عرف الفلسطينيون والإسرائيليون، عاماً أسود ينتهي اليوم الأحد، في غياب أي مؤشرات على وضع حدٍ قريباً للحرب المستعرة في قطاع غزة، الأكثر عنفاً في الأراضي الفلسطينية، بعد أكثر الهجمات دموية على إسرائيل، في تاريخها.

ولم تتوقف الغارات الجوية الإسرائيلية، و المعارك البريّة بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حماس، فيما يسود اليأس بين سكان القطاع الذين يعانون من تداعيات الحرب اليومية.

وقال محمود أبو شحمة من مخيم للنازحين في رفح عند الحدود مع مصر: "كنا نأمل بأن يأتي العام 2024 في ظل ظروف أفضل، وبأن نحتفل برأس السنة في منازلنا مع عائلاتنا"، وأضاف أبو شحمة، 33 عاماً، النازح من خان يونس في جنوب القطاع  أيضاً، "نأمل بأن تنتهي الحرب ويكون بإمكاننا العودة إلى منازلنا والعيش بسلام".

Gazans are exhausted as Israel’s brutal war continues to rage across the territory https://t.co/30FkhTPXwX

— The New Arab (@The_NewArab) December 31, 2023

وأسفر القصف الإسرائيلي للقطاع غزة الذي يترافق مع عمليات برية منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن مقتل 21672 شخصاً على الأقل معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة الموالية لحماس، هي أعلى حصيلة لأي عملية إسرائيلية حتى الآن.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لانتشار أمراض معدية. وأعلنت الأمم المتحدة أن غزة "على بعد أسابيع" فقط من مجاعة.

ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد أمس السبت، أن الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حماس ستستمر "أشهراً عدة"، مجدداً تعهده لالقضاء على الحركة الفلسطينية، وأضاف في مؤتمر صحافي "سنضمن ألا تشكل غزة بعد الآن تهديداً لإسرائيل".

كل ذرة أمل

وبينما كان نتانياهو يتحدّث، تظاهر أكثر من ألف شخص في تل أبيب للضغط على حكومته لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة، وقال نير شافران، 45 عاماً: "آمل التوصل إلى اتفاق آخر وإن كان جزئياً، أو الإفراج عن بعضهم. أحاول التشبّث بكل ذرة أمل".

وأتاح اتفاق هدنة استمر أسبوعاً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الإفراج عن 80 رهينة إسرائيلية مقابل 240 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية. كما أفرجت حماس عن رهائن أجانب لم يكونوا مدرجين في الصفقة الأساسية.

ويعاني غال جلبوع-دلال من الصدمة منذ اقتحام عناصر حماس حفل موسيقي كان فيه برفقة شقيقه غاي في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال: "كنت معه هناك وأُخذ في اللحظة التي لم أكن فيها معه. بالتالي، ذهبت معه وعدت دونه، وكأن الزمن توقف في تلك اللحظة".

وفي قطاع غزة، يواصل الفلسطينيون إحصاء قتلاهم. في قرية الزوايدة في وسط القطاع، انتشلت جثة طفل من تحت الركام السبت في أعقاب ضربة إسرائيلية، وقال مدير الدفاع المدني في المحافظة الوسطى رامي العائدي: "انتشلنا 9 شهداء من عائلة مسالمة جداً"، مضيفاً "استهدف منزلان مجاورين".

نتانياهو: حماس ستُهزم https://t.co/PM4r1uLA30

— 24.ae (@20fourMedia) December 31, 2023

وفي خان يونس، تحدّثت مصادر طبية عن نقص حاد في الحاجات الأساسية، وقال الطبيب أحمد أبو مصطفى في تسجيل مصوّر نشرته منظمة الصحة العالمية: "المستشفى يستقبل أعداداً من المرضى تفوق إمكاناته"، مشيراً إلى نقص في الأسرة والمعدات الطبية بأنواعها.

وأخرجت المعارك 23 مستشفى، و53 مركزاً طبياً عن الخدمة، ودمّرت 104 سيارات إسعاف، وفق وزارة صحة حماس.

جهود وساطة 

ويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم لوقف جديد لإطلاق النار، ويبحث وفد من حماس في القاهرة مقترحاً مصرياً لوقف إطلاق النار على 3 مراحل.

ورداً على سؤال عن المفاوضات، قال نتانياهو السبت: "حماس أعطت مجموعة من الإنذارات التي رفضناها"، مضيفاً "نشهد تحولاً معيناً، لكن لا أريد إثارة آمال" دون تقديم تفاصيل إضافية.

وفاقمت حرب غزة التوتر في المنطقة، واستهدفت ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، مراراً سفناً في البحر الأحمر بضربات أشاروا إلى أنها نصرة للفلسطينيين في غزة.

وأكد الجيش الأمريكي السبت أن مدمرة أسقطت صاروخين بالستيين مضادين للسفن أطلقا من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين، وأكدت القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الهجوم كان الـ23 على سفن تجارية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. كما أعلنت سنتكوم أنها استجابت لنداء استغاثة من سفينة حاويات دنماركية أصيبت في هجوم آخر.

الحوثيون يهاجمون سفينة حاويات دنماركية في #البحر_الأحمر https://t.co/9zM1Ze0YaJ

— 24.ae (@20fourMedia) December 31, 2023

وبدورها، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تبادل قصف يومي بين الجيش الإسرائيلي وميليشيا حزب الله، وقال نتانياهو السبت: "إذا كان حزب الله يريد تمديد الحرب، فسيتعرّض لضربات لم يشهد مثيلاً لها من قبل، كما سيكون الحال لإيران".

وفي سوريا، قتل 23 مقاتلاً موالياً لإيران السبت في غارات جوية، رجّح المرصد السوري لحقوق الإنسان أنها إسرائيلية، على شرق سوريا، وقتل 4 مقاتلين آخرين في شمال البلاد في غارة إسرائيلية لم تؤكدها تل أبيب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل لبنان

إقرأ أيضاً:

29 قتيلاً بغارة على مدرسة في غزة والجيش الإسرائيلي يقول إنه استهدف إرهابياً

قُتل 29 شخصاً على الأقلّ في مدرسة جنوبي غزة، الثلاثاء، في رابع غارة جوية تطال مؤسسة تعليمية في القطاع الفلسطيني في غضون أربعة أيام.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الأربعاء، أنّه استهدف بالقرب من المدرسة "إرهابياً من الجناح المسلّح لحماس" شارك  في الهجوم الذي شنّته الحركة على إسرائيل في السابع أكتوبر.

وأضاف الجيش أنّه "بصدد التحقّق من المعلومات التي تفيد بإصابة مدنيين" في هذه الغارة.

ومساء الثلاثاء أفاد مصدر طبي في مستشفى الناصر بخان يونس وكالة فرانس برس بأن الغارة الجوية أوقعت 29 قتيلاً، في حصيلة جديدة.

وقال المصدر إن الغارة الجوية أسفرت عن 29 "شهيدا وعشرات الجرحى" في "قصف استهدف بوابة مدرسة العودة بعبسان شرق خان يونس".

من جهته أعلن المكتب الإعلامي لحكومة حماس مقتل 29 فلسطينيا في "مجزرة" نجمت عن الضربة التي نسبها لإسرائيل وقال إن غالبية قتلاها من النساء والأطفال.

واعتبرت حماس في بيان أن "مجزرة مدرسة العودة في خان يونس إمعان في حرب الإبادة والمجازر من حكومة الإرهاب الصهيونية ضد شعبنا".

واتّهم عضو المكتب السياسي لحماس عزّت الرشق إسرائيل بتوجيه ضربة "عن عمد"، ودعا "للنزول للشوارع والميادين في مسيرات غضب واعتصامات لإدانة المجازر ووقف حرب الإبادة".

وقال الشاهد محمد سكر في تصريح لوكالة فرانس برس "كنّا جالسين عند مدخل المدرسة (..) فجأة ومن دون سابق إنذار تم إطلاق صواريخ على مجموعة من الأشخاص. لم يكونوا مقاومين ولا مسلّحين. كانوا كلّهم من المدنيين".

قبل هذه الضربة، أصيبت منذ السبت ثلاث مدارس تؤوي نازحين بضربات إسرائيلية خلفت ما لا يقل عن 20 قتيلا.

وليل الاثنين الثلاثاء أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف مقاتلين يستخدمون "منشآت مدرسة في منطقة النصيرات" في وسط قطاع غزة.

وأفاد مصدر طبي وكالة فرانس برس بأن مؤسسته استقبلت جرحى عدة إثر ضربة عند مدخل مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

والأحد، أعلنت حركة حماس مقتل أربعة أشخاص في مدرسة تؤوي نازحين تديرها بطريركية اللاتين في مدينة غزة.

وكتب فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا عبر اكس "يوم آخر وشهر آخر. ومدرسة أخرى تستهدف".

#Gaza
Another day.
Another month.
Another school hit.

Once again, @UNRWA school hit by the Israeli Forces.
The school, in the Middle Areas, was home to nearly 2,000 internally displaced, dozens of casualties were reported.

Since the war began, nine months ago today:

-…

— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) July 7, 2024

وقبل ذلك أعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس السبت مقتل 16 شخصا في مدرسة في مخيم النصيرات.

ويتهم الجيش الإسرائيلي حماس بانتهاك "منهجي للقانون الدولي من خلال استغلال منشآت مدنية واستخدام المدنيين دروعا بشرية لشن هجمات إرهابية على دولة إسرائيل" الأمر الذي تنفيه حركة حماس.

اندلعت الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق شنّته حماس على إسرائيل أسفر عن 1195 قتيلاً معظمهم مدنيّون، وفق أرقام إسرائيلية . 

وردت إسرائيل بحرب مدمّرة في قطاع غزّة تسبّبت بمقتل 38243 شخصًا على الأقلّ غالبيتهم مدنيون، بحسب وزارة الصحة في القطاع.

مقالات مشابهة

  • القوات الأمريكية تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وزورق للحوثيين في البحر الأحمر
  • 29 قتيلاً بغارة على مدرسة في غزة والجيش الإسرائيلي يقول إنه استهدف إرهابياً
  • نصر الله: المقاومة في لبنان لن تتوقف حتى تصل لهدفها ..لا نخاف ولا نتخلى عن مسؤوليتنا
  • لبنان: 3 جرحى بغارة إسرائيلية على بلدة بالجنوب
  • غارة إسرائيلية تقتل درع نصر الله في سوريا
  • إصابة 3 أشخاص بغارة إسرائيلية على بلدة جنوب لبنان  
  • هجوم إسرائيلي مكثف وسط جهود للتهدئة في غزة
  • الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أُطلق من منطقة رفح بقطاع غزة
  • أعنف المعارك منذ اندلاع الحرب.. إسرائيل تواصل هجومها الغاشم على قطاع غزة
  • دبابات إسرائيلية تتوغل في أحياء غزة.. ومقتل 18 فلسطينيا