سنة سوداء.. حرب لا تتوقف على غزة وتهدد بتفجير البارود من لبنان إلى البحر الأحمر
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
عرف الفلسطينيون والإسرائيليون، عاماً أسود ينتهي اليوم الأحد، في غياب أي مؤشرات على وضع حدٍ قريباً للحرب المستعرة في قطاع غزة، الأكثر عنفاً في الأراضي الفلسطينية، بعد أكثر الهجمات دموية على إسرائيل، في تاريخها.
ولم تتوقف الغارات الجوية الإسرائيلية، و المعارك البريّة بين الجيش الإسرائيلي وعناصر حماس، فيما يسود اليأس بين سكان القطاع الذين يعانون من تداعيات الحرب اليومية.وقال محمود أبو شحمة من مخيم للنازحين في رفح عند الحدود مع مصر: "كنا نأمل بأن يأتي العام 2024 في ظل ظروف أفضل، وبأن نحتفل برأس السنة في منازلنا مع عائلاتنا"، وأضاف أبو شحمة، 33 عاماً، النازح من خان يونس في جنوب القطاع أيضاً، "نأمل بأن تنتهي الحرب ويكون بإمكاننا العودة إلى منازلنا والعيش بسلام".
Gazans are exhausted as Israel’s brutal war continues to rage across the territory https://t.co/30FkhTPXwX
— The New Arab (@The_NewArab) December 31, 2023وأسفر القصف الإسرائيلي للقطاع غزة الذي يترافق مع عمليات برية منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن مقتل 21672 شخصاً على الأقل معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة الموالية لحماس، هي أعلى حصيلة لأي عملية إسرائيلية حتى الآن.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من الخطر المتزايد لانتشار أمراض معدية. وأعلنت الأمم المتحدة أن غزة "على بعد أسابيع" فقط من مجاعة.
ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد أمس السبت، أن الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حماس ستستمر "أشهراً عدة"، مجدداً تعهده لالقضاء على الحركة الفلسطينية، وأضاف في مؤتمر صحافي "سنضمن ألا تشكل غزة بعد الآن تهديداً لإسرائيل".
كل ذرة أملوبينما كان نتانياهو يتحدّث، تظاهر أكثر من ألف شخص في تل أبيب للضغط على حكومته لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة، وقال نير شافران، 45 عاماً: "آمل التوصل إلى اتفاق آخر وإن كان جزئياً، أو الإفراج عن بعضهم. أحاول التشبّث بكل ذرة أمل".
وأتاح اتفاق هدنة استمر أسبوعاً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الإفراج عن 80 رهينة إسرائيلية مقابل 240 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية. كما أفرجت حماس عن رهائن أجانب لم يكونوا مدرجين في الصفقة الأساسية.
ويعاني غال جلبوع-دلال من الصدمة منذ اقتحام عناصر حماس حفل موسيقي كان فيه برفقة شقيقه غاي في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال: "كنت معه هناك وأُخذ في اللحظة التي لم أكن فيها معه. بالتالي، ذهبت معه وعدت دونه، وكأن الزمن توقف في تلك اللحظة".
وفي قطاع غزة، يواصل الفلسطينيون إحصاء قتلاهم. في قرية الزوايدة في وسط القطاع، انتشلت جثة طفل من تحت الركام السبت في أعقاب ضربة إسرائيلية، وقال مدير الدفاع المدني في المحافظة الوسطى رامي العائدي: "انتشلنا 9 شهداء من عائلة مسالمة جداً"، مضيفاً "استهدف منزلان مجاورين".
نتانياهو: حماس ستُهزم https://t.co/PM4r1uLA30
— 24.ae (@20fourMedia) December 31, 2023وفي خان يونس، تحدّثت مصادر طبية عن نقص حاد في الحاجات الأساسية، وقال الطبيب أحمد أبو مصطفى في تسجيل مصوّر نشرته منظمة الصحة العالمية: "المستشفى يستقبل أعداداً من المرضى تفوق إمكاناته"، مشيراً إلى نقص في الأسرة والمعدات الطبية بأنواعها.
وأخرجت المعارك 23 مستشفى، و53 مركزاً طبياً عن الخدمة، ودمّرت 104 سيارات إسعاف، وفق وزارة صحة حماس.
جهود وساطةويواصل الوسطاء الدوليون جهودهم لوقف جديد لإطلاق النار، ويبحث وفد من حماس في القاهرة مقترحاً مصرياً لوقف إطلاق النار على 3 مراحل.
ورداً على سؤال عن المفاوضات، قال نتانياهو السبت: "حماس أعطت مجموعة من الإنذارات التي رفضناها"، مضيفاً "نشهد تحولاً معيناً، لكن لا أريد إثارة آمال" دون تقديم تفاصيل إضافية.
وفاقمت حرب غزة التوتر في المنطقة، واستهدفت ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، مراراً سفناً في البحر الأحمر بضربات أشاروا إلى أنها نصرة للفلسطينيين في غزة.
وأكد الجيش الأمريكي السبت أن مدمرة أسقطت صاروخين بالستيين مضادين للسفن أطلقا من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين، وأكدت القيادة المركزية الأمريكية سنتكوم على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الهجوم كان الـ23 على سفن تجارية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. كما أعلنت سنتكوم أنها استجابت لنداء استغاثة من سفينة حاويات دنماركية أصيبت في هجوم آخر.
الحوثيون يهاجمون سفينة حاويات دنماركية في #البحر_الأحمر https://t.co/9zM1Ze0YaJ
— 24.ae (@20fourMedia) December 31, 2023وبدورها، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تبادل قصف يومي بين الجيش الإسرائيلي وميليشيا حزب الله، وقال نتانياهو السبت: "إذا كان حزب الله يريد تمديد الحرب، فسيتعرّض لضربات لم يشهد مثيلاً لها من قبل، كما سيكون الحال لإيران".
وفي سوريا، قتل 23 مقاتلاً موالياً لإيران السبت في غارات جوية، رجّح المرصد السوري لحقوق الإنسان أنها إسرائيلية، على شرق سوريا، وقتل 4 مقاتلين آخرين في شمال البلاد في غارة إسرائيلية لم تؤكدها تل أبيب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل لبنان
إقرأ أيضاً:
تفاصيل إسرائيلية جديدة بشأن صفقة التبادل.. هذه الثغرات المتبقية
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد، عن تفاصيل إسرائيلية جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، مشيرة إلى أنّه في تل أبيب يتحدثون عن تقديم في المفاوضات، وعن محادثات مستمرة في قطر.
وذكرت الصحيفة أن "الطرفين يرغبان في صفقة، ومع ذلك ما زالت الفجوات في طريق التوصل إلى صفقة تبادل أسرى كبيرة، وكذلك في بعض القضايا"، منوهة إلى أن "حماس أرسلت قائمة بالمطلوبين للإفراج عنهم، وهناك مناقشات حول ذلك، بما في ذلك فرض الفيتو على الإفراج عن بعضهم، وطالبوا بنقل آخرين إلى دول أخرى. لكن إلى جانب ذلك، ورغم التقارير حول هذا الموضوع في الأسبوع الماضي، لم تقدم حماس بعد قائمة بأسماء الأسرى الأحياء الذين تحتفظ بهم".
الثغرة الأساسية
وتابعت: "إحدى القضايا الرئيسية هي مسألة وقف الحرب. في مقابلة نُشرت أول أمس في وول ستريت جورنال، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه لن يوافق على صفقة تبادل أسرى تنهي الحرب مع حماس"، مؤكدة أن أهالي الأسرى الإسرائيليين استنكروا هذه التصريحات.
ولفتت الصحيفة إلى أن "هناك خشية بين العاملين في القضية من أن تصريحات نتنياهو قد تعرقل المفاوضات، حتى وإن كانت قد قيلت سابقًا".
ونوهت إلى أن المرحلة الأولى من الصفقة ستشمل إطلاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا، مضيفة أن "إسرائيل قدمت قائمة تضم 34 أسيرًا تطالب بالإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة - بما في ذلك 11 أسيرًا لا يلبون معايير هذه المرحلة. وقد وافقت حماس على إطلاق سراح من تطلب إسرائيل عودتهم في المرحلة الأولى بشرط أن يُعطوا تعويضًا خاصًا".
قبول صفقة صغيرة
وأوضحت أن "المرحلة الأولى من خطة صفقة تبادل الأسرى لن تشمل في كل الأحوال انسحابًا كاملاً للجيش الإسرائيلي، لكن حماس مع ذلك تصر على ضمانات لوقف الحرب. إذا استمرت الصفقة إلى المرحلة الثانية - التي تعني وفقًا للخطة الأصلية من مايو الماضي انتهاء الحرب - فسيتم إطلاق سراح أسرى من الذكور والشباب والجنود. في المرحلة الثالثة، وفقًا للخطة الأصلية، يجب أن يتم إطلاق سراح الجثث".
وبحسب "يديعوت"، الإصرار الإسرائيلي على إنهاء حكم حماس في غزة، كما أبرز نتنياهو في المقابلة التي أُجريت معه مساء أمس، قد يضع علامة استفهام حول موافقة حماس على قبول صفقة صغيرة، مع العلم أن إسرائيل قد تعود إلى القتال بعد المرحلة الإنسانية.