كيف يتلاعب يحيى السنوار بإسرائيل؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
قال الكاتب الإسرائيلي، جاكي خوجي، إن يحيى السنوار زعيم حركة حماس في قطاع غزة، خلص إلى أن تشديد الشروط والمماطلة في الحرب الحالية سيدر عليه المزيد من المكاسب، مطالباً إسرائيل بخطوة إبداعية أكثر من أي وقت مضى.
إذا رأيت مسؤولاً إسرائيلياً يستهين بالسنوار، أدر ظهرك له.
وكتب خوجي في "معاريف" الإسرائيلية، أنه منذ انهيار وقف إطلاق النار ترفض قيادة حماس أي صفقة لتبادل الأسرى، لافتاً إلى أن الأمر بدا في البداية كأنه تحرك تكتيكي للضغط لزيادة شاحنات المساعدات، أو بضعة أيام من الراحة، أو لزيادة عدد المحررين الفلسطينيين، مقابل كل محتجز إسرائيلي، لكن بعد مرور شهر، اتضح أن الأمر لم يكن مجرد خطوة تكتيكية، ولكنها سياسة.لأول مرة منذ بداية الحرب.. السنوار يؤكد: لن نخضع لشروط إسرائيل https://t.co/IVpVOX7XbA
— 24.ae (@20fourMedia) December 25, 2023ورأى الكاتب، أن هذه السياسة وراءها يحيى السنوار الذي لا يرى أن لديه سبباً للتسرع، وأنه سيكسب المزيد بمرور الوقت، وتابع "قتل الجيش الإسرائيلي بالفعل آلافاً من المسلحين، ولكن هناك الآلاف غيرهم لا يزالون يحملون الأسلحة، ويواصلون القتال، ويلحقون خسائر بالجيش الإسرائيل، ولا يقتصر الأمر على سقوط ضحايا فقط، بل يشمل إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل".
معادلة التنظيمات الفدائية
وقال خوجي، إن الجيش الإسرائيلي يعتبر من أكثر الجيوش تطوراً في العالم، ولكن قوة التنظيمات الفدائية تكمن في كثرة عدد أفرادها وقدرتها على المفاجأة، موضحاً أن السنوار يعرف أن له اليد العليا، لأن النصر عنده لا يعني هزيمة الجيش الإسرائيلي، بل البقاء على قيد الحياة، أي إحباط الخطة الإسرائيلية للقضاء عليه، وبشكل عام، فهو أدى دوره بالفعل يوم السبت 7 أكتوبر (تشرين الأول).
الضغط الداخلي في إسرائيل
وحسب الكاتب، فإن السنوار يقول لنفسه: "قليلاً من الصبر، قد يرهق الإسرائيليين"، كما يقول لنفسه أيضاً إن المجتمع الإسرائيلي لن يقف صامتاً أمام العدد الكبير من الضحايا وسترتفع صرخات واحتجاجات عائلات المحتجزين.
وتساءل خوجي "لماذا يطلق سراحهم طالما أنهم بين أيديه ويواصل ذووهم الضغط على الحكومة وإرهاقها؟، ويقول لنفسه إنه طالما استمر هذا الوضع، ولم يعاد المحتجزون بعد، فإن الضغط الداخلي سيزيد ويؤدي إلى مزيد من الانقسام في المجتمع الإسرائيلي، وذلك حتى قبل أن نتحدث عن الضغوط الدولية والعربية، والركود الاقتصادي الذي يأمله".
شهادة تأمين
أما عن المحتجزين، شدد خوجي على ضرورة استعداد إسرائيل لسياسة "شريرة" يود السنوار اتباعها، تنص على ترك الرهائن بين يديه أطول فترة ممكنة، لأنهم طالما كانوا على قيد الحياة فذلك يعد شهادة تأمين له، وباستخدامهم سيكون قادراً على إخراج المجتمع الإسرائيلي عن اتزانه وتخريبه ومحاولة تقسيمه، وبالطبع سيدافع عن نفسه باستخدامهم دروعاً بشرية".
"الكل مقابل الكل".. #السنوار يكشف شروط اتفاق الهدنة https://t.co/VQhFlI54RH pic.twitter.com/e2I2bgysGN
— 24.ae (@20fourMedia) December 21, 2023رسائل السنوار
واستعرض الكاتب 3 رسائل بعثها السنوار إلى أصدقائه في قيادة حماس بالخارج، الأولى هي أن قيادة الحركة لن توافق على وقف مؤقت لإطلاق النار، وأن الهدف هو الوقف الكامل والتام لإطلاق النار، وفي الرسالة الثانية، قال إن كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، والفصائل الأخرى، سجلت إنجازات عسكرية فاجأت إسرائيل، وفي الرسالة الثالثة، كتب أنه يرحب بأي جهد من شأنه أن يؤدي إلى وقف العدوان. وقال إن حماس منفتحة على أي فكرة أو مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى وقف الحملة.
واستطرد خوجي "إذا رأيت مسؤولاً إسرائيلياً يستهين بالسنوار، أدر ظهرك له، ليس من أجل السنوار بل من أجلنا، فقد أدى التقليل من مهاراته القيادية وإبداعه وجرأته، إلى أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول)".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل السنوار
إقرأ أيضاً:
لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟
قالت صحيفة جورزاليم بوست إن الجيش الإسرائيلي فكك 24 كتيبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأعلن أنه قتل 17 ألفا من جنودها، ومع التوقع بأن يصل العدد إلى 19 ألفا، لكن مصادر في الجيش قالت مؤخرا إن عدد قتلى حماس يبلغ حوالي 15 ألفا، فكيف عاد حوالي 4 آلاف من نشطاء حماس إلى الحياة في الأشهر الأربعة الماضية؟
وأشارت الصحيفة -في تحليل بقلم يوناه جيريمي بوب- إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها الجيش الإسرائيلي أو الحكومة إلى التراجع عن الإحصائيات، فقد قال الجيش في فبراير/شباط إنه قتل نحو 10 آلاف، وبعدها بأيام قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي قتل 12 ألفا من عناصر حماس، فاضطر الجيش خلال أيام لتغيير أرقامه ليتوافق مع ما قاله نتنياهو علنا.
وتساءلت الصحيفة: كيف يمكن لإسرائيل وجيشها أن يقيما مستقبل الحرب؟ وكيف يمكنهما تحديد الوقت الكافي لإلحاق الهزيمة بحماس بعد أي وقف لإطلاق النار دون الحصول على أرقام واقعية دقيقة لا تستند إلى تفكير متفائل؟
قد يكون الجيش الإسرائيلي قادرا على القضاء على حماس كقوة مقاتلة إذا أعطي فترة زمنية غير محدودة، كما يقول الكاتب، ولكن الوقت ليس بلا حدود، لأن العالم كله تقريبا تحول ضد إسرائيل باستثناء الولايات المتحدة، وحتى الولايات المتحدة أحجمت عن استخدام حق النقض الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن ينتقد إسرائيل، وأعلن رئيسها صراحة تجميد بعض الذخائر التي تحتاجها تل أبيب.
إلى جانب كل ذلك، أوضح المرشحان الرئاسيان، الديمقراطية كامالا هاريس والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، أنهما يريدان أن تنتهي الحرب، كما أن جزءا كبيرا من الجمهور الإسرائيلي يريد أن تنتهي الحرب قريبا، وكثير منهم أرادوا أن تنتهي في أواخر الربيع كجزء من صفقة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
ونبهت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن رفع الإحصائيات قليلا كجزء من الحرب النفسية انقضى وقته، وكان لزاما على الجيش الإسرائيلي أن يراجع هذه الأرقام إلى أعلى مستوى ممكن من الدقة، ودعت إلى أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يراجع فيها الجيش إحصاءاته لعدد مقاتلي حماس الذين قتلوا.
وذكرت جورزاليم بوست بأن المراجعة المستمرة للأرقام لا تثير الشكوك حول مصداقية الجيش الإسرائيلي في الإبلاغ عن إحصاءات الحرب الأساسية فحسب، بل تلحق الضرر أيضا بحرب العلاقات العامة التي تشنها إسرائيل لتقليص عدد المدنيين الفلسطينيين الذين يمكن لمنتقديها أن يقولوا إنهم قتلوا.