عمار العركي يكتب – حرب السودان قرًبت امريكا من ارتريا.. والسودان ييتعد عنها ؟؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
• بلا مقدمات، وفي أوج توتر العلاقة بسبب تداعيات وإفرازات الحرب والسلام في اثيوبيا بين الحكومة وجبهة اقليم التقراي ، ووسط دهشة واستغراب كل المراقبين والمهتمين بشئون منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر ، كان التحول الامريكي المفاجئ نحو العلاقة مع “إرتريا” بعد عشرين عاما حافلة بالتشدد والحصار و العقوبات ، لكننا توقعنا ذلك، وأشرنا له في مقال تحليلي سابق بعنوان (بايدن والقرن الإفريقي وملامح تغييرالسياسات والآليات الأمريكية )، حيث كتبنا نصاً : ( الولايات المتحدة الأمريكية أعادت صياغة تصوراتها حول المنطقة من الناحية الجيواسترإتيجية، بمفهوم لا يُلغي الميزات القديمة،وإنما يضيف إليها أبعاداً وموضوعات متعدية لحدود التعريفات التقليدية، حيث إنطلقت خطة إعادة الصياغة ،والتي بدأها المساعد السابق لوزير الخارجية الامريكى للشؤون الافريقية (دونالد ياماماتو).
• الحرب في السودان والتحشيد الشعبي والمقاومة الشعبية التي انتظمت شرق السودان في ظل نوايا الميلشيات لتفجير الاوضاع يعد تهديد أمني مباشر لأهم معبر مائي في العالم وبالتالي تهديد استراتيجي للمصالح الأميريكية، مما سارع بان تُغير من سياستها مع ارتريا وكان التحول دون تمهيد او تدرج حتي تنقذ ما يمكن إنقاذ ، بإعتبار الموقع الإستراتيجي لإرتريا في البحر الأحمر ومع السودان.
• المهم في الأمر ، ثمة تسآؤلات تفرض نفسها حول ادارة السودان لعلاقته مع “ارتريا” التي أثبتت وقوفها مع الحكومة السودانية من قبل وبعد الحرب وبادرت مرارا وتكرارا نحو السُودان ؟ ماهو “(العائق المانع) الذي يحول دون استجابة حكومة السُودان التي هي الآن في أمسً الحاجة في التحول نحو إرتريا من امريكا ؟
خلاصة القول ومنتهاه:
• هنالك غموض وعدم وضوح في ادارة السُودان لعلاقته مع ارتريا؟ غموض غير مفهوم لكل الباحثيين والمهتمين بالعلاقة ،الذين اجمعوا ونصحوا بالتعاطي والتقارب الاستراتيجي مع ارتريا من قبل الحرب ، وبعد الحرب بات التقارب والتعاطي ضرورة ، ولكن لسان حالهم ، لسان دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة حين قال :
بذلت لهم نُصحي بِمُنعرَجِ اللِّوى ..
فلم يَستبينوا النصحَ إلا ضُحى الغَدِ
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: العركي حرب السودان عمار يكتب
إقرأ أيضاً:
«حسن وجودي» يدعمان فلسطين من الإذاعة المدرسية.. منبر «التوأم» لرواية التاريخ
بين يوم وليلة تغيّرت الحياة، تبدّلت نسمات الزيتون إلى روائح الدم ومشاهد مؤلمة تُدمى القلب لصغار يموتون قتلاً وجوعاً، حصار وإبادة لمدة عام في قطاع غزة، وكان من السهل أن يراه «حسن وجودي»، توأم يبلغ من العمر 12 عاماً، غيّرت حرب 7 أكتوبر الكثير من المفاهيم، وجعلتهما يريان القضية الفلسطينية بمنظور أوسع وأشمل، وزاد لديهما الوعي أكثر بالقضية فى الشهور الأخيرة، وتحدّث الشقيقان لـ«الوطن»، كيف حاولا دعم الأشقاء الصغار.
التوأم حسن وجودي ورؤيتهما لـ فلسطينلم تكن تعرف «جودي محمد حسن» الكثير من التفاصيل عن حرب فلسطين غير في وقت متأخر، عندما انتشر الحديث عنها ورأت بعينها صغاراً فى مثل عمرها يموتون، وهنا قرّرت أن تقرأ عن تاريخها، وتُوسّع مداركها لمعرفة سبب موت أطفال فى نفس عمرها، وسبب الاعتداءات المتكرّرة من قِبل قوات الاحتلال على صغار فلسطين: «كنت أعرف إن هما على طول فى حرب، وماقدرش أقول غير ربنا ينصرهم، دلوقتى عرفت يعنى إيه احتلال، وإنهم فى نضال دائم علشان يقدروا ياخدوا بلدهم تانى من المحتل».
كيف تحوَّلت الحرب إلى درس مهم في حياة أطفال مصر؟أما الطفل «حسن محمد حسن»، فعرف معنى النزوح والخيام، ومعنى ترك البيت قسراً، كما علم أن التعليم والجلوس فى البيت نعمة كبيرة حُرم منها أطفال فلسطين: «بعد الحرب عرفت إن الأطفال دول عندهم شجاعة كبيرة أوى وشايفهم أبطال، رغم إنهم ممكن يكونوا بيتقتلوا كل يوم».
أشكال الدعم التى يقدّمها الشقيقان لفلسطين هى المشاركة فى حملات الدعم، فضلاً عن دورهما فى نشر الوعى بين الصغار فى مدرستهما لنقل الرسالة إلى الأجيال القادمة: «بنرسم أشكال عن دولة فلسطين، وعَلَمها، وكل يوم بنتكلم عنها فى الإذاعة والمُدرسة وقت ما بتيجى تحكى لنا قصص بتتكلم عن فلسطين وتاريخها»، وأكد الصغيران أن أهم دعم لفلسطين هو نشر الوعى والحديث عنها بشكل مستمر.