمهور».. ابنة سيد مكاوي تكشف كواليس حفلات المايسترو المعربي أمين بودشار
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
كشفت أميرة سيد مكاوي، ابنة الموسيقار الراحل سيد مكاوي، فكرة مختلفة يعتمد عليها الموسيقار المغربي أمين بودشار في الحفلات إلى يُحيها.
أخبار متعلقة
الموسيقار المغربي إدريس الملومي: الغرض من الفن الاحتفاء بالإنسان (حوار)
مايسترو حفل المغرب عن أغنية «جانا الهوى» في حوار لـ«المصري اليوم»: نعتبر أغاني أم كلثوم وعبدالحليم إرثًا للعرب جميعا
وفاة شقيق الموسيقار راجح داوود
وكتبت في منشور لها عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وقالت فيه: «المايسترو المغربي الجميل أمين بودشار، بيقدم فكرة وهي أن الجمهور، بيتوزع عليهم كلمات الأغاني، ويغنوا مع الفرقة، هي دي الفكرة إللي تستدعي الاحتفاء الحقيقة».
وتابعت في منشورها: «وعنده على قناة اليوتيوب فيديوز كتير بيغني الجمهور فيها أغاني مصري ولبناني ومغربي، يعني هتلاقيهم بيغنوا تلات دقات ويا مسهرني وألف ليلة، ومشاعر وأغاني لفيروز وأغاني تراثية مغربية إلخ إلخ».
واستكملت: «وكلها فيديوز رائعة لان الفكرة هي المبهجة والجميلة، ومع كامل احترامي لاعجاب الناس بالفيديو بتاع جانا الهوى، بس الأفورة انه دليل على أي حاجة مش أكتر من احساس بالرغبة في اثبات شيء هو بالفعل ثابت».
وأختتمت منشورها: «الفن الصادق والجميل والأصيل هيعيش فوق عمره أعمار مهما كانت لهجته، فعادي يعني المصريين يغنوا لفيروز والمغاربة يغنوا لأم كلثوم، وأي شعب يغني لأي فن، ما دام الفن صادق وجميل وحقيقي».
أمين بودشار حفل أمين بودشار الموسيقار أمين بودشار الموسيقار المغربي أمين بودشار الموسيقار المغربي سيد مكاوي ابنة سيد مكاوي
المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين
إقرأ أيضاً:
رحل الباقر العفيف و تبقى الفكرة
تعرفت على الدكتور الباقر العفيف في النصف الثاني من عقد تسعينات القرن الماضي بالقاهرة، في ذلك الوقت كنت اقرأ للعفيف و لم التق به شخصيا، إلا في يوم اتصل بي الراحل الخات عدلان و سألني أين أنت الآن..؟ قلت في المركز.. قال سوف أحضر اليك بعد ساعة.. جاء الخاتم و معه شخص لأول مرة أقابله.. لكن اعرفته من خلال صوره التي ترافق بعض كتاباته " الدكتور الباقر العفيف" في ذلك الوقت؛ كان الخاتم عدلان قد حسم موقفه السياسي، و غادر موقعه في الحزب الشيوعي، و شرع في تكوين تنظيمهم الجديد " حق" عرفني الخاتم بالدكتور العفيف و قال أنه أحد قيادات التنظيم الجديد " حق" و طلبا مني أن أقيم لهم ندوة سياسية حوارية في المركز.. و قال الخاتم يجب أن تبلغ بها الزملاء يهمنا حضورهم.. ضحك العفيف و علق على قول الخاتم.. هل تريدها مناظرة مع الزملاء، أم أنها ندوة نطرح فيها أفكارنا التي من المفترض أن تفتح بابا للحوار مع التيارات الفكرية الأخرى، و من ضمنهم الزملاء..
تحدث الباقر عن تصوره للندوة، كان هادئا، يعرف كيف يوصل رسالته عبر هذا الهدوء، و هو سمة في شخصيته، مرتب في حديثه، و الفكرة عنده واضحة، لذلك يجبرك بالإنصات و التعقل حتى تستطيع أن تفرق بين الفكرة العامة و بين حواشيها، من خلال ساعة في الحوار يتبين لأية مستمع أن إشكالية " الهوية" تشكل ركنا أساسيا في فكر الباقر العفيف، و يفصل بين قضيتين التأسيس التأصيلي للفكر الديني و بين موجبات الأفرازات الاجتماعية التي تجبر الشخص المهتم أن يقدم اجتهاده على ضوء الفكرتين " الدين و الاجتهاد الإنساني" ربما يكون أنتماءه الأول للفكر "الجمهوري" قد منحه خاصيتين الأولى الهدوء في سماع الأخر، و الثاني أن يبحث عن المدخل الأفضل لنقد الفكرة دون أن يترك لمحاوره انطباع أن النقد خلافا بل البحث عن نقاط توصل إلي توافق عليها.. و هذه خاصية أن الرجل متمكن من أدواته، و قادر أن يوصل رسالته..
عندما بدأت البحث في قضية " مؤتمر الطلاب المستقلين و المحايدين و لجان المقاومة و أثرهم على العملية السياسية" و من خلال الاستماع لعدد من الذين عاصروا تكوين "مؤتمر الطلاب المستقلين" في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي كان البعض يخلط بين دور الطلاب المستقلين، و بين الجمهوريين الذين كانوا نشطين في ذلك الوقت، خاصة في جامعة الخرطوم، و قد ورد أسم الباقر باعتباره جزء من تنظيم " المستقلين" و البعض الأخر يعتبره من ناشطي الجمهوريين في تلك الحقبة.. أن تعدد الانتماءات تبين حالة المثابرة التي تجعله قادر على تعديل أفتراضاته إذا تبين له أن الأفتراضات الأولى لا تقود إلي النتائج المطلوبة، و تتبين من خلال الدراسة العلمية الجادة، و ليس التعصبية في الانتماء..
ظلت صلتي متواصلة بالدكتور العفيف من خلال التعليق على بعض كتاباتي في الخاص، و رغم أختلافي معه في بعض القضايا لكن لا يمنع من أحترم رؤيته.. و الباقر العفيف ليس كثير الحديث و التعليق في كل القضايا، كان يستمع و يكتفي بالاستماع فقط.. عقدنا في " مركز أبحاث الديمقراطية و الدراسات الإستراتيجية" العديد من الحوارات عبر خدمة " Zoom " أستضفنا فيها عدد من الشخصيات التي تنتمي لتيارات فكرية متعددة منهم " الدكتور الشفيع خضر و الدكتور صديق الزيلعي و عبد العزيز حسين الصاوي و المحبوب عبد السلام و الدكتور مضوي إبراهيم و الدكتورة أماني الطويل و غيرهم.. كان الباقر حضورا بالاستماع..
عندما كتب الأربعة مسودة الدعوة للقوى المدنية " الباقر العفيف و نور الدين ساتي و عبد الرحمن الأمين و بكري الجاك" كتبت " مقالا" أشير فيه أن الفكرة تتماشى مع الفكرة الأم التي قادت للحرب " الإتفاق الإطاري" لمساعدة وزير الخارجية الأمريكي - مولي في" وجدت منه تعليقا في الخاص يقول فيه ( يا زين عاوز تحرمنا حتى من التفكير) الباقر تحترم فيه الهدوء و الخلاف معه يقوم على الفكرة، و ليس على قضايا شخصية، لذلك العفيف يتوقف عن الحديث في ظل الهياج أو الانفعالات باعتبارها تخرج الشخص من الموضوعية.. و أيضا لا يتردد في طرح رؤيته بشجاعة و ينتظر ردود الفعل عنها بهدوء العارف..
الحقيقة التي يجب الإقرار بها أن الدكتور الباقر العفيف قد رحل بهدوء عن الدنيا، بذات الهدوء الفكري الذي عاشه متصالحا مع أفكاره.. و تظل فكرة الهوية تشكل القاعدة الأساسية التي بنى عليها رؤاه الفكرية، و هي تمثل حجر الزاوية في الأزمة السودانية، و أيضا قضية التآصيل و التآويل " للأستاذ محمود محمد طه" تمثل حجر الزاوية في الرؤى السياسية الأخرى للباقر و تساعده في التفكير على غيجاد حلول ل " قضية الدولة المدنية" فالباقر لم يكن شارحا لمتون - أقوال و اجتهادات " الأستاذ محمود محمد طه" و لكن هذه الأقوال كانت تساعده في رؤيته الخاصة عن الدولة المدنية ممزوجة بقراءات أخرى هذا التعدد في الأفكار هو الذي جعله متعدد الانتماءات.. تنظيم " حق" كانت محطة حاول أن يقدم من خلالها رؤيته لقضية الديمقراطية بعد أنتهاء عصر الحرب الباردة ..
رحم الله الباقر العفيف، و نسأل الله له الرحمة و المغفرة و القبول الحسن، و خالص العزاء لأسرته الصغيرة و الكبيرة و أصدقائه و محبيه.. سوف يغيب الباقر جسدا و لكن ستظل أفكاره هي الباقية مهما كان الاختلاف لا يمنعنا ذلك من القول أنه كان مفكرا و مثقفا صاحبة رؤية و رسالة.. و ستظل فكرته تشكل ركن أساسيا في أية حوار جاد بين السودانيين.. و نسأل الله الهداية لنا و لسوانا...
zainsalih@hotmail.com