خبيرة بريطانية: تفشي الأمراض يمكن أن يتسبب بوفاة ربع سكان غزة؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
تقول البروفيسور ديفي سريدهار رئيسة شعبة الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبره إن ربع عدد سكان قطاع غزة ربما يموتون في غضون عام بسبب تفشي الأمراض جراء حرب إسرائيل غير المسبوقة على القطاع.
وأعربت سريدهار في مقال لها بصحيفة "أوبزيرفر" البريطانية عن القلق الذي ينتاب المنظمات المعنية بالصحة العامة في العالم قائلة "ليس الرصاص ولا القنابل.
وقالت الكاتبة إن هذه الحرب سجلت العديد من الأرقام القياسية العالمية، واصفة إياها بالصراع الأكثر دموية للصحفيين منذ 30 عاما، والمتسببة في أكبر خسارة فردية في أرواح موظفي الأمم المتحدة في تاريخ المنظمة، مضيفة أن غزة شهدت أسوأ عدد من الهجمات في العالم على مرافق الرعاية الصحية وموظفيها، ودمرت المدارس، مع تلف 51% من المرافق التعليمية.
كما أشارت إلى أنها أكثر النزاعات دموية للأطفال في الآونة الأخيرة "فقد قتل ما يقارب من 160 طفلا يوميا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وفقا لـمنظمة الصحة العالمية"، مشيرة إلى أن الصراع الأخير في سوريا سجل مقتل 3 يوميا، وفي أفغانستان اثنان، وفي أوكرانيا 0.7. وقالت إن عدد الأطفال الذين قُتلوا بالفعل حتى 29 ديسمبر/كانون الأول الجاري أكثر من 5300 وفقا لمنظمة اليونيسيف.
ليست سوى البدايةواستمرت سريدهار تقول إن هذه الأرقام لن تكون سوى البداية. فمن خلال النظر إلى صراعات مماثلة في جميع أنحاء العالم، يعرف خبراء الصحة العامة أنه من المحتمل أن نرى مزيدا من الأطفال يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها أكثر من الرصاص والقنابل.
ونقلت عن المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت هاريس أن معدلات الإسهال بين الأطفال في المخيمات في غزة، كانت في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكثر من 100 مرة من المستويات الطبيعية.
وأضافت سريدهار أنه ومع عدم توفر العلاجات، يمكن أن يصاب الأطفال بالجفاف ويموتون بسرعة. وتعتبر أمراض الإسهال السبب الرئيسي الثاني لوفاة الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء العالم، وهي ناجمة عن المياه الملوثة وعدم الحصول على سوائل الإماهة الفموية. وزادت التهابات الجهاز التنفسي العلوي وجدري الماء والأمراض الجلدية المؤلمة، وهناك مخاوف من أن الفيضانات الأخيرة قد تؤدي إلى خلط مياه الصرف الصحي غير المعالجة بالمياه العذبة المستخدمة للشرب والطهي، وتسبب تفشي الكوليرا.
الأمراض لعبت دورا كبيرا في الحروبوأعادت سريدهار إلى الأذهان أن الأمراض لعبت دورا كبيرا في الحروب في القرون الماضية. فخلال الحرب الأهلية الأميركية، كان ثلثا الوفيات المقدرة للجنود سببها الالتهاب الرئوي والتيفوئيد والدوسنتاريا والملاريا. وفي عام 1994، قتل مرضا الكوليرا والدوسنتاريا الناجمان عن المياه غير النظيفة ومناطق الصراع، أكثر من 12 ألف لاجئ رواندي في 3 أسابيع فقط في يونيو/حزيران 1994.
وأوضحت أن التقديرات تشير إلى أن 85% من سكان غزة نازحون بالفعل، ويقدر الخبراء الذين يحللون حالات نزوح اللاجئين السابقة في مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية أن معدلات الوفيات الأولية (أي الوفيات لكل ألف شخص) كانت أعلى بأكثر من 60 مرة، مما كانت عليه عندما بدأ كل صراع، في المتوسط.
وبتطبيق تلك المعادلة على الوضع الحالي في غزة، حيث كان معدل الوفيات الخام قبل النزاع 3.82 في عام 2021 (منخفضا نسبيا بسبب الديموغرافية الشابة)، يمكن أن تصل معدلات الوفيات إلى 229.2 في عام 2024 إذا استمر النزاع والنزوح عند المستوى الحالي من الشدة، ولا يزال سكان غزة يفتقرون إلى الوصول إلى الصرف الصحي والمرافق الطبية والإسكان الدائم.
تقدير فظّفي نهاية المطاف، ما لم يتغير شيء ما، تقول الكاتبة، سيواجه العالم احتمال وفاة ما يقارب من ربع سكان غزة البالغ عددهم 2 مليون نسمة في غضون عام. وستكون أسباب هذه الوفيات إلى حد كبير أسبابا صحية يمكن الوقاية منها، بالإضافة إلى انهيار النظام الطبي. وعلقت سريدهار بأن هذا تقدير فظ، لكنه يعتمد على البيانات، باستخدام الأعداد الحقيقية المروعة للوفيات في النزاعات السابقة والقابلة للمقارنة.
وختمت الكاتبة مقالها بالقول إنها لم تسمع أبدا منظمات الصحة والإغاثة صريحة وقلقة بقدر ما هي قلقة بشأن مستوى المعاناة والوفيات في غزة. "إنه صراع غير مسبوق، يحطم الأرقام القياسية الأكثر مأساوية، وبينما يناقش الخبراء ما إذا كانت إبادة جماعية أم لا، فإن الحقيقة هي أننا نشهد القتل الجماعي للسكان، سواء بالقنابل أو الرصاص أو الجوع أو المرض".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
عاجل - فيروسات الشتاء تهدد العالم.. طوارئ في وتحذيرات بهذه الدول
تتزايد المخاوف مع حلول فصل الشتاء، لأمراض وتفشي مجموعة من الأمراض الفيروسية التي قد تؤدي إلى وباء رباعي، إذ يهدد العالم فيروسات كوفيد-19، الإنفلونزا، الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وفيروس المعدة نوروفيروس، والتي يمكن أن تنتشر في وقت واحد، ما يشكل تهديدًا كبيرًا على الصحة العامة.
طوارئ في نيجيريا بسبب حمى لاسافي نيجيريا، يواجه البلاد تفشي مرض حمى لاسا، الذي أدى إلى وفاة 190 شخصًا وإصابة 1154 آخرين.
وينتقل هذا المرض الفيروسي من القوارض إلى البشر عن طريق ملامسة أطعمة أو أدوات ملوثة ببول أو براز القوارض، ويصنف كأحد الأمراض ذات الأولوية نظرًا لإمكانية تحوله إلى وباء.
الولايات المتحدة تعلن أول حالة إصابة بشرية بفيروس إنفلونزا الطيوروفي الولايات المتحدة، أعلنت مقاطعة لوس أنجلوس عن أول حالة إصابة بشرية بفيروس إنفلونزا الطيور، وجرى تشخيص إصابة شخص بالغ بعد تعرضه لماشية مصابة. ورغم أن الخطر العام للإصابة بالفيروس لا يزال منخفضًا، إلا أن المسؤولين الصحيين يوصون باتخاذ الاحتياطات اللازمة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يتعاملون مع الحيوانات المصابة.
ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي (RSV)أما في مجال الأمراض الفيروسية الشتوية، يشير الخبراء إلى ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وزيادة انتشار الإنفلونزا، في حين يتوقع أن يصل معدل الإصابة بفيروس نوروفيروس إلى ذروته في يناير. مع زيادة هذه الأمراض بشكل سنوي، تحذر السلطات الصحية من خطورة الإصابة بتلك الفيروسات المتعددة في وقت واحد. وفقا لصحيفة «ديلي ميل».
تشير البيانات الحديثة إلى تزايد حالات دخول المستشفيات بسبب أمراض تشبه الإنفلونزا، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الإصابة بكوفيد-19، حيث ارتفعت نسبة الإصابات من 3.9% إلى 5.4%. وتزداد المخاوف مع موسم الأعياد، حيث يزداد اختلاط الناس والتجمعات، ما يسهم في تسريع انتقال الفيروسات.
في هذا السياق، تحذر منظمة الصحة العالمية من تفشي هذه الأمراض الفيروسية في ظل غياب لقاحات معتمدة لبعض منها، مما يجعل من الضروري اتخاذ احتياطات إضافية.