ماذا يحصل إذا توقف الدعم الغربي لأوكرانيا في 2024؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
ماذا لو انخفضت المعونات من واشنطن إلى أوكرانيا أو توقفت تماماً قريباً؟ ماذا يعني ذلك لكييف في 2024؟ ماذا يعني ذلك لروسيا؟ تساؤلات أثارها ألكسندر موتيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة روتجرز في نيوارك والمتخصص في الشأنين الأوكراني والروسي.
يبدو أن قوة بوتين بدأت تتلاشى، حيث انتشرت شائعات عن استخدا بدلاء له للظهور الجماهيري.
لكن مثل هذا السيناريو غير محتمل، برأي الكاتب، فالبيت الأبيض يحتاج إلى الاستمرار في تمويل أوكرانيا، والكونغرس يحتاج إلى الحد من تدفق المهاجرين. وعلى الرغم من التهديد والوعيد، فإن التوصل إلى تسوية أمر لا مفر منه، إذْ لا يريد أي من الطرفين "خسارة أوكرانيا" أو الفشل في وقف "طوفان" المهاجرين في عام الانتخابات. والسؤال الوحيد هو ما إذا كان التمويل سيُستأنف في غضون أسابيع أو أشهر قليلة. استراتيجية كييف
وفي ضوء هذه الظروف، يقول موتيل إن استراتيجية كييف واضحة، وهي الاستمرار في فعل ما ظلت تفعله بفعالية كبيرة. وهذا معناه إضعاف القوات البحرية والقوات الجوية وشبكات النقل والبنية التحتية الاستراتيجية الروسية وإلحاق خسائر فادحة بالجنود الروس.
What would a collapse in Western aid mean for Kyiv in 2024? https://t.co/c1yZUMR1VT
— National Interest (@TheNatlInterest) December 30, 2023
وأضاف الكاتب: الواقع أن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا كان متعثراً ربما منذ البداية. ولا يبدو الأمر كما لو أن الأوكرانيين ظلوا يهاجمون بلا هوادة طوال الأشهر القليلة الماضية ثم أدركوا فجأة قبل بضعة أسابيع (عندما تحدث الجنرال فاليري زالوجني علناً عن "الجمود") أنهم لا يحرزون أي تقدم يذكر.
بل العكس هو الصحيح، يتابع موتيل، حيث اتخذ الأوكرانيون منذ زمن طويل ذات الأوضاع الدفاعية التي أوصى بها واضعو السياسات والمحللون الغربيون. وظل الجانب الروسي يهاجم على امتداد جزء كبير من الجبهة مع استخدامه في الوقت نفسه تكتيكات الموجات البشرية التي تمخضت عن القليل من المكاسب من حيث الأراضى فيما ألحقت خسائر فادحة في الأرواح.
وليس السؤال الحقيقي ما إذا كانت كييف قادرة على مواصلة فعل ما ظلت تفعله (لأن الإجابة هي نعم) بل ما إذا كانت موسكو قادرة على فعل ما ظلت تفعله، إذْ يقال إن بوتين لا يبالي بعدد الشباب الروس الذين أجبروا على الموت في حربه التي لا معنى لها، لكن هناك قدراً متنامياً من الشواهد التي تشير إلى أن الروس يشعرون بضيق متزايد إزاء تأثير الحرب على حياتهم وحياة آبائهم وأبنائهم وأزواجهم على الجبهة.
فوفقاً للخبير الروسي بول جوبل، فإن "الإدارة الرئاسية تتلقى الآن أكثر من 100 ألف خطاب شهرياً موجه إلى بوتين تتناول التأثيرات السلبية للحرب في أوكرانيا على الروس العاديين".
What would a collapse in Western aid mean for Kyiv in 2024? https://t.co/c1yZUMR1VT
— National Interest (@TheNatlInterest) December 30, 2023
وواصلت النساء احتجاجاتهن على عدم حصول رجالهن على إجازات. وواصل الجنود فرارهم من مواقعهم. وظلت الخسائر البشرية مرتفعة بشكل غير عادي، ومن المرجح أن تزداد الآن بعد أن بدأت أوكرانيا تتبنى استراتيجية أكثر دفاعية.
ويشهد الاقتصاد الاستهلاكي – (تمييزاً له عن الاقتصاد العسكري) نمواً سلبياً وتضخماً مرتفعاً جدّاً. والواضح أن قطاعات كبيرة من النخبة الروسية غير راضية عن حرب بوتين. وأما مكان الصدارة فيذهب إلى الجنرالات، الذين أصبح جيشهم الذي هو ثاني أفضل جيش في العالم، ثاني أفضل جيش في أوكرانيا. ولعل هؤلاء هم الذين كانوا على علم بمحاولة الانقلاب المشؤومة التي قام بها يفغيني بريغوجين في يونيو (حزيران(، لكنهم لم يفعلوا الكثير لوقفها.
التقريران غير صحيحان، لكن انتشارهما يُظهِر أن مركز بوتين أكثر اهتزازاً بكثير مما يريد لنا أتباعه تصديقه. ولا شك في أن بوتين سيفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة في 17 مارس (آذار) بأغلبية ساحقة، لكن هذا النصر قد يكون باهظ الثمن. فإعادة انتخابه ستجعل بوتين المسؤول الوحيد عن الحرب وتأثيراتها المشؤومة على الروس العاديين.
فهل يتجرأ بوتين على السعي إلى تحقيق اختراق؟ يتساءل الكاتب ويقول: سيكون الإغراء عظيماً. فلا ننسى أن الغرب في حيرة بشأن ما ينبغي فعله في المرحلة التالية، وواشنطن مترددة بشأن تقديم المعونات. ومن ناحية أخرى، يجب أن يدرك بوتين أن تحقيق انتصار من نوع ما يمكنه فعل المعجزات لمركزه الداخلي المتدهور.
ولو حاول، فينبغي لأوكرانيا والغرب أن يفركوا أيديهم بسعادة غامرة. والحقيقة أن القوات المسلحة الروسية ليست في وضع يسمح لها بشن هجوم ضخم، بل والأكثر من ذلك أنها ليست في وضع يسمح لها بتنفيذ مثل هذا الهجوم بنجاح. خسائر روسية كبيرة قد تخسر أوكرانيا بعض الأراضي، لكن الخسائر الروسية في الأفراد والدبابات وغيرها من المعدات ستكون مروعة، ولن يتمكن حتى بوتين وأبواق دعايته من إقناع الروس بأن مثل هذه النتيجة تسمى فوزاً ساحقاً.
وغالباً ما أسفرت الهزائم في الحروب عن إحداث تغيير كبير، في روسيا وفي غيرها من الأماكن، حيث أسفرت حرب القرم عن إلغاء العبودية، وأسفرت الحرب الروسية اليابانية عن إصلاحات ديمقراطية، وأنهت الحرب العالمية الأولى النظام القيصري، وسهّلت الهزيمة في أفغانستان عملية البيريسترويكا.
ويمكن بسهولة أن تكون روسيا هي التالية إذا قرر بوتين أن الوقت قد حان لشن هجوم شامل في عام 2024.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
بالأرقام.. تقرير يكشف حجم الإنفاق الغربي على أوكرانيا خلال 3سنوات
بلغت قيمة المساعدات المالية الغربية غير العسكرية لأوكرانيا خلال 3 سنوات 238.5 مليار دولار، وفقا لحساب أجرته وكالة روسية بناء على بيانات وزارة المالية الأوكرانية.
وبحسب وكالة “نوفوستي” بلغت نفقات الميزانية الأوكرانية في عامي 2022-2023 نحو 193.3 مليار دولار، و81.3 مليار دولار في عام 2024. وبذلك بلغت النفقات على مدى ثلاث سنوات 274.6 مليار دولار.
وبلغ حجم المساعدات التي حولتها الدول الغربية إلى أوكرانيا 238.5 مليار دولار، وهو ما يعادل تقريبا 87% من نفقات الميزانية الأوكرانية.
كما بلغ حجم المساعدات المالية الخارجية المستخدمة في الإنفاق الاجتماعي في الميزانية 106 مليارات دولار، وبلغت المساعدات العسكرية 132.5 مليار دولار.
وتلفت الوكالة إلى أن حجم المساعدات الغربية بلغ أقل بنسبة 43% عما تم وعد كييف به – 238.5 مليار دولار مقابل 416 مليار دولار.
ويكمن “التأخير” (النقص) الرئيسي في المساعدات المالية، التي كان من المقرر أن تبلغ نحو 240 مليار دولار، ولكنه لم يتم تسليم سوى أقل من نصف هذا المبلغ. ولكن فيما يتعلق بالإمدادات العسكرية، حصلت أوكرانيا على 75% من المبلغ الذي وعدت به وهو 176 مليار يورو.
وكانت الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة لأوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث قدمت لها 95.2 مليار دولار، حيث كان ثلثا المساعدات المقدمة مساعدات عسكرية، بينما تم استخدام الثلث الباقي لتمويل الميزانية.
وقدم الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لأوكرانيا 94.2 مليار دولار من المساعدات المالية والعسكرية.
ومول الاتحاد الأوروبي بنفسه الميزانية الأوكرانية بمبلغ 40.5 مليار دولار، ومولت الدول الأعضاء في الاتحاد، وخاصة ألمانيا، ميزانية قدرها 3.1 مليار دولار أخرى.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي نفسه لم يقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، فإن الدول الأعضاء فيه نقلت ما قيمته 50.8 مليار دولار من هذه المساعدات إلى أوكرانيا. ومن بين الدول، كان المساهمون الماليون الرئيسيون في الأنشطة العسكرية لأوكرانيا ألمانيا (11.9 مليار دولار)، والدنمرك (7.5 مليار دولار)، وهولندا (6.3 مليار دولار)، والسويد (4.8 مليار دولار).
واحتلت المملكة المتحدة المركز الثالث بمبلغ 13.4 مليار دولار، منها 10.8 مليار دولار مساعدات عسكرية و2.6 مليار دولار مالية. أصدر صندوق النقد الدولي قروضاً لأوكرانيا بقيمة 11.4 مليار دولار، كما قدمت لها كندا 7.8 مليار دولار أخرى. وبالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي، تشمل قائمة أكبر عشر مانحين أيضاً اليابان (6.7 مليار دولار) والبنك الدولي (5.3 مليار دولار).