سودانايل:
2025-03-25@18:40:47 GMT

نحن ما بين ترياق فكر هادي وأيمان صميم ضالين

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

منذ الاستقلال وتعاقب الحكومات والحاكمين فوق رؤوسنا نبحث عن الدولة التي نتمنى أن يكون عليها الوطن والان بعد هذه الأعوام الطوال منذ أن نال السودان استقلاله نحاول أن تعمل و نعي ما سوف تكون الأوضاع المستقبلية المحتملة عليها في السودان و محكومة بشكل أساسي أداء الطبقة السياسية السودانية، وما تُحرزه من تقدُّم في المحاور الأربعة تهيئة المناخ السياسي، وتعزيز الوحدة الوطنية، وإعادة صياغة البنية الدستورية والقانونية للدولة على قيم الديمقراطية، وضمان كفاية الأداء التنفيذي للدولة , فإن استطاعت هذه الطبقة السياسية، بالرغْم بداياتها المتعثرة، أن تتدارك نفسها، وتستفيد من دروس التجارِب الوطنية المتعثرة في الانتقال الديمقراطي سابقًا، ومن عِبَر الانتكاسات المؤلمة في بعض للدول من حولنا في القارة الأم، وأن نحقِّق تقدمًا ملموسًا في قضية شكل الدولة وكيف نحكم وإنهاء الصراع المسلح كل هذه المحاور من الصعب أن ينجح السودانيين في بناء أجماع عليها لاجتياز عتبة الانتقال إلى مرحلة ترسيخ الديمقراطية واستدامتها, حتى إِنْ لم نْفلِح في تحقيق شعارات الثورة، فلربما قد لا تتمكن الطبقة السياسية من الحفاظ على سلامة الدولة واستمراريتها كسودان موحد، ريثما يولد تيار جديد من رحم الحركة الشبابية الواعدة والقوى الحية التي صنعت ثورة ديسمبر بوعيها وتضحياتها إلى بناء تحالف يصنع الدولة التي نحلم بها وها واصلت الطبقة السياسية السودانية أداءها المرتبك والخاذل والمفرط في الأنانية، ولقد عجزت عن تحقيق الحد الأدنى من المطلوبات لضمان الانتقال الآمن للديمقراطية، وتغول الجيش علي السلطة وسقطت البلد في اقتتال وتدمير لكل شيء من منجزات علي الأرض للتنمية إلي قيم الإنسان و في ظل تنامي النفوذ الإقليمي والدولي وتدخله في الشأن السوداني الداخلي، ووجود مليشيات وحركات حاملة للسلاح، فإن والارتداد إلى الحكم الاستبدادي أو الانزلاق نحو الفوضى والحرب الأهلية هو ما سوف يحدث وهذا ما ظهر بعد أندلع القتال ما بين الجيش والدعم السريع
أأوضاعنا الحالية حقيقة مزريه ومؤلمة ولا تشرف عاقل، سواء نظرنا إلى أنفسنا بصفة أفراد أو جماعات، في أسوأ حال نحس الهزيمة أو التخلف أو التأخر الاقتصادي أو المهانة والأوضاع المزرية للأفراد أو الاستبداد أو الكراهيَة وغيرها من أمراض النفوس والعصر حقيقة هناك شيء خاطئ في الطريقة التي نتعايش بها مع كل الأوضاع بحياتنا، بما يفسر تخلفنا وتدهور أحوالنا, وطريقة حياتنا محكومة بنظام معين من الاعتقادات والخرافات والخزعبلات، ويعود تدهور أحوالنا لطريقة الأيمان بالدين هو الجزء المركزي من فكرة الاعتقاد لدينا، بما يجعل أي حديث عن الاعتقادات يحيل بالضرورة إلى الاعتقاد الديني و فهمنا للدين, إذا أردنا الإصلاح والنهضة، فإن علينا إصلاح اعتقادنا الديني, إن القضايا تُشكّل لب هذه المحاكمة المؤيدة للحاجة السليم للتدين بعقولنا قبل طرحها علي الآخرين، فيمَا يستند رفض سؤال الفهم الديني والحاجة إليه إلى رفض واحدة من هذه القضايا
يمكن تقديم استراتيجيتين رائجتين تعتمدان هما سوء الأحوال ليس لأسباب تخصنا إنما لأسباب تخص آخرين، ولائحة هؤلاء الآخرين عادة ما يتقدمها الاستلاب الحضاري والتغريب وغيرها واليوم يوجد ما يشبه التحالف على رفض بين تيار ما-بعد الاستعمار الذي انتعش في الجامعات الغربية وتيارات أصولية عمومًا، لا أعتقد أن هذه المقاربة تستحق الوقوف عندها، ليس فقط لأنها تقوم على إعفاء النفس من المسؤولية، إنما لأنها لا تقول أي شيء مفيد حقًا لتغيير الحال.

تحظى الفكرة الأخري وهي رافضةً إعطاء دورًا مركزيًا للاعتقاد في تحديد طريقة حياتنا (ربما تكون الماركسية بنسخها الاقتصادية أكثر التيارات تعبيرًا عن هذا الطرح؛ ونسخة معتدلة تكتفي برفض, أي كون الدين الجزء المركزي في موضوع الاعتقاد، ما يجعل الإصلاح الديني مسألة أقل أهمية فيمَا يتعلق بحياتنا, ولكي نفهم الصراع مآبين النخب في مسائل التوجه الفكري للامة معضلة هذا التناول هو أنه لا يستطيع تفسير حجم الدور الذي يلعبه الدين، لذا تصبح المسألة الإسلامية مسألة مستعصية مع محاولة ردها إلى بعد اجتماعي أو ثوري أو أي شيء آخر, هنالك سجالات كثيرة وكتابات مثيرة ولكن كلها تصب في مجال الاستعراض الفكري لا أحقاق حق أو أقامة دولة الفكر وهنا وبعيدًا عن هذه الأطروحات نجد ثمة مشكلة بهذه المحاكمة تتمثل في ابتدائها من بحالنا والدنيا من حولنا انطلاقًا من هذا الحال، هل نبدأ من يصوب الدين والحكم عليه بحياتنا فالغاية من الإيمان تحسين الحياة الدنيا، والسبب الداعي للإصلاح الديني ينتمي بدوره إلى الحياة الدنيا، تخلّفنا وسوء أحوالنا ومهانتنا. تجعل هذه المحاكمة من الدنيا حكمًا على صلاح الاعتقاد بالآخرة، بالماورائيات والغيبيات و يفترض هذا التصور أن الوضع الجيد، والتقدم والازدهار، علامة على صحة وسلامة نظام التدين تحديدَا الحياة يجب أن تكون سعيدة و جميلة وهانئة، وإن حصل ما يعكر عليها هذا، فإن هناك أمرًا خاطئًا فيمَا يخص اعتقاداتنا يجب إصلاحه. هل حقًا الحياة الهانئة دليل على أننا نقوم بالأمور بشكل صحي، والحياة البائسة دليل على وجود خطأ ما فيمَا نعتقد؟ أظن أن الجواب هو لا، أو بدقة أكبر، لابد من أعادة قراءة الدين بواسطة الفهم السليم لدوره في حياتنا وبهذا نقدم فائدة عظيمة لتوضيح إشكال الربط المشروط ما بين حال الحياة الدنيا واعتقاداتنا الدينية و ازدهار نتيجة لصحة الاعتقاد فالطريقة التي ينظر االسودانيون بها إلى علاقتهم بالله تجعل محاجة الإصلاح الديني غير ذات قيمة وَسْط هذا الكم من الانكفاء علي تجرِبة إنسانية خاوية تمامًا من الفهم السليم للتدين وللغرابة نجعل من الدنيوي حكمًا على الغيبي الدنيا وحالها تحكم على العُلاقة التي تجمعنا بالله، ومعها تصبح السعادة (التقدم والازدهار والرخاء وغيرها) هي دلائل نحكم بواسطتها على صحة علاقتنا ب الله. إن المحاكمة التي ينطلق منها الإصلاح الديني تضع الأمور على رأسها

لا يكم الرد الوحيد على المحاكمة الضمنية المعتمدة من طرف دعاة الإصلاح الديني في التنصل من المسؤولية وتحميلها للاستعمار أو التهوين من دور الديني لمصلحة قراءة مادية أو أسبقية الإصلاح السياسي, وفي بعض الاحيان نقول لبعضنا أمام المشاكل والتعقيد الماثل بأننا أيوبيون، علاقتنا بالله لا تقوم على السعادة والمكافأة، إنما على الابتلاء والتجربة. سمعت في إحدى الخطب أن مسألة مشابهة تمامًا، حين يؤكد الأمام على الحاجة إلى الجهاد والقيام به حتى لو كانت الهزيمة ماثلة أمامنا, فالنصر وعد من الله ينفذه حينما يشاء، وواجبنا بصفة مؤمنين القيام بواجب الجهاد بمعزل عما ينتظرنا. هذه العدمية تجد معناها في هذا اليقين المطلق الذي ينتظر اختباره, يجعل الإصلاح الديني من الحياة الدنيا منطلقًا للابتداء، نحن بحاجة لإصلاح لأننا نحيا بطريقة مثيرة للشفقة، مثل هذه الأقوال تبدو منفرة لأي شاب، حتى خاسرة، كوننا نجعل من الحياة الدنيا حكمًا على الحياة الآخرة. ليس علينا أن نسألهم عن مدى صلابة إيمانهم وهم يقدمون لنا هذه التبريرات، إنما أن نشير لهم أيضًا إلى هذه المقايضة الخاسرة التي يقدمنها تجد الحاجة للإصلاح الديني انطلاقًا من شظف الحياة ومعاناتنا فيها، إنما تظهر الحاجة للإصلاح عندما يتلوث إيماننا ويبهت، عندما تشوبه البدع والانحرافات. عندها يصبح الإصلاح الديني أمرًا ملحًا لاستعادة نقاء الإيمان وصفائه وقوته. بهذا، فإن الإصلاح الديني سؤال يمليه الإيمان ومن داخل منطقه، فهو شأن داخلي لكل لمؤمن كان يقال لنا ونحن علي مَقْعَد الدارسة أن الهُوِيَّة السودانية هُوِيَّة ثنائية التكوين، أخذت من الهُوِيَّة الأفريقية مثلما أخذت من العربية، وعندما اتخذت طريقها إلى التوحد بالتسامح والتعايش المشترك تكاثرت عليها نصال الحروب الأهلية وصراعات التقسيم والانفصال, وقد كاد السودان أن يجد نفسه في هويته "السودانوية" كمزيج للأفريقية والعربية، وذلك بصفة نسيج اجتماعي انصهر دمه ولونه ولسانه. أما بصفة تكوين سياسي فلم تبرز هويته من قِبل الدولة حيث صنف كثير من المفكرين الدولة السودانية بأنها تسعى دومًا إلى الحياد حتى لو لم تنجح في ذلك, لهذا، فإن السودانيين في وجودهم هذا تؤرقهم أسئلتهم الذاتية، ورغم أن البعض استطاع الإجابة عن بعضها، فإنه بلا شك قد عجز عن إدراك كنه البعض الآخر. أجاب عمن يكون، بقلب ملؤه إيمان الأعمى بأن مكونات هويته هذه هي سودانيته التي ينحدر منها، ولكنه تردد في الإجابة عن مستوى تلك الهُوِيَّة هل هي هُوِيَّة مفتوحة ذات سيرورة لا تنتهي أم هُوِيَّة ضيقة يحددها الآخرون المحيطون بعوائق الخوف من تصدير تلك الفكرة الهجين؟ لذلك تجد نفسك تبحث تفسيرَات منطقية للتدين والهوية لكي تسقط عليها كيفية أدارة الشأن والانحياز للعقلاء ولكل كل العقلاء في حالة ما بين ترياق العلاج والضلال البعيد, هكذا نحن وأن كنا كارهين.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الطبقة السیاسیة الحیاة الدنیا ة السودانیة ما بین

إقرأ أيضاً:

مواقف من الحياة.. دراما تعزز حضور ذوي الإعاقة في المشهد الفني

يأتي المسلسل اليوتيوبي "مواقف من الحياة" في موسمه الرابع ليقدم تجربة درامية فريدة، حيث يسلط الضوء على قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة بطريقة واقعية ومؤثرة، من خلال حلقاته التي حملت موضوعات اجتماعية وإنسانية متنوعة، يسعى من خلالها إلى تغيير النظرة التقليدية حول الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدًا على قدرتهم على الإبداع والتألق في مختلف المجالات، لا سيما في عالم الفن والدراما، ليمنحهم هذا المسلسل الذي أنتجته فرقة بالإعاقة نبدع الفرصة للتعبير عن أنفسهم ومواجهة التحديات بثقة وإصرار.

الفكرة الأساسية وتطور المسلسل

أوضح عبد الله بن شاكر البلوشي من ذوي الإعاقة الحركية، كاتب سيناريو مواقف من الحياة، أن الموسم الرابع ركز على إبراز قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة في التمثيل، مؤكدًا قدرتهم على الإبداع كغيرهم، كما تناول العمل قضايا تهمهم، مثل الإنجاب والتحديات المرتبطة بالحقن المجهري، الستر، تأثير الأفكار على العقل الباطن، التسريح من العمل، وقيمة الكلمة، بالإضافة إلى قضايا الدمج والإعاقات المختلفة.

وأشار البلوشي إلى أن الموسم الجديد شهد تطورًا في مدة الحلقات والتعمق في القضايا، مع مشاركة ممثلين من فئة متلازمة داون في أدوار رئيسية وفي أدوار كاملة مع حوارات مطولة، وانضمام وجوه جديدة، بعضها يؤدي البطولة لأول مرة، وذكر أن المسلسل بدأ قبل أربعة أعوام بـ13 حلقة قصيرة، ومع كل موسم زادت مدة الحلقات تدريجيًا، حتى وصلت في الجزء الثالث إلى أكثر من 20 دقيقة، مع مشاركة أوسع من نجوم الدراما العمانية والأشخاص ذوي الإعاقة.

كتابة النصوص والتمثيل

أكد البلوشي أنه لم يعدل النصوص لتناسب ذوي الإعاقة، إيمانًا بقدرتهم على التمثيل دون استثناءات، مشيرًا إلى أن الإعاقة مصدر للإبداع، مستوحيًا النصوص من تجارب حقيقية، مع إضافة حبكات درامية تعزز من التأثير، وانسجامًا مع رؤية عُمان 2040 التي تركز على دمج وتمكين هذه الفئة.

موضحًا أنه لم تكن هناك تحديات حقيقية في كتابة النص، باستثناء التحدي المتعلق باختيار مواقع التصوير المناسبة، حيث تلعب الخلفيات والمواقع دورًا جوهريًا في إيصال المشاهد والرسائل الدرامية بشكل مؤثر، رغم الإمكانيات المتواضعة المتاحة.

ردود الفعل والدعم الرسمي

وأكد البلوشي على أهمية تقديم الأشخاص ذوي الإعاقة بصورة تعكس قدرتهم، بعيدًا عن تصويرهم كضعفاء، مشيراً إلى أن المسلسل حظي بتفاعل إيجابي من الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، إلى جانب إشادات من جهات رسمية محلية ودولية، مما يفتح آفاقًا لعرضه على منصات رقمية يتطلع البلوشي إلى عرض المسلسل على "منصة عين".

وأشاد البلوشي بالدعم المستمر من وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الإعلام التي استضافت فريق المسلسل عبر قنوات التلفزيون والإذاعة والصحف، بالإضافة إلى دعم رجل الأعمال فهد بن حمود البلوشي الرئيس الفخري للفرقة، الذي أسهم في دعم إنجاز العمل وتطويره ماديًا ولوجستيًا.

الرؤية الإخراجية لمسلسل "مواقف من الحياة"

أكد محمد البلوشي، مخرج المسلسل اليوتيوبي مواقف من الحياة، أن الرؤية الإخراجية ركزت على تقديم القضايا المجتمعية بطرح درامي عميق، بحيث لا يقتصر الأمر على تسليط الضوء على المشكلات، بل يشمل تقديم حلول عملية ضمن السياق الدرامي، مما يعزز واقعية الطرح وأهمية القضايا التي قد تُناقش لأول مرة في الدراما المحلية.

وأشار البلوشي إلى التزام الفريق الإخراجي بالنص الذي كتبه عبد الله البلوشي، مع اختيار الممثلين بعناية لضمان تجسيد الشخصيات بواقعية، كما أوضح أن العمل تم بشكل مكثف على توجيه الممثلين من ناحية الأداء، لضمان إيصال المشاعر بصدق بعيدًا عن المبالغة أو التكلف.

كما أوضح أن أكبر التحديات التي واجهها الفريق كان التعامل مع شخصيات من مختلف أنواع الإعاقات، مثل الإعاقة الحركية والبصرية ومتلازمة داون، مشيرًا إلى أن التحدي الأبرز تمثل في كيفية إدارة المشاهد بطريقة تبرز قدرات هذه الفئات دون افتعال أو تصنع، مع مراعاة إنجاز التصوير في أقل من شهر.

وأضاف أن تحقيق الدمج الحقيقي بين الممثلين من ذوي الإعاقة وغيرهم كان تحديًا آخر، لكن الفريق نجح في تجاوزه، إذ تم التعامل معهم بأسلوب بسيط وداعم، مما عزز من ثقتهم بأنفسهم وأسهم في تقديم أداء صادق ومؤثر، مشيرًا إلى أن بعض الممثلين قدموا اقتراحات أثناء التصوير، وتم اعتماد الأفكار التي تخدم المشهد.

وأوضح المخرج أن المسلسل واجه تحديات تقنية ولوجستية، لكن بفضل التعاون الوثيق بين الطاقم الفني والإخراجي، تم التغلب عليها بسلاسة، وأكد أن النقاشات المستمرة مع الكاتب أسهمت في تحقيق رؤية واضحة للعمل، مما مكّن من إيصال الرسالة بواقعية.

وأشار البلوشي إلى أن المسلسل لاقى تفاعلًا واسعًا، حيث أسهم في تغيير بعض المفاهيم النمطية حول الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدًا على ضرورة التعامل معهم كجزء فاعل من المجتمع وليس كحالات تحتاج إلى شفقة، مؤكدًا أهمية تسليط الضوء على القضايا المجتمعية من منظور إيجابي، بحيث لا يقتصر الأمر على عرض المشكلات، بل يشمل تقديم حلول لها من خلال الدراما.

وقد شارك في هذا الجزء نخبة من الفنانين، كالفنان القدير طالب بن محمد البلوشي، والفنانة القديرة أمينة عبد الرسول، الفنان يوسف عبد الرحمن البلوشي، والفنان خالد الحديدي، والفنانة حبيبة السلطية، والفنان عبد الله بن شاكر البلوشي، والفنان مؤيد العبري، والفنانة نعيمة الزيدية بالإضافة إلى مشاركة العديد من الوجوه الجديدة التي ظهرت لأول مرة على الشاشة، والتي كان لها دور بارز في إنجاح العمل.

تجارب فنية

أكدت راية العبرية، ممثلة من ذوي الإعاقة الحركية، أن تجربتها المسلسل كانت غنية ومؤثرة، حيث منحتها الثقة بالنفس وزادت من جرأتها في مواجهة التحديات، موضحةً أنها اكتشفت قدرات فنية لم تكن تعرفها عن نفسها، معتبرةً أن العمل أضاف الكثير لمسيرتها الفنية والشخصية.

وأشارت إلى بعض الصعوبات التي واجهت التصوير، خاصة في الأماكن غير المهيأة، لكن الفريق نجح في التعامل معها بحلول مبتكرة، مما عزز إصرارهم على تقديم أداء متميز، كما أوضحت العبرية أن التعاون مع المخرج والفريق كان مثاليًا، خاصة مع وجود زملاء من ذوي الإعاقة في الطاقم الفني، مما خلق بيئة غنية بالتفاعل والمشاركة.

دور المسلسل في تغيير النظرة المجتمعية

أكدت العبرية أن المسلسل يعكس واقع الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل حقيقي، حيث يعد أول عمل درامي في سلطنة عمان يشارك فيه ذوو الإعاقة بأنفسهم، كما أنه مترجم بلغة الإشارة منذ جزئه الأول، مما يجعله قريبًا من جميع فئات المجتمع، وأوضحت أن تمثيلها في العمل جعل الرسالة أكثر صدقًا، وأسهم في إبراز قدراتها وتعزيز نظرة المجتمع للأشخاص ذوي الإعاقة. كما تأثرت العبرية بمشاركتها في حلقة الغالية، حيث أدت دور أم من ذوي الإعاقة فقدت زوجها ونجحت في تربية أبنائها وحققت الإنجازات، مشيرة إلى أن الدور كان مليئًا بالمشاعر العميقة وترك أثرًا كبيرًا في نفسها.

التحديات والطموحات

وأشارت العبرية إلى أن أبرز التحديات التي يواجهها الممثلون من ذوي الإعاقة تتمثل في ضعف الدعم المادي والمعنوي، وعدم إيمان بعض الجهات بقدراتهم الفنية، مشيدةً بالدعم الذي قدمه رجل الأعمال فهد بن حمود البلوشي، وتمنت أن يحظى الأشخاص ذوو الإعاقة بفرص أكبر للمشاركة في الأعمال الدرامية والإذاعية.

ووجهت رسالتها للجمهور، مؤكدةً أن الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون على الإبداع والتألق في كافة المجالات، بما في ذلك التمثيل، وأن تمثيلهم في الدراما يبرز قدراتهم على تقديم أداء متميز وصادق.

نقل قضايا ذوي الإعاقة

أكد طارق الشحي ممثل كفيف من محافظة مسندم أن المسلسل أسهم في زيادة وعي المجتمع بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيدًا باهتمام وزارة التنمية الاجتماعية والقنوات الإعلامية بهذه القضايا، لا سيما دعم مديرية الأشخاص ذوي الإعاقة في سلطنة عمان وأضاف أن المسلسل قدم صورة قوية وواقعية عن واقع ذوي الإعاقة، متجاوزًا التوقعات في معالجة هذه القضية المهمة.

طموحات وتحديات.

أعرب الشحي عن رغبته في مواصلة العمل الفني، مؤكدًا أن الأعمال التي تحمل رسائل إيجابية وتلامس واقع الناس هي الأقرب إلى قلبه، وأوضح أن جميع الأدوار التي تقدمها الفرقة ذات تأثير عميق وتشريف كبير له.

وعن تحديات التصوير، أشار إلى أنه لم يواجه صعوبات تُذكر، مما يعكس الاستعداد الجيد لفريق العمل بقيادة مخرج متمكن، حيث ساد الجو الأخوة والتعاون، ما أسهم في نجاح المسلسل، وفيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها ذوو الإعاقة في صناعة الترفيه، فقد ذكر أن فرقة بالإعاقة نبدع واجهت في السابق صعوبات مثل استخدام آلات التصوير واختيار المواقع المناسبة، لكن الدعم الكبير من رجل الأعمال فهد بن حمود البلوشي، الرئيس الفخري للفرقة، ساعدهم في تجاوز هذه العقبات.

وشدد الشحي على أن التنوع في الفن يعكس التنوع في الحياة، وأن تمثيل الأشخاص ذوي الإعاقة بطريقة صادقة يسهم في كسر الصور النمطية وتعزيز المساواة والشمول في المجتمع. كما أكد أهمية منحهم الفرصة للمشاركة في صناعة الأعمال الفنية كممثلين، كتاب، أو مخرجين، لضمان تقديم رؤى واقعية وإنسانية تعكس تجربتهم الحقيقية.

مقالات مشابهة

  • مواقف من الحياة.. دراما تعزز حضور ذوي الإعاقة في المشهد الفني
  • الدكتور حسن الشافعي: الحل في التجديد الديني وإعادة الاعتبار للفكر الفلسفي الإسلامي
  • ضمن خطة «عودة الحياة».. افتتاح مدرسة جديدة في«تاغمة»
  • أصوات من غزة.. دوامة النزوح وصعوبة الحياة
  • الحقيقة الصادمة للجنجويد وهي أن (الدنيا قضت غرضا) في أمرهم
  • مسك الختام.. «حافظة القرآن» تفارق الحياة بعد لحظات من تكريمها
  • ماذا نقول فى ليلة القدر؟ كلمات تجمع لك خير الدنيا والآخرة
  • ليلة القدر| أعمالها.. ودعاء واحد يجمع لك خيري الدنيا والآخرة
  • عناصر الحياة الكبرى
  • أبرز المواقع التي سيطر عليها الجيش السوداني في الخرطوم