لماذا لا يمكن الاستغناء عن قناة السويس المصرية؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
مصر – تحدث أستاذ هندسة الطرق والنقل عبد الله أبو خضرة، لـRT عن سبب قرار شركات الشحن بالعودة لقناة السويس والملاحة في البحر الأحمر والممر الملاحي خلال الأيام المقبلة.
وأوضح الخبير المصري في تصريحات لـRT أنه بعد الأحداث العالمية في المنطقة وإعلان بعض الشركات تحويل المسارات الخاصة بها إلى رأس الرجاء الصالح إلا أنها سرعان ما عادت عن هذه القرارات ومن هذه الشركات شركة ميرسك للشحن والخدمات اللوجستية، والتي أعلنت استئناف نقل شحناتها عبر البحر الأحمر، حيث انخفض سعر سهم ميرسك 5% في انتكاسة جزئية، وتراجعت أيضا أسهم شركات الشحن الأخرى، بما في ذلك سهم هاباغ لويد الذي انخفض 6% ومجموعة ناقلات النفط فرونت لاين التي هبطت 5.
وتابع الخبير المصري أنه لا بديل عن قناة السويس، إذ أثبتت تجارب بعض الشركات الملاحية عمليا أن السير عبر طريق رأس الرجاء الصالح أو أي مسار بديل سوف يكبد الشركة الوقت والتكاليف وهو ما يسبب زيادة في سعر المنتج على المستهلك.
ونوه بأن القناة تعد أفضل الطرق البحرية وأسرعها على الإطلاق، كما أن التكلفة منخفضة مقارنة باي مسار اخر حيث أن الشحن عبر رأس الرجاء الصالح 3 أضعاف قناة السويس، ومصاريف النقل يمكن أن يزيد تكلفتها من 30 إلى 80% عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وهي زيادة غير مقبولة وضد اقتصاديات النقل البحري، بينما قناة السويس تعد الأسرع في العالم، ففي غضون 11 ساعة تصل البحر الأبيض بالأحمر وتصل آسيا وأوروبا وكل موانئ العالم، حيث أنه تم مرور أكثر من مليار ونصف طن مواد خلال هذا العام من قناة السويس رغم الأحداث الجارية كما يمكن للقناة السماح بمرور 120 سفينة دون عائق و القيام بأعمال تطوير لا نهاية لها.
وأشار أستاذ هندسة الطرق إلى أن موقع جمهورية مصر العربية الاستراتيجي يعد مركز للقارات الثلاث أسيا وإفريقيا وأوروبا وحلقة الوصل فيما بينها والخيار الأمثل والأوفر للمستثمرين، وقناة السويس هي ممر مائي صناعي بمستوى البحر يمتد في مصر من الشمال إلى الجنوب عبر برزخ السويس ليصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر، وهي تفصل بين قارتي آسيا وإفريقيا وتعد أقصر الطرق البحرية بين أوروبا والبلدان الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي، وهي أكثر القنوات الملاحية كثافة من حيث الاستخدام.
ونوه أبو خضرة بأن موقع مصر الاستراتيجي يفرض نفسه على أي مقترح لمشروعات بديلة، وهو موقع له أهميته وتفرده من بين كل المواقع الموجودة في المنطقة، وموقع قناة السويس استراتيجي لا غنى عنه، حيث أن أكثر من 12% من حركة التجارة العالمية وأكثر من 30% من حركة تجارة الحاويات على مستوى العالم تمر عبر قناة السويس بالإضافة إلى حاويات النفط والغاز الطبيعي، حيث أن السفن المارة بقناة السويس لا تحتاج إلى أعمال شحن وتفريغ للمنتجات التي تحملها كما يحدث في النقل متعدد الوسائط والذي يتطلب عملية الشحن والتفريغ أكثر من مرة والذي قد يتسبب بزيادة نسبة الهالك، وبالتالي ارتفاع قيمة التأمينات على عملية النقل.
وتابع: “تقوم الدولة بأعمال تطوير قناة السويس وعمل مشاريع التوسعة وتعميق الغاطس وعمل إزدواج للقناه وزيادة عرض المسطح المائي في تلك المنطقة إلى 40 مترا جهة الشرق وزيادة العمق من 24 مترا إلى 27 مترا، وتقليل المنحنيات الأفقية وهو ما يمنح السفن العابرة قدرة أكبر على المناورة وتقليل ساعات الانتظار إلى اكثر من 11 ساعة عما كانت عليه، كما يقلل من تأثير ضفتي القناة وتأثير التيارات البحرية وهو ما ينعكس بشكل كبير على زيادة عامل الأمان الملاحي وتيسير عبور السفن العملاقة ذات الغاطس الكبير، و كذلك عمل محطات تموين للسفن بالوقود الأخضر مما يعزز من أهمية المنطقة في حركة التجارة العالمية ومجال الحاويات و القدرة على التحول الأخضر في الملاحة البحرية في العالم من خلال تطوير البنية التحتية الكاملة و التطوير الدائم بالقناة بما يتناسب مع السفن و حركات التجارة العالمية”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: رأس الرجاء الصالح قناة السویس أکثر من حیث أن
إقرأ أيضاً:
السيخ المحمي دخل في دماغه.. جراحة دقيقة تنقذ طفلا من الموت بمستشفى جامعة قناة السويس
أكد رئيس جامعة قناة السويس الدكتور ناصر مندور أن المستشفيات الجامعية تواصل تحقيق إنجازات طبية استثنائية، مشيرا إلى أن النجاح الأخير لفريق جراحة المخ والأعصاب في إنقاذ حياة طفل يبلغ من العمر 8 سنوات يعد مثالا واضحا على مستوى الرعاية الطبية المتقدمة التي توفرها الجامعة.
وأوضح مندور - في بيان صحفي مساء اليوم، الجمعة، أن التدخل السريع والاحترافية العالية للفريق الطبي أسهما في إنقاذ الطفل بعد أن اخترق سيخ معدني رأسه في حادث مأساوية، مضيفا أن الجامعة تحرص دائما على تقديم أفضل الخدمات الصحية للمجتمع بما يعكس تميزها في المجال الطبي على مستوى اقليم القناة وسيناء.
وفور وصول الطفل إلى المستشفى، تم التعامل مع حالته ببالغ السرعة والدقة حيث نقل على الفور إلى قسم الطوارئ وأُجريت له الفحوصات الطبية اللازمة بما في ذلك الأشعة المقطعية للتأكد من عدم وصول السيخ إلى المناطق الحيوية في المخ.
وعكف الفريق الطبي على وضع خطة جراحية دقيقة لضمان إزالة السيخ بأمان دون التسبب في أي نزيف داخلي أو أضرار دماغية مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة للحفاظ على استقرار الحالة.
وأوضح عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية الدكتور نادر نمر أنه تم التحضير للعملية الجراحية بشكل عاجل، حيث نقل الطفل إلى غرفة العمليات، وقام الفريق الجراحي بقص السيخ لتقليل حجمه وتسهيل سحبه بأقل ضغط على أنسجة الدماغ مع استخدام تقنيات جراحية متقدمة لضمان سحبه تدريجيا وبأقصى درجات الحذر.
وخلال العملية، تمت مراقبة أي نزيف محتمل كما أُجريت عملية ترميم للجمجمة والأنسجة المتضررة لضمان تعافي الطفل بأفضل شكل ممكن مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب أي مضاعفات مستقبلية.
وما إن انتهت الجراحة بنجاح حتى استقرت حالة الطفل سريعا وبدأ في استعادة وعيه تدريجيا وبعد متابعة دقيقة لحالته والتأكد من استقرارها تم السماح له بالخروج من المستشفى مع وضع برنامج متابعة دورية لضمان تعافيه التام ومراقبة أي تطورات قد تطرأ على حالته الصحية.
وأشاد الدكتور أحمد أنور عبد الغني، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية بهذا الإنجاز الطبي، مؤكدا أن العملية تعكس المستوى المتقدم للخدمات الطبية التي تقدمها المستشفيات الجامعية وتعزز مكانتها كمركز طبي رائد في مجال الجراحات الدقيقة والمعقدة.
وأضاف أن الفريق الطبي جسد نموذجا مشرفا للكفاءة الطبية والإنسانية، وأن جهودهم المخلصة ومهارتهم الفائقة ساهمت في إعادة الأمل للطفل وأسرته، مشددا على أن هذا النجاح يعد دافعا لمواصلة تطوير الخدمات الطبية المقدمة بالمستشفى، مؤكدا أن جامعة قناة السويس ستظل دائما في طليعة المؤسسات الطبية المتميزة بفضل كوادرها المؤهلة وتجهيزاتها المتطورة.