كيف دفعت الأحداث الأمنية في البحر الأحمر لارتفاع أجور النقل البحري إلى ميناء العقبة؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
الأحداث دفعت بشركات الشحن العالمية إلى وقف خطوطها الناقلة للبضائع والسلع عبر باب المندب والبحر الأحمر
أدت الأحداث الأمنية في البحر الأحمر ومخاطر الشحن عبر باب المندب إلى ارتفاع جديد في أسعار النقل البحري لحاويات البضائع القادمة من الصين إلى ميناء العقبة بنسبة تصل إلى 8 أضعاف.
اقرأ أيضاً : وزيرة النقل: توقف خطوط الملاحة عبر البحر الأحمر سيؤثر على رفع الكلف
وما أن استقرت أجور النقل البحري وعادت إلى طبيعتها بعد جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، إلا أنها عاودت الارتفاع ثمانية أضعاف بعد الاعتداءات والتهديدات المتكررة من قبل مليشيات الحوثي في البحر الأحمر، وباب المندب.
هذا دفع بشركات الشحن العالمية إلى وقف خطوطها الناقلة للبضائع والسلع عبر باب المندب والبحر الأحمر وتغيير مسار خطتها إلى رأس الرجاء الصالح إضافة إلى ارتفاع التأمين البحري على الناقلات والبواخر مما اربك القطاعات المستوردة في المملكة.
وكان سعر نقل حاوية البضائع التي تأتي عبر البحر الأحمر من الصين إلى ميناء العقبة يعادل 1800-2000 دولار قبل الحرب على غزة، ولكن وصل سعر النقل حتى يوم أمس إلى مستويات تتراوح بين 10،000-11،000 دولار.
وأشار تجار ومستوردون إلى أن أسعار النقل قد ارتفعت بشكل مفرط نتيجة لثلاثة عوامل، الأولى وهي الأحداث الأمنية في باب المندب، إضافة إلى ارتفاع تكاليف التأمين البحري، بالإضافة إلى قرب إجازة العمال في المصانع في الصين التي تبدأ من منتصف شهر كانون الثاني/ يناير وتنتهي في آخر شباط/ فبراير.
ودعا التجار والمستوردون الحكومة إلى تفعيل خطوط ومسارات نقل أخرى، بما في ذلك الموانئ المصرية أو خط نقل بري من جبل علي في الإمارات عبر المملكة العربية السعودية وصولاً إلى الأردن، إلى جانب تخفيض الرسوم الجمركية والضرائب على السلع والبضائع واتخاذ سلسلة من التخفيضات على المستوردين والتجار والصناعيين.
ويؤدي ارتفاع أسعار النقل البحري، وفقًا لتجار ومستوردين، إلى ارتفاع أسعار بعض السلع والبضائع، مما يستدعي من الحكومة التدخل والبحث عن حلول واقعية والعمل الجاد على إيجاد منافذ بديلة من الموانئ المصرية أو الإماراتية.
وكانت شركة الجسر العربي قد أعلنت عن تشغيل الخط العربي الجديد للنقل البري والبحري بين العقبة و الموانئ المصرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ويأتي تشغيل الخط، بعد إعلان عدد من شركات الشحن الكبرى إيقاف رحلاتها إلى موانئ البحر الأحمر عبر باب المندب، في ظل تصاعد وتيرة تهديدات "الحوثيين" على الملاحة البحرية.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: بواخر البحر الأحمر ميناء العقبة عبر باب المندب البحر الأحمر النقل البحری إلى ارتفاع
إقرأ أيضاً:
أول رد مصري على تهديدات الحوثي الأخيرة.. تفاصيل
عبدالملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله (وكالات)
في خطوة دبلوماسية مدروسة، أعربت مصر عن موقفها الحازم والهادئ تجاه التهديدات الأخيرة التي أطلقها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، موجهة رسالة حاسمة لجميع الأطراف الإقليمية والدولية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس يتصاعد فيه التوتر في المنطقة، خاصة في ظل التوقعات بتصعيد جديد في البحر الأحمر.
اقرأ أيضاً ترامب يكشف عن السبب الرئيسي وراء طرده للرئيس الأوكراني من البيت الأبيض 1 مارس، 2025 أول تعليق روسي على طرد ترامب للرئيس الأوكراني من البيت الأبيض 1 مارس، 2025
ـ مصر ترفض التدخل الأجنبي في البحر الأحمر:
أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا رسميًا يوم السبت، أكدت فيه رفضها القاطع لأي تدخل من دول غير مطلة على البحر الأحمر في شؤون المنطقة، خاصة فيما يتعلق بأمن الممرات الملاحية الحيوية.
وأوضح البيان أن مصر تعتبر أمن البحر الأحمر جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي، وأنها ترفض أي محاولات للتدخل في هذا الملف الحساس.
البيان جاء في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة تطورات مقلقة على خلفية تحركات عسكرية أمريكية محتملة في البحر الأحمر، حيث يلوح في الأفق تصعيد جديد تحت ذريعة "حماية الملاحة".
وقد اعتبر الخبير الدبلوماسي المصري سامح عسكر أن هذا البيان يمثل ردًا صريحًا من مصر على أي محاولة أمريكية للتصعيد في المنطقة.
وأضاف عسكر أن أي تدخل عسكري في البحر الأحمر سيلحق الضرر بالدول المطلة على هذا الممر الحيوي، وبالتالي سيكون له آثار سلبية على الأمن الإقليمي.
ـ التهديد الحوثي وتداعياته:
تزامن هذا البيان المصري مع تصريحات حادة من زعيم حركة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، الذي حذر من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في غزة وعدم انسحابه من محور رفح يشكل تهديدًا خطيرًا ليس فقط على الشعب الفلسطيني، بل أيضًا على مصر وكل من يتعاون مع إسرائيل في هذا الملف.
وحمل الحوثي في تصريحاته تهديدًا مباشرًا لمصر، مشيرًا إلى أن أي تقاعس من الحكومة المصرية في التعامل مع هذا الوضع سيقوض استقرار المنطقة.
وفي هذا السياق، اعتبر الخبراء أن البيان المصري جاء كرد إيجابي على هذه التهديدات، وهو بمثابة خطوة نحو تعزيز العلاقات بين مصر واليمن في مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة.
كما أكد بعض المحللين أن توقيت البيان يعكس تحولًا في السياسة المصرية تجاه اليمن والمنطقة بشكل عام، حيث تسعى القاهرة إلى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وتوجيه رسائل تهدئة بدلاً من التصعيد.
ـ مصر واليمن: علاقة متجددة وأفق أوسع:
من ناحية أخرى، يعد البيان المصري بمثابة تجديد للرسائل الإيجابية بين مصر واليمن، خصوصًا في ظل الأوضاع السياسية الراهنة التي تميز العلاقة بين البلدين.
يراهن بعض الخبراء على أن هذا الموقف المصري قد يشهد تحولًا نحو تعزيز التعاون الثنائي بين القاهرة وصنعاء، في وقت حساس يتطلب التكاتف بين الدول العربية في مواجهة الأزمات المستمرة في المنطقة.
ـ الترقب العالمي:
وبينما تتصاعد التوترات في المنطقة، يترقب العالم مزيدًا من التطورات في البحر الأحمر، خاصة في ظل المحاولات الأمريكية للتدخل في الأمن الملاحي.
تتزايد المخاوف من أن يؤدي أي تصعيد عسكري في هذه المنطقة الاستراتيجية إلى آثار كبيرة على الأمن العالمي، خاصة في ظل التحديات المتزايدة في غزة والضغوط الدولية على اليمن.