في ذكرى ميلادها.. أسرار الأغنية الطويلة عند أم كلثوم
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
يرجع الفضل إلى أم كلثوم كوكب الشرق، التي تحل اليوم ذكرى ميلادها، في ظهور الأغنية الطويلة كشكل غنائي جديد لم يعرفه الغناء العربي من قبل، والمقصود بالأغنية الطويلة القصائد الفصيحة والعامية التي غنتها أم كلثوم بداية من الأربعينيات وارتبطت بحفلتها الشهرية التي كانت تحييها فى ليلة الجمعة الأولى من كل شهر .
الأغنية الطويلة عند أم كلثوم
كان المسرح الغنائى العربى فى مصر قد اختفى منذ أواسط الثلاثينيات أو تفكك وانفصل فن التمثيل عن فن الغناء، فبقى التمثيل في المسرح وانتقل الغناء إلى الراديو والسينما، وكانت طاقة أم كلثوم أكبر من الراديو والسينما وكانت علاقتها المباشرة بالجمهور المستمع تتأكد وتتسع من خلال الحفلة الشهرية التي تقيمها بمفردها، وفى هذا الإطار ظهرت الأغنية الطويلة التي تستعرض إمكانات صوت أم كلثوم النادرة وترضى ذوق جمهور طروب، يريد أن يقضى مع مطربته المفضلة سهرة طويلة، جرت العادة أن تبدأ فى الساعة العاشرة مساء، وأن تستمر إلى الثانية بعد منتصف الليل، ولهذا قسمت إلى ثلاث وصلات كل وصلة أغنية ما يقرب من ساعة.
الحقيقة أن أغنية أم كلثوم الطويلة هى حصيلة التجارب التي قدمتها هي وعبد الوهاب منذ أواخر العشرينيات إلى أوائل الأربعينيات، وبخاصة فى شكل الدور وشكل المونولوج، ولكن الأغنية الطويلة عند أم كلثوم أو أغنية الحفلة الشهرية بالذات تتميز بميزات أخرى جديدة ترتبط بصوت أم كلثوم وبالملحنين الذين لحنوا لها وبطبيعة علاقتها بالجمهور، وهذا حسب كتاب «حياة صوت أم كلثوم»، الصادر عن هيئة الكتاب.
عبد الوهاب سبق أم كلثوم في الأغنية الطويلة
وقد سبق عبد الوهاب أم كلثوم فى تقديم الأغنية الطويلة، ففى سنة ١٩٤٢ قدم أغنية «حياتي إنت» وفى السنة التالية قدم الحبيب المجهول، ولكن أغنية عبد الوهاب تختلف عن أغنية أم كلثوم، فأغنية عبد الوهاب أغنية إذاعية تقدم لجمهور من المستمعين الأفراد أما أغنية أم كلثوم فأغنية مسرحية تقدم لجمهور جماعي في لقاء حي بينه وبين مطربته المفضلة.
وكان عبد الوهاب قد امتنع عن الغناء على المسرح منذ عام ١٩٣٦ لأن صحته لا تساعده على تقديم السهرات الطويلة، وقد أدى هذا الوضع إلى خلق فروق فنية تتمثل في الدور الذي تلعبه الموسيقى والصوت والبناء الذى يقوم عليه اللحن كله وعلاقة الجمهور بهذا البناء، فالجمهور طرف مهم في أغنية أم كلثوم الطويلة التي يمكن أن نعتبرها نوعا من الحوار بينها وبين الجمهور، ولهذا كان زكريا أحمد هو الملحن الذى وضع الأساس لأغاني أم كلثوم الطويلة، وقد بدأها بأغنية حبيبي يسعد أوقاته سنة ١٩٤٢ و«الآهات» و«أهل الهوى سنة ١٩٤٤ ، فتجربة زكريا أحمد في تلحين الأوبريت وفى التعامل الحى المباشر مع الجمهور تجربة واسعة غنية.
وإذا كان زكريا أحمد قد حقق نجاحه العريض مع أم كلثوم في مجال الأغنية الطويلة المكتوبة باللهجة الدارجة فقد حقق السنباطي نجاحه معها أولاً في مجال القصائد الفصحى التي اتخذت أيضا شكل الأغاني الطويلة حتى تستطيع أم كلثوم أن تقدمها لجمهور الحفلة الساهرة، ومن خلال ألحان زكريا أحمد والسنباطي تبلور هذا الشكل الذي ارتبط بأم كلثوم أكثر من ارتباطه بأى مطرب آخر، شكل يجمع بين كل أشكال الغناء السابقة، الغناء الوجداني كما يتمثل في المونولوج والغناء الخفيف فى الطقطوقة، والغناء التقليدى فى الدور، والغناء الشعبى فى الموال، كل هذه الأشكال اتحدث في الأغنية الطويلة التى وضع أساسها زكريا أحمد واكتمل بناؤها على يد رياض السنباطى الذى لحن لأم كلثوم غلبت أصالح سنة ١٩٤٦ ، و«هلت ليالى القمر في نفس السنة وياللي كان يشجيك أنينى سنة ١٩٤٩ و سهران لوحدى سنة ١٩٥٠ وجددت حبك ليه سنة ١٩٥٢.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ام كلثوم كوكب الشرق عبد الوهاب حياتي إنت فن الغناء أغنیة أم کلثوم عبد الوهاب زکریا أحمد
إقرأ أيضاً:
مهرجان الإسماعيلية.. اختيار 10 أفلام عالمية من 349 للمشاركة بمسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنطلق فعاليات النسخة السادسة والعشرين من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة في الفترة من 5 إلى 11 فبراير 2025، ويعد المهرجان أحد أعرق المهرجانات السينمائية في أفريقيا والعالم العربي، بتخصصه في الأفلام التسجيلية والقصيرة، ما يجعله منصة هامة لتسليط الضوء على أصوات متنوعة من مختلف أنحاء العالم.
وقال مروان عمارة، مدير مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، إن المسابقة الرسمية للأفلام التسجيلية الطويلة استقبلت خلال الفترة من 25 سبتمبر إلى من العام الماضي، 349 فيلمًا من كافة أنحاء العالم، وبعد عملية اختيار دقيقة، تم اختيار 10 أفلام استثنائية أنتجت في العام الماضي، لتتنافس في المسابقة، وتعكس هذه الأفلام تنوعًا مذهلًا في الأسلوب والموضوع، بدءًا من الأعمال التوضيحية والصريحة، وصولاً إلى الأفلام الشاعرية والتأملية.
وأضح عمارة، إن الهدف من الاختيارات هو تقديم برنامج غني بالأعمال التي تجسد روح السينما وأثرها الكبير.
وأكد أن الأفلام المختارة تُظهر تباينًا ملحوظًا، سواءً على المستوى البصري أو الموضوعي، مما يجعل البرنامج نافذة تطل على التنوع الثقافي والإنساني.
وأضاف مدير مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، أن اللجنة اختارت أفلامًا تمثل مناطق جغرافية مختلفة، مع التركيز على إبراز أصوات العالم العربي والجنوب العالمي تضمنت القائمة أفلامًا من أفريقيا وتشمل دول الكونغو، مصر، موزمبيق، وأمريكا اللاتينية: وتشمل دول الأرجنتين، كوبا، آسيا وتشمل: لبنان، فلسطين، أوروبا وتشمل : ألمانيا، سويسرا، الولايات المتحدة: فيلم واحد.
وأشار "عمارة" إلى أن البرنامج يتضمن ثلاثة أفلام ناطقة بالعربية، في إطار حرص المهرجان على دعم الإنتاجات السينمائية التي تعكس التجارب العربية.
وتضم لجنة التحكيم ثلاثة أعضاء يتمتعون بخبرات واسعة في صناعة الأفلام هم وجان ماري تينو من الكاميرون مخرج ومنتج متخصص في القضايا الأفريقية ما بعد الاستعمار، وخودريجو بروم من البرازيل منتج وباحث مهتم بتحديات الإنتاج في الجنوب العالمي، ونادين صليب من مصر، مخرجة أفلام لديها خبرة في الإخراج والكتابة والتدريس.
وقامت لجنة الاختيار، بقيادة مروان عمارة وبمساعدة نور الدين أحمد، سلمى الشرنوبي، ومحمد شريف بشناق، بمراجعة دقيقة للأفلام، بدعم إداري من أميرة عبد الفضيل، المنسق العام للمهرجان، كما ساعد فريق التصفيات المكون من مجموعة من الشباب الواعد في إنجاح عملية الاختيار.
وقد وجه "عمارة" شكرًا خاصًا إلى هالة جلال، رئيسة المهرجان، مشيدًا بدورها الملهم في تقديم تجربة فريدة هذا العام.
كما أعرب عن امتنانه لفريق المكتب الفني “أحمد نبيل، ماجي مورجان، ومصطفى يوسف”.
واختتم مروان عمارة كلمته بتوجيه الشكر لصناع الأفلام الذين قدموا أعمالهم للمشاركة في المسابقة، مؤكدًا أن المهرجان سيظل منصة تحتفي بالفن السينمائي الهادف الذي يعكس قصص وتجارب شعوب العالم.