يناضل لأجل أهليته.. هل يستطيع ترامب المضي في الترشح للرئاسة؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
واشنطن- انضمت ولاية ماين إلى كولورادو، وقررت استبعاد اسم دونالد ترامب من الظهور على بطاقات الاقتراع في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، والمقرر أن تجري في الخامس من مارس/آذار القادم في الولايتين.
واتخذت سكرتيرة ولاية ماين، شينا بيلوز، المنتمية للحزب الديمقراطي، والتي يخولها منصبها الإشراف على الانتخابات في الولاية، قرار استبعاد ترامب.
ويتقدم ترامب، وبفارق واسع، السباق بين المرشحين الجمهوريين، وتشير أغلب استطلاعات الرأي لتقدمه على الرئيس جو بايدن على المستوى الوطني.
وتوقّع عدد كبير من المراقبين وخبراء القانون الدستوري تدخل المحكمة العليا للنظر في حكم ولايتي ماين وكولورادو، وحسم قضية أهلية ترشح ترامب لانتخابات 2024.
ولا يزال استئناف قرار المحكمة في كولورادو معلقا أمام المحكمة العليا، كما رفضت حملة ترامب القرار، وقدمت استئنافا ضده، وإذا قررت المحكمة العليا مراجعة القضية، فقد يكون لها آثار واسعة النطاق على الطعون الأخرى لأهلية ترامب في جميع أنحاء الولايات الأميركية.
وستجري الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في كل من ولايتي ماين وكولورادو في الخامس من مارس/آذار المقبل، فيما يعرف بيوم "الثلاثاء الكبير". في حين يجب أن تكون بطاقات الاقتراع في ولاية ماين للعسكريين والناخبين في الخارج (يصوتون مبكرا) جاهزة بحلول يوم 19 يناير/كانون الثاني المقبل.
وتوقعا لاستئناف قرارها، ترجح بيلوز أن تصدر المحكمة العليا في ولاية ماين حكمها قبل أو بحلول 17 يناير/كانون الثاني المقبل.
سند قانوني ضعيف
بعد الحرب الأهلية، صادق الكونغرس على التعديل الـ14 لضمان حقوق العبيد السابقين، وتضمنت فقرة من جملتين في القسم الثالث عبارات لمنع قادة الجنوب ممن أيدوا بقاء العبودية وحاربوا في سبيل ذلك، من استعادة السلطة في ولايتهم عن طريق الترشح بعد الحرب تحت ذريعة مشاركتهم في محاولة تمرد ضد الدولة الأميركية.
وعلى هذا الأساس رُفِعَت عشرات الدعاوى القضائية لاستبعاد ترامب بادعاء أنه شارك في التمرد في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي ضد الدولة الأميركية، وعليه لم يعد مؤهلا للترشح للمنصب.
وفشلت جميع الدعاوى حتى جاء حكم ولاية كولورادو، وتحرك سكرتيرة ولاية ماين شينا بيلوز. ولم تصدر المحكمة العليا أبدا حكما بشأن القسم الثالث، ومن المرجح أن تفعل ذلك عند النظر في الطعون على قرار كولورادو، وقد استأنف الحزب الجمهوري على الحكم في الولاية بالفعل، ومن المتوقع أن يقدم ترامب نفسه استئنافا خاصا به قريبا.
جدير بالذكر أنه تتم محاكمة ترامب بالفعل بسبب محاولة إلغاء خسارته لعام 2020، والتي بلغت ذروتها في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي، لكن القسم الثالث في التعديل الدستوري الـ14 لا يتطلب إدانة جنائية ليصبح ساري المفعول.
في حديث لشبكة "سي بي إس" قالت بيلوز "في تقييم وزن الأدلة، أوضحت أن ترامب كان على دراية بالتوتر الذي تسبب فيه بعد ضغوطه لعدة أشهر لنزع الشرعية عن انتخابات 2020، وهو اختار بعد ذلك إشعال الفوضى".
وأضافت أن "الدستور الأميركي لا يتسامح مع الاعتداء على أسس حكومتنا، وقانون الانتخابات في ولاية ماين يتطلب مني التصرف ردا على ذلك"، و"كانت أحداث السادس من يناير/كانون الثاني غير مسبوقة ومأساوية، وترامب شارك في هذا التمرد، ولذلك، ليس مؤهلا ليكون على ورقة الاقتراع".
وفي بيان مضاد، قال ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم حملة ترامب "سنقدم بسرعة اعتراضا قانونيا في محكمة الولاية لمنع سريان هذا القرار الفظيع في ولاية ماين"، وأضاف "نشهد في هذه الأوقات محاولة سرقة الانتخابات وحرمان الناخب الأميركي من حق التصويت".
ويجادل ترامب بأنه لا يمكن استبعاده من سباق الرئاسة، بسبب سلوكه المحيط بانتخابات 2020 وأحداث السادس من يناير/كانون الثاني، لأن كل ما قام به من خطب وتصريحات محمية بموجب التعديل الأول المتعلق بحرية التعبير.
وفي حوار مع الجزيرة نت، أشار أستاذ القانون الدستوري بجامعة نيويورك البروفيسور نوح روزنبلوم إلى أن "الجزء الرئيسي من الأحكام، إذا كنا نفكر في الآثار القانونية، هو أمر المحكمة العليا في كولورادو بوقف قرارها، حتى تتاح للمحكمة العليا للولايات المتحدة فرصة مراجعة القضية، ما يعنيه هذا، في الممارسة العملية، هو أن المحكمة في كولورادو تمارس كثيرا من الضغط على المحكمة العليا للولايات المتحدة لتنظر في القضية".
ويضيف الخبير الدستوري أنه "من شبه المؤكد أن المحكمة العليا في ولاية كولورادو لن يكون لها الكلمة الأخيرة في هذه المسألة، لأن المحكمة العليا للولايات المتحدة ستنظر الآن بشكل شبه مؤكد في القضية. وكيف سيحلون المشكلة؟ هو ما لا يعرفه أي شخص في هذه اللحظة".
وغرّد رئيس مجلس النواب مايك جونسون، على منصة إكس منتقدا القرارات الساعية لسحب ترشّح ترامب في الانتخابات التمهيدية بعدد من الولايات، وقال "قرار سكرتيرة ولاية ماين بسحب اسم ترامب من بطاقات الاقتراع هو قرار متهور ومسيس. أنا واثق من أن المحكمة العليا سترفضه وتعكسه".
وشهدت الأيام القليلة السابقة رفض ولايتي ميشيغان وكاليفورنيا استبعاد ترامب من بطاقات الاقتراع. ويرفض أغلب مسؤولي الولايات طلبات استبعاده، وعادة ما يقولون إنهم لا يملكون السلطة للقيام بذلك ما لم يكن هناك قرار من المحكمة بذلك.
وتتكون المحكمة العليا من 9 قضاة، منهم 6 عينهم رؤساء جمهوريون، 3 من قبل ترامب نفسه. لكن المحاكم لا تنقسم دائما على أسس حزبية يمكن التنبؤ بها، فقد جاء حكم ولاية كولورادو بأغلبية 4 أصوات مقابل 3، وكان الـ3 من الديمقراطيين.
ويحذر خبراء قانونيون من أنه إذا لم تحل المحكمة العليا القضية بحسم ووضوح، فقد يؤدي ذلك إلى فوضى في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أو في يناير/كانون الثاني 2025، إذا فاز ترامب في الانتخابات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: بطاقات الاقتراع المحکمة العلیا فی ولایة ماین أن المحکمة
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع ترامب كسب الحروب التجارية قبل "الرصاصة الأولى"؟
يرى الكاتب السياسي دانيال مكارثي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعرف بالضبط ما الذي يفعله بالتعريفات الجمركية. الآخرون في حيرة: لماذا أعلن فرض ضرائب باهظة على الواردات من كندا وكذلك المكسيك والصين؟، من الواضح أن لأمريكا مصلحة في الانفصال الاقتصادي عن الصين، بصفتها قوة عظيمة منافسة.
يستخدم ترامب التعريفات الجمركية لتحديد التوقعات مع الجارة الشمالية
كتب مكارثي في موقع "ريل كلير بوليتيكس" أن ترامب، ومن خلال فرض تعريفات جمركية على الواردات المكسيكية أولاً ثم تعليقها، تمكن من جلب حكومة المكسيك إلى طاولة المفاوضات بشروطه. حقق ذلك نتائج فورية في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالفنتانيل والمخدرات الأخرى إلى الولايات المتحدة.
ترسل الرئيسة كلوديا شينباوم الآن 10 آلاف جندي لتأمين الجانب المكسيكي من الحدود. ولديها شهر واحد لإنجاز المهمة وإبرام صفقة أكبر وأطول مدى مع الولايات المتحدة، أو ستعاود سريعاً فرض الرسوم الجمركية في مارس (آذار). ترامب يغضب محافظي كندا
مثل المكسيك، مُنحت كندا مهلة 30 يوماً لتسوية الأمور. وثمة المزيد للحديث عنه بخلاف الحدود الشمالية. يضايق ترامب رئيس الوزراء جاستن ترودو بشأن تحويل كندا إلى الولاية الأمريكية رقم 51. من الصعب تخيل تعريفات جمركية عالية بما يكفي لتحقيق ما لم يتمكن اجتياحان من تحقيقه على مدار مئتي عام تقريباً.
Can Trump Win Trade Wars Before They Start? https://t.co/zMFO1DRyvw
— RealClearPolitics (@RCPolitics) February 4, 2025حاولت أمريكا الاستيلاء على كندا بالقوة في الحرب الثورية وحرب عام 1812، وفي المرتين كانت تأمل أن ينقلب الكنديون تلقائياً ضد حكومتهم، ويطالبوا بحقوق وحريات المواطنين الأمريكيين. مع ذلك، يأتي أحد المكونات الأساسية للهوية الوطنية الكندية من المحافظين المؤيدين لبريطانيا، والذين فروا من المستعمرات الأمريكية بدلاً من الانضمام إلى الثورة الأمريكية. المحافظون الكنديون، بمن فيهم الرجل المتمتع بأفضل أمل لهزيمة الحزب الليبرالي في الانتخابات القادمة بيار بواليفير، لا يريدون أن يصبحوا أمريكيين.
إنهم غاضبون بشكل وطني من تهديد التعريفات الجمركية، وهم في خطر سياسي، إذا احتشد الكنديون حول الحكومة الليبرالية كمدافع عن سيادتهم وشرفهم الوطني، لكن ترامب يعرف كل ذلك.
يستخدم ترامب التعريفات الجمركية لتحديد التوقعات مع الجارة الشمالية للولايات المتحدة، تماماً كما فعل مع الصين والمكسيك. في بعض الأحيان يكون أفضل شيء يمكن أن يفعله الشخص أو الأمة لصديق هو أن يكون صارماً. لطالما كانت كندا غير جادة بشأن الوفاء بالتزاماتها الأمنية تجاه شعبها وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على حد سواء.
من المفترض أن يساهم أعضاء الحلف بما لا يقل عن 2% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع. أنفقت كندا 1.37% فقط السنة الماضية، ووعد ترودو بأن تصل بلاده إلى عتبة 2% بحلول 2032.
Can Trump Win Trade Wars Before They Start?
A Commentary By Daniel McCarthy
Donald Trump knows exactly what he's doing with tariffs.
More At Rasmussen Reports:https://t.co/5pqHh4QidN pic.twitter.com/GBreao8aWo
وفق الكاتب، ليس هذا تعهد زعيم يشعر بأي إلحاح حيال توفير أمن بلاده، ناهيكم عن مساعدة الأصدقاء عندما تكون هناك حرب بالقرب من حدودهم. حتى الآن، كان رؤساء الوزراء الكنديون راضين عن السماح لأمريكا بدفع فاتورة الأمن، وهو ما دفع ترامب إلى التساؤل عن سبب دفع الولايات المتحدة ثمنها إذا لم تكن الأرض أرضها.
ما لا تستطيع أمريكا تحمله توجه معاملته القاسية لترودو رسالة إلى أوروبا، حيث بدأ المزيد من دول الناتو تلبية مساهماتها الدنيا البالغة 2%، لكن بالكاد يتم ذلك: على سبيل المثال، أنفقت ألمانيا 1.3% على الدفاع في 2023 ولم ترفع ذلك إلا إلى ما يزيد بقليل عن 2% في السنة الماضية، بالرغم من أن حلف شمال الأطلسي يواجه أعظم تحد له منذ نهاية الحرب الباردة مع غزو روسيا لأوكرانيا.في القرن الحادي والعشرين، لا تستطيع أمريكا تحمل أن يخدعها الأصدقاء أكثر مما تستطيع أن تتحمل عدم الحذر بشأن القوة الصينية أو الفوضى المكسيكية. يستخدم ترامب أساليب سلمية – وإن كانت مؤلمة – لتغيير سلوك الأصدقاء والأعداء على حد سواء. الكلمة الأجمل وحقيقة ترامب للتأكيد، هو يعتقد أن "التعريفات الجمركية" هي الكلمة الأكثر جمالاً في اللغة الإنجليزية: ترامب هو بلا خجل "رجل التعريفات الجمركية"، لكنه أيضاً صانع صفقات أولاً وقبل كل شيء، ويمكن تجنب التعريفات الجمركية إذا كان الطرف الآخر على استعداد للتوصل إلى اتفاق يخدم مصالح أمريكا بشكل أفضل.
في نهاية المطاف، التجارة مع أمريكا هي في مصلحة الجميع، من الصين مروراً بالمكسيك وصولاً إلى كندا – تقدم الولايات المتحدة شيئاً، ولكنها لا تحصل على ما يكفي في المقابل. يقصد ترامب تغيير ذلك، والتعريفات الجمركية أداة قوية للقيام بذلك. يعرف كيف يفوز بإمكان استراتيجية الرئيس أن تساعد حتى في إعادة الوظائف وسلاسل التوريد إلى أمريكا، دون الحاجة إلى دخول التعريفات الجمركية حيز التنفيذ. لدى الشركات، الخائفة من احتمال فرض تعريفات جمركية، حافز لتخطيها من خلال إعادة الإنتاج إلى أمريكا، وتكريس المزيد من الاهتمام بالسوق المحلية.
ولدى الشركات الأمريكية، التي تعتمد على الواردات الأجنبية، كل الأسباب للبدء بالتحرر من اعتمادها الآن، من خلال إيجاد مكونات بديلة لن تخضع للتعريفات الجمركية.
وختم مكارثي مقاله مشيراً إلى أن ترامب يعرف كيف يفوز في الحروب التجارية قبل إطلاق الرصاصة الأولى، إذا جاز التعبير.