تشهد دولة قطر حراكا ثقافيا مكثفا على مدار العام، وتزخر الساحة الثقافية القطرية بالعديد من الفعاليات ما بين المهرجانات والجوائز والمعارض الفنية والندوات والأمسيات التي بدورها تستقطب المشاركين من الأدباء والمثقفين من معظم دول العالم، حيث تتبارى المؤسسات الثقافية القطرية في رفد المشهد الثقافي بالعديد من الفعاليات التي تجعل من الدوحة مركز إشعاع ثقافي وحضاري كبير.


وقد أصبحت الدوحة اليوم وبما كرسته من مبادئ في الانفتاح على ثقافات شعوب العالم، مع الحفاظ على قيم الأصالة للمجتمع القطري إحدى عواصم الثقافة العربية التي تستقطب شتى أشكال الإبداع الثقافي، وأصبحت لها سمة بارزة في المشهد الثقافي العربي بما تقدمه من برامج متطورة وفريدة من نوعها.
وخلال عام 2023 حققت دولة قطر إنجازات ثقافية على مستويات مختلفة، حيث اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ خلال أعمال الدورة الثانية والأربعين لمؤتمرها العام 2023، مقترح دولة قطر المقدم من هيئة متاحف قطر، بدعم من اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، للاحتفال بالذكرى السنوية الخمسينية لإنشاء متحف قطر الوطني، وذلك خلال الفترة من 2024 - 2025.
ويعكس هذا الاعتماد الدور الهام لمتحف قطر الوطني الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى 23 يونيو 1975، في الحفاظ على الهوية الوطنية، كونه حجر الأساس الذي يربط بين ماضي قطر وحاضرها ومستقبلها.
وفي نوفمبر 2023 بدأت بالدوحة أعمال الاجتماع العربي التنسيقي الأول لملف "البشت.. العباءة الرجالية"، الذي تستضيفه وزارة الثقافة بمشاركة ممثلين وخبراء من 12 دولة عربية.
وعقد الاجتماع بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/ واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، وذلك بهدف بحث إجراءات إدراج "البشت" ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/، كما يهدف إلى البدء في الإعداد والتحضير لكيفية جمع المعلومات والبيانات حسب استمارة التسجيل، ليكون أحد العناصر العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي لينضم إلى العناصر العربية السابقة (النخلة، والخط العربي وغيرهما).
وخلال نوفمبر 2023 كرمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/، في احتفالية أقيمت بمقرها في تونس العاصمة، المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، حيث صنفتها "مدينة الرواية العربية".

وتعد جائزة كتارا للرواية العربية ضمن الفعاليات الثقافية الكبرى التي تشهدها دولة قطر والتي تنظمها /كتارا/ منذ عام 2015، حيث مرت الجائزة بعدة مراحل تطويرية، وإطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تزامنت مع كل دورة من دوراتها.
وفي سبتمبر 2023 اعتمدت مدينة لوسيل عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي للعام 2030، وذلك خلال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي نظمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة /الإيسيسكو/ واستضافته دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة.
وجاء اختيار مدينة لوسيل كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي تتويجا لجهود وزارة الثقافة القطرية ونجاحها في تقديم نموذج استثنائي خلال الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي.
كما فازت دولة قطر برئاسة لجنة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/، وتهدف لجان المنظمة إلى إشراك الدول الأعضاء لتطوير العمل العربي المشترك وتعزيز التواصل والمشاركة لدعم برامج وأنشطة المنظمة في كافة المجالات ومنها التربية، الثقافة، العلوم، الاتصال والمعلومات.
وفي أغسطس 2023 اختيرت مكتبة قطر الوطنية لتكون أول مكتب إقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الاتحاد.
وتوج هذا الإعلان - الذي جاء على هامش الدورة الـ88 للمؤتمر العام للاتحاد في مدينة روتردام الهولندية - سجل المكتبة الحافل بالإنجازات في السنوات الماضية، لا سيما في تعزيز نشر المعرفة بلا قيود والإتاحة الحرة والإبداع والتنمية الثقافية، ويرسخ مكانتها كمؤسسة ثقافية رائدة في العالم العربي.
وفي أبريل 2023 تسلم سعادة الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب مندوب دولة قطر الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ في المقر الرئيسي للمنظمة بباريس، شهادة انضمام دولة قطر لملف "النخلة.. المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات" كعنصر ثقافي غير مادي لدى قائمة التراث الثقافي غير المادي.
وتجدر الإشارة إلى أن دولة قطر انضمت في الأول من شهر ديسمبر 2022 إلى ملف النخلة خلال انعقاد الدورة السابعة عشرة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ في الرباط.
ويأتي هذا التسجيل انعكاسا لحرص دولة قطر على الحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي، كجزء من التكوين الثقافي للهوية القطرية والعربية المشتركة.
وخلال فبراير 2023 أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ عن اكتمال إنجاز 13 مجلدا من /موسوعة قطر الثقافية/ التي تجري طباعتها حاليا، ومشروع /موسوعة قطر الثقافية/، بدأ فعليا في عام 2019، ويضم سبعة موضوعات رئيسية، هي: مفردات الحياة اليومية، الأمثال الشعبية، التعابير الشعبية، الحياة البحرية، النباتات والطيور والحشرات، الأواني والأطعمة، وأخيرا الأماكن.
وفي يناير 2023 أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بمعهد الدوحة للدراسات العليا عن الانتهاء من نشر نتاج المرحلة الثانية من عمل معجم الدوحة التاريخي، وذلك (من العام 201هـ وحتى 500 هـ)، ليكتمل بذلك نشر عشرة قرون من تاريخ الكلمة العربية في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، متما بذلك المرحلة الثانية، بحصيلة من المداخل المعجمية تبلغ زهاء مائتي ألف مدخل معجمي.
وقد تأسس معجم الدوحة التاريخي للغة العربية في الخامس والعشرين من مايو 2013 في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بهدف رصد ألفاظ اللغة العربية، مقرونة بمعانيها وشواهدها وتواريخ استعمالها وأسماء مؤلفيها، منذ ظهورها في النصوص حتى عصرنا الراهن.
وجاء الإعلان عن الانتهاء من المرحلة الثانية من المعجم بعد مرور أربع سنوات على نشر المرحلة الأولى من المعجم في بوابة إلكترونية مع نهاية العام 2018، والتي شملت إعداد زهاء مئة ألف مدخل معجمي، مرتبة ترتيبا تاريخيا من أقدم نقش أو نص إلى عام 200 للهجرة.
وتميز العمل في المرحلة الثانية بضخامة المدونة النصية ونوعيتها، حيث بلغت الزيادة فيها عن مدونة المرحلة الأولى أكثر من عشرة أضعاف من 12 مليون كلمة إلى 150 مليون كلمة، وقد جرى العمل في بنائها على انتقاء المصادر واختيار أفضل الطبعات، وتأريخ النصوص (شعر، ورجز، ورسائل، وخطب، وترجمات ومؤلفات في شتى التخصصات، ونحو ذلك)، وهيكلتها وتوسيمها واستخلاص الألفاظ منها مربوطة بسياقاتها.
وعلى مدار العام 2023 تميز المشهد الثقافي العام في قطر بالعديد من الفعاليات أبرزها جائزة /كتارا/ لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تقيمها المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/.
وتبلغ القيمة الإجمالية للجائزة 3.8 مليون ريال قطري، وذلك في فئتي الشعر الفصيح والشعر النبطي، بمعدل 3 جوائز لكل فئة، حيث يحصل صاحب المركز الأول على مليون ريال، وينال صاحب المركز الثاني جائزة بقيمة 600 ألف ريال، أما صاحب المركز الثالث فيحصد مبلغ 300 ألف ريال.
وتهدف جائزة /كتارا/ لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى تعميق حب المصطفى في قلوب الأجيال المعاصرة، وتشجيع المواهب الشابة وصقلها وتنميتها، والأخذ بيد الشباب ليترجموا نبوغهم إلى أشعار تخدم الإسلام، وكذلك التأكيد على أهمية الشعر في وحدة الأمتين الإسلامية والعربية، وربط شباب الأمة بحضارتها، وتدعيم الهوية العربية، وتعريف الجمهور بقيمة فن الشعر ومدى تأثره بواقعنا وتأثيره عليه من خلال التجارب الشعرية، والقصائد الملقاة على لسان المتسابقين. 

كما نظمت المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، النسخة الخامسة لمهرجان قطر الدولي للفنون، وذلك بالتعاون مع شركة مابس إنترناشيونال وبالشراكة مع /إكسبو 2023 الدوحة/.
وتميزت النسخة الخامسة لمهرجان قطر الدولي للفنون بإطلاق سلسلة من الأنشطة والعروض الفنية والثقافية توزعت على 12 فعالية ضمت باقة من الأعمال الإبداعية من رسم ونحت وتصميم جرافيك، إلى جانب المؤتمرات وورش العمل الفنية والأمسيات الثقافية وبرنامج الحوار الفني وعروض تم استيحاؤها من الأعمال المشاركة وعكست ثراء التراث الفني والحضاري للدول المشاركة.
واستقطب المهرجان المزيد من الزوار وجمهور الفنون الجميلة من أجل التعرف على ثقافات وفنون الدول المشاركة، واحتفى بنخبة من الفنانين العالميين المبدعين وسط أجواء ملهمة أتاحت لهم إطلاق طاقاتهم الإبداعية ومهاراتهم الفائقة وأعمالهم الفنية المميزة، جنبا إلى جنب مع استضافة باقة من الفعاليات والأنشطة المتعلقة بالفنون التشكيلية. كما وفر المهرجان منصة احترافية للفنانين في قطر ومختلف دول العالم، جمعت تحت مظلتها الخبراء والنقاد والأكاديميين وجمهور الفنون الجميلة.
كما نظمت مؤسسة /كتارا/ فعاليات النسخة الثالثة عشرة لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية، ويتضمن باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية، بالإضافة إلى المسابقات البحرية التراثية، ويعكس المهرجان جهود المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا المتواصلة في الاهتمام بالتراث والثقافة البحرية بكل فنونها وتقاليدها، ويجسد مساعيها الدؤوبة في ترسيخ هذا التراث في نفوس الأجيال والناشئة.
ومن بين أبرز الفعاليات الثقافية التي نظمتها مؤسسة الحي الثقافي /كتارا/ في قطر، مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية، والذي حظي بإقبال واهتمام دولي كبير، لخوض منافسات قوية بأفضل وأجود سلالات الخيل العريقة التي سيتم نقلها من مختلف قارات العالم.
ويعد المهرجان حدثا مهما يعمل على تشجيع ملاك الخيل العربية الأصيلة في قطر ويحثهم على تطوير إنتاجهم من هذا النوع الفريد من الخيل من خلال العناية بجمالها وتدريبها وتوفير البيئة المثالية لها وهو ما يؤكد تميز الجواد العربي الأصيل عن غيره من السلالات.
وتنظم مؤسسة /كتارا/ على مدار العام الكثير من الفعاليات والمهرجانات الثقافية التي تثير الساحة الثقافية في دولة قطر.
وتتشارك مع /كتارا/ وزارة الثقافة القطرية ومتاحف قطر في تنظيم فعاليات ثقافية هامة، حيث نظمت وزارة الثقافة القطرية فعاليات الدورة الـ 32 من معرض الدوحة الدولي للكتاب تحت شعار "بالقراءة نرتقي"، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، وبمشاركة أكثر من 500 ناشر من 37 دولة.
وكانت النسخة الـ32 أكبر نسخ المعرض، حيث شاركت فيها المئات من دور النشر المحلية والعربية والدولية، مع تسجيل نحو 180 ألف عنوان، و750 ألف كتاب.
وحلت المملكة العربية السعودية ضيف شرف نسخة معرض الدوحة الدولي للكتاب لهذا العام، وشاركت بجناح خاص يضم مجموعة من الكتب المتنوعة، إلى جانب عروض للشعراء والرواة الذين يقدمون جوانب مختلفة من ثقافة المملكة.
كما نظمت وزارة الثقافة معرض رمضان للكتاب وفعاليات موسم الندوات وهي من الفعاليات الثقافية الهامة التي تحرص عليها الوزارة على مدار العام.
أما متاحف قطر وإلى جانب سلسلة الفعاليات الثقافية والمعارض التي تقيمها على مدار العام فقد استضافت في مايو 2023 أعمال المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف /إنتركوم الدوحة 2023/، وذلك تحت عنوان /متحف المستقبل: مؤتمر صياغة المهارات والاتجاهات الخاصة بقادة المتاحف أصحاب الرؤى الخلاقة/ بمشاركة وفود من جميع أنحاء العالم، منهم مديرو المتاحف والقيمون والمعلمون والباحثون والمتخصصون في الاتصال بهدف تبادل الأفكار والاطلاع على أفضل الممارسات في المجال.
وفي نوفمبر 2023 نظمت متاحف قطر مهرجان الجداريات الدولي (باو! واو!) ضمن مبادراتها المستمرة لإحياء المساحات الحضرية في جميع أنحاء الدوحة، وشارك في المهرجان، الذي تمت استضافته لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 12 فنانا محليا وإقليميا ودوليا.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: الدوحة

إقرأ أيضاً:

مركز الإحصاء – أبوظبي يكشف عن نمو الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بنسبة 4.1% في الربع الثاني من 2024

كشف مركز الإحصاء – أبوظبي عن تقديراتٍ أوَّلية أظهرت نمواً في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي بنسبة 4.1% خلال الربع الثاني من عام 2024، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2023، بفضل النمو المتواصل للأنشطة الاقتصادية غير النفطية، ما يعكس نجاح استراتيجية التنويع الاقتصادي التي تنتهجها أبوظبي.

وفقاً للتقديرات الأوَّلية التي نشرها مركز الإحصاء – أبوظبي، واصل الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي تسجيل نموٍّ في القيمة الإجمالية، حيث تجاوزت 297 مليار درهم خلال الربع الثاني من عام 2024، ما عزَّز نمو اقتصاد الإمارة غير النفطي خلال النصف الأول من عام 2024 بنسبة 5.7% دافعاً الاقتصاد الكلي للنمو بنسبة 3.7% مقارنةً بالنصف الأول من عام 2023.

وتشير التقديرات الأوَّلية أيضاً إلى نمو جميع الأنشطة غير النفطية، ما أدَّى إلى صعود الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 6.6% مُسجِّلاً أعلى قيمة ربعية عند 164.2 مليار درهم، وزيادة مساهمة الأنشطة الاقتصادية غير النفطية في اقتصاد الإمارة إلى أكثر من 55.2%، وهي النسبة الأعلى منذ الربع الأخير في عام 2014.

وقال معالي أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي: «يأتي استمرار الأداء القوي لاقتصادنا خلال السنوات الماضية تأكيداً على مرونته وحيويته في التعامل بصورة استباقية وإيجابية مع المتغيرات الكبرى في الاقتصاد العالمي مدعوماً بمبادراتنا ومساعينا لتسريع التحول نحو اقتصاد متنوع وذكي ومستدام. لقد نجحت جهود التنويع الاقتصادي في ترسيخ مكانة أبوظبي بوصفها مركزا اقتصادياً صاعداً، ووجهةً جاذبةّ للمواهب والأعمال والاستثمارات المحلية والأجنبية».

وأضاف معالي الزعابي: «تُسهم مبادراتنا في تعزيز منظومة أعمال حيوية تتميز بالتنافسية العالمية وتوفير الفرص للجميع وتمكنيهم لتحقيق أقصى إمكاناتهم. ومع التحول إلى المرحلة التالية من مسيرة التطور، يعمل “اقتصاد الصقر” المتنامي على الاستفادة من قدرات التكنولوجيا المتقدمة لتسريع النمو الاقتصادي مع وضع التنمية البشرية والاستدامة في مقدمة أولوياتنا».

وقال سعادة عبدالله غريب القمزي، المدير العام لمركز الإحصاء – أبوظبي: «يعكس التغيُّر الإيجابي في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة أداءً استثنائياً يتمثَّل في النمو المتواصل والزيادة القياسية في القيمة الكلية له، بفضل المساهمة المتميِّزة لقطاعات حيوية مثل الصناعات التحويلية والتشييد والبناء والمالية والتي حقَّقت أعلى قيمة ربعية لها لتصل القيمة الكلية للاقتصاد غير النفطي لأعلى مستوى لها عند 164.2 مليار درهم، مقارنةً بالقيمة القياسية التي حقَّقها في الفترة نفسها من عام 2023 عند 154 مليار درهم. ويؤكِّد هذا الأداء القوي قدرة اقتصاد الإمارة على التكيُّف مع التقلُّبات والتحديات العالمية، ما يعزِّز مكانة الإمارة وجهةً مثاليةً بفضل النمو المتراكم للقطاعات والأنشطة الاقتصادية غير النفطية».

وتشير التقديرات الأوَّلية، التي نشرها مركز الإحصاء – أبوظبي، إلى أنَّ قطاع التشييد والبناء قد واصل تحقيق معدلات نمو ملحوظة وصلت إلى 11.5% في الربع الثاني من عام 2024، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2023، وسجَّل أعلى قيمة ربعية له بقيمة 27.5 مليار درهم. وبلغت مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة 9.3%، وهي النسبة الأعلى منذ عام 2015.

وواصلت الصناعات التحويلية النمو بنسبة 2.6% خلال الربع الثاني من عام 2024، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2023، ليسجِّل القطاع أعلى قيمة ربعية له بلغت 26.8 مليار درهم، ويُسهم بنسبة 9% في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة خلال الربع الثاني من عام 2024.

وتُشير التقديرات إلى نمو القطاع المالي بنسبة 13.4% في الربع الثاني من عام 2024، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2023، ليسهم في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بنسبة 7.4%، وارتفاع قيمته المضافة لأعلى مستوى لها، حيث بلغت نحو 22 مليار درهم، ما يُعزِّز القدرة التنافسية للإمارة على الصعيدين المحلي والعالمي، وترسيخ مكانتها وجهةً جاذبةً للاستثمارات.

وأظهرت التقديرات الأوَّلية أيضاً نمواً في قطاع تجارة الجملة والتجزئة بنسبة 3.3% في الربع الثاني من عام 2024، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2023، ليُسهم بنسبة 5.5% في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة خلال الربع الثاني من عام 2024، مُحقِّقاً أفضل أداء من حيث القيمة، حيث تجاوزت 16 مليار درهم.

وينعكس الأداء المتميِّز للقطاعات الرئيسية على أداء القطاعات الاقتصادية الأخرى، بما في ذلك قطاعا النقل والتخزين، والأنشطة العقارية التي حقَّقت نمواً بنسبة 15.2% و5.5% على التوالي خلال الربع الثاني من عام 2024، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2023 وبقيمة إجمالية تصل إلى 7 و10 مليار درهم على التوالي. ووصلت نسبة مساهمة هذين القطاعين في الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.4% و3.4% على الترتيب.

وحقَّق قطاع المعلومات والاتصالات نمواً بنسبة 4.4%، وزيادة في القيمة بلغت 8.5 مليارات درهم، ليتجاوز الحد القياسي السابق الذي حقَّقه القطاع في الفترة نفسها من عام 2023. ووصلت مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة 2.8% خلال الربع الثاني من عام 2024، ما يعكس أهمية الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، ونجاح السياسات الحكيمة التي وضعتها الحكومة لتطوير خدمات المعلومات والاتصالات في الإمارة.

يُشار إلى أنَّ الاقتصاد غير النفطي لإمارة أبوظبي حقَّق معدلات نمو ملفتة للنظر خلال الفترة الماضية، حيث سجَّل نمواً بنسبة 4.7% خلال الربع الأول من عام 2024، و9.1% خلال عام 2023 مقارنةً بعام 2022، ليثبت قدرته على التوسُّع في ظل تنامي الأنشطة الاقتصادية غير النفطية الرئيسية مثل الصناعة والمالية والتشييد والبناء.


مقالات مشابهة

  • ولي عهد أبوظبي والرئيس الإيراني في قطر
  • خالد بن محمد بن زايد يصل إلى الدوحة في زيارة رسمية
  • خالد بن محمد بن زايد يصل الدوحة في زيارة رسمية
  • ولي عهد أبوظبي يصل إلى الدوحة في زيارة رسمية
  • مركز الإحصاء – أبوظبي يكشف عن نمو الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بنسبة 4.1% في الربع الثاني من 2024
  • الأمين العام لمجلس التعاون يدين ويستنكر الاعتداء على مقر سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في السودان
  • القهوة التركية إرث ثقافي يصل إلى 146 دولة حول العالم
  • “أبوظبي للغة العربية”.. ترجمات تعزز التبادل الثقافي وتبشر الفائزين بـ”نوبل”
  • وزيرة البيئة تشارك في فعاليات الصالون الثقافي بنقابة الصحفيين
  • الاحتلال يواجه أزمة في إقناع اليهود بالهجرة إلى فلسطين المحتلة