إيكونوميست: 2024 سنة.. صعبة على إسرائيل
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
مع اقتراب سنة 2023 من نهايتها، تنتشر القوات الإسرائيلية في قطاع غزة إلى أبعد مدى ممكن، وتعمل فرقة مدرعة للقوات الإسرائيلية في حي بمدينة غزة، حيث تعتقد المخابرات الإسرائيلية أن آخر كتيبة سليمة لحركة حماس لا تزال صامدة فيه.
قال إن صبر الرئيس جو بايدن بدأ ينفد على تصريحات نتانياهو المتناقضة.
إلى الجنوب، التقت سبعة ألوية قتالية في خان يونس حيث يفترض أن توجد قيادة حماس والقسم الأكبر من 130 رهينة إسرائيلية.وتهاجم ألوية أخرى معاقل حماس في بلدات وسط وجنوب قطاع غزة. ويعترف القادة الإسرائيليون في الكواليس بأنها قد تكون آخر الهجمات واسعة النطاق في الحرب. كسب الرأي العالمي
في الأسابيع الأخيرة، أخذ الجيش الإسرائيلي الصحافيين، وبينهم مراسل "إيكونوميست" نفسها، إلى أنفاق حفرتها حماس تحت غزة. الغرض الرئيسي من هذه الرحلات المنظمة تعزيز الرسالة القائلة إن الحركة التي حكمت غزة أكثر من 16 عاماً، بنت بنيتها التحتية العسكرية تحت السكان المدنيين في غزة، وتحت المستشفيات والمدارس.
سعى الجيش الإسرائيلي إلى إظهار أن حماس أهدرت موارد ثمينة على مملكة تحت الأرض بينما يعاني المدنيون من الفقر.
Destroying Hamas’s tunnel network would take many more months of military occupation and a gruelling series of bloody skirmishes.
But as the IDF prepares Israel’s people and allies for a long haul, frustration is growing https://t.co/LckeVYEysE ????
تخوض إسرائيل حرباً لكسب الرأي العام العالمي إلى جانب حملتها العسكرية، وادعاؤها المركزي هو أن السبب الرئيسي لارتفاع القتلى الفلسطينيين، هو الطريقة التي تحمي بها حماس مقاتليها بوضعهم بين المدنيين.
تقدر السلطات الصحية التي تديرها حماس، مقتل أكثر من 21500 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بسبب القصف الإسرائيلي منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وتقدر إسرائيل أن بين 8 و 9 آلاف قتيل هم من مسلحي حماس.
ويحاول الجيش الإسرائيلي أيضاً إيصال رسالة عسكرية أكثر وضوحاً، وأن عليه أن يدمر كامل شبكة الأنفاق الممتدة مئات الكيلومترات تحت الأرض. سيستغرق ذلك أشهراً عدة إضافية من الاحتلال العسكري، وسلسلة مرهقة من المناوشات الدموية مع من تبقى من مقاتلي حماس المختبئين هناك، لذلك يعد الجيش الإسرائيلي الشعب، وحلفائه في الخارج لحرب طويلة. سيكون هذا صعباً.
تلحق الحرب الضرر بالاقتصاد الإسرائيلي وتتسبب في اضطراب عميق. فبعد ساعات من هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بدأ الجيش الإسرائيلي استدعاءً واسع النطاق لجنود الاحتياط، لم تكن هناك حاجة إليه لشن هجوم مضاد في غزة وحسب، بل أيضاً لتعزيز حدود إسرائيل الشمالية. وحُشد نحو 360 ألفاً إلى جانب الجيش الإسرائيلي النظامي، معنى ذلك أن ما يزيد على نصف مليون من السكان الذين يقل عددهم عن 10 ملايين، ارتدوا الزي العسكري.
As Israel digs in for a long war against Hamas in Gaza, the Biden administration has been urging Binyamin Netanyahu’s government to scale down offensive operations and focus on the humanitarian crisis in the region https://t.co/IVXXPhsf9J ????
— The Economist (@TheEconomist) December 31, 2023في الأسابيع الأخيرة، سرح عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، معظمهم من وحدات الدعم القتالي. وأعلنت مواعيد مبدئية لتسريح العديد من الآخرين في أواخر يناير (كانون الثاني). كما أبلغوا باستدعائهم في وقت ما في 2024. واعتبرت هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أن سنة 2024 "سنة حرب" بينما تنفذ قوات خاصة غارات على ما تبقى من قوات حماس وتعمل وحدات هندسية على تدمير الأنفاق، ومخابئ الأسلحة.
أما المصدر الرئيسي الآخر للضغط على إسرائيل، فهو الإدارة الأمريكية، التي تريد من حكومة بنيامين نتانياهو تقليص العمليات الهجومية وبداية التركيز على الأزمة الإنسانية في غزة، وإنشاء حكومة محلية جديدة في القطاع تعتمد على السلطة الفلسطينية. لقد هجر ما لا يقل عن 1.6 مليون فلسطيني في غزة من منازلهم، ويتركزون الآن في الجنوب.
يقول ضابط استخبارات إسرائيلي: "لم تعد حماس تعمل الآن مثل منظمة عسكرية". وأضاف وفق المجل: "اختفى معظم هيكل قيادتها. لكن لا يزال لديها عدد كبير من المقاتلين الذين عادوا إلى أسلوب حرب العصابات. إنهم يخرجون من الأنفاق بأعداد صغيرة، ويحاولون نصب كمين لقواتنا". لقد نجح الجيش الإسرائيلي في وقف معظم عمليات إطلاق الصواريخ من حماس على المدن الإسرائيلية. خلافات في قيادة حماس؟
إن قيادة حماس السياسية في الخارج موجودة في مصر للتفاوض على اتفاق ثانٍ لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. قد يتطلب هذا هدنة تدوم أسابيع عدة، وتوفر بعض الراحة للمدنيين في غزة.
يقال إن زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار يستخدم حق النقض ضد بعض المقترحات التي كان زملاؤه في القاهرة على استعداد لمناقشتها، ويصر على شروط أكثر صرامة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين، ومن بينهم نساء ومسنون، وعدد صغير من الجنود بالمقارنة مع شروط الهدنة السابقة في نوفمبر (تشرين الثاني).
قد تشمل هذه المرة إطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل، ومعظمهم من الضفة الغربية. لكن قيادة حماس المحاصرة في غزة قد لا تكون متناغمة مع نظيرتها هناك.
وفي الأثناء، ربما ضعفت القبضة الحديدية التي تفرضها حماس على أهالي غزة، بعد أن بدأ المدنيون الجياع في الاحتشاد الفوضوي قرب قوافل الإمدادات التي تدخل القطاع.
خيبة أملمع ذلك، تابعت المجلة، لم يحقق الجيش الإسرائيلي هدفيه الرئيسيين، قتل أو اعتقال كبار قادة حماس، وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين المتبقين. وبينما لا تزال أغلبية كبيرة من الإسرائيليين تؤيد الحرب، بدأت علامات الإحباط تتسلل.
ويقول تامير هايمان، الجنرال والقائد السابق المؤثر للمخابرات العسكرية: "كان واضحاً منذ البداية أن الأمر سيستغرق حملة تطول أشهراً لتحقيق أهداف الحرب". وأضاف هايمان الذي يرأس حالياً معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب "لكن التوقعات غير الواقعية تعني أن هناك الآن شعوراً بخيبة أمل".
Israel prepares for a long war, unclear how it will end — Destroying Hamas’ tunnel network would take many more months of military occupation and gruelling bloody skirmishes. As the army prepares Israelis and allies for a long haul, frustration is growing https://t.co/6PCi5BXHhI
— Alfons López Tena ???? (@alfonslopeztena) December 31, 2023وكان نتانياهو الذي تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي منذ بداية الحرب يدلي بتصريحات طنانة لدعم قاعدته القومية المضطربة. وفي 26 ديسمبر (كانون الأول)، قال أثناء زيارة إلى قاعدة للاستخبارات العسكرية: "نواصل الحرب ونكثف القتال في جنوب قطاع غزة، وفي أماكن أخرى. سنقاتل حتى النهاية".
الجنرالات وأمريكا في مكان آخرمع ذلك، يخطط جنرالاته بهدوء لخفض حدة الحملة، بينما كان مبعوثوه في واشنطن والقاهرة لمناقشة تفاصيل هدنة محتملة، وكيفية تسليم غزة إلى سلطة جديدة.
وفي الأسبوع الماضي، دعا مستشاره للأمن القومي إلى "هيئة حكم فلسطينية معتدلة تتمتع بدعم وشرعية واسعة النطاق" لتولي الأمور في غزة.
وتخشى أمريكا أن تؤدي الحرب في غزة إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط. إذ تزايدت الهجمات الصاروخية التي يشنها حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل. وتتعرض القوات الأمريكية في العراق لنيران الميليشيات المدعومة من إيران. وفي 24 ديسمبر (كانون الأول)قُتل جنرال إيراني في سوريا، على الأرجح بسبب غارة جوية إسرائيلية. ولا تزال مليشيات الحوثي تهدد الملاحة الدولية من قواعدها في اليمن. ويقال إن صبر الرئيس جو بايدن بدأ ينفد على تصريحات نتانياهو المتناقضة.
في الختام، أشارت المجلة إلى أن شكل الحرب قد يتغير قريباً. لكن نهايتها، وأي استعادة للاستقرار الإقليمي، لا تلوحان في الأفق.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الجیش الإسرائیلی قیادة حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
بالصور: كاتس من محور فيلادلفيا: السيطرة الأمنية على غزة ستبقى بيد الجيش الإسرائيلي
أعلن وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024، أن السيطرة الأمنية على قطاع غزة ستبقى بيد الجيش الإسرائيلي.
وأضاف كاتس خلال تواجده على محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وقطاع غزة، "سنضمن في غزة إنشاء مناطق أمنية وعازلة تضمن أمن المستوطنات".
وأشار إلى أن ذلك سيأتي مع تحقيق هدفي الحرب بإعادة الأسرى والقضاء على حماس كسلطة عسكرية وسياسية، لخلق واقع جديد.
ولفت كاتس إلى أنه "لن تكون هناك حماس حاكمة هنا ولن تكون هناك حماس عسكرية هنا، ستكون هناك مناطق عازلة ومواقع سيطرة، وبهذا سنعمل على إطلاق سراح جميع المحتجزين".
وقال "جئت لزيارة داخل غزة للقاء القادة والمقاتلين الذين يقومون بعمل رائع ويظهرون شجاعة وتصميم كبير على محاربة الإرهاب، أنا أثق بقواتنا وأثق بهم أكثر عندما يرون انجازاتهم أمام أعينهم ضرورة لتهيئة الظروف لإطلاق سراح المختطفين وضمان أمن إسرائيل".
وأضاف كاتس أنه "سيبقى الأمن في يد الجيش الإسرائيلي الذي سيكون قادرا على التصرف بأي شكل من الأشكال داخل غزة من أجل إزالة التهديدات ومنع حفر الأنفاق ومنع البنى التحتية الإرهابية ومنع تنظيم الإرهابيين لأنفسهم ومحاولات الإضرار بدولة إسرائيل أو جنود الجيش".
وتابع "سنتأكد أن ما رأيناه من أنفاق وتهديدات وما دمرناه من قدرات لن يعود مرة أخرى، سوف نتأكد من أن السيطرة الأمنية ستكون في أيدي الجيش الإسرائيلي الذي سيُسمح له بالتصرف في أي مكان من أجل منع التهديدات".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,338 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107,764 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
المصدر : وكالة سوا