دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في اليوم الأخير من كل عام، أصبح من المعتاد أن تتجمع حشود كبيرة وسط فوضى الأضواء في تايمز سكوير بمدينة نيويورك الأمريكية، للإعلان عن بداية عام جديد.

وعند الساعة 11:59 مساءً تسقط كرة مبهرة أسفل عمود، بينما يقوم الحضور،  وملايين الأشخاص الذين يتابعون الحدث من منازلهم، بالعد التنازلي من الرقم 60.

وعند منتصف الليل، يهلل الحشد بأصوات مدوية، وغالبًا ما يسحبون أحباءهم من أجل قُبلة احتفالية.

ليلة رأس السنة الجديدة لديها مجموعة من الطقوس الخاصة بها: إسقاط كرة تايمز سكوير، وقرارات العام الجديد، وختم العام الجديد بقبلة.Credit: Bettmann Archive/Getty Images

وكشف المنظمون في مدينة نيويورك عن تصميم جديد للكرة البلورية التي سيتم إسقاطها في منتصف ليلة رأس السنة الجديدة 2024، استنادًا إلى شكل تايمز سكوير.

وتتميز نجمة العد التنازلي الآن بنمط ربطة العنق، فيما يقول المنظمون إنّها تتوافق مع تصميم تايمز سكوير.

ومن المقرر أن تهبط الكرة من أعلى تايمز سكوير، مساء الأحد، مع توقع حضور ما يقرب من مليون شخص، وملايين آخرين حول العالم.

وكان عام 2020 هو العام الأول منذ 1904 الذي مُنعت فيه الحشود من التدفق إلى تايمز سكوير.

ومع إلغاء إسقاط الكرة لعامين خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الأشخاص لا يزالون يأتون لمراقبة التقليد والوقوف دقيقة صمت.

وعلى مدار القرن الماضي، تطور رمز العام الجديد، أي الكرة المضيئة، من قفص حديدي وخشبي مُزين بمصابيح كهربائية، إلى جسم كريستالي مبهر بألوان ساحرة.

ولكن كيف بدأ الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة، ولماذا نحتفل بهذه المناسبة بمشاهدة كرة تنزل على عمود؟

إلهام بحري تجمع الحشود في تايمز سكوير بتاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول 1938. وقد استضاف التقاطع احتفالات ليلة رأس السنة منذ عام 1904.Credit: -/AFP/Getty Images

بدأت فكرة كرة تايمز سكوير بفضل مهاجر أوكراني وعامل المصنوعات المعدنية جاكوب ستار، والناشر السابق لصحيفة "نيويورك تايمز"، أدولف أوكس.

ونجح الأخير في جذب الحشود إلى مقر الصحيفة الجديد في تايمز سكوير من خلال الألعاب النارية للاحتفال بالعام القادم، ولكن السلطات المحلية حظرت استخدام المفرقعات بعد بضع سنوات فقط.

وفي عام 1907، قام أوكس بتكليف ستار، الذي كان يعمل في شركة Strauss Signs لصناعة اللافتات، بإنشاء عرض مرئي جديد.

واعتمد المفهوم الجديد على كرات الزمن، وهي أدوات بحرية اكتسبت شعبية في القرن الـ19.

ويعود الفضل إلى كل من أوكس وكبير كهربائيي صحيفة نيويورك تايمز، والتر بالمر، في هذه الفكرة، التي يُزعم أنها مستوحاة من مبنى Western Union في وسط المدينة، والذي كانت تسقط فيه كرة زمنية كل يوم في فترة الظهر.

ولكن قالت تاما، حفيدة ستار، التي انضمت إلى شركة Artkraft Strauss في عام 1982 وتمتلك الشركة الآن، في مقابلة هاتفية إنّها تعتقد أنّ جدها هو الذي توصل إلى مفهوم إنزال الكرة وإضاءتها بأرقام العام الجديد عند منتصف الليل.

وأوضحت تاما، التي عملت لسنوات عديدة كمشرفة على إسقاط الكرة في تايمز سكوير: "كانت الفكرة هي.. إضاءتها بالكهرباء الجديدة التي وصلت للتو إلى الحي".

وتابعت:"تمت عملية الإنزال يدويًا.. وكانت هذه طريقة القيام بها لأعوام عديدة".

ورُغم أنّ مانهاتن كانت مضاءة جزئيًا بالكهرباء منذ أوائل ثمانينيات القرن الـ19، إلا أن خدمة المتنزهات الوطنية الأمريكية أشارت إلى أنّ نصف المنازل الأمريكية كانت لا تزال مضاءة بأضواء الغاز والشموع حتى عشرينيات القرن الـ20.

وكان مشهد الكرة المتلألئة وهي تهبط من السماء المظلمة يبدو من عالم آخر.

وأشارت تاما إلى أنّه عند وصول الكرة إلى الحاجز بالافتة التي تعرض أرقام السنة، "يقوم عامل كهرباء  بإطفاء الكرة ويشغّل الأرقام في الوقت ذاته. لذلك بدا الأمر وكأن الكرة الهابطة تتحول إلى مجموعة من الأرقام".

"دقيقة خارج الزمن"

وكانت هناك 7 كرات مختلفة من تايمز سكوير منذ هبوطها لأول مرة، بدءًا من هيكل حديدي يبلغ وزنه 700 رطل مزود بمصابيح كهربائية بقوة 25 وات، إلى إطار من الألومنيوم الأخف وزنًا بعد الحرب العالمية الثانية، إلى "التفاحة الكبيرة" أثناء تولي عمدة المدينة السابق إد كوخ السلطة.

وفي عام 1995، عندما حصلت الكرة على تحديث جذاب باستخدام الأحجار اللامعة، والأضواء القوية، وأدوات التحكم بالكمبيوتر، لم تعد هناك حاجة إلى صنّاع اللافتات التقليديين، ما يعني أنه لم تعد هناك حاجة إلى شركة Artkraft Strauss، التي جلبت الكرة إلى تايمز سكوير، بعد الآن.

وعندما يأتي الأمر للكرة الحالية، فهي عبارة عن تعاون بين Waterford Crystal وPhilips Lighting، باستخدام 32،256 مصباح LED يمكن برمجته لعرض ملايين الألوان والأنماط على السطح.

ومع ذلك، تتذكر تاما السنوات التي قضتها على سطح ناطحة سحاب "وان تايمز سكوير" باعتزاز، حيث تناوبت مع شقيقها في الإشراف وضبط الوقت.

وعند وصول اللحظة الأخيرة من العام، قام العمال بإنزال الكرة إلى الأسفل باستخدام نظام ببكرة.

وباستخدام سلسلة من العلامات الموضوعة على العمود، كانت تاما مسؤولة عن إخبارهم بالإسراع أو الإبطاء.

ومن خلال أداء هذه الطقوس عامًا بعد عام، ترى تاما صلة جوهرية بين العد التنازلي، الذي تسميه "دقيقة خارج الوقت"، واتخاذ قرارات العام الجديد.

وقالت: "عندما تركز بشدة، يبدو أن الوقت يتباطأ. لقد شعرت بأنّها أطول دقيقة في العالم. شعرت وكأن لديك الوقت لغسل شعرك، والاتصال بوالدتك، وتغيير حياتك. يمكنك حقًا تغيير حياتك في دقيقة واحدة، يمكنك أن تقرر أن تكون مختلفًا. وأن تكون ألطف، وأفضل".

أمريكامهرجانات رأس السنةنيويوركنشر الأحد، 31 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: نيويورك لیلة رأس السنة فی تایمز سکویر العام الجدید

إقرأ أيضاً:

صلاح بين التألق وغياب الألقاب.. مستقبل الكرة الذهبية في خطر

في تطورات أثارت الجدل بين عشاق كرة القدم، ودّع نادي ليفربول الإنجليزي بطولتي دوري أبطال أوروبا وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية في موسم 2024-2025، ليُلقي ذلك بظلال كبيرة على آمال النجم المصري محمد صلاح في التتويج بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، التي تُعد الحلم الأبرز لأي لاعب في عالم الساحرة المستديرة.




كان صلاح بدأ الموسم بقوة، حيث قدم أداءً استثنائياً جعله يتصدر قوائم المرشحين للجائزة في وقت سابق من العام. فقد سجل النجم المصري 32 هدفًا وقدم 22 تمريرة حاسمة في 42 مباراة بجميع البطولات حتى منتصف الموسم، وفقًا لتقارير صحافية موثوقة. هذه الأرقام المذهلة جعلته يتفوق على نجوم عالميين مثل كيليان مبابي ورافينيا، ليُعزز موقعه كأحد أبرز المتنافسين على اللقب الفردي الأرفع.
لكن الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا، بعد هزيمة ليفربول أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16 بركلات الترجيح، أضعف حظوظ صلاح بشكل ملحوظ. فالجائزة، التي تُمنح بناءً على الأداء الفردي والإنجازات الجماعية، تعتمد بشكل كبير على التألق في البطولات القارية الكبرى، وهو ما أشار إليه النجم الفرنسي السابق تيري هنري في تصريحات حديثة، حيث استبعد صلاح من قائمة المرشحين، مفضلاً عليه البرازيلي رافينيا، نجم برشلونة، الذي يتصدر هدافي دوري الأبطال برصيد 11 هدفاً.
لم تتوقف الصدمات عند هذا الحد، إذ تلقى ليفربول ضربة أخرى بخروجه من نهائي كأس الرابطة الإنجليزية أمام نيوكاسل يونايتد يوم الأحد، مما قلّص من فرص الفريق في تحقيق أي لقب هذا الموسم باستثناء الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي لا يزال صلاح ينافس فيه بقوة على صدارة الهدافين وصنّاع الأهداف.
ورغم هذه الانتكاسات، يرى بعض المحللين أن فرص صلاح لم تنتهِ بعد. ففي ظل غياب البطولات الدولية الكبرى هذا العام، قد تتجه الأنظار إلى الأداء الفردي في الدوريات المحلية، حيث يواصل صلاح تقديم أرقام استثنائية. لكن صحيفة "فيشاغيس" الإسبانية ذهبت إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن خروج ليفربول من دوري الأبطال جعل صلاح "بلا خيارات" فعليًا في السباق، خاصة مع تراجعه إلى المركز الثاني في ترتيب المرشحين وفق موقع "Score 90"، خلف رافينيا الذي استفاد من تألق برشلونة القاري.
من جانبه، لم يُصدر صلاح أي تصريحات رسمية بعد الخروج الأخير، لكنه أكد في وقت سابق هذا العام أن تركيزه ينصب على الفوز بالبطولات مع ليفربول أكثر من التفكير في الجوائز الفردية. ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح: هل يكفي التألق الفردي في الدوري الإنجليزي لتعويض غياب الألقاب الكبرى؟.
في الوقت الحالي، يبدو أن الطريق أمام صلاح لتحقيق حلم الكرة الذهبية قد أصبح أكثر تعقيدًا، لكن موسم 2024-2025 لم ينتهِ بعد، وقد تحمل الأسابيع المقبلة تطورات جديدة تعيد خلط الأوراق مجدداً.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: نتنياهو يعيد إشعال الحرب ضد غزة لفرض تنازلات من حماس
  • “لحظة يالطا”.. نيويورك تايمز تصف مكالمة بوتين وترامب بالتاريخية
  • نيويورك تايمز: لا تخدع نفسك.. جامعة كولومبيا لن تكون النهاية
  • صلاح بين التألق وغياب الألقاب.. مستقبل الكرة الذهبية في خطر
  • الشمس ليس لها شعاع.. علامات الاستدلال على ليلة القدر من السنة النبوية
  • ظاهرة فلكية تتكرر كل 33 عاما.. رمضان مرتين في هذه السنة
  • بالفيديو.. نيويورك: الشرطة تبحث عن مشتبه به أشعل النار في أحد المارة قرب تايمز سكوير
  • ليلة في حب الفرعون الجديد.. ماذا قالت الصحف الانجليزية وجوارديولا عن تألق عمر مرموش؟
  • نيويورك تايمز: حملة مدمرة تطال التعليم الجامعي في أميركا
  • بالفيديو .. لحظة إسقاط العلم السوري الجديد في السويداء لرفع علم الطائفة الدرزية