صدى البلد:
2024-12-23@06:20:56 GMT

3 خصال من كمال الإيمان .. علي جمعة يوضحها

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عن 3 خصال من توافرت فيه فقد استكمل إيمانه، نرصدها في التقرير التالي. 

من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان

واستدل علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بما رواه عبد الله بن محمد البَلَوِي قال: كنت أنا وعمر بن نُبَاتَة جلوسًا نتذاكر العُبَّاد والزهاد، فقال لي عمر: ما رأيت أورع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه؛ خرجت أنا وهو والحارث بن لَبِيد إلى الصفا، وكان الحارث تلميذ الصالح المُرِّي فافتتح يقرأ وكان حسن الصوت فقرأ هذه الآية: {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} فرأيت الشافعي رحمه الله وقد تغير لونه، واقشعر جلده واضطرب اضطرابًا شديدًا وخَرَّ مغشيًّا عليه، فلما أفاق جعل يقول: أعوذ بك من مقام الكاذبين، وإعراض الغافلين، اللهم لك خضعت قلوب العارفين، وذَلَّت لك رقاب المشتاقين، إلهي: هَبْ لي جُودك، وجللني بسترك ،واعف عن تقصيري بكرم وجهك.

 

قال: ثم مشى وانصرفنا، فلما دخلت بغداد وكان هو بالعراق فقعدت على الشط أتوضأ للصلاة إذ مر بي رجل فقال لي: يا غلام أحسن وضوءك أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة. فالْتَفَتّ فإذا أنا برجل يَتْبَعه جماعة فأسرعت في وضوئي وجعلت أقفو أثره، فالتفت إلي فقال: هل لك من حاجة؟ فقلت: نعم تعلمني مما علمك الله شيئًا. فقال لي: اعلم أن من صَدَق الله نجا، ومن أشفق على دينه سلم من الرَّدَى، ومن زهد في الدنيا قَرَّت عيناه مما يراه من ثواب الله تعالى غدًا، أفلا أزيدك؟ قلت: نعم. 

علي جمعة يكشف عن مفهوم الأمة في الإسلام المرء على دين خليله.. علي جمعة يحذر من مصاحبة رفقاء السوء

قال: من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان: من أمر بالمعروف وائتمر، ونهى عن المنكر وانتهى، وحافظ على حدود الله تعالى. ألا أزيدك؟ قلت: بلى. فقال: كن في الدنيا زاهدًا وفي الآخرة راغبًا، واصدق الله تعالى في جميع أمورك تنج مع الناجين. ثم مضى . فسألت من هذا؟ فقالوا: هو الشافعي.

فانظر إلى سقوطه مغشيًّا عليه، ثم إلى وعظه، كيف يدل ذلك على زهده وغاية خوفه؛ ولا يحصل هذا الخوف والزهد إلا من معرفة الله عز وجل، فإنه {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} .

وأكد علي جمعة أن الشافعي أسَّس الأسس وأصَّل الأصول، ولذلك كانت مِنّته على كل من كَتَب بعد ذلك إلى يوم الدين، وألَّف الرسالة وجمع فيها مفاتيح الفقه والتفسير، بل واللغة، وكان قد فتح الله عليه في الربط بين كل هذه العلوم، تعلَّم اللغة في البادية حتى قرأ أشعار الهُذيليين، وكان الأصمعي على جلالة قدره في اللغة يُصحح أشعار الهذيليين وهي صعبة جدًّا على الشافعي. بلغ الغاية في الحفظ وفي الإتقان وفي تلقي القرآن، حتى في حِفظ الحديث فانبهر به الإمام مالك؛ ومالك هو أستاذ الأساتذة، وقد شهد له سبعون إمامًا من أئمة المدينة المنورة.

واختتم علي جمعة: إذا اطلعت على كلام هؤلاء الأئمة وعلى تراكيبهم، وعلى تقواهم، وعلى إخلاصهم، وعلى إدراكهم للكتاب والسنة، وللغة العرب، ولمقتضيات المصلحة، والمقاصد، والمآلات التي يؤول إليها الحال؛ لعرفت أن الله سبحانه وتعالى جعلهم أسبابًا لحفظ هذا الدين {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فحَفِظ الله هذا الدين بأولئك الأئمة، نوَّر قلوبهم، وطهَّر أرواحهم، وفتح عقولهم، وجعلهم على هذه الدرجة العالية من الخُلُق الكريم ومن العلم العظيم.

وشدد علي جمعة: هؤلاء العلماء بَنوا، وبنوا بناءً مركبًا عميقًا حتى ظهرت النابتة، فكُّوا ما ركَّبوه، وسطَّحوا ما عمّقوه، وألغوا ما قرروه، وتجرأوا عليهم بما يجعلنا نقول : حسبنا الله ونعم الوكيل، سيغنينا الله من فضله ورسوله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء علی جمعة

إقرأ أيضاً:

كيف نثبت على الحق في زمن الاختلاط وندعو للسلام؟

في حديثه عن التحديات التي يمر بها المجتمع المسلم في زمننا هذا، دعا الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، إلى ضرورة تصحيح المفاهيم الدينية في وقت تكثر فيه الفتن والتحديات في هذه الأيام.

 

 يقول جمعة، نواجه اختلاطاً في الأوراق يراه البعض فوضى فكرية؛ حيث يُسمي البعض المنكر معروفًا والمعروف منكرًا، في مشهد يعكس ضياع البوصلة الأخلاقية والدينية في عالمنا المعاصر.

وأكد جمعة أن المؤمن مطالب بأن يعرف المعروف الذي حدده الله عز وجل، وأن ينكر المنكر الذي حذرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم منه. كما شدد على أهمية أن نسمي الأشياء بأسمائها، فأي محاولة لتسميتها بغير أسمائها الصحيحة قد تؤدي بالإنسان إلى الضلال.

صبر المؤمن وثباته على الحق


في هذا السياق، دعا الدكتور علي جمعة المؤمنين إلى التحلي بالصبر والثبات، مؤكداً أن الحق لا يضرنا من خالفنا عليه. وهذا التوجيه النبوي يتجسد في الحديث الصحيح الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى يوم القيامة".

هذه الطائفة التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي تلتزم بالحق وتثابر عليه مهما كانت التحديات، وهي على يقين بأن النصر في النهاية هو حليف الحق، مهما كانت الظروف أو الصعوبات.

الفرقة الناجية في زمن الفتن


دعا جمعة المسلمين إلى أن يظلوا ثابتين على الحق، مُستشهدًا بالأحداث المتتالية التي تُرشدنا إلى ما هو خير، بينما يصر البعض على السير في دروب الحرب والقتال والتعصب. هؤلاء الذين "يأبون إلا الحرب والقتال والإبادة الجماعية" حسب تعبيره، هم الذين ضلوا الطريق وأصبحوا لا يرون إلا مصالحهم الآنية أو شهواتهم العمياء. وذكر د. علي جمعة كيف أن البعض "يسمى العلم جهلاً، والحكمة تخاذلاً، والشهوة عقلاً"، في ظل هذا الاضطراب الحاصل في القيم.

الآيات التي تذكر المؤمنين وتسلّيهم


في حديثه عن التحديات الروحية التي تواجه المؤمنين، أشار د. علي جمعة إلى أن الله سبحانه وتعالى يسلي قلوب المؤمنين ويذكرهم بحقائق عظيمة في كتابه الكريم. وقد استشهد بآيات من سورة الضحى، التي نزلت لتسلّي قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتبعث الأمل في نفسه بعد ما تعرض له من أذى، مؤكداً أن هذه الآيات ليست مقتصرة على حال النبي صلى الله عليه وسلم بل تشمل أيضاً المؤمنين في جميع الأوقات.

قال  جمعة: "لقد شعرت أن هذه الآيات نزلت اليوم خصيصًا لتسلّي قلوبنا، فهي لا تتحدث فقط عن حال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل هي رسالة موجهة إلينا جميعًا. إن الله سبحانه وتعالى يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول له 'مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى'، وهذا يشير إلى أن الله لم يترك نبيه ولم يقصِّه، بل كان معه في كل لحظة".

كما أشار إلى أن الله سبحانه وتعالى في هذه السورة يدعونا إلى العناية باليتامى والسائلين، وتذكيرنا بنعم الله علينا التي يجب أن نشكره عليها في كل وقت. "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" هو توجيه لنا بأن نتذكر نعم الله وننشرها في حياتنا اليومية، وأن نكون واعين بفضل الله الذي لا يعد ولا يحصى.


وفي الختام، أكد الدكتور علي جمعة على ضرورة تصحيح المفاهيم الدينية التي اختلطت في هذا العصر. ينبغي على المؤمنين أن يكونوا على دراية تامة بأن الحق أحق أن يُتبع، وأن الانحراف عن الطريق المستقيم يؤدي إلى الضلال والضياع. وأن يتحلوا بالصبر والتمسك بالحق، لأن الله سبحانه وتعالى وعدهم بالنصر والنجاة إذا ما ثبتوا على طريقه المستقيم.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: التقوى مفتاح كل خير ومغلاق كل شر
  • 3 خصال نبوية تساهم في تحسين حياتك.. الداعية أحمد الطلحي
  • هل بر الوالدين يمحو الذنوب ولو كثيرة .. الإفتاء توضح
  • سلوك نبوي ومفتاح النجاة من المعاصي.. يكشفه علي جمعة
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • 6 مواقف بكى فيها النبي محمد .. وسبب بكائه على أُمَّتِهِ
  • كيف نثبت على الحق في زمن الاختلاط وندعو للسلام؟
  • أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر: استسلام الأمة لأقوال المنافقين بداية لانهيارها
  • التمسوا الصفاء وحلاوة الإيمان في رحاب الطبيعة البكر!
  • أبيات شعر جميلة عن يوم الجمعة