نيويورك تايمز: خطط البنتاغون للحد من قتل المدنيين لا تتطرق لمساعدات أميركا لإسرائيل
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية النقاب عن وثيقة أصدرتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأسبوع الماضي تتضمن توجيهات جديدة تهدف إلى درء الأذى عن المدنيين أثناء العمليات القتالية التي يخوضها الجيش، والتعامل مع الأضرار الناجمة عنها.
وتتضمن الوثيقة إجراءات للحيلولة دون إلحاق ضرر بالمدنيين في العمليات المشتركة مع الحلفاء وقوات الدول الشريكة، لكنها لا تتطرق للعمليات التي تدعمها الولايات المتحدة بمفردها بالمساعدات العسكرية، كما هو الحال مع حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وتحدد الوثيقة المؤلفة من 52 صفحة، والتي جاءت متابعة لتعهد قطعه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لإصلاح النظام- مسؤوليات البنتاغون وقيادته العسكرية حول العالم- وتستوجب أخذ المخاطر المحتملة على المدنيين في الاعتبار عند تخطيط وتنفيذ العمليات القتالية.
تطبيق غير متسقوتُنظّم خطة عمل كان قد أعلنها البنتاغون العام الماضي لتجديد سياسته الخاصة بإصابات المدنيين، وتم تطبيقها بشكل غير متسق على مناطق الحرب المختلفة.
ويُنظر إلى هذه التوجيهات على نطاق واسع على أنها الأولى من نوعها التي يصدرها جيش حديث، وتدعو إلى إجراء تقييمات موحدة أكثر للحوادث المميتة، وتسمح بإعادة فتح التقييمات السابقة، وتتيح خيارات لدفع تعويضات لعائلات القتلى، وتقدم الرعاية الطبية وإصلاح العقارات حتى "بعد مرور وقت" على وقوع تلك الحوادث، وفق تقرير الصحيفة الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن بريان فينوكين، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية والمستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية، أن التوجيه "يعد خطوة مهمة من حيث إضفاء المؤسسية والطابع الرسمي على المعالجات المتعلقة بالضرر المدني وتنظيمها داخل وزارة الدفاع".
ترحيب بالتغييرات
ووفقا لتقرير الصحيفة، فقد رحب المدافعون عن حماية المدنيين بهذه التغييرات. وقالت جوانا نابولي ميتشل -وهي محامية في حقوق الإنسان تمثل 21 عائلة قُتل ذووها في الغارات التي شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الموصل بالعراق بين عامي 2015 و2017- إن الجيش الأميركي كان قد اعترف في السابق بأن دعاوى الضحايا وعائلاتهم "ذات مصداقية"، لكنهم ظلوا ينتظرون ردودا منه على مطالبات بالحصول على تعويضات.
بيد أن "نيويورك تايمز" ترى أن إعلان البنتاغون هذا جاء في وقت حرج لإدارة الرئيس جو بايدن. وأشارت إلى أن الوزير أوستن حث -أثناء زيارته إسرائيل الأسبوع الماضي- الجيش الإسرائيلي على اتخاذ احتياطات أكبر لحماية المدنيين في هجومه على غزة.
وطبقا لمسؤولي وزارة الصحة، فقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، إذ يقول خبراء إنها حصيلة بالكاد لها مثيل في هذا القرن.
إسرائيل تقصف المدنيين بقنابل أميركيةوبحسب الصحيفة نقلا عن تقييم أجرته الاستخبارات الأميركية، فإن إسرائيل تقصف غزة بقنابل أميركية الصنع، نصفها تقريبا ذخائر غير موجهة.
وتتضمن "خطة العمل" التي أصدرها البنتاغون العام الماضي قسما عن اتفاقيات التعاون في مجال الأسلحة والأمن مع الشركاء والحلفاء لتعزيز حماية الضحايا المدنيين، لكنها تقتصر على البرامج الخاضعة لسلطة وزير الدفاع. وتقع عمليات نقل الأسلحة إلى الحلفاء إلى حد كبير ضمن اختصاص وزارة الخارجية.
إن أحد الأهداف الرئيسة لهذه السياسة -وفقا للصحيفة- هي مساعدة القادة العسكريين على التأكد بشكل أفضل من عدم وجود أشخاص غير مقاتلين قبل تنفيذ أي عمليات.
كما أن هذه السياسة تُلقي عبء الحد من إلحاق أضرار بالمدنيين على المسؤولين داخل القيادات العسكرية الموحدة ومكاتب رسم السياسات في البنتاغون.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
البنتاغون يقرّ بتحسن قدرة الحوثيين على إسقاط المسيرات الأميركية
أقر مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتحسّن قدرة جماعة الحوثي على إسقاط المسيّرات الأميركية في الأجواء اليمنية.
يأتي ذلك وسط استمرار الغارات الجوية الأميركية على صنعاء والعديد من المدن اليمنية.
ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤولين بالبنتاغون أن إسقاط 3 مسيرات الأسبوع الماضي يشير إلى تحسن في استهداف المسيرات فوق اليمن.
وقال هؤلاء المسؤولون إن الحوثيين أسقطوا 7 مسيرات أميركية بقيمة 200 مليون دولار خلال 6 أسابيع.
في السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي بأن عدوانا أميركيا استهدف بسلسلة غارات جزيرة كمران بمحافظة الحديدة، كما استهدف محافظة مأرب ومديريتي الحيمة الداخلية ومناخة في صنعاء.
وكانت المصادر نفسها ذكرت قبل ذلك أن الطيران الأميركي نفذ غارات على مديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء، ومديرية سفيان بمحافظة عمران، ومديرية مدغل بمحافظة مأرب شمال شرق صنعاء.
اختفاء السفن الإسرائيلية
من جهته، قال زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي إن عمليات الحوثيين العسكرية تسببت في الاختفاء الكامل للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، إضافة إلى خليج عدن.
ومنذ 15 مارس/آذار الماضي، شنت أميركا نحو ألف غارة على اليمن، قتلت 217 مدنيا وأصابت 436 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات للحوثيين لا تشمل الضحايا من قواتهم.
إعلانوبدأت هذه الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تماما".
لكن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل إسرائيل وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس/آذار الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.