في رسالة بمناسبة عيد رأس السنة، أعرب رئيس تركيا رجب طيب أردوغان عن أمل بلاده بمستقبل أجمل وأكثر سلاما وازدهارا للبشرية، معتبرا أن "النظام العالمي غير العادل يمر بمراحله الأخيرة".

إقرأ المزيد أردوغان: غزة أصبحت بمثابة اختبار حقيقي للنظام العالمي

وأضاف أردوغان في رسالته أنه "لهذا السبب، علينا أن نرى أن ما تسمى بالدول الديمقراطية والليبرالية تقطع دعمها للمنظمات الإرهابية الدموية.

. ولتحقيق ذلك، يجب علينا أولا أن نرى جميع الدول والمؤسسات تتخذ موقفا موحدا ضد قتل الأطفال والنساء الأبرياء في غزة".

وقال أردوغان، إنه "لهذا، يتعين علينا أن نعمل على بذل جهود عادلة ومخلصة لوقف الصراعات التي تسبب الآلام للأفراد، وتهدر موارد الدول، وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية".

وتابع: "يجب أن نرى أن ثروات المجتمعات التي تم استغلالها وانتهكت كرامتها على مدى قرون، يتم استخدامها من أجل مستقبلها وازدهارها وأمنها.. وأنه من أجل تحويل الآمال إلى واقع، نحتاج إلى التأكد من أن جميع الدول والمؤسسات والأفراد في العالم تتكامل حول القيم والمبادئ المشتركة".

وشدد أردوغان على أن تركيا "كدولة وأمة" لا تناضل من أجل تحقيق جهودها الأمنية والرفاهية فحسب، بل تتمنى نفس المعايير للجميع على أساس أنه "لا يمكننا إيجاد السلام حتى يسود مناخ السلام في العالم ومنطقتنا"، مضيفا أنه "بهذا الفهم، نحاول أن نجعل جهود السلام في منطقتنا تؤتي ثمارها، وأن نحافظ على علاقاتنا مع أصدقائنا في جميع الأوقات".

وأعرب أردوغان عن اعتقاد بلاده بأن "طغيان الظالمين لن يستمر إلى الأبد، وأن النظام العالمي غير العادل وغير المتوازن يمر بمراحله الأخيرة، وأن صوت المضطهدين يحيط بعمق بالجميع حول العالم، وأن هذا الصوت سوف ينمو ويصبح الضمير المشترك للإنسانية".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الحرب على غزة رجب طيب أردوغان طوفان الأقصى عيد رأس السنة

إقرأ أيضاً:

المبادئ الخمسة للتعايش السلمي.. صمودٌ رغم الأزمات

 

 

تشو شيوان **

يصادف هذا العام الذكرى السبعين لنشر المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، أعلنتها كطريق ومنهج للعلاقات الصينية بدول العالم كافة وقد أثبتت هذه المبادئ أنها الحل لعلاقات متزنة شرقًا وغربًا، فقبل سبعين عامًا اقترحت الصين لأول مرة بشكل كامل المبادئ الخمسة المتمثلة في "الاحترام المتبادل للسيادة والسلامة الإقليمية، وعدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي"، ومن هنا نجدُ أن المبادئ الخمسة للتعايش السلمي تُظهر التزامًا صينيًا بدعم جهود السلام العالمي ونبذ إشكال الهيمنة ما بين دول العالم انطلاقًا من تعزيز قيم السلام والتعاون والعدل والمساواة.

إنَّ الصين ماضيةٌ في تعزيز علاقاتها بكافة دول العالم، وقد يلاحظ العالم أجمع بأن الصين عززت من مكانتها الدولية من خلال علاقاتها بالدول الاخرى بصرف النظر عن حجم هذه الدول ودعت بشكل كامل لوجوب احترام الدول الصغيرة وألّا يكون العالم قائمًا على مبدأ القوة؛ بل على مبدأ الربح المشترك، وهذا هو جوهر المبادئ الخمسة للصين في تعاملاتها الخارجية. واليوم وبعد مرور 70 عامًا على هذه المبادئ برهنت الصين أن نموذجها التنموي نموذج سلمي قائم على التعددية والمساواة واحترام الأخرين.

وعلى مدى السنوات السبعين الماضية، وبفضل المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، شهد العالم تحولًا من الثنائية إلى تعدد الأقطاب، أما التحوُّل من المبادئ الخمسة للتعايش السلمي إلى بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، فلا يمكن فصله عن جميع القوى التقدمية في العالم، وفي كلمة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ في مؤتمر إحياء الذكرى السنوية الـ70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي الذي عقد هذه الأيام، قال "على مدى السنوات السبعين الماضية، صمدت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي أمام اختبار تقلبات الوضع الدولي، ومن آسيا إلى العالم، وتجاوزت الاختلافات في الأنظمة الاجتماعية، والأيديولوجيات، ومستويات التنمية، لقد أصبحت هذه المبادئ معايير هامة للعلاقات الدولية الحديثة ومبادئ أساسية للقانون الدولي، وقد لعبت دورا هاما وإيجابيا في الحفاظ على السلام والاستقرار في عالم ما بعد الحرب وتوجيه تطور العلاقات الدولية"، ومن خلال هذه الكلمات نستشف طريقة وأسلوب الصين في التعامل مع العالم الخارجي ضمن مبادئها الخمس.

كما قال الرئيس الصيني شي جينبينغ إنَّ مفهوم بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية والمبادئ الخمسة للتعايش السلمي ينحدران من نفس الأصل، وكلاهما يظهر تصميم الصين الراسخ على الالتزام بطريق التنمية السلمية، ويعتبر هذا المفهوم أفضل تمثيل للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي في العصر الجديد. وعلى هذا الأساس، يتعين علينا أن نواصل الدعوة إلى تبني جميع الدول مسارا جديدا للعلاقات بين الدول، يتسم بالحوار بدلا من المواجهة، والشراكة وعدم التحالف، وسد الخلافات من خلال الحوار، وحل النزاعات من خلال التعاون، وعلينا أن نعارض كل أنواع الهيمنة والهيمنة التنمر، ومعارضة عقلية الحرب الباردة والتحريض على الفرقة والمواجهة.

يتعين علينا تكثيف الجهود لتعزيز تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، وتعزيز بناء علاقات دولية جديدة، وتعزيز البناء المشترك عالي الجودة لـ "الحزام والطريق"، والعمل مع الدول الأخرى للدعوة إلى إقامة علاقات دولية متساوية ومنظمة. إن التعددية القطبية العالمية والاقتصاد الشامل والشامل توفر طاقة أكثر إيجابية لإصلاح وبناء نظام الحكم العالمي.

 

لقد وُلِدَت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي في آسيا، وسرعان ما توجهت نحو العالم. في عام 1955، طرحت الدول المشاركة في مؤتمر باندونغ، التي كانت من آسيا وإفريقية وتجاوز عددها 20 دولة، المبادئ العشرة لمعالجة العلاقات بين الدول بناء على المبادئ الخمسة، ودعت إلى روح باندونغ المتمثلة في الوحدة والصداقة والتعاون. واتخذت حركة عدم الانحياز التي نشأت في الستينات من القرن الماضي المبادئ الخمسة كمبادئ توجيهية لها. وتم إدراج المبادئ الخمسة بوضوح في كل من "إعلان مبادئ العلاقات الدولية" الذي اعتمد في الدورة الـ25 للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1970 و"الإعلان المتعلق بإقامة نظام اقتصادي دولي جديد" الذي اعتمد في الدورة الاستثنائية السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974. وأدرجت المبادئ الخمسة على التوالي في سلسلة من الوثائق الدولية الهامة، وتم قبولها وانتهاجها على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي.

اليوم يحق لنا القول إن المبادئ الخمسة للتعايش السلمي بعد صمودها أمام اختبار الزمان لمدة 70 عامًا، أصبحت كنزًا مشتركًا للمجتمع الدولي، وهي تستحق الاعتزاز بها وتوارثها وتكريسها بكل العناية، بهذه الكلمات التي عبر بها الرئيس الصيني عن فخره بما حققته المبادئ الخمسة من قوة للصين وللعالم أجد أننا أمام نموذج تنموي سلمي يحتاجه العالم في ظل ظروف متغيرة ومعقدة أزمت الأمور العالمية، بينما النموذج الصيني كان منذ البداية قائمًا على الانفتاح واحترام الأخرين وتعزيز العلاقات الثنائية من أجل مستقبل أكثر إشراقًا، وهذا ما تحقق ومن حقنا أن نفخر بهذا المُنتَج الصيني الذي يُعبِّر عن ثقافة الصين والصينيين.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • لا مكان للضعفاء
  • المبادئ الخمسة للتعايش السلمي.. صمودٌ رغم الأزمات
  • صمت الضمير العربي.. فلسطين جُرح لا يندمل
  • حان الوقت ليراجع العالم الإسلامي نفسه
  • انطلاق فعاليات مؤتمر إطلاق التقرير المشترك حول تقيم العلاقات الزوجية في العالم العربي
  • مصر تدعو الدول الأفريقية إلى مجابهة تحديات السلم والأمن
  • أردوغان: هناك إمكانية لاتخاذ خطوات إضافية من أجل السلام في سوريا
  • وزير الدفاع ونظيره التركي يبحثان جهود إحلال السلام والسعي المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة
  • رئيس حي دار السلام: إغلاق جميع محلات الحي تنفيذًا لقرار الغلق
  • خالد فرج يكتب: مهرجان العلمين.. أهمية الفن للإنسانية