حكاية شجرة الكريسماس.. كيف بدأت الفكرة وعلاقتها بميلاد السيد المسيح
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
مع قرب بداية عام جديد وفي كل سنة من هذا التوقيت، تطل علينا شجرة الكريسماس في المنازل والميادين ومختلف الأماكن لتضفى صورا من البهجة والفرح والأمنيات القلبية في عام جديد يسوده السلام والطمأنينة في كل مكان في الأرض التى تتذكر بعد أيام قليلة ميلاد السيد المسيح في بيت لحم في فلسطين التى نرجو لها السلام ولأهلها الطمأنينة في مواجهة العدوان الغاشم من جيش الاحتلال.
وتدق الأجراس في الكنائس وتعلو الطلبات والترانيم وتقاد الشموع من أجل سلام ورخاء وطننا الغالي مصر، مع طلبات قلبية من أجل الأشقاء في فلسطين الأرض التى ولد وعاش فيها السيد المسيح سنوات عمره.
ونستعرض هنا أصل حكاية “شجرة الكريسماس” وعلاقتها باحتفالات تذكار ميلاد السيد المسيح، حيث تظل شجرة عيد الميلاد بطولها الفارع وأوراقها الخضراء والزينة التى تحيط بها بألوانها المختلفة والمبهجة رمزًا هامًا لعيد الميلاد المجيد واحتفالات الكريسماس في مختلف دول العالم، حيث تضاء الشجرة في الكنائس والمنازل والميادين العامة مع قرب الاحتفالات لتكون مصدر سعادة للأطفال والكبار في كل مكان.
وتباينت الروايات التاريخية حول أصل شجرة الميلاد، التي ارتبطت بميلاد السيد المسيح، ويستخدمها المسيحيون فى جميع أنحاء العالم فى تزيين منازلهم والشوارع فى الفترة من 25 ديسمبر- عيد الميلاد الغربي- حتى 19 يناير الذي يوافق عيد الغطاس، والذى يحتفل به بذكرى عماد السيد المسيح فى نهر الأردن.
وعادة تزيين شجرة عيد الميلاد سابقة للمسيحية، وكانت منتشرة على وجه الخصوص في ألمانيا؛ ومع دخول المسيحية إلى ألمانيا، بدأ وضع نجمة فوق شجرة الميلاد وهى ترمز لنجمة بيت لحم التي هدت المجوس إلى موضع ميلاد السيد المسيح.
وفي القرن الخامس عشر، انتقلت عادة وضع شجرة الميلاد إلى فرنسا، وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع، واعتبرت الشجرة رمزًا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين من ناحية ورمزًا للنور، ولذلك تمت إضاءتها بالشموع - وبالتالي رمزًا للمسيح وأحد ألقابه في العهد الجديد "نور العالم".
ولم تصبح الشجرة حدثًا شائعًا، إلا مع إدخال الملكة شارلوت، زوجة الملك جورج الثالث، تزيين الشجرة إلى إنجلترا ومنها انتشرت في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وتحولت معها إلى صبغة مميزة لعيد الميلاد منتشرة في جميع أنحاء العالم.
في السابق، كانت الأشجار التي توضع في المنازل وتزين لمناسبة العيد أشجارًا طبيعية، غير أنه حاليًا تنتشر الأشجار الصناعية مكانها بأطوال وأحجام وأنواع مختلفة، غير أن عددًا من المحتفلين لا يزال يستعمل الأشجار الطبيعية، وقد نشأت شركات تهتم بزراعة أشجار الصنوبر الخاصة بالميلاد وتسويقها قبيل العيد.
وتزيّن الشجرة حاليًا بالكرات مختلفة الأحجام، وإلى جانب الكرات التي تتنوع ألوانها بين الذهبي والفضي والأحمر، مع وجود بعض الأشجار المزينة بغير الطريقة المألوفة لألوان العيد الثلاثة كالأزرق مثلًا، فضلا عن وضع أضواء ملونة أو ذهبية على الشجرة.
وتزين الشجرة أيضًا بالسلاسل أو بالملائكة أو بالأجراس وغيرها مما يتوافر في المحلات؛ ويوضع تحت الشجرة أو بقربها مغارة الميلاد أو مجموعة صناديق مغلفة بشكل مُزين تحتوي على الهدايا التي يتم فتحها وتبادلها عشية العيد، والأسم العلمى لشجرة عيد الميلاد هو "الأروكاريا متغايرة الأوراق"، وهى شجرة مستديمة الاخضرار، ومخروطية الشكل.
كذلك هي بطيئة النمو، أما أفرعها فهى رفيعة وتمتد على شكل طبقات أفقية، وتنقسم إلى نوعين: الملساء والشوكية، النوع الأول يعد أشجار الكريسماس صغيرة الحجم التى يُصنع مثلها من البلاستيك، أما النوع الثانى فهى أشجار تصل فى طولها إلى الارتفاعات الشاهقة، كما أن جذورها وساقها ضخمة الحجم.
واعتادت العديد من البلدان والمدن في مختلف دول العالم وضع شجرة الميلاد في الميادين الكبرى والشهيرة لتشارك المواطنين احتفالهم بعيد الميلاد وإضفاء أجواء من البهجة بين الأطفال والشباب على مر السنين.
وعندما نعود إلى قصة ميلاد السيد المسيح في الإنجيل المقدس، لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد، إلا أن ارتباط الشجرة بعيد الميلاد يعود إلى بعض العادات المتوارثة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: میلاد السید المسیح شجرة المیلاد عید المیلاد أشجار ا
إقرأ أيضاً:
سماء بلا أرض.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة نظرة ما في مهرجان كان السينمائي
وقع اختيار مهرجان كان السينمائي الدولي -في دورته الـ78 المقامة من 13 إلى 24 مايو/أيار الجاري- على الفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري لافتتاح مسابقة "نظرة ما"، حيث يشهد الفيلم عرضه العالمي الأول يوم الأربعاء 14 مايو/أيار.
View this post on InstagramA post shared by MAD Films (@madfilmsofficial_)
دراما إنسانية في مواجهة العنف والتهميشينقل الفيلم التونسي "سماء بلا أرض" للمخرجة أريج السحيري مشاهد من واقع مأزوم عاشته تونس في فبراير/شباط، حين تصاعدت حملات التحريض ضد المهاجرين من دول جنوب الصحراء الكبرى، مما أدى إلى موجة عنف واعتقالات تعسفية وحالات طرد قسري. الفيلم مستوحى من هذه الوقائع، ويسلط الضوء على التوترات الاجتماعية التي تفجّرت بسبب خطابات الكراهية والخوف من الآخر.
وتدور القصة حول "ماري"، وهي قسيسة من كوت ديفوار وصحفية سابقة تعيش في تونس، تفتح باب منزلها أمام "ناني"، أم شابة تطمح لبداية جديدة، و"جولي"، طالبة قوية الإرادة تحمل آمال أسرتها على كتفيها. مع وصول طفلة يتيمة إلى البيت، تتعرض علاقتهن لاختبار قاسٍ يكشف عن مدى هشاشتهن وقدرتهن على الصمود في ظل أجواء من التمييز والخوف
بعد الإعلان عن اختيار فيلمها للمشاركة في مسابقة "نظرة ما" ضمن الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، كشفت المخرجة التونسية أريج السحيري -في تصريحات إعلامية- عن أن قصة الفيلم مستوحاة من وقائع حقيقية شهدتها تونس، حين تعرض مهاجرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء لموجة من العنف والتحريض، سواء في الإعلام أو في الشارع.
إعلانوأوضحت السحيري أن ما جذبها إلى هذا المشروع هو رغبتها في كسر الصورة النمطية للمهاجرين، من خلال تقديم شخصيات تحمل طبقات إنسانية عميقة، مليئة بالتعقيد والواقعية، وتستطيع أن تلامس المشاهدين بصدقها.
كما عبّرت -عبر حسابها على إنستغرام- عن امتنانها لكل من شاركها رحلة صناعة هذا الفيلم.
View this post on InstagramA post shared by Erige Sehiri (@erigesehiri)
في إطار مسابقة "نظرة ما" ضمن الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي، يشارك الفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" (Once Upon a Time in Gaza) للمخرجين طرزان وعراب نصار. يستعرض الفيلم بأسلوب الكوميديا السوداء، الذي سبق أن قدمه الثنائي في فيلمهما "غزة مونامور"، الأحداث التي وقعت في غزة قبل حرب "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما يشهد المهرجان مشاركة الفيلم المصري "عائشة لا تستطيع الطيران" (Aisha Can’t Fly Away) للمخرج مراد مصطفى، الذي يعود إلى مهرجان كان من جديد. يناقش الفيلم حياة المهاجرين الأفارقة في حي عين شمس بالقاهرة، مُركزًا على قصة عائشة، الشابة السودانية التي تعيش في هذا الحي الذي يضم عددًا من المهاجرين من مختلف دول القارة الأفريقية.
تواجه "عائشة" في رحلتها المهنية في مجال الرعاية الصحية تحديات كبيرة عندما يطلب منها "زوكا"، أحد شباب العصابات التي تسيطر على المنطقة، خدمة مقابل حمايتها. يضع هذا الموقف أحلامها في مواجهة الواقع المرير الذي تعيشه، مما يجعلها تتنقل بين خيارات صعبة وأمل ضعيف. الفيلم من بطولة بوليانا سيمون، إلى جانب مغني الراب المصري زياد ظاظا، وعماد غنيم، وممدوح صالح.
تترأس المخرجة وكاتبة السيناريو والمصورة البريطانية مولي مانينج ووركر لجنة تحكيم مسابقة "نظرة ما"، التي تضم 20 فيلمًا، من بينهم 9 أفلام تُعرض لأول مرة. وتضم اللجنة أيضًا المخرجة وكاتبة السيناريو الفرنسية السويسرية لويز كورفوازييه، والمديرة الكرواتية لمهرجان روتردام السينمائي الدولي فانيا كالودجيرسيك، والمخرج والمنتج وكاتب السيناريو الإيطالي روبرتو مينرفيني، والممثل الأرجنتيني ناهويل بيريز بيسكايارت.
إعلانيُعد فيلم "سماء بلا أرض" العمل الروائي الطويل الثاني للمخرجة التونسية أريج السحيري، التي تعاونت في كتابة السيناريو مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، كما تولت إنتاج الفيلم بالشراكة مع ديدار دومهري. يشارك في بطولة الفيلم كل من آيسا مايغا، وليتيسيا كي، وديبورا ناني، إلى جانب الممثل التونسي محمد جرايا.
ويُعد هذا الفيلم المشاركة الثانية لأريج السحيري في مهرجان كان، بعد أن فاز فيلمها الأول "تحت الشجرة" بجائزة لجنة التحكيم من "نصف شهر المخرجين"، بالإضافة إلى حصوله على جائزة التانيت الفضي من مهرجان قرطاج وجائزة كبرى في النسخة الـ25 من مهرجان تايبيه السينمائي في تايوان.