شبكة اخبار العراق:
2024-12-22@18:28:49 GMT

ما معنى اليوم التالي؟

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

ما معنى اليوم التالي؟

آخر تحديث: 31 دجنبر 2023 - 9:29 صبقلم:فاروق يوسف “ما بعد غزة. ما بعد حماس. ما بعد الحرب”، عبارات لا تضعنا في صورة الحل الذي يمكن أن ينهي مأساة شعب يتعرض للإبادة لأنه يقيم على أرضه وبشبهة انتمائه أو تأييده لحركة حماس. فكل ما يتم تداوله من اقتراحات لا يقترب من الهدف الذي ترغب إسرائيل في أن يكون بعيدا.ما صار معروفا أن كل التفاهمات الممكنة والمستندة إلى القانون الدولي فات أوانها وصارت جزءا من الماضي.

ولكن ماضي مَن؟ الشعب الفلسطيني أم إسرائيل؟ ربما أخطأ الفلسطينيون حين انقسموا على أنفسهم، خارج وداخل منظمة التحرير الفلسطينية فتشظت الشرعية وصار الفلسطينيون كمَن يكلم نفسه أكثر مما يكلم الآخرين. ربما أيضا أفسدت العقائد قضيتهم فلم يعد في الإمكان العثور بيسر على العامل الوطني المشترك من غير الدخول في تفاصيل تصغر أمامها القضية. هناك فشل في التعاطي مع منطلقات القضية التي يتوزع الكثيرون في محاور عديدة وهم يسعون إلى تفسير ارتباطهم بها. ولكن إسرائيل من جهتها لم تسع إلى أن تضع حلا لمشكلتها. صنعت تلك المشكلة بنفسها وصارت أسيرة لها. لم تتعلم الدولة العبرية من الشعب الذي اغتصبت أرضه شيئا. فشلت كل محاولاتها في إنهاء تفكير الفلسطيني في مستقبله الوطني، على أرضه وبين شعبه. صحيح أن أكثر من سبعين سنة من اللجوء والتشرد والشتات قد أنهى أجيالا من الفلسطينيين الذين كان حلم العودة عنوان حياتهم المؤجلة، غير أن الصحيح أيضا أن ذلك الحلم لم يأفل ولم يتفتت، بل صار بمرور الزمن أكثر سطوعا وأشد قوة. لم تنجح إسرائيل في تحويل الفلسطينيين إلى نوع من الهنود الحمر، ذلك لأن الفلسطيني لم يكتف بالحد الأدنى من سبل العيش الذي تفرضه حياة اللجوء.لقد فرض الشعب الفلسطيني شخصيته على العالم من خلال هوية سياسية وثقافية واجتماعية أكثر وضوحا وتميزا من هويات شعوب لم تتعرض لما تعرض له من محن ومآس. مقاومته كانت هي الأساس وهي أيضا الطريق التي مشى عليها وصولا إلى هدفه. ولكن ألا يزال ذلك الهدف واضحا؟ في الخطوط العامة يمكن الإجابة بـ”نعم”، ولكن التفاصيل تحمل ألغاما من شأنها أن تفجر كل القناعات. فشلت إسرائيل في محاولتها محو الشخصية والهوية الفلسطينيتين، ولكنها نجحت في تمزيق المسار وتشتيت وحدة الصف وقطع الخيوط التي تصل بين الفلسطيني وقضيته في جوهرها من جهة، ومن جهة أخرى نجحت في إرباك علاقة العرب بالقضية الفلسطينية.فإذا كان بعض العرب في حاجة إلى حدود مستقرة مع الدولة العبرية فإن التطبيع معها ظل غائما وضبابيا بالنسبة إلى الكثيرين ممَن لا تشكل إسرائيل خطرا مباشرا على استقرارهم. لقد أعطى العرب إسرائيل أكثر مما تستحقه. فهي ليست دولة مركزية في الشرق الأوسط ولا تملك مشروعا لبناء علاقات إيجابية مع محيطها وهي أخيرا غير راغبة في إقامة سلام عادل يستند إلى القانون الدولي الذي لم تنفذ فقرة منه.لا تزال إسرائيل دولة عدوانية توسعية، يشكل الاستيطان هاجسها الدائم وهي لا ترى في الفلسطينيين شعبا يستحق التفاوض. ولطالما عملت على استضعاف السلطة الفلسطينية التي قدمت الكثير من التنازلات مقابل لا شيء. في حربها الهمجية على غزة كشفت إسرائيل عن مضيها في مشروعها العدواني القائم على نظرتها غير الإنسانية للشعب الفلسطيني. صار واضحا أن جنونها الذي اشتعل بعد ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي ليس رد فعل مؤقتا بل هو برنامج وجد له مناسبة لإعادة التحديث من خلال حرب لا نهاية لها إلا حين يحين موعد اليوم التالي. واليوم التالي هو فكرة إسرائيلية لا تنطوي فقط على التخلص مما يُسمى بـ”شرور حماس” بل وأيضا من التربية الوطنية الفلسطينية التي تحث على أن فلسطين وطن قائم وأن دولة فلسطينية ينبغي أن تحل بحدودها المعترف بها على خرائط العالم.ما يفكر به بنيامين نتنياهو اليوم هو استعادة لمنهج إسرائيلي قديم أثبت الزمن خطأه. لا يمكن لإسرائيل أن تحل مشكلتها ما لم تتفهم مشكلة الفلسطينيين. ليس المطلوب منها أن تخرج الفلسطينيين من خلافاتهم غير أن في إمكانها أن تحمي نفسها من خلال عدم التدخل في شؤونهم وخلق بيئة يكون فيها الحوار معهم نافعا لها.لا ينفع إسرائيل أن تستمر في حرب إبادة؛ فاليوم التالي سيحل غير أنه سيكون أسوأ من أيامها الماضية.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

صور تظهر ما نجم عن صاروخ الحوثي الذي استهدف إسرائيل وفشلت باعتراضه

(CNN)-- قالت جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، إن قواتها قصفت تل أبيب بإسرائيل بصاروخ باليستي فرط صوتي (تفوق سرعته سرعة الصوت) في وقت مبكر صباح السبت.

المتحدث باسم قوات الحوثي، يحيى سريع Credit: MOHAMMED HUWAIS/AFP via Getty Images)

وأوضحت الجماعة في بيان أن الصاروخ الذي يحمل اسم "فلسطين 2" استهدف هدفا عسكريا إسرائيليا في منطقة يافا بتل أبيب، مضيفة أن "الصاروخ أصاب هدفه بدقة وفشلت الدفاعات وأنظمة الاعتراض في اعتراضه".

Credit: JACK GUEZ/AFP via Getty Images)

وقالت خدمة الطوارئ الإسرائيلية ماغن دافيد أدوم إن ما لا يقل عن 16 شخصًا أصيبوا بجروح طفيفة بسبب شظايا الزجاج التي تحطمت في المباني القريبة بعد الهجوم، وبالإضافة إلى ذلك، تم علاج 14 ضحية من إصابات طفيفة أصيبوا بها وهم يبحثون عن مأوى، بالإضافة إلى سبعة من ضحايا الذعر. 

Credit: JACK GUEZ/AFP via Getty Images)

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، قد قال عبر منصة إكس (تويتر سابقا): "عقب إطلاق صاروخ من اليمن وتفعيل إنذارات وسط إسرائيل جرت محاولات اعتراض غير ناجحة ليتم تحديد منطقة سقوطه".

Credit: JACK GUEZ/AFP via Getty Images)

وأكد الحوثيون دعمهم للفلسطينيين في غزة، قائلين في بيانهم إن الجماعة ستواصل دعم الناس في القطاع حتى "يتوقف العدوان الإسرائيلي ويرفع الحصار عن قطاع غزة".

Credit: JACK GUEZ/AFP via Getty Images)

وتعتبر تل أبيب، ثاني أكبر مدينة في إسرائيل، هي المركز التجاري والدبلوماسي للبلاد، ومن النادر حدوث إصابات مباشرة من المقذوفات التي يتم إطلاقها على المدينة الساحلية بسبب دفاعاتها الجوية الواسعة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تهاجم البابا فرنسيس وتتهمه بازدواجية المعايير لاستنكاره قتل الفلسطينيين
  • دعم واسع للقضية الفلسطينية في مواجهة عدوان الاحتلال.. ترحيب بقرار للأمم المتحدة يؤكد حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا
  • برلماني: اعتماد قرار دولي يؤكد حق الفلسطينيين بتقرير مصيرهم يُزيد عزلة إسرائيل
  • بعد ستة سنوات من ديسمبر أرضية أكثر صلابة لتأسيس دولة، على مبادئ الوفاق
  • كلاب إسرائيل وجثث الفلسطينيين!
  • صور تظهر ما نجم عن صاروخ الحوثي الذي استهدف إسرائيل وفشلت باعتراضه
  • عضو «العمل الوطني الفلسطيني»: الاحتلال استخدم سلاح التجويع لقهر وقتل الفلسطينيين
  • ما قصة نسيم خليبات الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلية الذي سلمه المغرب لإسرائيل؟
  • حدث في 8ساعات| حقيقية استئجار مستر بيست الأهرامات.. والسيسي يضع شرطًا لنجاح تصوّر اليوم التالي بغزة