الجزيرة:
2024-10-05@04:01:59 GMT

طوفان الأقصى تُفاقم عقدة العقد الثامن بإسرائيل

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

طوفان الأقصى تُفاقم عقدة العقد الثامن بإسرائيل

القدس المحتلة- عادت عقدة العقد الثامن إلى دوائر النقاش في الساحة الإسرائيلية مع استمرار الحرب على غزة لتكشف التداعيات الأولية لمعركة "طوفان الأقصى" على الهوية الإسرائيلية الجماعية، وتقويض الأمن الشخصي وانهيار النظرية الأمنية بهذا المجتمع.

وشكلت "طوفان الأقصى" -التي شنتها حماس بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- محطة فارقة في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي مع تآكل ردع المقاومة الفلسطينية، والإخفاق بالإنذار المبكر تجاه هجماتها، وغياب صورة الانتصار، والفشل في الحسم السريع بالمواجهات العسكرية مع الفصائل الفلسطينية.

هذه التقديرات والقراءات استعرضها بايغا شوحط، وزير المالية الأسبق في عهد حكومة إسحق رابين، في حوار مع "ملحق السبت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، حيث وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وحمله مسؤولية الفشل بمنع الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على مستوطنات "غلاف غزة" والنقب الغربي، وفتح باب الصراع مع الفلسطينيين على مصراعيه.

ويعتبر الوزير السابق عراب الاتفاقيات الاقتصادية المنبثقة من اتفاق أوسلو، ومهندس العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، علما بأنه كان من أوائل الإسرائيليين الذين وضعوا حجر الأساس للمشروع الاستيطاني في قطاع غزة خمسينيات القرن الماضي.

الحاضر والمستقبل

اليوم، ومع اندلاع "طوفان الأقصى" يشير شوحط (87 عاما) يشير إلى أنه ينظر إلى الماضي بشوق، وإلى الحاضر بغضب. ويقول "لقد استسلم نتنياهو للابتزاز، فالمليارات تذهب إلى أشياء لا تساهم في الاقتصاد، إذا استمر الانقسام وتوزيع الميزانيات على الأحزاب المشاركة بائتلاف الحكومة، فهذا هو الخطر على وجودنا".

وعندما كان عمره 20 عاما، وصل شوحط الذي أنهى الخدمة العسكرية بالجيش حديثا، إلى كيبوتس "ناحال عوز" القريب من مدينة غزة، ويقول "كنا نعيش تحت القصف، لم يستسلم المصريون، لقد دمروا اقتصادنا في الكيبوتس، كنا نهرب إلى الملاجئ طوال الوقت".

ويقول شوحط في مذكراته "بين الصحراء والكنز" التي نشرها قبيل أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي "احتل المصريون القطاع، وبعد ذلك أعادوه. ثم ساد الهدوء لسنوات قليلة" ويصف الفترة القصيرة هناك بأنها "أيام حرب وسلام في ناحال عوز".

ويضيف "في مارس/آذار 2022، ذهب جميع الأصدقاء الذين أسسوا المشروع الاستيطاني في غزة، وبعضهم ما يزالوا على قيد الحياة، إلى غلاف غزة للزيارة. كنا ضيوف الكيبوتس، لقد رأينا الخط الحدودي، لكننا لم نتخيل قط أن ما جرى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول يمكن أن يحدث".

شوحط: نتنياهو يوظف الحرب لأهدافه السياسية الشخصية (رويترز)  شرخ وتدمير

واستعرض شوحط استنتاجاته من أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، قائلا "أعتقد أن الحدث دراماتيكي على مستوى عال للغاية، لقد قوّض وهز شيئا ما بالمفهوم الأمني الإسرائيلي بأكمله والثقة الكبيرة التي كانت لدينا. أنا لا أقول إننا يجب أن نستسلم، لكنني أقول إننا على مفترق طرق رئيسي، خصوصا في ظل الشرخ الذي تسببت به الإصلاحات بالجهاز القضائي ونهج وسياسات حكومة نتنياهو".

وأضاف أن "نتنياهو يدفع أثمانا غير معقولة سواء في السياسات الاقتصادية، أو في الموازنة العامة، هذا الشيء يجب أن يتغير لأنه خطر كبير جدا على وجودنا هنا".

وردا على سؤال: هل يجب أن يرحل نتنياهو؟ قال "ليس هناك شك إطلاقا. عشية العقد الثامن في حال دُمِّر الهيكل الثالث -بالإشارة إلى دولة إسرائيل- فسيتم تسجيل ذلك باسم نتنياهو الذي يوظف الحرب لأهدافه السياسية الشخصية، إنه كارثة لا توصف لإسرائيل، الأمر ببساطة فظيع جدا".

خطيئة وفساد

وتحدث شوحط عن أوائل تداعيات "طوفان الأقصى" مع أداء حكومة اليمين المتطرف خلال الحرب بكل ما يتعلق في القضايا الإسرائيلية الداخلية سواء الاقتصادية أو التشريعات والإصلاحات القضائية، مضيفا أن الخطر يهدد استمرار المشروع الصهيوني وخاصة في حال استمر الشرخ بالمجتمع الإسرائيلي.

وأضاف "إذا استمرت سياسة التفضيل القطاعي في المجتمع الإسرائيلي، وإن كل شيء مسموح العمل والقيام به، فأموال وميزانيات الائتلاف لضمان استمرار الحكومة بمثابة الخطيئة الأصلية التي ارتكبها بتسلئيل سموتريتش وشركاه: أقاموا 6 أو 7 وزارات غير ضرورية تلقت مليارات الشواكل مع آلاف الموظفين الذين لا حاجة إليهم، وهذا خلف وضعا غير معقول، ووصل إلى عالم الفساد".

وأوضح شوحط أن المليارات تخصص الآن إلى التعليم الديني التوراتي الذي لا يوفر التعليم الأساسي، ولا يعطي أي شيء للاقتصاد الإسرائيلي، ولا يطور إمكانات وقدرات الناس وأفراد المجتمع، قائلا "تحدث أشياء فظيعة، كل ذلك من أجل الحفاظ على الحكومة".

خسائر اقتصاد إسرائيل في أرقام بعد "طوفان الأقصى" (الجزيرة) خلاف وكراهية

ويرى أن تصاعد قوة اليمين المتطرف الذي وصفه بـ"المجنون" وتغلغل القومية اليهودية المسيحانية بالمجتمع الإسرائيلي يشكل خطرا على وجود إسرائيل، قائلا " لم يتم تأسيس الحركة الصهيونية من أجل بناء الهيكل، وعندما هاجر والدي عام 1925 إلى فلسطين، وكان عمره 17 عاما، جاء ليبني إسرائيل، وليس المعبد".

ويقول شوحط "بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول أعترف بأنني أشعر بقلق أكبر من أي وقت مضى، وأيضا بسبب الخلاف الداخلي والكراهية التي رسخها نتنياهو الذي أصبح حامل راية الانقسام الطائفي بين اليهود، لقد أصبحت أداة سياسية للحصول على الأصوات".

وتعليقا على الحملة التي يقودها نتنياهو ضد اتفاقية أوسلو، التي اعتبرها "كارثة كبرى" أدت إلى أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، قال شوحط "هذا مجرد هراء كبير.. كنا ندير الضفة الغربية وقطاع غزة، ونعلّم ملايين من العرب هناك، وقدمنا لهم الخدمات، لكنهم لم يريدونا، شيئا فشيئا تطورت المقاومة هناك، من المستحيل أن نتصور وضعا سنبقى فيه نسيطر على 7 ملايين عربي بين البحر والنهر، ونحن 6 إلى 7 ملايين يهودي، هذا لا يمكن أن يستمر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

عام على طوفان الأقصى

فقد نجحت كتائب القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في مباغتة إسرائيل برا وبحرا وجوا، وتسلل مقاوموها إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة، مما أدى إلى مقتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين، وأسر وفقدان أكثر من 200 آخرين.

وردت إسرائيل بحرب مدمرة ما زالت متواصلة حتى الآن، خلفت أكثر من 41 ألف شهيد خلال عام، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، فضلا عما يقرب من 100 ألف مصاب، وآلاف المفقودين، ومئات الآلاف من النازحين.

بالتزامن مع الذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى"، تقدم الجزيرة نت لقارئها تغطية خاصة على مدى عدة أيام تحت عنوان "غزة في عام"، ترصد أبرز ما جرى من أحداث وتداعيات.

كما تسلط التغطية الضوء على الملف الإنساني بغزة، والتداعيات الاقتصادية لعملية "طوفان الأقصى" على إسرائيل، والدعم الدولي لإسرائيل الذي قابله حالات فريدة وغير مسبوقة للحراك الدولي المتضامن مع فلسطين المحتلة.

4/10/2024المزيد من نفس البرنامجحزب الله وإسرائيل.. حرب شاملة أم محدودة؟play-arrowمدة الفيديو 05 minutes 03 seconds 05:03"البيجر" وإسرائيل وحزب الله.. ماذا بعد؟play-arrowمدة الفيديو 05 minutes 39 seconds 05:39ماهر الجازي.. من حيث لا تحتسب إسرائيلplay-arrowمدة الفيديو 05 minutes 00 seconds 05:00انتخابات تونس.. إخلاء الساحة للرئيسplay-arrowمدة الفيديو 06 minutes 12 seconds 06:12رعب المخيمات بالضفة.. هل ينفجر برميل البارود؟play-arrowمدة الفيديو 07 minutes 32 seconds 07:32جدري القردة.. هل تعلمنا دروس كورونا؟play-arrowمدة الفيديو 06 minutes 47 seconds 06:47لماذا توغلت أوكرانيا في روسيا؟play-arrowمدة الفيديو 07 minutes 49 seconds 07:49من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ365 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • 3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من “طوفان الأقصى”
  • 3 مسؤولين من حماس يكشفون ما الذي يفكر فيه السنوار بعد عام من "طوفان الأقصى"
  • عام على طوفان الأقصى
  • 4 تشرين الأول 1957 – الاتحاد السوفييتي يطلق أول قمر صناعي في العالم وهو سبوتنك-1
  • تطورات اليوم الـ364 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • مكتب الشباب بالأمانة ينظم مهرجان “طوفان الأقصى” وتكريم الفائزين ببطولات المولد النبوي
  • تطورات اليوم الـ363 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عام على طوفان الأقصى: من ربح ومن خسر؟
  • قيادات إسرائيلية أطاح بها طوفان الأقصى