الجزيرة:
2024-09-29@16:25:41 GMT

غزة تحكي قصتها في باريس.. شهادات مؤثرة ودعوات للتحرك

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

غزة تحكي قصتها في باريس.. شهادات مؤثرة ودعوات للتحرك

باريس- يحل العام الجديد على دول العالم بطعم المرارة بسبب العدوان الإسرائيلي على أهل قطاع غزة المحاصر. وفي هذا الإطار، استقبلت منظمة "إيرجونس فلسطين" عددا من أبناء غزة المهاجرين إلى بلجيكا في لقاءات مع سكان باريس.

وبدأت الجولة من منطقة "نانتير" لتمتد إلى باقي ضواحي العاصمة الفرنسية للحديث عن معاناة أهاليهم في ظل قصف الاحتلال المستمر وغياب التحرك الدولي لوقف فوري للحرب.

وكانت شهادات كل من عبد الرزاق وإسماعيل وسلمى حلقة الوصل الصادقة والمعبرة عن الواقع بين الفرنسيين وسكان القطاع للكشف عن تفاصيل مؤلمة حول ما يحدث فعليا.

فبعد أن عايشوا حروبا سابقة، أصبحوا اليوم يقضون كل ثانية بآمال معلقة ترتجف خوفا من سماع نبأ إصابة أو استشهاد أحد أفراد عائلاتهم.

نشطاء يعرضون مأساة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة (الجزيرة) شهادات من أهل غزة

وفي أجواء عائلية ودافئة، استمع الفرنسيون والمهاجرون إلى قصص هؤلاء الفلسطينيين بلهفة واهتمام وإحساس بالعجز تكسرها رغبتهم في تقديم يد العون لسكان غزة مهما كلف الأمر.

وتحدث عبد العزيز زيد، وهو طالب من مخيم جباليا للاجئين، شمال قطاع غزة، عن الصعوبة التي يواجهها عند محاولة الاتصال بأفراد عائلته وأصدقائه بسبب الانقطاع المستمر للإنترنت.

وفي مقابلة للجزيرة نت، قال زيد إنه سُئل عدة مرات عن سبل تقديم يد العون لأهل بلده، فأجاب أنه من الممكن استخدام سلاح "مقاطعة المنتجات الصادرة عن الكيان الإسرائيلي وتنظيم مظاهرات وفعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني".

وأشار المهاجر الغزّي إسماعيل السيد إلى الضغوط والقيود المفروضة على كل من يدعم الحراك الداعم لفلسطين، وينادي بحريتها "وكأننا معادون للسامية وضد اليهود" على حد قوله.

واستنكر السيد، في حديثه للجزيرة نت، ما وصفه بـ"المعايير المزدوجة" التي تتبعها الدول الغربية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي امتنع من المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن التحرك الدولي الذي سُخر لخدمة أوكرانيا في حربها ضد روسيا لا يمكن مقارنته مع الصمت المطبق على كل الأصعدة في العدوان على غزة.

من جانبها، سلطت زوجته سلمى بركات، الضوء على أوضاع النساء في ظروف الحرب، خاصة الأمهات والحوامل، قائلة "كوني فلسطينية من غزة ومغتربة، عشت عدة حروب قبل أن أهاجر إلى بلجيكا قبل 5 سنوات، لكن هذه الحرب تعد الأقسى والأكثر تدميرا".

وفي إشارة إلى رواية مأساة غزة للرأي العام الخارجي، تقول بركات "هذا أقل ما يمكنني فعله الآن لعائلتي وأصدقائي الذين يتعرضون لظروف مريرة وصعبة قد يمكن للناس تخيلها، لكن عيش حياة الحرب بتفاصيلها أمر مختلف تماما".

فلسطينيون من غزة يروون مأساة عائلاتهم تحت الحرب في ضواحي باريس (الجزيرة) رمزية أحياء الطبقة العاملة

وخلال لقاء أهالي منطقة "نانتير" مع فلسطينيي غزة، لفتت مفتشة العمل والناشطة في الأحياء الشعبية المناهضة للعنصرية مورنيا العبسي، إلى أهمية هذه الاجتماعات مع سكان الطبقة العاملة في فرنسا، وخاصة بهذه المنطقة التي تحمل تاريخا طويلا من النضال في فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.

وتابعت العبسي في حديث للجزيرة نت، "كانت الشهادات التي سمعناها مؤثرة للغاية ونحن اليوم نشعر بالعجز أمام هذه الإبادة الجماعية التي لا تتوقف"، واصفة الخطاب السياسي في فرنسا بـ"الفاشي" فيما يتعلق بموقفه تجاه الحرب على غزة وبقانون الهجرة الذي يستهدف المهاجرين على المستوى الداخلي.

وبالفعل، عبر عدد كبير من الحاضرين عن تضامنهم الخالص مع القضية الفلسطينية وأملهم في وضع حد للعدوان الإسرائيلي، مستنكرين أنواع الضغوط التي يتعرض لها كل من يدعم غزة وأهلها بشكل علني.

بدوره، أوضح عضو في منظمة "إيرجونس فلسطين" أن هذه الجولة تتمحور حول لقاء أشخاص من أحياء الطبقة العاملة ـمن أصول فرنسية ومهاجرةـ والذين لا يستطيعون في العادة حضور فعاليات تُنَظَّم في باريس.

وأضاف "نهدف إلى أن تكون فلسطين في كل مكان وكل وقت، ومنها أحياء الطبقة العاملة حيث يفهم الناس معنى مناهضة الاستعمار، لأنهم غالبا ما تنحدر أصولهم من دول عانت الاستعمار والعنصرية والفاشية، كما تعاني فلسطين اليوم من الصهيونية التي تعتبر أيضا شكلا من أشكال الفاشية".

وأشار في تصريحاته للجزيرة نت، إلى انتماء فرنسيين كثر للمنظمة، لأنهم "يقاتلون باسم العدالة والإنسانية، ويدركون أن ما يحدث في قطاع غزة يمثل صراعا مشتركا نخوضه جميعا".

حاول النشطاء إيصال صوت وصورة الحرب في غزة للضواحي الباريسية البعيدة عن المشاركة في المسيرات (الجزيرة) مظاهرة مرتقبة وتوعد أمني

من ناحية أخرى، دعت منظمة "إيرجونس فلسطين" عبر صفحتها على منصة إكس الفرنسيين إلى المشاركة في مسيرة حاشدة في شارع الشانزليزيه في منتصف ليل 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري، حيث يوجَد أكثر من 1.7 مليون شخص للاحتفال بمناسبة نهاية السنة.

وردا على ذلك، قال قائد شرطة باريس لوران نونيز، الجمعة، إن المظاهرات الاحتجاجية ستُحظَر في الشارع بالعاصمة الفرنسية بشكل صارم.

ويأتي ذلك بعد أن ناشد رئيس الحزب الاشتراكي وعضو البرلمان إريك سيوتي، وزير الداخلية جيرالد دارمانان، بمنع "هذا التجمع الموالي لحماس في الشانزليزيه، والذي يمثل إخلالا بالنظام العام"، على حد تعبيره.

وعلّق وزير الداخلية على ذلك بالإعلان عن تعبئة أكثر من 90 ألف شرطي، بالإضافة إلى 5 آلاف جندي من عملية "سنتنيل"، بما في ذلك 6 آلاف فرد من قوات الأمن في باريس لتأمين احتفالات العام الجديد.

من جانبه، قال عضو المنظمة للجزيرة نت "لا يمكننا أن نحتفل في أثناء الإبادة الجماعية، ونحن نعلم أن هناك مدنيين عزل يموتون تحت القصف والقنابل. لذا، نقول لكل الفرنسيين أن يحملوا الأعلام الفلسطينية، ويثبتوا أنه لا يمكن نسيان معاناة غزة".

وتابع بالقول "بينما يُسمح بتظاهر نحو 300 ألف في لندن، نُغَرَّم في باريس بمبلغ 135 يورو إذا رفعنا العلم الفلسطيني. وبمجرد أن يفتح الفلسطيني فمه، يُتَّهَم بمعاداة السامية والدعوة إلى الإرهاب والكراهية".

وشدد على أن هدف المنظمة، ومقرها باريس، يتمثل في "إسماع صوت الفلسطينيين في فرنسا والضغط على الحكومة الفرنسية التي تعد إحدى أكبر المتواطئين مع دولة إسرائيل المجرمة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: للجزیرة نت فی باریس

إقرأ أيضاً:

مدير مسرح حرب سراييفو: تجربتنا خلال التسعينيات سر تضامننا مع فلسطين ولبنان والسودان

سراييفو- في بناية عريقة من طراز الإمبراطورية النمساوية المجرية في قلب العاصمة البوسنية يقع مقر "مسرح حرب سراييفو" الذي تأسس منتصف عام 1992 بمبادرة من مسرحيين كبار أثناء حصار سراييفو في التسعينيات، واستمر طوال فترة الحرب الدامية شاهدا على دور الثقافة التنويري في وجه الدمار.

نشأ المسرح وتطور مع بداية الحصار، ورغم توقف الحياة الثقافية في سراييفو آنذاك بشكل شبه كامل، فإن مجموعة من الفنانين المسرحيين قرروا مواجهة هذا الواقع القاسي بإنشاء مسرح تجريبي مؤقت، وسرعان ما تحول هذا المشروع إلى منصة مهمة لعرض الأعمال المناهضة للحرب، والتي غالبا ما كان يخرجها طلاب أكاديمية الفنون المسرحية.

وفي مطلع عام 1993، اعترفت مدينة سراييفو رسميا بالمسرح كمؤسسة عامة ذات أهمية خاصة للدفاع عن المدينة، ووصفه المدير المؤسس، سافيت بلاكالو، للمسرح بأنه "سلاح سراييفو الروحي ضد سريالية الحرب"، ملخصا رسالته في شعار "المسرح ضد الموت".

وقدم المسرح أعمالا مؤثرة خلال فترة الحصار، أبرزها مسرحية "الملجأ" التي عرضت لأول مرة في سبتمبر/أيلول 1992 وشارك فيه نخبة من الممثلين البوسنيين، وعُرض 97 مرة خلال الحصار مكتسبا رمزية ومكانة استثنائية، وكان مسرح سراييفو أول مسرح بوسني يغادر البلاد أثناء الحرب ليعرض إنتاجاته في الخارج، حيث شارك في مهرجان أفينيون الفرنسي عام 1994.

View this post on Instagram

A post shared by Sarajevski ratni teatar SARTR (@sartr_sarajevo)

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، واصل المسرح نشاطه كمؤسسة ثقافية ناشئة. وفي عام 1997، تم دمجه كمؤسسة عامة في "كانتون سراييفو" بقيادة جيل جديد من المحترفين الشباب، وشهد المسرح توسعا في برامجه، مما زاد من شعبيته ووصوله للجمهور ورغم الموارد المحدودة، نجح المسرح في تحقيق نجاحات محلية ودولية، مع عدد من الإنتاجات المشتركة والجوائز الدولية.

وزارت الجزيرة نت مقر المسرح، والتقت مع مديره نهاد كريسيلاكوفيتش الذي ولد في سراييفو أثناء فترة جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية، وكان جده حمديجا كريسيلاكوفيتش مؤرخا بوسنيا مشهورا، وكان والده محمد كريسيلاكوفيتش عمدة سراييفو أثناء الحرب، والتحق نهاد بكلية الفلسفة بجامعة سراييفو حيث درس التاريخ، ودرس أيضا الأدب المقارن وعمل منتجا لمهرجان "ميس" (MESS) المسرحي الدولي، قبل أن يتم تعيينه مديرا للمهرجان.

وفي عام 2011 أسس شركة إنتاج للأفلام الوثائقية، وحصل على جائزة "كاريوس"، وفي عام 2012 تم تعيينه مديرا لمسرح حرب سراييفو، فإلى الحوار:

سررنا بلقائك في مهرجان الجزيرة بلقان السابع للأفلام الوثائقية، ونريد أن نسمع منك القصة التاريخية للمسرح الفريد من نوعه عالميا

أنا "نهاد كريسيلاكوفيتش" مدير المهرجان المسرحي الدولي "ميس" (MESS) في البوسنة، وهو أحد أقدم المهرجانات المسرحية في هذا الجزء من أوروبا، في جنوب شرق أوروبا، والذي تأسس في الستينيات. فلن ترى أحدا في مكتبنا أكبر عمرا من المهرجان.

وكان للمهرجان 3 مراحل بدأها في الستينيات، ثم كانت المرحلة الثانية أثناء الحرب حيث لم نتمكن من تنظيم مهرجان المسرح، لكننا قدمنا ​​برامج مختلفة. على سبيل المثال، كنا ننتج عروضا مسرحية مختلفة مثل أعمال المخرجة والروائية الأميركية سوزان سونتاغ، وعروض المخرج بيتر شومان، بالإضافة إلى عروض المخرجين البوسنيين.

وكانت هذه الفترة مهمة جدا، لأنه في تلك الفترة بدأنا أيضا برنامجا جديدا يسمى نموذج الذاكرة، الذي يتعامل مع آثار الحرب، وما زلنا حتى اليوم ننظم هذا البرنامج في كل فترة من أبريل/نيسان إلى مايو/أيار.

وبعد الحرب عام 1997، بدأنا في إعادة بناء المهرجان كمهرجان مسرحي دولي، حيث ندعو أهم فرق المسرح من جميع أنحاء العالم، لذلك في تلك السنوات الثلاثين، كان لدينا مخرجون مسرحيون مثل بوب ويلسون، وجورج تايلر، وبيتر بروك، وغيرهم من الأسماء الكبيرة.

لكننا فخورون أكثر بالأشخاص الذين لم يكونوا مخرجين مشهورين في الوقت الذي ظهروا فيه، والذين أصبحوا فيما بعد مخرجين عظماء. لذا، بالنسبة لنا، فإن مهرجان المسرح ليس مهما لنا فحسب، بل مهم كذلك لمجتمع سراييفو وشعب البوسنة.

مهرجان المسرح هو أحد أهم الأحداث المسرحية، والذي يجعل التواصل بيننا وبين العالم قويا عبر المسرح.

لديكم التزام تجاه النضال من أجل الحرية وتقدرون ظروف الشعوب المقهورة بالنظر لتجربتكم التاريخية

نعم، لقد كنا ملتزمين دوما بتمثيل أجزاء من العالم التي يكافح فيها الناس من أجل الحرية، حتى إننا لم نقدم فقط أعمالا عن فلسطين، بل أيضا عن لبنان، ودارفور، وكشمير.

نعرف تماما مدى أهمية الفن بالنسبة للبشر، فمثله مثل الطعام أو الشراب، وكنا ملتزمين دوما بتمثيل أجزاء من العالم التي يكافح فيها الناس من أجل الحرية، حتى إننا لم نقدم فقط أعمالا عن فلسطين، بل أيضا عن لبنان، ودارفور، وكشمير.

ونعرف تماما مدى أهمية الفن بالنسبة للبشر، لذلك نعتقد أن الفن مهم، فمثله مثل الطعام أو الشراب، فهو حاجة إنسانية أساسية نحتاجها في مثل هذه الظروف للبقاء طبيعيين، ومتفائلين بالحياة.

والحال في فلسطين الآن مثير للدهشة، فمشاهدة لقطات من غزة تجعلنا نرى هؤلاء الناس الذين تعرضوا لمثل هذا العدوان الوحشي، والدمار، والإبادة الجماعية، بينما لا يزال لديهم أمل في عالم أفضل، والأمل في بعض الأحيان هو أكثر أعمال المقاومة شجاعة.

سوف يبدأ مهرجان هذا العام بعرض "مترو غزة" للمخرج المسرحي الفرنسي "هيرفي لويشيمول" والذي يقدمه مسرح الحرية في مخيم جنين للاجئين

لاحظت في العديد من اللافتات في مدينة سراييفو شعار المهرجان لعام 2024 ورغم أني لم أفهم الكتابة باللغة البوسنية فقد لاحظت جيدا خريطة فلسطين واحتفاء المسرح بقضية الشعب الفلسطيني

سوف يبدأ مهرجان هذا العام بعرض "مترو غزة" للمخرج المسرحي الفرنسي "هيرفي لويشيمول" والذي يقدمه "مسرح الحرية" في مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية، وكان العرض رائعا. وقد تم تقديمه عام 2020.

شعار عرض مسرح الحرية الأخير "مترو غزة" (الجزيرة)

لكن بالنسبة لنا هذا مهم فمن ناحية، نرغب في إظهار اهتمامنا بهذه الأشياء التي تحدث في فلسطين. وهناك أمر آخر وهو أن هيرفي، مخرج هذا العرض، هو أحد المخرجين القلائل الذين جاؤوا إلى سراييفو أثناء الحصار، وكان يعمل مع الفنانين البوسنيين والمسرح البوسني والممثلين وممثلي الممثلين أثناء الحصار.

الفن مزيج أو توليفة ليس فقط من الجماليات، ولكن أيضا من الأخلاقيات

بالنسبة لنا، إنها قصة مهمة عن الإنسانية عن الفنانين الذين ليسوا على استعداد لقبول هذا الواقع الوحشي للعالم، ومن منظور تجربتنا الخاصة نرى حقيقة أن الفن يجب أن يكون كل هذا فهو مزيج أو توليفة ليس فقط من الجماليات، ولكن أيضا من الأخلاقيات.

وبالنسبة لنا، باعتبارنا فنانين من دون هذا الجانب الأخلاقي من العمل، فإن الفن لا يعد فنا.

من خلال خبرتنا الخاصة في سراييفو، نعتقد أنه من واجبنا أن نكون أول من يرفع صوته ضد أي نوع من الظلم في جميع أنحاء العالم.

لذا فإننا، من خلال خبرتنا الخاصة في سراييفو، نعتقد أنه من واجبنا أن نكون أول من يرفع صوته ضد أي نوع من الظلم في جميع أنحاء العالم.

فعلى سبيل المثال، في العام الماضي افتتحنا بعرض مسرحي أوكراني دعوناه من كييف.

ولا أعتقد أن الفن يمكن أن يغير أي شيء، لكن الفن يمكن أن يكونا دائما نوعا من الدعم للقضايا العادلة.

الحياة لا تتوقف والثقافة لها دور مهم خلال فترات الحرب والحصار، في سراييفو وفلسطين وغيرها

نعم، في هذا العام، تم تقديم ملصق للمهرجان، وهو عبارة عن خريطة لفلسطين.

وشعارنا في مهرجان هذا العام هو حياة لا تتوقف، وهذا يعني أنه بجانب التدمير أو الشر، لا يمكن للحياة أن تتوقف.

وأثناء حصار سراييفو، أقمنا 57 عرضا مسرحيا لأول مرة، وكان لدينا أكثر من ألفي عرض، وكان ذلك رائعا. لقد أقمنا مهرجانين سينمائيين، والعديد من المعارض، وهذا بالنسبة لنا دليل على أن الفن هو حاجة إنسانية أساسية.

ولا يتعلق الأمر فقط بعدد العروض الأولى في المسرح أو عدد الأفلام والكتب التي تُعرض، أو المهرجانات السينمائية، ولكن أهم شيء هو الجمهور، إذ كانت كل تلك الفعاليات مليئة بالناس. وفي وقت حصار سراييفو، عندما تُقرر الحضور إلى عرض مسرحي، فأنت تدرك تماما الخطر الذي قد تتعرض له أثناء الطريق إلى العرض، ورغم ذلك ما زال الناس يقررون الحضور لمشاهدة الفن.

في وقت حصار سراييفو، عندما تُقرر الحضور إلى عرض مسرحي، فأنت تدرك تماما الخطر الذي قد تتعرض له أثناء الطريق إلى العرض، ورغم ذلك ما زال الناس يقررون الحضور لمشاهدة الفن

لذا فالتحدي الأكبر بالنسبة لنا اليوم هو حماية فطرتنا، وحماية الخير فينا، وأن نبقى متفائلين. لأننا أصبحنا نفتقد الأمل والتفاؤل، وأعتقد أن الفن من ناحية، ملزم بتذكيرنا بالأشياء السيئة في المجتمع، ولكنه أيضا يمنحنا دائما الأمل بأننا ما زلنا بشرا وأننا ما زلنا نملك الحق في مواجهة كل الشرور المحيطة بنا، وأننا نملك الحق، على الأقل، في الإيمان بالقدرة البشرية على أن تكون أفضل في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • مدير مسرح حرب سراييفو: تجربتنا خلال التسعينيات سر تضامننا مع فلسطين ولبنان والسودان
  • البابا تواضروس يبعث رسالة إنسانية مؤثرة حول أحداث المنطقة
  • محللون للجزيرة نت: المرحلة المقبلة هي الأخطر بعد اغتيال نصر الله
  • شاهد بالفيديو.. حسناء الفن السوداني مونيكا روبرت تحكي قصتها مع سائق تاكسي بالقاهرة حاول التحرش بها (راجع الخلف وخاتي يده في رجلي من وراء)
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تحكي قصة “الحكامة” التي خلعت ملابسها الداخلية وعلقتها داخل متحرك للدعم السريع وإنصاف مدني تقاطعها: (قولي قلعت لباسها عادي ما فيها حاجة)
  • وزير خارجية السعودية: من دون فلسطين لن نتوصل إلى سلام إقليمي
  • الوفود العالمية تغادر القاعة الأممية أثناء خطاب نتنياهو.. ودعوات لمحاكمته كمجرم حرب
  • يديعوت عن خطابات نتنياهو: غيّر أهداف الحرب بغزة وهذه أكثر الكلمات التي ردّدها
  • السعودية تعلن تشكيل تحالف دولي من أجل قيام دولة فلسطين
  • زاخاروفا تدعو إيطاليا للتحرك بشأن مراسل انتهك الحدود الروسية