المقاومة الشعبية معالم وإشارات
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
أفضل ما في مبادرة المقاومة الشعبية أنها غير (منمطة) و لا مركزية و بلا قيادة مركزية (و ما أضر السودان إلا المركزية القابضة في كل شيئ) .
المواطنون على إمتداد البلاد و على مستوى كل ولاية أو محلية أو منطقة إلتقطوا المبادرة و شرعوا في تحويلها إلى فعل على الأرض و هذا هو المطلوب .
الجهد المطلوب من اللجان العليا للمقاومة الشعبية التي شرع بعض الولاة في تكوينها يجب أن ينحصر في توفير الدعم المالي و السلاح و العتاد بما يتناسب مع الأدوار التي يمكن أن تقوم بها المقاومة في الدفاع و الحماية و القيام ببعض العمليات لإستنزاف العدو و مساندة القوات المسلحة ، و يمكن الإستفادة من تجارب الشعوب التي واجهت تحديات مماثلة .
يجب الإستفادة القصوى من الضباط و ضباط الصف المعاشيين من القوات المسلحة و القوى النظامية و الأمنية و المجاهدين في قيادة المقاومة و تنسيق و إدارة عملياتها على مستوى المناطق و القطاعات .
للمقاومة الحق الكامل في استخدام و ابتداع الوسائل المناسبة لمواجهة إنتهاكات و جرائم المليشيا بسقف مفتوح هدفه النهائي هزيمتها و القضاء عليها .
#المقاومة_الشعبية_خيارنا
سوار
30 ديسمبر 2023
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
لبنان: خلاف الأولويات
كتب الدكتور ناصيف حتي في" النهار": دخل الشغور الرئاسي عامه الثالث في لبنان. هذا الأمر لم يعد غريبا في السياسة اللبنانية. يحصل ذلك في وقت يبدو لبنان في أمسّ الحاجة إلى انتظام السلطات والانتهاء من الفراغ المستمر والمدمر.
وتتحكم في السياسة عندنا، إلى درجة كبيرة، قدرية سياسية، قوامها أنه في الازمات الكبرى والمستعصية كما يبدو على حل "صنع في لبنان"، يأتي الحل من تفاهم الخارج. حل يرتبط بتوازنات تنتج من تفاهمات يتم التوصل إليها عند حلول لحظة التعب أو انسداد الأفق المكلف للجميع من اللاعبين الخارجيين. فيذهبون بحلول تلك اللحظة نحو التسوية لإعادة تفعيل السلطة وملء الفراغ الرئاسي متى كان قائما.
ينعكس ذلك الاتفاق الخارجي بين أصدقاء وحلفاء للأطراف المتصارعة أو المختلفة في لبنان، على الخطوات الدستورية المعروفة من الأطراف الداخلية، بعد ظهور "الضوء الأخضر"، مثل انتخاب الرئيس وتأليف حكومة وفاق وطني .
هنالك جدل وخلاف مباشر أو غير مباشر، لكنه غير مخفي، بين من يدعو من جهة إلى الإسراع في الانتخاب- والإسراع لا يعني التسرع لكنه لا يعني أيضا الهروب إلى الأمام- ومن يدعو من جهة أخرى إلى انتظار حصول وقف النار، للذهاب نحو ملء الفراغ المدمر. ويرى بعض المراقبين أن ذلك مردّه إلى لعبة توازن القوى في اللحظة المطلوبة للانتخاب. توازن قد يراه أو يراهن على رؤيته كل طرف باعتبار أنه ربما يكون لمصلحته في "الموعد المختار" لملء الفراغ بسبب التوازنات الخارجية والداخلية الحاكمة في تلك اللحظة .
المطلوب ليس الصراع حول ما يأتي أولا أو تحديدا حول ترتيب الأولويات، وإحداث تناقض مصطنع بينها، بل الاقتناع بأن المطلوب وطنيا وفي سبيل إنقاذ لبنان من الانهيار الكلي هو التوافق الفعلي، لا الشكلي، على ما يأتي: المضي في المسارين توازيا، مسار الانتخاب ومسار العمل الديبلوماسي الخارجي للتوصل إلى وقف النار كليا ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان. فانتظام السلطة في هذه المرحلة الخطِرة والدقيقة، أمر أكثر من ضروري. وللتذكير، فإن
المناكفة السياسية التقليدية أمام هذا الاستحقاق لا يمكن أن تخضع هذه المرة، أيا كانت العناوين التي تُرفع هنا وهناك، لمنطق تقاسم قالب حلوى السلطة بمنافعها السياسية وغيرها.
المطلوب اليوم انتخاب رئيس توافقي يطمئن الجميع. رئيس لا يمكن أن يكون طرفا ما دام عليه قيادة "سفينة" الإنقاذ الوطني مع "حكومة مهمة" يُفترض تأليفها في البداية للمضي في مواجهة التحديات المختلفة والمترابطة في الداخل من جهة، والانطلاق من جهة أخرى في تحرك خارجي مبادر وناشط للإسهام في معالجة التحديات الخارجية التي لها تداعيات كبيرة على لبنان. فالانتظار يعني عمليا مزيدا من الانهيار..