كرئيس للوزراء في إسرائيل رفضت صفقة كان من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح الجندي الذي كان أسيرا لدى حماس جلعاد شاليط، لكنني اليوم أقول "أطلقوا سراح جميع أسرى حماس، وأنهوا القتال بغزة لإعادة جميع الرهائن والجنود، وإعادة الجثث التي تحتجزها هذه الحركة منذ سنوات".

هكذا استهل إيهود أولمرت مقاله بصحيفة هآرتس الإسرائيلية الذي أكد فيه أن احتمالات تحقيق القضاء التام على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) معدومة منذ اللحظة التي أعلن فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنها الهدف الرئيسي للحرب.

وحتى ذلك الحين، يقول أولمرت الذي كان رئيسا للوزراء في إسرائيل ما بين 2006 و2009، كان واضحا لكل من تدبر الأمر أن التدمير الكامل لهذه المنظمة هو مجرد "تفكير بالتمني غير ممكن عسكريا حتى في ظل ظروف مختلفة عن تلك الموجودة في قطاع غزة".

وأشار أولمرت إلى أن أبرز ما عانته إسرائيل من الأنفاق الهجومية في حرب غزة عام 2014 كان كافيا لإدراك أن شبكة الأنفاق تلك تمثل عائقا حقيقيا أمام أي عملية عسكرية سريعة وحاسمة يمكن أن تقضي على حماس "وحتى في ظل ظروف أكثر ملاءمة، فإن حماس لن تهزم بسهولة".

وشدد أولمرت على أن نتنياهو كان يعلم، منذ البداية أن خطابه عار عن الصحة وسينهار في نهاية المطاف في مواجهة واقع عسكري وإنساني من شأنه أن يجبر إسرائيل على الوصول إلى مرحلة تنهي فيها حملتها العسكرية الحالية، مبرزا أن الوقت قد حان للإقرار بأن هزيمة حماس بعيدة المنال، بل الاعتراف بأن إسرائيل لم تصل حتى نقطة السيطرة على الأخذ بزمام المبادرة في هذه الحرب.

وللتدليل على ما ذهب إليه يقول أولمرت إن عملية 2002، في ذروة الانتفاضة الثانية لم تؤد إلى القضاء على "الجماعات الإرهابية" في الضفة الغربية، لكنها قللت بشكل كبير من نشاطاتها، و"استغرق الأمر عدة سنوات قبل أن نتمكن من القول إن العملية قد انتهت حقا".

وبشأن ما هو مرتقب، يحذر أولمرت من أن أمام إسرائيل أياما صعبة قادمة، مع تزايد عدد الجنود الذين يسقطون وزيادة المشاهد المؤلمة للدمار والخراب في غزة، والتي "تلقي بظلالها الثقيلة على دولة إسرائيل، وتقوض الدعم والصبر اللذين أظهرهما لنا حتى أكثر الدول ودية".

فما الذي علينا فعله في هذه الحال؟ يتساءل أولمرت، ليجيب بأنه يعتقد أن الوقت قد حان لكي تعرب إسرائيل عن استعدادها "لإنهاء القتال، نعم، إنهاء القتال، ليس وقفه وليس وقفا مؤقتا لمدة يومين أو 3 أو 4 أيام، نهاية الأعمال العدائية".

وحذر أولمرت من أن الفشل في القيام بذلك فورا سيعني أنه مع مرور الوقت لن تعيد إسرائيل سوى جثث أسراها، إذ لن يكون هناك أي أحياء، مضيفا أن إسرائيل يجب أن تشترط لوقف الأعمال العدائية الإفراج عن جميع الأسرى، وعما لدى حماس من جثث لإسرائيليين تحتجزها منذ سنوات.

وفي المقابل، يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، لن يكون أمام إسرائيل خيار سوى إطلاق سراح جميع أسرى حماس الذين تحتجزهم، خصوصا أن نتنياهو كان قد وافق على إطلاق سراح 1027 من المدانين بالقتل بمن فيهم زعيم حماس "النازي" يحيى السنوار، وقد كان فيهم سكان من القدس الشرقية ومواطنون إسرائيليون.. كل ذلك مقابل جندي واحد.

ولئن كنت قد رفضت مثل تلك الصفقة عندما كنت رئيسا للوزراء، يقول أولمرت، فإنني اليوم أقول "أطلقوا سراحهم"، فعودة الإسرائيليين الذين "اختطفوا" لن تكون إلا بالمبادلة، "والتزام إسرائيل تجاه مواطنيها الذين اختطفوا من منازلهم وغرف نومهم، وغرف معيشتهم وملاجئهم أكبر من العار الذي ينطوي عليه تقديم تنازلات لحماس".

لكن أولمرت أكد أنه لا يرى فرصة في أن يوافق نتنياهو على مقترحه أبدا، لأن رئيس الوزراء الحالي يعتقد أن مستقبله الشخصي وبقاءه وحياته السياسية وإرثه هو وعائلته وأطفاله كلها تعتمد على استمرار الحرب، لذلك، فهو على استعداد لجعل إسرائيل تحترق لتحقيق مآربه.

وختم أولمرت مقاله بسؤال موجه إلى مجلس الحرب الإسرائيلي "هل سيكون لدى أي من زملاء نتنياهو في مجلس الوزراء ما يكفي من الشجاعة والتصميم للقيام بما هو مطلوب الآن؟".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترسل وفداً إلى القاهرة لبحث التهدئة في غزة

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، أن مفاوضين إسرائيليين موجودون في مصر، حيث يناقشون مع الوسطاء المصريين قضية الرهائن لدى حماس، في إطار المباحثات حول استمرار الهدنة في غزة.

وقال المكتب غداة إعلان إسرائيل مواصلة المحادثات مع حماس، "بناء على تعليمات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، يلتقي ممثلون لفريق التفاوض حالياً مسؤولين مصريين كباراً لمناقشة قضية الرهائن".
"نزع سلاح حماس".. عقبة في طريق اتفاق غزة - موقع 24ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أنه على الرغم من الوساطة المصرية في أزمة قطاع غزة، إلا أن حركة "حماس" الفلسطينية تشدد موقفها وتصر على الاحتفاظ بسلاحها، ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبيرأنه "إذا اتضح أن إطلاق سراح المزيد من الرهائن في الصفقة غير ممكن، فلن يكون هناك ... وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أنه على الرغم من الوساطة المصرية في أزمة قطاع غزة، إلا أن حركة "حماس" الفلسطينية تشدد موقفها وتصر على الاحتفاظ بسلاحها، ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبيرأنه "إذا اتضح أن إطلاق سراح المزيد من الرهائن في الصفقة غير ممكن، فلن يكون هناك مفر من تجديد القتال".
وقالت يسرائيل هيوم، إن المفاوضات بين إسرائيل وحماس استؤنفت عبر وسطاء بالعاصمة القطرية الدوحة، في محاولة "إسرائيلية- أمريكية" لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مقابل وقف إطلاق النار حتى بعد عيد الفصح اليهودي، ولكن في الخلفية كان ولا يزال السبب الحقيقي وراء الجمود في إنهاء الحرب، هو رفض حماس إلقاء سلاحها، والتخلي عن السيطرة على قطاع غزة عسكرياً ومدنياً.

مقالات مشابهة

  • مكتب نتنياهو: وفد إسرائيلي في القاهرة لبحث ملف الرهائن
  • إسرائيل ترسل وفداً إلى القاهرة لبحث التهدئة في غزة
  • كان : نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا لبحث الخيارات المتاحة ضد غزة
  • أمريكا تسحب ترشيح آدم بولر من منصب المبعوث بشؤون الرهائن بعد وصفه حماس بـ اللطيفين
  • حماس تحدد شروطها للإفراج عن الرهائن الأميركيين والإسرائيليين وغيرهم
  • سحب ترشيح مبعوث ترامب الخاص لشؤون الرهائن
  • وزير الخارجية الأمريكي: الإفراج عن جميع الرهائن في غزة أولوية لواشنطن
  • حماس تعلن موافقتها على إطلاق سراح الرهينة الأمريكي وإعادة جثامين أربعة آخرين
  • مكتب نتنياهو يتهم حماس بممارسة الحرب النفسية بشأن الرهائن
  • مكتب نتنياهو: حماس لم تُغير مواقفها رغم قبولنا مقترح ويتكوف