صدى البلد:
2024-11-22@15:57:49 GMT

3 خصال من كمال الإيمان .. علي جمعة يوضحها

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عن 3 خصال من توافرت فيه فقد استكمل إيمانه، نرصدها في التقرير التالي. 

من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان

واستدل علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بما رواه عبد الله بن محمد البَلَوِي قال: كنت أنا وعمر بن نُبَاتَة جلوسًا نتذاكر العُبَّاد والزهاد، فقال لي عمر: ما رأيت أورع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه؛ خرجت أنا وهو والحارث بن لَبِيد إلى الصفا، وكان الحارث تلميذ الصالح المُرِّي فافتتح يقرأ وكان حسن الصوت فقرأ هذه الآية: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} فرأيت الشافعي رحمه الله وقد تغير لونه، واقشعر جلده واضطرب اضطرابًا شديدًا وخَرَّ مغشيًّا عليه، فلما أفاق جعل يقول: أعوذ بك من مقام الكاذبين، وإعراض الغافلين، اللهم لك خضعت قلوب العارفين، وذَلَّت لك رقاب المشتاقين، إلهي: هَبْ لي جُودك، وجللني بسترك ،واعف عن تقصيري بكرم وجهك.

 

قال: ثم مشى وانصرفنا، فلما دخلت بغداد وكان هو بالعراق فقعدت على الشط أتوضأ للصلاة إذ مر بي رجل فقال لي: يا غلام أحسن وضوءك أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة. فالْتَفَتّ فإذا أنا برجل يَتْبَعه جماعة فأسرعت في وضوئي وجعلت أقفو أثره، فالتفت إلي فقال: هل لك من حاجة؟ فقلت: نعم تعلمني مما علمك الله شيئًا. فقال لي: اعلم أن من صَدَق الله نجا، ومن أشفق على دينه سلم من الرَّدَى، ومن زهد في الدنيا قَرَّت عيناه مما يراه من ثواب الله تعالى غدًا، أفلا أزيدك؟ قلت: نعم. 

علي جمعة يكشف عن مفهوم الأمة في الإسلام المرء على دين خليله.. علي جمعة يحذر من مصاحبة رفقاء السوء

قال: من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان: من أمر بالمعروف وائتمر، ونهى عن المنكر وانتهى، وحافظ على حدود الله تعالى. ألا أزيدك؟ قلت: بلى. فقال: كن في الدنيا زاهدًا وفي الآخرة راغبًا، واصدق الله تعالى في جميع أمورك تنج مع الناجين. ثم مضى . فسألت من هذا؟ فقالوا: هو الشافعي.

فانظر إلى سقوطه مغشيًّا عليه، ثم إلى وعظه، كيف يدل ذلك على زهده وغاية خوفه؛ ولا يحصل هذا الخوف والزهد إلا من معرفة الله عز وجل، فإنه {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} .

وأكد علي جمعة أن الشافعي أسَّس الأسس وأصَّل الأصول، ولذلك كانت مِنّته على كل من كَتَب بعد ذلك إلى يوم الدين، وألَّف الرسالة وجمع فيها مفاتيح الفقه والتفسير، بل واللغة، وكان قد فتح الله عليه في الربط بين كل هذه العلوم، تعلَّم اللغة في البادية حتى قرأ أشعار الهُذيليين، وكان الأصمعي على جلالة قدره في اللغة يُصحح أشعار الهذيليين وهي صعبة جدًّا على الشافعي. بلغ الغاية في الحفظ وفي الإتقان وفي تلقي القرآن، حتى في حِفظ الحديث فانبهر به الإمام مالك؛ ومالك هو أستاذ الأساتذة، وقد شهد له سبعون إمامًا من أئمة المدينة المنورة.

واختتم علي جمعة: إذا اطلعت على كلام هؤلاء الأئمة وعلى تراكيبهم، وعلى تقواهم، وعلى إخلاصهم، وعلى إدراكهم للكتاب والسنة، وللغة العرب، ولمقتضيات المصلحة، والمقاصد، والمآلات التي يؤول إليها الحال؛ لعرفت أن الله سبحانه وتعالى جعلهم أسبابًا لحفظ هذا الدين {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فحَفِظ الله هذا الدين بأولئك الأئمة، نوَّر قلوبهم، وطهَّر أرواحهم، وفتح عقولهم، وجعلهم على هذه الدرجة العالية من الخُلُق الكريم ومن العلم العظيم.

وشدد علي جمعة: هؤلاء العلماء بَنوا، وبنوا بناءً مركبًا عميقًا حتى ظهرت النابتة، فكُّوا ما ركَّبوه، وسطَّحوا ما عمّقوه، وألغوا ما قرروه، وتجرأوا عليهم بما يجعلنا نقول : حسبنا الله ونعم الوكيل، سيغنينا الله من فضله ورسوله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء علی جمعة

إقرأ أيضاً:

ماذا يفعل الذكر في جسم الإنسان؟.. علي جمعة يرد

قال الدكتور علي جمعة ، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الذكر يغسل الإنسان من أدرانه، فالذكر هو أول الطريق إلى الله تعالى، فإن الطريق في الحقيقة مقيد بالذكر والفكر {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

وتابع علي جمعة، في منشور له: ففي بداية الطريق لابد من الذكر ومن الفكر، والذكر قد يكون باللسان وقد يكون بالجنان -القلب-، وقد يكون بهما، إذن فعندنا في الشريعة برنامج كامل يستطيع المسلم أن يتبعه وأن يقوم به، وأن يسير عليه، برنامج كامل ليس فيه توهيمات، بل فيه تكليفات، أوامر ونواهي، ولكن أيضًا عندنا تفاصيل فعندما يأمرنا رسول الله أن نستغفر الله، وهو يقول بأنه يستغفر الله في اليوم مئة مرة، عندما نصلي على النبي ويقول: «من صلى عليَّ واحدة صلى الله بها عليه عشرًا، ومن صلى عليَّ عشرًا صلى الله بها عليه مئة، ومن صلى عليَّ مئة صلى الله بها عليه ألف».

وأشار إلى أن هذه الأحاديث تبين فضل صلاة المؤمن على رسول الله {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

وذكر أن عندنا ذكر معروف التسبيح (سبحان الله) والتحميد (الحمد لله) والتكبير (الله أكبر) والتهليل (لا إله إلا الله)، ومعروف الاستغفار،... إلى آخره، برنامج يستطيع المؤمن أن يجعل لنفسه وردًا يوميًّا من الذكر، وهذا الذكر كما يكون باللسان وله ثواب، فإنه يكون أقوى إذا كان بالقلب مع اللسان، واستحضار القلب لذكر الله سبحانه وتعالى وذكر عظمته، إذا بدأنا بالذكر والفكر فإننا نكون قد بدأنا بالنور؛ ولذلك تحدث أنوار، أنوار في القلوب، وأنوار في العقول وتتفتح هذه العقول للهداية.

مقالات مشابهة

  • خطبة الجمعة من المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما سر ثبات الأمة في أقسى الأزمات
  • خطيب المسجد النبوي: الإيمان وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة وقت الأزمات
  •   قائد الثورة: المعركة مستمرة والحضور فيها يُعبر عن الإيمان والعطاء والجهاد المقدس
  • الإيمان والعلم
  • هذه الصلاة من أبرك الأعمال وأفضلها وأكثرها نفعا بالدين والدنيا.. داوم عليها
  • جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
  • متى يبدأ تأثير سورة البقرة على قارئها؟.. علي جمعة يجيب
  • ماذا يفعل الذكر في جسم الإنسان؟.. علي جمعة يرد
  • من مأوى الإيمان إلى مضمار المجون: السعودية تحت المجهر
  • علي جمعة: قارون أعظم مثال ضربه الله للمعاندين في القرآن الكريم وكان مصيره الخسف