الى شهيد العلم الأستاذ أحمد الخير .. شعر: د. أحمد جمعة صديق
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
ترجمة: د. أحمد جمعة صديق
To the Soul of Ustaz Ahmed Alkhair
The Sudanese revolution
began in the Classroom
Then boomed from Kassala to Khartoum
To spread the light of education
From the North to the West,
From the South to the East
And paved the way for the nation
To attain emancipation
ثورتنا الفتية
اندلعت في الفصول المدرسية
انطلقت من كسلا البهية
ثم سارت الى الخرطوم
وفاض خيرها علي البرية
لتنشر التعليم في البلاد
وتمهد طريقها السوية للعباد
وتفتح للحرية الف باب ثم باب
تمنح العلوم والآداب للشيب والشباب
But the killers were faster
To put out the candle
That you used to handle
And plant the pleasure of learning in our children,
In our women and men
لكن قام الغادرون سراعا ليطفؤا السراج
وقد كان في يمينك شمعة تضئ بها الطريق
تزرع الافراح في الطفل و في الصديق
وفي الرجال والنساء على سواء
They killed the teacher
Who paves the way for the future
The future of all kids
لكنهم قتلوا المعلم من يمهد لنا مقبل الايام
من يشعل الشموع في غسق الظلام
They killed the man with a (tool)
In cold blood, with flood of blood
They made the (hole)
Not in his body but in his soul
In the soul of the whole generations
In fact, in the soul of all the nation
قتلوه شر قتلة اذ غرسوا العصا في دبره
وبدم بارد اهدروا روحه ودمه من نحره
جرح تمدد في صبره وصدره
لكنهم مادروا، ما فعلوا، قد قتلوا السودان باسره
With pain, with great pain
They hurt the spirit of our children
As they pierced their daggers in their little hearts
Deprived them from the science and the arts
الم المّ بالاطفال الم كبير
اذ غرزوا السكين في قلب الصغير
حرموهم من العلم واوقفوا ذاك المسير
When the kids came to school that day
They were all happy and gay
Ready to learn the ABC and some arts
But when the lesson was about to start
They found out with all the dismay
That their teacher was unable to show up
And he was late for that day
حضر الاطفال ذاك الصباح للمدرسة
في قمة السرور
ليتعلموا الف باء الحياة بالسرور وبالحبور
بدأ الدرس ولكن تاخر الاستاذ في الحضور
But nobody dared to tell them the truth or say
Why the teacher was late
And the only thing they had to know
That (Ahmed Alkhair) had passed away
To pave the way for their bright future
Because he was their teacher
ولم يجرؤ احد ان يخبرهم الحقيقة
ان الاستاذ لن ياتي يشق طريقه
وعليهم ان يلعمو ان (احمدا) قد لحق الرفيق
ليمهد لهم مستقبلا، فهو الوحيد يعلم الطريق
He was the only one among the few
Who really knew
How to make them refined with knowledge
Equipped with skills
To handle the pen, not the gun
To write and spell and not to kill
كان الوحيد يرتقي بهم بالعلم سلماً روحيه
يعلمهم، كيف يمسكوا بالقلم وليس البندقية
وبلذة التعليم يشعرهم ليرتقوا في سلم الحضاره
يتعلموا الحساب والعلوم بالشطارة والجداره
ويبدعوا في الفن واللغات ويبرزوا المهاره
But always learn with pleasure and fun
And think high
And spire to the sky
But to think high
And spire to sky
With great imagination
Through the pleasure of education
كان يشوّق الاطفال ليستمرؤا التعليم
يسعون للمستقبل بالجد والسرور
يوسع الخيال عندهم بالنشوة والحبور
ويرتقي بالحس والجمال ويطور الشعور
He was the one who used to make them hopeful
Happy and joyful
But the killers took off his soul
And terminated his role
To educate and please the boys and girls
Of the Sudan
هو الوحيد كان يسعدهم.
لكن المجوس حرم الاطفال من احلامهم
وسلب المجوس تلك الروح
لم يتركوا له المجال لكي يحقق المآل
لبني السودان
ليسعدوا بالعلم في الزمان والمكان
Ahmed Alkhair,
We are all ashamed to tell the story that took place
And the news that spread through the space
We are all ashamed to tell the story that was to boom
From Kassla to Khartoum
احمد الخير نخجل ان نسرد الحكاية
لكن تتسرب الاخبار في النهاية
وتسري على الاثير
تسللت من كسلا الى الخرطوم
نحن مكسوفون ويسكننا خجل كبير
And sadly leaked into our classrooms
Into the ears of the kids
To betray the killers
Who denied the role of the teacher
Who makes the future
And engineers the fate of all nations
Through the pleasure of education
لكن آذان الصغار تلقت الأخبار لتفضح السفاح
من انكروا دوره، فمن غيره يصنع النجاح
يهندس الأقدار للامم بالتعليم والكفاح والفلاح
Ahmed Alkhair
May your soul rest in peace in your holy place
We hope in peace you sleep
But we, we will keep, to cry and weep
The fate of the teacher, the fate of all teachers
And the fate of our future
احمد الخير، لترقد روحك في سلام
سنظل نبكيك على الدوام
وكل معلمي السودان
لكن حتما سنقضي على اللئام
من حرم السودان من بنيه
من حرم السودان من يبنيه
Ahmed Alkhair
We are ashamed to tell the story
And all embarrassed
To go through details
We are sorry, we're so sorry
To tell only some of your story
احمد الخير -عفوا - لا نستطيع ان نكمل الحكاية
مجروحين ان نحكي من البداية
ومحروجين ان نحكي فصلاً من الرواية
ومكسوفيين حتى النخاع من النهاية
But peacefully sleep in your last resort
We will take revenge
As long as we live, a couple of years
Or a whole of an age
لكن نم في مرقدك الاخير
نم في مرقدك الوثير
يظلك الرحمن في الجنان
فمهما تطاول الزمان
وتتالت الشهور الدهور
لابد ان سيأتي الانتقام
من اولئك اللئام
Ahmed Alkhair was a secondary school science teacher, who had been tortured to death by inserting an iron bar in his back. He bled to death, in Kassala in East Sudan. About 30 of the criminals had been sentenced to death, but they were set out free after the war that erupted in April 15, 2023
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
العلوم والتقانة والقناعات الراسخة
أ. د. حيدر بن أحمد اللواتي **
من الفوائد المُهمة التي يُمكن للإنسان أن يجنيها من خلال دراسته لتاريخ العلوم والتقانة، الثقة في النفس والأمل في مواجهة التحديات، التي يظن أنه لن يستطيع مواجهتها، كما إن مطالعة تاريخ هذه العلوم، يجعله يراجع قناعاته الراسخة ليتحقق من صحة رسوخها، وهل هي قائمة على أسس متينة؟ أم إنها أمور اعتاد عليها فحسب؟!
تاريخ هذه العلوم يشير وبوضوح أن هذه العلوم كسرت عمليًا كثيرًا من المُسلَّمات التي كان يؤمن بها الإنسان أشد الإيمان ويعتقد بها أيما اعتقاد، فمنذ القدم كنَّا نعتقد مثلًا أن تسلُّق السماء والوصول إلى القمر حلمٌ مستحيلٌ، ونجد ذلك واضحًا وجليًا في عبارة وردت في ملحمة جلجامش وهي من أقدم المخطوطات التي وصلت إلينا (الألفية الثالثة قبل الميلاد).
(من يا صديقي يمكنه تسلق السماء؟!)
لكن العلم حول هذا المستحيل إلى أمر ممكن؛ فاليوم نشاهد الطائرات تتسلق السماء وتقطع المسافات في غضون ساعات لتصل إلى أقاصي الأرض بكل سهولة ويسر، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي العشرين من يوليو عام 1969 استطاع الإنسان أن يتسلق السماء وينفذ من سطوة الجاذبية الأرضية، وحطت أول سفينة فضاء تحمل بشرًا على سطح القمر، وأرسلت أول رسالة من القمر إلى كوكبنا؛ وذلك عندما تواصل أرمسترونج قائد الرحلة الفضائية مع المحطة الأرضية قائلا "لقد هبط النسر على القمر" (النسر هو اسم سفينة الفضاء).
استطاع العلم بعد 5 آلاف سنة من الإنجازات العظيمة التي سطرها علماء الطبيعة والمهندسون ليغيروا العالم بأسره وليتسلقوا السماء ويضعوا أقدامهم لا على الأرض؛ بل على القمر!
واليوم تشير آخر التقارير العلمية إلى أنَّ العلماء استطاعوا أن يقتربوا من الشمس، اقترابًا لم يسبق أن قاموا به، وذلك من خلال المسبار المقاوم للحرارة والذي يستطيع أن يتحمل 1400 درجة مئوية دون أن يتأثر، وسوف يقوم العلماء برصد المعلومات التي سيتم التقاطها بواسطة هذا المسبار للتعرف والاطلاع على تفاصيل أكثر عن الشمس.
كما إن الكثيرين من مفسري القرآن الكريم كان يعتقدون باستحالة معرفة جنس الجنين، وذلك لما فهموه من قوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ"، يقول الطبري (ت 310 هـ، 923م) في تفسيره "(وَيَعْلَمُ ما فِي الأرْحامِ) فلا يعلم أحد ما فِي الأرحام، أذكر أو أنثى، أحمر أو أسود، أو ما هو؟".
ونجد ابن كثير المتوفى في القرن الثامن الهجري يذهب إلى نفس الرأي، فيقول "هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها، فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها... وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه [الله] تعالى سواه...".
ويورد الطباطبائي (ت 1402هـ، 1981م) في تفسير الميزان "وقد عد سبحانه أموراً ثلاثة مما تعلق به علمه وهي العلم بالساعة وهو مما استأثر الله علمه لنفسه لا يعلمه إلا هو ويدل على القصر قوله: (إن الله عنده علم الساعة) وتنزيل الغيث وعلم ما في الأرحام ويختصان به تعالى إلاّ أن يعلمه غيره".
لكن العلم أثبت لنا اليوم أن قناعتنا لم تكن في محلها، وأن علينا أن نعيد النظر في فهمنا لهذه الآية المباركة، فنحن اليوم نستطيع أن نعلم لا جنس الجنين فحسب؛ بل نستطيع أن نعلم بعض صفاته وبعض الأمراض الوراثية التي قد يُصاب بها، وهكذا تغيرت قناعتنا، وتغيرت كتب التفسير عندنا، لتوافق ما توصل اليه العلم، فلقد غدا المستحيل ممكنًا.
وكنا نعتقد أن التكاثر في عالم الحيوان وعند البشر لا بُد وأن يتم من خلال لقاء الذكر مع الأنثى، فلا يمكن أن يتم التكاثر بطريقة أخرى، ومرة أخرى أسقط العلم هذه القناعة، وأوضح أن هناك تكاثر لا جنسي لا يحتاج إلى ذكر وأنثى؛ بل ولم يكتف العلم بذلك، فلقد استطاع أن يصل إلى كشف أسرار عملية التكاثر، وقام بإجراء عمليات التكاثر في المختبرات دون الحاجة إلى أنثى، فلقد تم وبنجاح انتاج فئران من ذكرين من الفئران ودون الحاجة إلى بويضة أنثى، وذلك بتحويل الخلايا الجذعية من أحد الفئران الذكور إلى بويضة وتلقيح تلك البويضة بالحيوان المنوي، وقد أشار الباحث بأن تطبيق التقنية على البشر لازال يواجه الكثير من التحديات والصعوبات، ولكن بعد هذا النجاح، هل مازلنا نعتقد باستحالة ذلك؟!
ولا شك أن نجاح التجربة على الفئران حفرت عميقًا في قناعتنا وهزتها هزًا عنيفًا.
إنَّ المعرفة العلمية معرفة قلقة تسعى إلى كسر المُستحيلات المتعارف عليها، وتحويلها إلى ممكنات، فهذا ديدن هذه العلوم وتلك طبيعتها ولا تكتفي بذلك؛ بل تقوم بنقل حالة القلق هذه عند بعضنا، فيتوجس منها ويعدها شرًا لا بُد منه!
وتاريخ العلوم والتقانة يوضح لنا أن قناعات الإنسان التي لا تقوم على أدلة راسخة، هي أحد أهم الأسباب التي تقف في وجه تطور الإنسان؛ بل والمجتمعات البشرية، فقناعتك تؤثر في توقعاتك، وتلك تؤثر بدورها في أفعالك، وقد تجعلك تفترض واهماً بأنّ الأبواب موصده بوجهك؛ فعندما تعتقد باستحالة الوصول إلى القمر، كيف ستسعى للقيام بذلك؟ وعندما تعتقد باستحالة معرفة جنس الجنين، هل ستبذل جهدا علميا للتعرف على جنس الجنين؟ بالطبع لن تسعى، فمن لا يؤمن بقدراته يغدوا كالمشلول لا يمكنه التحرك من مكانه.
لهذا ليست المشكلة في امكاناتنا؛ بل علينا أن نُراجع قناعاتنا فقد تكون هي سبب تراجعنا وعجزنا!
** كلية العلوم، جامعة السلطان قابوس
رابط مختصر