5 نقاط بارزة.. ماذا واجه حزب الله خلال الـ2023؟
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
العام 2023 كان مفصلياً بالنسبة لـ"حزب الله" باعتبار أنَّ الأخير شهد إستحقاقات عديدة طرأت على مساره وظروفه العسكرية والسياسيّة.
القراءةُ الواقعيّة لما مرّ به الحزب تستوجبُ التأمل بما سيجري بعد ذلك، في حين أنَّ الأمر الأهم يرتبطُ بـ"المراجعة النقدية" التي يجدرُ على الحزب أن يقوم بها، سواء لسلوكه وأدائه أو لتحالفاته السياسيّة.
ماذا شهد "حزب الله" خلال الـ2023؟
تقلبات إستحقاق رئاسة الجمهورية
خلال العام 2023، كان الحزبُ على موعدٍ مع تقلبات كثيرة شهدها إستحقاق رئاسة الجمهورية. خلال الأشهر الماضية، كانت الضاحية الجنوبيّة متمسكة بمضمون ترشيح رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجية للرئاسة، والأمرُ هذا ما زال قائماً حتى الآن رغم الكثير من الضغوطات أو المحاولات التي تطمح الى حصول سيناريو معاكس لما يريده الحزب.
الأساس في هذا التمسّك فرض نفسه واقعاً على المشهد السياسيّ، فالحزبُ طالب بحوار لم تستسغ بعض الأطراف إمكانية حصوله في ظل تشبث الحزب برؤيته الخاصة بفرنجية. في الوقت نفسه، كانت هناك مساعٍ عديدة لدفع الحزب بإتجاه خيارات أخرى من أجل وصولها إلى بعبدا، أبرزها قائد الجيش العماد جوزاف عون.
ما يجري على صعيد الرئاسة اقترنَ تماماً بمطبات كثيرة وتّرت علاقة الحزب مع حلفائه، وهذا الأمر انسحب على قضايا سياسية أخرى. وعليه، فإنّ ملفاً واحداً أسس لأمورٍ أخرى جعلت الحزب مطوقاً في تواصله مع الآخرين وفي قدرته على التوافق معهم، وأبرز مثال على ذلك مسألة التمديد للقادة الأمنيين خلال الشهر الجاري. في الأساس، لا يعارض الحزب ما حصل في مجلس النواب، لكن في الوقت نفسه أراد أن يحفظ علاقته مع حليفه "التيار الوطني الحر" بالإطار الشكلي، لاسيما أن الأخير عارض التمديد بكافة مندرجاتِه.
أحداث الجنوب
العام 2023 شكّل انعطافة مهمة جداً على الصعيد العسكري بالنسبة لـ"حزب الله". منذ العام 2006، لم يخُض الأخيرُ حرباً في لبنان ضد إسرائيل، وذلك بمعزلٍ عن المناوشات التي كانت تحصل سابقاً عند الحدود.
وجدَ الحزب نفسه مُحاطاً بـ"خطر الحرب" في جنوب لبنان بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شهدها قطاع غزة يوم 7 تشرين الأول الماضي. منذ ذلك الحين، انتقل الحزبُ من مرحلة السلم إلى مرحلة الحرب بشكلٍ مفاجئ، فدخل في مواجهات مباشرة مع إسرائيل، حتى أنه تكبد أكثر من 100 شهيد، فضلاً عن تحول الجنوب إلى منطقة خطيرة على المدنيين.
صحيحٌ أنّ المواجهات في الجنوب ليست عادية وترافقت مع سيناريوهات سيئة، لكن "حزب الله" يرزحُ الآن تحت اختباراتٍ جدية أبرزها مدى تمكنه من إبقاء السيطرة على مسار المعارك الحالية تحت سقف الحرب. المسألة هنا ليست سهلة وتتطلبُ جهداً كبيراً، علماً أن الخسائر التي مُني بها الحزب كثيرة ميدانياً وعسكرياً، وتستوجب إعادة ترميمٍ للمسارات التي اتخذها.
بكل واقعية، شكلت العمليات التي يخوضها الحزب نقلة نوعية في مسار أدائه، فهو اختبرَ مواجهات من نوعٍ جديد.. الحزبُ هذه المرة خسر عنصر المفاجأة الذي يعد من أهم أدواته ضد الإسرائيليين.. هناك مأزقٌ كبير في هذا الأمر، كما أن مخططاته العسكرية الموسعة المرتبطة بإقتحام فلسطين المحتلة تأجلت ومن الممكن أن تكون قد ألغيت بسبب إصرار إسرائيل على تغيير الواقع عند الحدود مع لبنان وسط حشدها قوات عسكرية هائلة هناك.
الأمر الأكثر ضغطاً هنا يرتبط بما يُحكى عن إمكانية إقامة منطقة عازلة أو السعي لإقناع "حزب الله" بالإبتعاد عن الحدود إلى ما وراء شمال الليطاني. المطلبُ هذا يعدّ أيضاً من المسائل الشائكة جداً بالنسبة للحزب، والتساؤل الأكبر يرتبطُ بما قد سيفعله الأخير لاحقاً في حال فُرضت أمورٌ رغماً عن إرادته الميدانية والعسكرية لتغيير الواقع الحالي.
ما يمكن إستنتاجه أمام كل ذلك هو أنّ الذي يمرّ به الحزب ليس سهلاً ، والعام 2023 قدّم له نموذجاً جديداً من المعارك ينبغي أن يُدرّس في دوائره العسكرية وأجهزته التنظيمية، باعتبار أن ما يحدث يُحتم النظر في حيثياته وتفاصيله وأثاره ونتائجه.
"مراجعة أمنية"
الأحداث المختلفة بما فيها ما يجري في الجنوب باتت تُحتم على الحزب القيام بنظرةٍ أمنية عميقة لواقعه. فعلياً، فإن إسرائيل لن توفر الحزب من خروقاتها، وآخرُ كلامٍ من الأخير بشأن قيام إسرائيل باختراق كاميرات المراقبة في الجنوب من أجل رصد عناصر الحزب، يعتبر إعلاناً عن وجود ثغرات إستخباراتية خطيرة تؤثر على الحزب أمنياً وعسكرياً.
إضافة إلى كل ذلك، فإنّ مسألة الجواسيس في الجنوب تعدُّ أمراً أساسياً يؤرق الحزب بشدّة، وبسببه هؤلاء كان المقاتلون على الجبهة الجنوبية في خطرٍ داهم وكبير.
وعليه، فإنه من المفترض أن يحمل العام الجديد خطوة مهمة وأساسية على الصعيد الأمني للحزب باعتبار أن الخروقات التي حصلت ليس سهلة، وتؤدي إلى انكشافِ قاعدة أمنية متينة تميز بها الحزب طوال السنوات الماضية.
العلاقة مع "التيار الوطني الحر"
حتى الآن، ورغم التقارب الذي يحصل بين الحين والآخر بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" بعد موجات "الإنفصال" غير المكتملة منذ إنتهاء عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون أواخر العام 2022، يبقى الحزب أمام معضلة تتسم في القدرة على ضبط العلاقة مع حليفه المسيحي الأساس من دون أن يكسرها.
طوال الفترة الماضية، سعى الطرفان للتلاقي على ملفات أساسية والبحث في قضايا أساسية مثل "اللامركزية الموسعة" و"الصندوق السيادي". وإلى هذه اللحظة، ما من تقدّم واضح، حتى أن الطرفين لا يتحدثان حالياً عن أي مُعطيات تمهد لإتفاق باعتبار أن أحداث الجنوب القائمة أخرت أي أمرٍ من هذا القبيل وتصدّرت كل الأولويّات.
ولكن، بأي حال من الأحوال، كان العام 2023 بمثابة إشارة مهمة لـ"حزب الله" يمكن من خلالها اكتشاف أداء حلفائه عند المفاصل الصعبة. بالنسبة لـ"التيار"، كان إستحقاق رئاسة الجمهورية الشعرة التي يمكن أن تجعل العلاقة مع الحزب منعدمة، لكن ما حصل هو أن بعض الأمور الطارئة جمعت الطرفين مُجدداً على نقاط مشتركة، وقد يكون ما يجري في الجنوب أساس هذا الإلتقاء الجديد، وإلا فإن الأمور كانت ستبقى عالقة وبالتالي سيبقى "الفتور" مستمراً.
أمام كل ما تقدّم، يجدر القول إنّ العلاقة بين "الحزب" و "التيار" تحتاجُ إلى مراجعة نقدية، علماً أن هذا الأمر يجب أن ينسحب على كافة حلفاء الحزب خصوصاً أن حرب الجنوب المتزامنة مع حرب غزة، كشفت الكثير من الوجوه والمواقف.
تعزيز الإنفتاح على الآخرين
العام 2023 كان مهماً جداً بالنسبة لإنفتاح الحزب على الآخرين أو تعزيز تقاربه معهم. فعلياً، فإن حارة حريك أبقت على خطوط تواصلها مع الفرنسيين، كما أنها رسّخت اتصالاتها مع الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط. أضف إلى ذلك، كان الحزب حذراً في فتح خطوط مع أطراف أخرى لدواعٍ سياسية مرحلية، علماً أن هذا الأمر لم يحصل.
إلا أنه ووسط كل ذلك، يتبين أن "حزب الله" أراد أن يتمسك ببعض الأطراف القوية والفاعلة سياسياً في لبنان، وذلك على قاعدة "الإمساك" بالمفاتيح. هذا المبدأ يظهرُ أنه مطلوب من قبل "حزب الله"، وهذا ما بينته وقائع كثيرة أبرزها التواصل العلني مع جنبلاط والزيارات المتبادلة بين الطرفين.
والسؤال الذي يأتي في خلاصة الكلام: ما هي خطوات "حزب الله" المنتظرة في الـ2024؟ وهل سيغير من معادلات أرساها هو بنفسه؟ الإنتظارُ سيكون سيد الموقف!! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الجنوب هذا الأمر العام 2023 حزب الله
إقرأ أيضاً:
من حكومة تحالف إلى أزمة ثقة: ألمانيا أمام معركة سياسية جديدة.. ماذا تعرف عنها؟
أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عن نيته طلب تصويت على الثقة في ديسمبر المقبل، ممهدًا الطريق لإجراء انتخابات مبكرة في فبراير. وجاء ذلك بعد انهيار حكومة الائتلاف الثلاثي الأسبوع الماضي، مما وضع ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، في حالة من الاضطراب السياسي.
اعلانوقد تشكّل تحالف "إشارة المرور" في عام 2021 بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة شولتس، وحزب الخضر بزعامة نائب المستشار روبرت هابك، والحزب الديمقراطي الحر بقيادة كريستيان ليندنر. وهدف هذا التحالف الطموح هو توحيد التوجهات المختلفة وتحقيق تحديث شامل لألمانيا. ورغم بعض النجاحات التي حققتها الحكومة، مثل تفادي أزمة طاقة بعد قطع روسيا إمدادات الغاز، وبدء عمليات تحديث الجيش، وتنفيذ عدد من الإصلاحات الاجتماعية، إلا أن هذا التحالف ترك انطباعًا لدى الكثير من الألمان بأنه كان محكومًا بالخلافات العميقة والصراعات المستمرة.
وانهار الائتلاف بعد أن أقال شولتس وزير ماليته كريستيان ليندنر بسبب خلافات حول سبل إنعاش الاقتصاد الألماني الذي يعاني من التراجع. هذا الانهيار جاء بعد أسابيع من الخلافات الداخلية حول كيفية التعامل مع قضايا اقتصادية حيوية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي كانت تعتبر ذات يوم قوة دافعة لألمانيا كأكبر اقتصاد في أوروبا.
المستشار الألماني أولاف شولتسMarkus Schreiberلقد كان الاقتصاد الألماني يشهد تراجعًا مستمرًا منذ عامين، في أعقاب جائحة كورونا، والحرب في أوكرانيا، والتحديات الناتجة عن المنافسة الصينية. لكن الحكومة الائتلافية بقيادة شولتس فشلت في تقديم حلول توافقية للمشاكل الاقتصادية العميقة، حيث عارض الحزب الديمقراطي الحر فرض زيادات ضريبية أو تعديل حدود الديون التي تفرضها ألمانيا. في المقابل، كان الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر يدعمان زيادة الاستثمارات الحكومية، بينما كانوا يرفضون أي اقتراحات تقليص برامج الرفاه الاجتماعي التي طرحها الحزب الديمقراطي الحر.
أشار المستشار الألماني أولاف شولتس إلى أنه مستعد للتفاوض بشأن توقيت الانتخابات المبكرة إذا دعم نواب المعارضة التشريعات التي يرغب في تمريرها عبر البرلمان قبل نهاية ولايتهوتضاف إلى هذه التحديات مخاطر جديدة قد تواجه الاقتصاد الألماني، نظرا لما يلوح في الأفق مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. فقد هدد ترامب بفرض رسوم جمركية قد تصل إلى 20% على السلع الأوروبية، مما يعزز احتمالات حدوث حرب تجارية مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، ما سيؤثر بشكل كبير على الصادرات الألمانية، ويزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي في البلاد.
وفي خطوة لاحقة، أعلن شولتس عن نيته طلب التصويت على الثقة في البرلمان الألماني في 11 ديسمبر/كانون الأول، على أن يتم التصويت الفعلي في 16 من الشهر ذاته. ومن المتوقع أن يخسر شولتس التصويت، مما سيؤدي إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة في فبراير/شباط المقبل. وفي حال فقد شولتس الثقة، فسوف يتعين على الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير حل البرلمان خلال 21 يومًا، وهو ما يقتضي إجراء انتخابات جديدة.
Related"الاتحاد الأوروبي في خطر".. السيارات الكهربائية والاقتصاد في قلب المحادثات مع شولتسمن برلين.. شولتس يدعو لوقف إطلاق النار بعد مقتل السنوار وبايدن يؤكد "لحظة عدالة" شولتس يتنفس الصعداء بعد فوز حزبه في ولاية براندنبورغ والحزب المتطرف يتوعد" مستقبل ألمانيا أزرق"أما بالنسبة للمرشحين لمنصب المستشار، فقد أبدى شولتس رغبته في الترشح مرة أخرى، رغم معارضة بعض أعضاء حزبه الذين لا يريدونه أن يترشح بسبب تدني شعبيته في الوقت الحالي. وقد اقترح بعضهم وزير الدفاع بوريس بيستوريوس كبديل له. وفي الجانب المقابل، اتخذ الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس مرشحا رسميا للحزب، وتشير الاستطلاعات إلى أن ميرتس سيكون الأكثر احتمالا للفوز في الانتخابات المقبلة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد انهيار الائتلاف الحاكم.. ألمانيا تستعد لانتخابات مبكرة في 23 شباط من العام المقبل انهيار حكومة الائتلاف في ألمانيا.. المستشار شولتس يقيل وزير المالية ليندنر من منصبه ألمانيا توافق على مشروع قانون لقياس استعداد الشباب للالتحاق بالجيش حكومةألمانياالاتحاد الأوروبيتحديات سياسيةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. غارات على الضاحية الجنوبية بعد مقتل 7 جنود إسرائيليين.. وحزب الله يضرب قاعدة الكرياه وسط تل آبيب يعرض الآن Next الاتحاد الأوروبي بصدد إنهاء اتفاقية الصيد البحري مع السنغال وسط انتقادات محلية يعرض الآن Next روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان يعرض الآن Next بوينغ تواجه صعوبة في الوفاء بموعد تسليم الطائرات لزبائنها.. وإضراب العمال يعقّد من المهمة يعرض الآن Next فرحة الزفاف تتحول إلى كارثة.. مصرع 18 شخصاً بسقوط حافلة في نهر السند بباكستان اعلانالاكثر قراءة لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد بين السماء والأرض: ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك بارتفاع 2500 متر مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز تقرير: تحقيق إسرائيلي يشتبه في كون نتنياهو زوّر وثائق للتملص من تقصيره في 7 أكتوبر/تشرين الأول من بينها رئيس الوزراء.. أصوات إسرائيلية تقايض ترامب بوقف الحرب مقابل ضم الضفة الغربية اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29إسرائيلدونالد ترامبلبنانغزةضحاياروسياالحرب في أوكرانيا محكمةثقافةفرنساالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024