أصدر مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، العدد الثامن عشر من دوريته البحثية المتخصصة «دراسات»، التي تتناول عددًا من القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية من منظورٍ استراتيجي.
وفي افتتاحية العدد الجديد المعنونة «التعاون عبر الأقاليم في ظل التطورات الإقليمية والدولية الراهنة»، أشار سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات» ورئيس تحرير الدورية إلى أنه إذا كانت مسؤولية حفظ الأمن والسلم الدوليين منوطةً بالأمم المتحدة فإن دور التنظيمات الإقليمية التي وردت في الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة يتعاظم لسببٍ بسيطٍ وهو قدرتها على الإلمام بالتحديات الإقليمية بشكلٍ أكثر تفصيلًا من ناحية، وصعوبة العمل داخل المنظمة الدولية من ناحيةٍ ثانية، خاصةً في القضايا التي تتسم بالتعقيد.


وأضاف سعادته أن التعاون عبر الأقاليم بين تلك التنظيمات يُحقق العديد من الفوائد السياسية، خاصةً تعزيز المواقف التفاوضية للدول أعضاء تلك التنظيمات في المحافل الدولية، وعلى الصعد الاقتصادية من خلال الاستفادة من الفرص المتاحة في مجال التبادل التجاري وتوظيف الدول للمزايا النسبية التي تتمتع بها في سياق علاقاتها التجارية الدولية، وعلى المستوى الأمني التوصل لتوافقات وتفاهمات بشأن كيفية مواجهة التحديات الأمنية المشتركة التي لم يعد بمقدور أي دولةٍ مواجهتها بمفردها ومن بينها التغير المُناخي والأمن الغذائي.
كما أكد سعادة رئيس مجلس الأمناء أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية استطاع عبر مسيرته أن يؤسس عدة شراكاتٍ مع تنظيماتٍ إقليميةٍ مماثلةٍ ومن بينها تجمع دول جنوب شرق آسيا إيمانًا بأهمية التعاون عبر الأقاليم خاصةً ذات القرب الجغرافي والتشابه في العوامل الاجتماعية والتاريخية التي تُمثل أسسًا مهمًا لتطوير العلاقات نحو آفاقٍ أكبر في المستقبل.
ولفت رئيس مجلس الأمناء إلى أن الأمر الجدير بالإشارة هو الحرص المتبادل بين الدول ومنظمات الأمن الإقليمي على مأسسة وتأطير تلك العلاقات من خلال وضع قواعد وآليات لتلك الشراكة من بينها منح صفة شريك حوار أو شريك قطاعي، وهو ما يُعد تأكيدًا من تلك التنظيمات على أهمية هذا العضو الجديد وقدرته على الإسهام في جهود المنظمة بالنظر لما يتميز به من سماتٍ سواءً على صعيد النظم السياسية أو السياسات الخارجية المعتدلة التي تتوافق وسياسات الدول أعضاء ذلك التنظيم، بالإضافة إلى قناعة دول تلك المنظمات أن ثمة فائدةٌ سوف تتحقق للجميع في المجال الاقتصادي في ظل تشابك المصالح بين الدول بشكلٍ غير مسبوقٍ ووجود تحدياتٍ تحتاج للتعاون الآن أكثر من أي وقتٍ مضى.
كما يتضمن العدد دراسةً مهمةً بعنوان «أهداف التنمية المستدامة في ضوء المسيرة التنموية الشاملة لمملكة البحرين»، التي تهدف إلى تحليل تطبيق مبادئ التنمية المستدامة في المملكة وفقاً للمعايير الأممية، وملفًا شاملًا بعنوان «دول الخليج العربي والآسيان: الشراكة عبر الأقاليم»، الذي يُحلل مسار العلاقات بين دول الخليج العربي والآسيان من خلال خمس دراساتٍ متكاملة، وقد جاءت الدراسة الأولى بعنوان «تجربة التكامل الإقليمي للآسيان والدروس المستفادة منها لدول الجنوب»، أما الدراسة الثانية فقد جاءت بعنوان «العلاقة بين مملكة البحرين ورابطة الآسيان: نموذج للتعاون عبر الأقاليم».
فيما جاءت الدراسة الثالثة بعنوان «أبعاد علاقات دول الخليج العربي برابطة الآسيان»، والدراسة الرابعة بعنوان «سياسات الأمن الغذائي لدول الخليج العربي ورابطة الآسيان»، وحملت الدراسة الخامسة والأخيرة عنوان «تعزيز التعاون بين الخليج العربي ودول الآسيان بشأن التحول إلى صافي الانبعاثات الصفرية»، وتضمن قسم القضايا الإقليمية في العدد دراسةً بعنوان «الاستراتيجية الفرنسية في الخليج العربي: تقييم وآفاق مستقبلية»، حول رؤية فرنسا لأمن منطقة الخليج العربي ما بين الفرص والتحديات، كما يتضمن العدد عروضًا لمجموعةٍ من الكتب المهمة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا دول الخلیج العربی

إقرأ أيضاً:

أكادير.. مكتب دراسات يتخلص من وثائق حساسة واتفاقيات في حاوية الأزبال

زنقة 20 | أكادير

تفاجأ نشطاء بمدينة أكادير بالعثور على كمية ضخمة من الوثائق الرسمية والملفات الخاصة بمشاريع مهمة في العيون وكلميم وأكادير، مرمية بالقرب من مكان مخصص لرمي النفايات، ما أثار استياء كبيرا من هذا الاستهتار بأرشيف يحمل مخططات ومعلومات حساسة تخص مراكز ومستشفيات ومؤسسات تابعة للدولة.

المشهد أثار انتقادات واسعة من قبل المعنيين والمهتمين، حيث استهجن الجميع تصرف مكتب الدراسات الذي لم يكلف نفسه عناء جمع هذه الوثائق القيمة ووضعها في مكان آمن، بل تركها في الشارع عرضة للتلف أو الاستغلال غير المشروع.

وعبر ناشطون عن مخاوفهم من أن تكون بعض الملفات المرمية قد تضمنت اتفاقيات وشراكات لم تُنفذ بعد، كانت قد تم تسجيلها في محاضر جلسات دورات مجالس جماعية، خصوصا في جهة كلميم وادنون باعتبارها الجهة المثيرة للجدل.

ويؤكد هؤلاء أن ضياع هذه الوثائق قد يعني ضياع فرص التنمية ومشاريع حيوية كانت تنتظر التنفيذ ولاقت تصويت بالإجماع والأغلبية وسجلت بمحاضر تم تدوينها من قبل الجهات الوصية.

إلى ذلك تطرح هذه الواقعة تساؤلات حول إجراءات حفظ الوثائق في المشاريع الحكومية ومدى جدية الجهات المعنية في ضمان حماية المعلومات الهامة، خصوصًا في الأقاليم الجنوبية التي تشهد مشاريع استراتيجية هامة.

مقالات مشابهة

  • أحمد بالهول الفلاسي: «يوم زايد للعمل الإنساني» محطة سنوية لاستحضار القيم السامية
  • مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض يصدر تقرير أداء الجهات الخدمية لشهر فبراير 2025
  • مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض يصدر تقرير أداء الجهات الخدمية في فبراير 2025
  • وزير الرياضة: يوم زايد للعمل الإنساني محطة سنوية لاستحضار القيم السامية
  • وزير الإنتاج الحربي يتفقد خطوط الإنتاج ومراحل التصنيع بشركة أبو زعبل للصناعات المتخصصة
  • مركز دراسات: جهود ترامب لإضعاف الحوثيين سيعتمد على مجلس القيادة الرئاسي لكنه يعاني الصراعات
  • شركة الخليج العربي للنفط تعيد تشغيل البئر G105 بحقل النافورة بعد صيانته وتحسين كفاءته
  • وزير الإسكان يبحث سبل التعاون مع إحدى الشركات الألمانية المتخصصة في مجال مياه الشرب
  • الخليج العربي للنفط تُعيد تشغيل البئر G105 بحقل النافورة بعد صيانة شاملة
  • أكادير.. مكتب دراسات يتخلص من وثائق حساسة واتفاقيات في حاوية الأزبال