لحظة أيقونية.. إليك تاريخ إسقاط كرة تايمز سكوير ليلة رأس السنة في نيويورك
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في اليوم الأخير من كل عام، أصبح من المعتاد أن تتجمع حشود كبيرة وسط فوضى الأضواء في تايمز سكوير بمدينة نيويورك الأمريكية، للإعلان عن بداية عام جديد.
وعند الساعة 11:59 مساءً تسقط كرة مبهرة أسفل عمود، بينما يقوم الحضور، وملايين الأشخاص الذين يتابعون الحدث من منازلهم، بالعد التنازلي من الرقم 60.
وعند منتصف الليل، يهلل الحشد بأصوات مدوية، وغالبًا ما يسحبون أحباءهم من أجل قُبلة احتفالية.
وكشف المنظمون في مدينة نيويورك عن تصميم جديد للكرة البلورية التي سيتم إسقاطها في منتصف ليلة رأس السنة الجديدة 2024، استنادًا إلى شكل تايمز سكوير.
وتتميز نجمة العد التنازلي الآن بنمط ربطة العنق، فيما يقول المنظمون إنّها تتوافق مع تصميم تايمز سكوير.
ومن المقرر أن تهبط الكرة من أعلى تايمز سكوير، مساء الأحد، مع توقع حضور ما يقرب من مليون شخص، وملايين آخرين حول العالم.
وكان عام 2020 هو العام الأول منذ 1904 الذي مُنعت فيه الحشود من التدفق إلى تايمز سكوير.
ومع إلغاء إسقاط الكرة لعامين خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الأشخاص لا يزالون يأتون لمراقبة التقليد والوقوف دقيقة صمت.
وعلى مدار القرن الماضي، تطور رمز العام الجديد، أي الكرة المضيئة، من قفص حديدي وخشبي مُزين بمصابيح كهربائية، إلى جسم كريستالي مبهر بألوان ساحرة.
ولكن كيف بدأ الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة، ولماذا نحتفل بهذه المناسبة بمشاهدة كرة تنزل على عمود؟
إلهام بحريبدأت فكرة كرة تايمز سكوير بفضل مهاجر أوكراني وعامل المصنوعات المعدنية جاكوب ستار، والناشر السابق لصحيفة "نيويورك تايمز"، أدولف أوكس.
ونجح الأخير في جذب الحشود إلى مقر الصحيفة الجديد في تايمز سكوير من خلال الألعاب النارية للاحتفال بالعام القادم، ولكن السلطات المحلية حظرت استخدام المفرقعات بعد بضع سنوات فقط.
وفي عام 1907، قام أوكس بتكليف ستار، الذي كان يعمل في شركة Strauss Signs لصناعة اللافتات، بإنشاء عرض مرئي جديد.
واعتمد المفهوم الجديد على كرات الزمن، وهي أدوات بحرية اكتسبت شعبية في القرن الـ19.
ويعود الفضل إلى كل من أوكس وكبير كهربائيي صحيفة نيويورك تايمز، والتر بالمر، في هذه الفكرة، التي يُزعم أنها مستوحاة من مبنى Western Union في وسط المدينة، والذي كانت تسقط فيه كرة زمنية كل يوم في فترة الظهر.
ولكن قالت تاما، حفيدة ستار، التي انضمت إلى شركة Artkraft Strauss في عام 1982 وتمتلك الشركة الآن، في مقابلة هاتفية إنّها تعتقد أنّ جدها هو الذي توصل إلى مفهوم إنزال الكرة وإضاءتها بأرقام العام الجديد عند منتصف الليل.
وأوضحت تاما، التي عملت لسنوات عديدة كمشرفة على إسقاط الكرة في تايمز سكوير: "كانت الفكرة هي.. إضاءتها بالكهرباء الجديدة التي وصلت للتو إلى الحي".
وتابعت:"تمت عملية الإنزال يدويًا.. وكانت هذه طريقة القيام بها لأعوام عديدة".
ورُغم أنّ مانهاتن كانت مضاءة جزئيًا بالكهرباء منذ أوائل ثمانينيات القرن الـ19، إلا أن خدمة المتنزهات الوطنية الأمريكية أشارت إلى أنّ نصف المنازل الأمريكية كانت لا تزال مضاءة بأضواء الغاز والشموع حتى عشرينيات القرن الـ20.
وكان مشهد الكرة المتلألئة وهي تهبط من السماء المظلمة يبدو من عالم آخر.
وأشارت تاما إلى أنّه عند وصول الكرة إلى الحاجز بالافتة التي تعرض أرقام السنة، "يقوم عامل كهرباء بإطفاء الكرة ويشغّل الأرقام في الوقت ذاته. لذلك بدا الأمر وكأن الكرة الهابطة تتحول إلى مجموعة من الأرقام".
"دقيقة خارج الزمن"وكانت هناك 7 كرات مختلفة من تايمز سكوير منذ هبوطها لأول مرة، بدءًا من هيكل حديدي يبلغ وزنه 700 رطل مزود بمصابيح كهربائية بقوة 25 وات، إلى إطار من الألومنيوم الأخف وزنًا بعد الحرب العالمية الثانية، إلى "التفاحة الكبيرة" أثناء تولي عمدة المدينة السابق إد كوخ السلطة.
وفي عام 1995، عندما حصلت الكرة على تحديث جذاب باستخدام الأحجار اللامعة، والأضواء القوية، وأدوات التحكم بالكمبيوتر، لم تعد هناك حاجة إلى صنّاع اللافتات التقليديين، ما يعني أنه لم تعد هناك حاجة إلى شركة Artkraft Strauss، التي جلبت الكرة إلى تايمز سكوير، بعد الآن.
وعندما يأتي الأمر للكرة الحالية، فهي عبارة عن تعاون بين Waterford Crystal وPhilips Lighting، باستخدام 32،256 مصباح LED يمكن برمجته لعرض ملايين الألوان والأنماط على السطح.
ومع ذلك، تتذكر تاما السنوات التي قضتها على سطح ناطحة سحاب "وان تايمز سكوير" باعتزاز، حيث تناوبت مع شقيقها في الإشراف وضبط الوقت.
وعند وصول اللحظة الأخيرة من العام، قام العمال بإنزال الكرة إلى الأسفل باستخدام نظام ببكرة.
وباستخدام سلسلة من العلامات الموضوعة على العمود، كانت تاما مسؤولة عن إخبارهم بالإسراع أو الإبطاء.
ومن خلال أداء هذه الطقوس عامًا بعد عام، ترى تاما صلة جوهرية بين العد التنازلي، الذي تسميه "دقيقة خارج الوقت"، واتخاذ قرارات العام الجديد.
وقالت: "عندما تركز بشدة، يبدو أن الوقت يتباطأ. لقد شعرت بأنّها أطول دقيقة في العالم. شعرت وكأن لديك الوقت لغسل شعرك، والاتصال بوالدتك، وتغيير حياتك. يمكنك حقًا تغيير حياتك في دقيقة واحدة، يمكنك أن تقرر أن تكون مختلفًا. وأن تكون ألطف، وأفضل".
أمريكامهرجانات رأس السنةنيويوركنشر الأحد، 31 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: نيويورك لیلة رأس السنة فی تایمز سکویر العام الجدید
إقرأ أيضاً:
قانون العفو العام.. جدل في العراق والأعين على سوريا
فجر الجدل حول قانون العفو العام بين السلطات القضائية، عاصفة مواقف وتساؤلات أظهرت مدى احتقان المشهد السياسي في العراق.
ورغم رد المحكمة الاتحادية العليا، الطعون المقدمة ضد قوانين العفو العام، الأحوال الشخصية، وإعادة العقارات، مع إلغاء الأمر الولائي الذي كان قد أوقف العمل بها، إلا أن المشهد العراقي ما زال محتقنا ومتأثرا بما جرى في سوريا.
وأكد رئيس المحكمة، القاضي جاسم محمد عبود العميري، خلال جلسة البت بشرعية القوانين، أن "الدستور هو القانون الأسمى في العراق، ولا يجوز سن قوانين تتعارض معه"، مشيرًا إلى أن المحكمة ألغت الأمر الولائي، وأعادت العمل بالقوانين المذكورة.
هذه المستجدات أعادت للذاكرة، مشهد العام 2013 عندما خرجت المحافظات السنية بتظاهرات استمرت نحو عام أنهاها رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي بقوة السلاح.
مواقف حادة
بدأ الأمر، مطلع الشهر الجاري، أصدرت المحكمة الاتحادية أمرًا ولائيًا بإيقاف تنفيذ القوانين الثلاثة، بعد أن تقدم أعضاء في البرلمان بطعون تتعلق بآلية التصويت على القوانين، وسط جدل قانوني وسياسي واسع.
إلا أن القرار قوبل برفض شديد من القوى السياسية السنية والكردية، مما أدى إلى احتجاجات واسعة وتعطيل الدوام الرسمي في عدد من المحافظات، حيث بدأت الاحتجاجات في نينوى، تلتها الأنبار وصلاح الدين، ثم محافظة كركوك، التي قررت تعطيل الدوام الرسمي تضامنًا مع الاحتجاجات.
وفي أول رد فعل سياسي على قرار المحكمة الاتحادية الولائي والقاضي بإيقاف تنفيذ قوانين العفو العام والأحوال الشخصية وإعادة العقارات، أعرب رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، عن رفضه الشديد لقرار المحكمة الاتحادية القاضي بإيقاف تنفيذ قانون العفو العام، مهددا بتظاهرات عارمة في البلاد.
يقول الكاتب والباحث السياسي العراق نظير الكندوري، إن ما حدث في الأيام الأخيرة من اصدار المحكمة الاتحادية لقرارات مسيَّسة ومنع تنفيذ قانون العفو العام (على علَّاته) يمكن اعتبارها مناسبة جيدة لخروج الجماهير لأبداء اعتراضها على القضاء المسيس كما دعا لذلك ما يسمى بـ (السياسيون السنة)، لأنه قرار يستهدف أبناء السنة وابقائهم عن عمد في السجون.
وأضاف، أنه لا يمكن فعل ذلك في الحالة العراقية الان، فلدينا تجارب سابقة قد قامت الجماهير السنية بأبداء اعتراضها على الإجراءات الحكومية بحق السنة عام 2013، فتم وأدها بالحديد والنار، ووجدت الجماهير نفسها وحيدة أمام آلة البطش الطائفية، وكذلك في تظاهرات تشرين التي كانت في غالبها من المكون الشيعي، تم وأدها بالحديد والنار ولم تجد من يساندها.
التأثر بسوريا
كل تلك الأحداث جاءت عقب سقوط الأسد، حيث مثل ذلك صدمة للحكومة العراقية التي تدرجت بمواقفها من إعلان استعدادها للتدخل إلى النأي بالنفس ثم الحديث عن مباحثات مع حكومة الشرع.
الأمر كان كذلك مع القوى السياسية التي رحبت السنية منها بالتغيير، بينما هاجمت الأحزاب الشيعية.
ويبدو أن تصريحات نوري المالكي الأخيرة كانت الأكثر صراحة من غيرها حيث حذر مما سماها بـ"محاولات الالتفاف على العملية السياسية"، وتكرار التجربة السورية بالعراق، مطالباً بالحذر من عودة البعث المحظور وممن سماهم بـ"الطائفيين".
وحول ذلك يقول الكندوري، إنه لا يمكن أن نقيس انعكاسات التغيير الذي حدث في سوريا على العراق ككتلة واحدة، فتأثير التغيير السوري على النظام العراقي، كان مختلفًا عن تأثيره في الشارع العراقي.
وأردف، "في الوقت الذي لاقت الحكومة العراقية ومن خلفها الأحزاب الداعمة لها والميليشيات المسلحة المتحالفة معها، تغييرات سوريا، بمزيد من القلق والتوجس والخوف، والخشية تكرار ما حدث في سوريا بالعراق، نجد إن الشارع العراقي، تلقى التغييرات في سوريا بمزيد من الاستبشار والفرح العارم، بسبب تخلص الشعب السوري من نظام دكتاتوري ومن ميليشيات إيران التي سفكت دمه. بل وجدنا الكثير من النخب العراقية المثقفة، تُناقش أوجه الشبه بين الحالة العراقية والحالة السورية، وما مدى إمكانية تكرار السيناريو السوري في العراق".
وأضاف في حديث لـ "عربي21"، أنه على أساس رد الفعل الرسمي العراقي، يمكننا تفسير الإجراءات التي اتخذها النظام العراقي على مستوى الحكومة، مثل غلق الحدود وقطع التجارة مع سوريا وإيقاف تصدير النفط الخام لها، وصولًا إلى عدم تهنئة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بعد تنصيبه كرئيس للجمهورية العربية السورية. وردود الفعل التي ظهرت على شكل تصريحات من مسؤولين مهمين في الأحزاب والميليشيات الداعمة للحكومة العراقية، وأشهرها تصريحات نوري المالكي زعيم حزب الدعوة، التي أظهر فيها عداءً سافرًا للحكومة السورية الجديدة ولأسباب طائفية بحتة.
كما نعلم أن الأحلام لا حدود لها، والتغييرات التي حدثت في سوريا، جعلت العراقيون وبالتحديد السنَّة منهم، يستغرقون في أحلامهم لرسم حالة شبيهة بما حدث في سوريا، ويحلمون بتحرير بلدهم من الميليشيات ونفوذ إيران واسترجاع سيادة بلدهم المفقودة، لكن الأحلام تبقى أحلام، والواقع بعيد جدًا عن تحقيقهاـ بالرغم من أنها ليست مستحيلة، وفق الكندوري.
الحالة السنية
وأشار الكندوري إلى أن من أهم الدروس التي استفاد منها أهل السنة في العراق، من التجربة السورية، هو يقينهم من إن حالة التغيير في العراق لا يمكن لها أن تكون بدون أن تكون هناك "جهة سياسية معارضة لها ذراع عسكري تقود الحراك التغييري في العراق"، وإلا فأن الاعتماد على الخارج في تغيير الحال في العراق، أو الاعتماد على ما يسمى بـ (السياسيون السنة) المنخرطون بالعملية السياسية الحالية، قطعًا لن يأتي التغيير المنشود.
وبما أن حالة المعارضة العراقية الحالية (إن جاز لنا تسميتها بذلك) هي على وضعها المزري من التشرذم والانقسام، وعدم امتلاكها لوحدة قرار، أو لها جهة سياسية واحدة تقود نضالها، وافتقارها لقوة عسكرية فاعلة على الأرض، فستبقى حالة التغيير المنشودة في العراق بعيدة كثيرًا.
وتابع، على هذا الأساس، فأن السنَّة في العراق بوضعهم الحالي، لا يمتلكون أدوات التغيير، فهم يفتقرون لأدوات سياسية فاعلة، كأحزاب معارضة رصينة، ووحدة خطاب سياسي ناضح، وافتقارهم لأدوات الضغط العسكري، والتي هي في غاية الأهمية في بلدٍ كالعراق تدعم نظامه الطائفي عشرات الميليشيات المسلحة والطائفية.
وشدد الكندوري، أن "على السنة أن لا يتورطوا مرة ثانية بالإعلان عن احتجاجهم على الوضع المأساوي في العراق قبل اكتساب أدوات الضغط الكافية لإدامة حراكهم وتعزيز قدرتهم على فرض التغيير".
وفي ذات السياق يقول النائب في البرلمان العراقي لعدة دورات مشعان الجبوري، إن التغيير في سوريا على المزاج العام لدى السنة في العراق، حيث ولّد لديهم إحساسًا جديدًا بوجود عمق عقائدي وسياسي قد ينعكس على واقعهم الداخلي. ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تدرك الحاكمية الشيعية الأسباب التي دفعت شركاءهم في الوطن إلى البحث عن عمق خارج حدود العراق؟".
في حديثي مع المحاور الحاذق حسام الحاج، تحدثت عن أثر التغيير في سوريا على المزاج العام لدى السنة في العراق، حيث ولّد لديهم إحساسًا جديدًا بوجود عمق عقائدي وسياسي قد ينعكس على واقعهم الداخلي.
ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تدرك الحاكمية الشيعية الأسباب التي دفعت شركاءهم في الوطن… pic.twitter.com/sQlw6oZLCF — مشعان الجبوري (@mashanaljabouri) January 31, 2025