معركة الرئاسة.. القوات تنتظر التسوية الاقليمية؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
منذ التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، باتت القوى السياسية على اختلافها تتعامل بطريقة مختلفة مع استحقاق رئاسة الجمهورية، اذ عاد النقاش الدستوري مجدداً وعاد معه الحديث عن المرشحين وحظوظهم، لكن في الوقت نفسه لا يزال الحذر سيد الموقف خصوصاً في ظل المعارك جنوب لبنان التي تفرض نفسها بشكل كبير على الحياة العامة بكل جوانبها وتفاصيلها.
نجح حزب "القوات اللبنانية" بالتمديد لقائد الجيش مستفيداً من الضغط الخارجي ومن تقاطعات داخلية كان احدها مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي الذي ادار جلسة التمديد بشكل مناسب، لذلك فقد شعرت معراب بأنها حققت انتصاراً سياسياً عاماً، ومسيحياً خاصاً في ظل الرفض الكبير الذي اظهره رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل لإستمرار عون في مهامه في قيادة الجيش.
نجاح" القوات" حوّل إهتمامها إلى الاستحقاق الرئاسي وفتح شهيتها على إنتصار مماثل يحسم المعركة بينها وبين سائر القوى المسيحية، ولو على حساب تغيير جدي في استراتيجيتها الداخلية، فبدل الاستمرار في مسار حازم في التعاطي مع الاستحقاق، بدأت معراب العمل بليونة أكبر خصوصاً لجهة القوى السياسية الراغبة بالحل والتي يمكن الوصول معها الى قواسم مشتركة.
وبحسب مصادر مطلعة فإن "القوات اللبنانية" لن تعرقل الحوار الذي يرغب رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالدعوة إليه، وان كانت تقترح صيغا مختلفة غير جماعية، اذ ان العلاقة مع بري عادت إيجابية والقوات ليس لديها اي رغبة في استفزاز بري بل ترغب في دفعه الى حلّ وسط وتسوية رئاسية كما حصل في التمديد لقائد الجيش. وعليه فإن التنازل ممكن قواتياً لكن من دون تحقيق نصر مجاني لـ"حزب الله" اولاً ولباسيل ثانياً.
وترى المصادر أن "القوات" تفضّل إنتظار التسوية في المنطقة، لانها ستؤدي إلى تنازل "حزب الله" لبنانياً وانهاء فرص مرشحه سليمان فرنجية وهذا الامر سيفتح الباب أمام شخصيات تحظى بدعم وغطاء خارجي مثل قائد الجيش او مرشحين اخرين تربطهم علاقة جيدة مع معراب في مقابل علاقة سيئة وغير مستقرة مع رئيس "التيار" جبران باسيل، وهذا ما سيؤدي إلى توجيه ضربة قاسمة للرجل داخل الساحة المسيحية.
تتحول الساحة السياسية اللبنانية تدريجياً إلى التأقلم الكامل مع احداث المنطقة والمعارك في الجنوب، وهذا ما يفتح باباً أمام عودة المشاورات العملية بين القوى والاحزاب الاساسية، ووضع الاطر للتسويات الداخلية وقد يبدأ البازار الرئاسي الذي يأخذ فيه الجميع بالحسبان كيفية تسجيل نقاط سياسية وتحصيل المكاسب خلال العهد المقبل، وعليه سيكون لبنان جاهزاً للتسوية، خصوصاً ان طرفي الخلاف الداخلي الاساسيين، "القوات" و"حزب الله"، يعطون الاولوية للحل في المنطقة قبل بحث اي استحقاق داخلي.. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
سقوط نظام الأسد.. كواليس النهاية ودور القوى الإقليمية في الأزمة السورية
كشفت مصادر إيرانية مطلعة لوكالة "رويترز" عن كواليس الأيام الأخيرة قبل سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وفراره إلى موسكو بعد سيطرة الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام على دمشق، وهو الحدث الذي أنهى أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد في سوريا.
ووفقًا للمصادر، استقبل الأسد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في دمشق في 2 ديسمبر الماضي، وأبدى خلال اللقاء غضبه الشديد مما وصفه بـ "الدعم المكثف" الذي تقدمه تركيا للفصائل المسلحة بهدف الإطاحة به، وأكدت إيران للأسد استمرار دعمها له، مع تعهدها بمناقشة الأمر مع المسؤولين الأتراك.
توتر إيراني تركي حول الأزمة السورية
في اليوم التالي، عقد عراقجي لقاءً حاسمًا مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووصفت مصادر إيرانية الاجتماع بأنه "متوتر للغاية"، حيث عبّرت إيران عن استيائها من دعم أنقرة للفصائل المسلحة، واعتبرت ذلك انحيازًا للأجندات الأميركية والإسرائيلية.
ولكن فيدان، حسب مسؤول تركي مطلع، حمّل الأسد مسؤولية الوضع الراهن، مشيرًا إلى أن رفضه الانخراط في محادثات سلام جدّية وسنوات حكمه القمعي هي الأسباب الجذرية للصراع في سوريا.
تصريحات خامنئي واتهامات لإسرائيل وتركيا
وفي هذا السياق، أشار المرشد الإيراني علي خامنئي في خطاب له إلى أن سقوط الأسد جاء نتيجة "مخطط أميركي إسرائيلي" شاركت فيه إحدى دول الجوار، في إشارة ضمنية إلى تركيا.
مرحلة ما بعد الأسد
مع سيطرة هيئة تحرير الشام وحلفائها على دمشق وإعلان سقوط النظام، شكّل محمد البشير، رئيس حكومة الإنقاذ في إدلب، حكومة انتقالية مؤقتة. وأكد البشير في تصريحات إعلامية أن سوريا المستقبل ستكون "دولة قانون" تضمن حقوق جميع المواطنين والطوائف، وسط مخاوف دولية من مستقبل البلاد في ظل قيادة الفصائل المسلحة.
انعكاسات سقوط النظام
يُعتبر سقوط الأسد ضربة كبيرة لمحور المقاومة الذي تقوده إيران في المنطقة، حيث خسر حزب الله اللبناني طرق إمداده في سوريا.
ورغم هذه الخسائر، أكد حزب الله على استمراره في ما وصفه بـ "المعركة الأكبر" لدعم المقاومة في المنطقة، معربًا عن أمله في أن تحافظ الحكومة السورية الجديدة على موقفها المناهض لإسرائيل.
دلالات ودروس
يشكّل سقوط الأسد نهاية حقبة من الحكم المطلق لعائلة الأسد وفتحًا لباب جديد في تاريخ سوريا المليء بالتحديات.
كما يعكس التوتر بين الأطراف الإقليمية المتورطة في الأزمة السورية، خصوصًا إيران وتركيا، وتعقيد المشهد الجيوسياسي في المنطقة.