البوابة نيوز:
2024-09-19@19:32:11 GMT

عمار يا مصر

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

فى شتاء ديسمبر القارس، أجلس على شاطئ البحر.. أستعد لاستقبال العام الجديد.. أعتقد بأنكم ستنعتونى بالجنون الآن، فمن الذى يستطيع أن يجلس على شاطئ البحر بملابس صيفية فى شتاء ديسمبر، لكننى أجلس فى مكان تحيطه الشمس من كل مكان حيث تقدم العصائر الطازجة والموسيقى، وأمواج البحر الهادرة تسيطر على الموقف.. سهل حشيش جوهرة من جواهر مصر المحروسة تبعد عن مدينة الغردقة بدقائق تستطيع أن تستقبل صباحك بدرجة حرارة مثالية سماء زرقاء وشمس دافئة وهواء نظيف.

. أستطيع أن أقول إن الفندق الذى أقيم به يعج بالسياح الأجانب.. جنسيات مختلفة، فرنسيون وألمان وهولنديون وإنجليز وروس والقائمة مفتوحة.. ليس هذا ما أثار دهشتى وجعلنى أكتب هذا المقال ولكن ما جعلنى أكتب هى مصر تلك الحالة الفريدة التى لا تنافسها أى بلد على الخريطة فى مميزاتها، مصر تتمتع بأفضل جو على الإطلاق ففى ظل أزمة تغير المناخ التى يعيشها العالم والفيضانات التى تشهدها مدن أوروبية وتستقبل بها العام الجديد فلديك خيارات عديدة فى مصر تذهب إليها.. إذا كنت تحب الحضارة والتاريخ والشمس الدافئة معًا أدعوك إلى بلاد الذهب أسوان والأقصر، وإذا كنت من محبى الشواطئ الخلابة والرمال الذهبية والأجواء الربيعية فيمكنك زيارة شرم الشيخ والغردقة والجونة وسهل حشيش.

 شردت بذهنى اليوم وتذكرت عندما زرت جزر المالديفز منذ عامين ونصف العام حيث انبهرت بالخدمة المميزة التى يقدمها هذا الشعب إلى السائحين القادمين إليهم ابتسامة رائعة واهتمام شديد ولباقة إلى حد كبير ولكن دهشتى الأكبر عندما أتيت إلى هنا فى سهل حشيش ورأيت شباب مصر الجدعان الصعايدة الذين يملؤن الفندق هنا فالابتسامة لا تغيب عن وجوههم يعملون مع بزوغ الفجر وينتهى عملهم منتصف الليل يعاملون المصريين كالأجانب لا فرق إحتواء واهتمام شديد وحرص على تقديم الخدمة بالطريقة المطلوبة وأكثر حتى يشعرون أنك راضٍ وسعيد يعملون فى فريق كالخلية لإنجاح حفل رأس السنة اليوم بحب وحماسة شديدة وكأنهم يمتلكون الفندق وينتمون إليه.

ومن المالديفز إلى باريس، ففى نفس تاريخ اليوم قضيت رأس السنة قبل الماضية فى باريس المدينة التى استقبلت عام ٢٠١٣ أكثر من ثلاثة وثلاثين مليون سائح فى مدينة النور والحب والوجهة السياحية رقم ١ للكثيرين تذكرت أننى يومها كنت أتجمد من البرودة وكنت أبحث عن أماكن لقضاء سهرة رأس السنة ولكننى وجدت أن الشائع فى هذا اليوم أن المطاعم تقدم العشاء ومن بعدها يتجه السائحون إلى ساحة التروكاديرو وبرج إيفل لاستقبال العام الجديد ذلك البرج الحديدى الذى يبلغ ارتفاعه 327 مترًا وتم تشييده وبناؤه فى عامين وشهرين وخمسة أيام، وعمره ١٣٥ عامًا فقط يقفون أمامه فى زحام شديد حيث ينير أضواءه للزائرين تلك هى مظاهر الاحتفال التى تنتهى بالعودة إلى المنزل فى طقس شديد البرودة..  تذكرت ذلك المعلم الوحيد الذى  يميز مدينة النور باريس بالإضافة إلى المسلة المصرية التى تزين ساحة الكونكورد التى أتت من الأقصر تلك المدينة المصرية الساحرة التى تعج بكم هائل من الآثار المصرية التى لا تعد ولا تحصى ناهيك عن أهرامات الجيزة التى تندرج تحت قائمة عجائب الدنيا السبع تلك التى تحمل أكثر من سبعة آلاف سنة حضارة بين طياتها ولكنها ليست فقط مساوئ الشتاء هناك فأذكر حينما ذهبنا أنا وأسرتى فى شهر يوليو من عام ٢٠١٨ إلى الفرينش ريفيرا تلك المدن الفرنسية التى تقع جنوب شرق فرنسا وأشهرها كان ونيس وموناكو وسانتروبيز وتولون وتكثر فيها المنتجعات السياحية ولكن صدمتنا حينما وصلنا إلى الشاطئ ووجدنا أن الشاطئ ملئ بالصخور ولا توجد به أى رمال واضطررنا إلى شراء أحذية مطاطية مخصصة للمشى على الشاطئ بالاضافة الى القوارب التى تعمل على تنظيف مياه البحر كل ساعتين لأنها تتسخ بالشحوم والزيوت عن طريق البواخر التى تمر من هناك.. اليوم فقط علمت وشعرت وتأكدت أن لا حضارة تضاهى حضارة بلادى ولا أجواء تنافس أجواء وطبيعة مصر هبة الله لهذه الارض وأنك على هذه الأرض تستطيع أن تقضى الـ٣٦٥ يومًا فى سعادة.. فأمامك كل الاختيارات.. وعمار يا مصر.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

25 سنة في حب «الصقور».. هواية الملوك تجذب «حسن وسراج» من الصيد للرعاية والتدريب

هواية الملوك التى تمنح صاحبها عزة النفس، تلحق قلوبهم مع «الصقور»، بينهم صولات وجولات تدريبية، فلا يصيبهم «جرحها» ولا يستغنون عنها، ليكشفوا فى حديثهم لـ«الوطن» أسرار عالم الصقور وتربيتهم والأنواع الأشهر فى مصر.

يقف شامخاً بين الصقور التى اعتادت التحليق فى أعالى السماء، وبشكل مألوف على غير المعتاد تقف مطمئنة على يديه قبل عملية الإحماء المعتادة للصقر، محمد سراج، الذى يشتهر بـ«صقار حلوان»، يعيش لأكثر من 25 عاماً بين الطيور الجارحة، ليمتهن تربية هذه الطيور بقلب لا يعرف الخوف من مخالبها الحادة.

تربية الصقور من الطفولة

دخلت هذه الهواية إلى قلب «سراج» وهو فى التاسعة من عمره، منذ أن رأى طيراً صغيراً من أنواع الصقور فى شركة والده، تعلق بالطيور وحاول تدريبهم مع نفسه لكنه لم ينجح فى البداية، ثم استعان بذوى الخبرة ممن يصيدون الطيور، ويروى أنه منذ هذا الوقت تعلم رويداً رويداً إلى أن أصبح «صقَّار شهير» فى حلوان، وأحب هذه المهنة لأنها، بحسب روايته، المفضلة لدى الملوك، والصقَّار الذى يربى هذه الطيور ويدربها يكتسب صفاتها من عزة النفس.

وفى عالم الطيور يختلف معنى الصقَّار عن الرماك، فالصقار، بحسب «سراج»، هو مدرب ومربى الصقور والطيور الجارحة: «الصقَّار بيدرب الطير على الصيد وبنطلع مسابقات، الصقر بيكون جاى من البرية وحش بيضرب وبيعض فى الناس، باتعامل معاه، بيكون مربوط وعنيه متغمية، باحطله مرهم للعين، لازم يكون عندك دس أو جاونتى وقناع ولازم يكون فيه وكر، ودلوقتى أى طير جارح بادربه؛ صقور وعقبان وغيرها»، ويختلف عن الرماك، الذى يعتبر هو الصياد لهذه الطيور بأدواته التى لا يستغنى عنها ويستعين بصقر صغير لجذب فريسته.

صفات الصقور

حياة الطيور لها قواعد خاصة على أساسها يتعامل «سراج» الذى يقول إنهم يشبهون الإنسان فى طباعه، هناك الصقور العصبية والهادئة، والذكر يختلف عن الأنثى، ويفهمهم عن خبرة، يستقرون فوق ذراعه فى أمان مثل «الصقر المصرى الوكرى» الذى ينصح به للمبتدئين، وهناك الصقر شاهين والصقر الجبلى، والذكر أشد من الأنثى لكنه أصغر منها حجماً، وأشهر الصقور: «الجبلى، البحرى، شاهين، الوكرى فى الصعيد، الشاهين الجبلى، السودانى والجزائرى».

فى مصر يعيش الصقر الوكرى وله شهرة واسعة فى الخارج، بحسب «سراج»: «هذا النوع مقيم فى بلده لا يغادر على عكس الشاهين»، وهذه الصقور أهلَّت «سراج» لدخول المسابقات ثم الحصول على 5 جوائز من سباق العقبان، ويستكمل حكيه عن الصقور قائلاً إنه يمكن أن يصل عمره إلى 30 عاماً: «أهم حاجة الرعاية والاهتمام بالنظافة، بكل اللى يخصه والطعام، وده بيخلى عمره يطول وده بتاع ربنا».

«حسن» يربي الصقور والعقاب

صقّار آخر يدعى حسن صقر، يربى العقاب والصقور، تواصلت «الوطن» معه ليروى قصته مع الطيور الجارحة التى بدأت فى طفولته مع تربية الحمام ثم الاتجاه إلى الصقور ثم اتجه إلى الأسواق ليشترى الصقور، وهو ما وصفه بالبداية الخاطئة، ثم اتجه لهواية صيد الصقور والعقاب، ويصنف أعمارهم كالتالى: «مابنقلش سنة وسنتين بنقول فرخ طير ابن سنة، بكر طير مر عليه موسم، برناص بعد 3 سنين، يتكاثر فى الطبيعة مش فى الأسر»، واتجه «حسن» للحديث عن تكاثر الطيور التى يصطادها قائلاً: «مش كل الطيور تقدر تتكاثر فى الأسر، لازم يكون حر، برة مصر بيكون ده مهيأ له ويقدر عادى، شكل الطير وحجمه بيكون حسب البيئة اللى هو فيها».

يقف «حسن» يمهد للصقر فرصة للحرية ليفرد جناحيه فى مشهد بديع، وعلى الأرض يركض العقاب فى هدوء، بينما يستكمل حديثه عن مقر أصدقائه من الطيور الجارحة، قائلاً: «مكانهم الصحرا، خطر تكون فى البيئة العادية وصعب تشوفهم فى المدينة»، وينصح بأنه قبل أن يكون لديك طير جارح لا بد أن تملك أدواته مثل القناع أو البرقع والجوانتى ومكان فارغ يلائم حياتهم، ولا يميز طير عن الآخر، فالصقر يمهد له الطريق لصيد وترويض أى طير جارح.

مقالات مشابهة

  • مجتمع النفايات الفكرية «٣»
  • السفاح الذى تفنن فى قبحه
  • ﺳﻴﻨﻤﺎ اﻏﺘﻴﺎﻻت الموﺳﺎد ﻣﻦ ﺣﺼﺎن ﻃﺮوادة إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺠﺮ
  • فض اشتباك
  • هل يتراجع الوزير؟
  • ترامب.. والقادم الأسوأ للفلسطينيين!
  • عادل حمودة يكتب: 101 سنة هيكل.. الاختلاف لا ينفي الإعجاب
  • «البوابة نيوز» تفتح الملف..هل اختفى الفن الجميل بفعل فاعل ؟.. صناع الأغنية: مؤدو المهرجانات مثل الجراد يأكل الأخضر واليابس.. كلماتهم وألحانهم عقيمة وأصواتهم بشعة ودمروا كل شيء..الذوق العام لم يعد بخير
  • (الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!
  • 25 سنة في حب «الصقور».. هواية الملوك تجذب «حسن وسراج» من الصيد للرعاية والتدريب