فلسطين تودع العام 2023.. زاخر بالشهداء والمقاومة من جنين حتى الشجاعية
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
تودع فلسطين العام 2023 الذي مثل علامة فارقة في تاريخها، حيث ضج بالأحداث التي كسرت الصورة التي يصدرها الاحتلال، فبرز دور المقاومة بأوضح صوره، وكذلك كشف عن وجه الاحتلال الدموي، كما لم يظهر من قبل.
وتعد معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي الحدث الأبرز خلال العام 2023 في العالم أجمع لا فلسطين وحدها، بالإضافة لمجريات الأحداث في الضفة، وخاصة مخيمي جنين وطولكرم.
اجتياح جنين
في كانون الثاني/ يناير 2023 بدأ الاحتلال عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة، حيث مخيمات اللجوء شمال الضفة.
وارتكب الاحتلال مجزرة في مخيم جنين أسفرت عن استشهاد 9 وإصابة 20 آخرين، حيث استهدف جنود الاحتلال المنازل بقذائف حارقة أدت لاحتراق عدد من المواطنين، كما اقتحموا المشفى الحكومي داخل المخيم وثلاجة الموتى حيث يرقد الشهداء.
واستهدف جيش الاحتلال الطواقم الطبية، ما أدى لعرقلة جهودها لإنقاذ المصابين في جنين، كما تم استهداف الصحفيين ومنعهم من تغطية أحداث الاجتياح.
اشتباكات الأقصى
سجل العام 2023 عشرات الانتهاكات ضد المسجد الأقصى حيث سجل اقتحام أكثر من 51 ألف مستوطن متطرف ساحات المسجد خلال العام.
كما ارتفعت حدة الاعتداءات خلال معركة "طوفان الأقصى" وقامت جماعات الهيكل المتطرفة بتصعيد جرائمها مهددة بذبح قربان الفصح داخل المسجد.
ومطلع نيسان/أبريل أطلق أحد جنود الاحتلال رصاصة بشكل مباشر على فلسطيني عند باب السلسلة في البلدة القديمة بالقدس، وأغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية للأقصى مع صلاة الفجر كما دفعت بتعزيزات داخل البلدة القديمة، واعتدت على عدد من المعتكفين داخل المسجد الأقصى.
واندلعت اشتباكات ك بين المصلين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال بعد محاولة عدد من المستوطنون إحياء طقوس توراتية تتمثل في التضحية بالماعز داخل باحات المسجد الأقصى في عيد الفصح بالتزامن مع شهر رمضان.
واعتقل 400 فلسطيني في القدس، كما اندلعت اشتباكات محدودة في غزة وجنوب لبنان حيث حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية من مغبة استمرار انتهاكات الاحتلال في القدس.
اقتحام طولكرم
نفذت قوات الاحتلال عملية عسكرية في مخيم طولكرم، إذ استشهد اثنان من عناصر كتيبة طولكرم بعد الاشتباك معهما، بتهمة تنفيذ عدة عمليات إطلاق نار على الحواجز والمستوطنات والمركبات الإسرائيلية في طولكرم.
كما اقتحم جيش الاحتلال في 11 أيار/مايو مخيم نور شمس حيث استمرت العملية لمدة أربع ساعات بمشاركة ما يزيد عن 200 جندي، وقد خلفت العملية دمارًا واسعًا في المخيم.
استشهاد الأسير خضر عدنان
في الثاني من أيار/مايو الماضي، أعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية استشهاد الأسير خضر عدنان عن عمر ناهز 44 عاما في سجون الاحتلال.
وأكد مكتب إعلام الأسرى، التابع لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان، استشهاد الأسير عن الطعام خضر عدنان، بعد إضراب عن الطعام استمر 86 يوما رفضا لاعتقاله التعسفي.
وسادت حالة غضب الشارع الفلسطيني مع دعوات للإضراب في الضفة الغربية وقطاع غزة.س
ثأر الأحرار
في التاسع من أيار/مايو، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، استمر 5 أيام خلف 34 شهيدا.
وفي المقابل أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عن قصف عمق دولة الاحتلال برشقات صاروخية.
وبدأ العدوان بعد اغتيال جيش الاحتلال 3 من أبرز قيادات حركة الجهاد الإسلامي وهم، جهاد شاكر الغنام، وخليل صلاح البهتيني، وطارق محمد عز الدين.
واصل الاحتلال هجماته وغاراته الجوية فاغتال المزيد من قادة السرايا، حيث استشهد خلال المعركة مسؤول الوحدة الصاروخية في السرايا "علي غالي"، ثم نائبه "أحمد أبو دقة" بعد غارة جوية عنيفة استهدفت على خانيونس.
وفي 12 من ذات الشهر اغتال الاحتلال مجددا "إياد الحسني" مسؤول وحدة العمليات في الحركة.
وردت السرايا على عمليات الاغتيال عبر قصف مستوطنات الكيان، كما أطلقت صواريخ بعيدة المدى من طراز "براق 85" تجاه تل أبيب فقتلت مستوطنة إسرائيلية وجرحت نحو 10 آخرين.
ويوم الـ 13 من أيار/ مايو أعلن عن التوصل لوقف لإطلاق النار بوساطة مصرية، حيث تضمن الاتفاق وقف إطلاق الصواريخ من جانب السرايا ووقف استهداف المدنيين وهدم المنازل من جانب الاحتلال.
اقتحام جنين
في 19 حزيران/يوليو الماضي شنّ الاحتلال هجوما جويا على مخيم جنين، استهدفت من خلاله البنية التحتية في المنطقة، حيث استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب عدد آخر.
وتصدت المقاومةً الفلسطينية لعدوان الاحتلال حيث فجرت عددا من العبوات الناسفة محلية الصنع، في آلياته.
وأدى العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة أكثر من 90 في صفوف المواطنين الفلسطينيين، وانسحبت قوات الاحتلال بعد 10 ساعات من بداية الاقتحام، وتركت خلفها أجزاء من آليات عسكرية تمكنت المقاومة من تفجيرها عبر عبوات محلية الصنع.
وفجر الثالث من تموز/يونيو بدأ جيش الاحتلال بشن عدوان جوي وبري على مدينة جنين ومخيمها، استمر نحو 48 ساعة.
وبحسب المتحدث باسم جيش الاحتلال، فإن "تنفيذ العملية بتتم بالتنسيق مع جهاز "الشاباك"، وهي ستستغرق الوقت الذي تحتاجه للانتهاء من المهمة بهدف إحباط القدرات لتنفيذ عمليات"، منوها إلى أنه "خرج خلال العامين الماضين من جنين نحو 50 عملية ضد المستوطنين والجنود".
طوفان الأقصى
فجر السابع من تشرين الأول/أكتوبر أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عملية عسكرية واسعة ضد الاحتلال حملت اسم "طوفان الأقصى"، وذلك ردا على الاعتداءات المستمرة التي تشنها قوات الاحتلال على الفلسطينيين.
وبدأت العملية بهجوم بري وبجري وجوي للمقاومة، حيث اخترقت طائرات شراعية تحمل مقاتلين من القسام المستوطنات في غلاف غزة، وبعد ذلك بقليل اقتحم مقاتلون السياج الفاصل بدراجات نارية وسيارات دفع رباعي وسيرا على الأقدام، بينما هاجم مقاومون مواقع عسكرية من البحر.
وأعلن قائد كتائب القسام محمد الضيف إطلاق عملية "طوفان الأقصى"، ويقول إن الضربة الأولى شهدت إطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ على العدو، موضحا أن "طوفان الأقصى أكبر مما يظن الاحتلال ويعتقد".
وأسرت المقاومة العشرات من جنود الاحتلال كما قتلت المئات من الضباط والجنود بعد اقتحام المقار العسكرية والأمنية حول القطاع لاسيما فرقة غزة.
وشن الاحتلال عدوانا وحشيا على القطاع وفرض حصارا خانقا، شمل منع دخول الغذاء والماء والدواء والوقود والكهرباء.
وقصف الاحتلال المدارس والمستشفيات في قطاع غزة، وارتكب مئات المجازر التي راح ضحيتها الآلاف، خلال عدوانه المستمر على القطاع.
وفي الـ 27 من تشرين الأول/أكتوبر بدأ الاحتلال اجتياحا بريا للقطاع حيث توغل آلياته في مناطق شمالي غزة وتحديدا بيت حانون وبيت لاهيا، فيما تكبد خسائر فادحة بالأرواح والمعدات.
وفي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر ، تم الاتفاق على هدنة إنسانية لمدة 4 أيام مددت ثلاثة أيام تم فيها تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال والسماح بدخول المساعدات.
سريعا انهارت الهدنة بالقطاع في الأول من الشهر الجاري، وعادت طائرات الاحتلال تقصف مختلف مناطق القطاع بقنابل شديدة التدمير، كما واصلت المقاومة تصديها لجيش الاحتلال الذي وسع عملياته البرية وسط وجنوب قطاع غزة.
ووصل عدد قتلى جيش الاحتلال منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة إلى 170 ضابطا وجنديا، و504 منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كما دمرت المقاومة نحو ألف آلية بين دبابة ومدرعة وجرافة وجيب خلال المعارك المستمرة.
ووصلت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لأكثر من 21 ألفا و507 شهداء، و55 ألفا و915 جريحا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المقاومة الضفة الشهداء القدس غزة العدوان القدس غزة المقاومة شهداء الضفة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من تشرین الأول أکتوبر السابع من تشرین الأول قوات الاحتلال طوفان الأقصى جیش الاحتلال قطاع غزة العام 2023 عدد من
إقرأ أيضاً:
تحقيق “الشاباك” يكشف الإخفاقات الكبرى قبل ملحمة طوفان الأقصى
يمانيون../
أقرّ رئيس جهاز الأمن الداخلي الصهيوني “الشاباك”، رونين بار، بالفشل الذريع في التعامل مع ملحمة طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، وذلك في تحقيق داخلي نشر ملخصه يوم الثلاثاء، كشف عن سلسلة من الإخفاقات الاستخباراتية والإدارية التي سبقت العملية.
فشل استخباراتي وغياب التحذيرات المسبقة
بحسب التحقيق، فإن “الشاباك” لم يتمكن من إصدار تحذير مبكر بشأن الهجوم رغم وجود إشارات تحذيرية تلقاها الجهاز عشية 6 أكتوبر، إلا أنه لم يتخذ أي خطوات احترازية كبرى. كما أكد أن القوة الصغيرة من ضباط “الشاباك” والشرطة المنتشرة على حدود غزة لم تتمكن من التصدي للهجوم الواسع الذي شنّته المقاومة، مما أدى إلى انهيار سريع لمنظومة الأمن الصهيونية في المستوطنات القريبة من القطاع.
أسباب الإخفاق: غياب التنسيق والاستخفاف بالمقاومة
وأشار التحقيق إلى عدة عوامل رئيسية ساهمت في الفشل، أبرزها:
ضعف التنسيق بين “الشاباك” والجيش الصهيوني، إذ لم يكن هناك تقسيم واضح للمسؤوليات حول من يجب أن يقدم التحذيرات بشأن اندلاع الحرب، خاصة في ظل تحول حركة حماس إلى قوة عسكرية متكاملة.
سوء تقدير نوايا المقاومة الفلسطينية، حيث ظن “الشاباك” أن المقاومة تركز على التصعيد في الضفة الغربية فقط، ولم تكن تخطط لعملية كبرى من داخل قطاع غزة.
الثقة المفرطة في قوة التحصينات الأمنية، حيث اعتمد العدو على تصور خاطئ بأن السياج الأمني الحدودي مع غزة والمراقبة العسكرية كفيلة بمنع أي هجوم واسع.
فشل استخباراتي في استيعاب الخطة العسكرية للمقاومة، إذ أن الجيش الصهيوني كان قد حصل على وثيقة “أسوار أريحا” التي تضمنت خطة حماس للهجوم البري، إلا أن هذه المعلومات لم يتم التعامل معها بجدية كافية ولم تُترجم إلى سيناريوهات تدريبية أو إجراءات دفاعية.
كيف تمكنت المقاومة من تنفيذ العملية؟
كشف التحقيق عن عوامل عديدة مكّنت المقاومة الفلسطينية من تنفيذ ملحمة طوفان الأقصى، أبرزها:
تآكل الردع الصهيوني بشكل مستمر، حيث اعتقدت المقاومة أن كيان الاحتلال أصبح ضعيفًا من الداخل، بسبب الانقسامات السياسية والأزمات الداخلية.
السياسة الصهيونية تجاه غزة، التي اعتمدت على فترات من التهدئة المؤقتة، مما منح المقاومة فرصة لبناء قوتها العسكرية بعيدًا عن الضربات الاستباقية.
عدم استهداف قادة المقاومة بشكل كافٍ، حيث ذكر التحقيق أن “الشاباك” كان لديه إدراك تام لخطر حركة حماس، لكنه لم يتخذ خطوات حاسمة للقضاء على قيادتها أو إضعاف بنيتها التحتية.
الدعم المالي المقدم من قطر، والذي اعتبره التحقيق عاملاً مساعدًا في تقوية قدرات المقاومة العسكرية واللوجستية.
رئيس “الشاباك” يعترف بالفشل لكنه يرفض الاستقالة
في بيان رافق التحقيق، اعترف رونين بار بأن “الشاباك” أخفق في توقع الهجوم ومنعه، مشيرًا إلى أن الهجوم كان من الممكن تجنبه لو تم اتخاذ إجراءات مختلفة خلال السنوات السابقة وعشية الهجوم. وقال:
“هذا ليس المعيار الذي توقعناه من أنفسنا، ولا الذي توقعه الإسرائيليون منا. رغم أننا لم نستخف بحركة حماس، إلا أننا فشلنا في منع هجومها الكاسح.”
ورغم الضغوط السياسية، أعلن بار أنه لا يعتزم الاستقالة حاليًا، لكنه سيغادر منصبه قبل انتهاء ولايته، تاركًا القرار النهائي في يد رئيس الحكومة.
نتنياهو يضغط لإقالة بار خلال أيام
في الوقت نفسه، كشفت وسائل إعلام عبرية أن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يسعى لدفع رئيس “الشاباك” للاستقالة خلال الأيام المقبلة، وإن لم يحدث ذلك، فإنه سيطرح الأمر في اجتماع الحكومة لاتخاذ قرار بشأنه.
وأكدت مصادر مقربة من نتنياهو أن التحقيق الذي قدمه “الشاباك” لا يجيب على أي تساؤلات جوهرية، بل جاء لتبرير الفشل دون تقديم حلول واضحة، مشيرة إلى أن بار كان “أسيرًا لمفاهيم خاطئة أدت إلى الفشل الذريع”.
خلاصة التحقيق: انهيار منظومة الأمن الصهيوني أمام المقاومة
يكشف هذا التحقيق الداخلي عن مدى الهشاشة الأمنية والاستخباراتية لدى العدو الصهيوني، ويؤكد أن ملحمة طوفان الأقصى لم تكن مجرد هجوم مفاجئ، بل كانت نتيجة سنوات من الإخفاقات الاستراتيجية والتكتيكية. كما يبرز أن المقاومة الفلسطينية استطاعت اختراق كل التحصينات الصهيونية، متجاوزةً الجيش وأجهزة الاستخبارات، وهو ما يمثل ضربة قاسية لصورة الردع الصهيونية التي تآكلت بشكل غير مسبوق.