شبكة اخبار العراق:
2025-04-23@06:58:12 GMT

ما معنى اليوم التالي؟

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

ما معنى اليوم التالي؟

آخر تحديث: 31 دجنبر 2023 - 9:29 صبقلم:فاروق يوسف “ما بعد غزة. ما بعد حماس. ما بعد الحرب”، عبارات لا تضعنا في صورة الحل الذي يمكن أن ينهي مأساة شعب يتعرض للإبادة لأنه يقيم على أرضه وبشبهة انتمائه أو تأييده لحركة حماس. فكل ما يتم تداوله من اقتراحات لا يقترب من الهدف الذي ترغب إسرائيل في أن يكون بعيدا.ما صار معروفا أن كل التفاهمات الممكنة والمستندة إلى القانون الدولي فات أوانها وصارت جزءا من الماضي.

ولكن ماضي مَن؟ الشعب الفلسطيني أم إسرائيل؟ ربما أخطأ الفلسطينيون حين انقسموا على أنفسهم، خارج وداخل منظمة التحرير الفلسطينية فتشظت الشرعية وصار الفلسطينيون كمَن يكلم نفسه أكثر مما يكلم الآخرين. ربما أيضا أفسدت العقائد قضيتهم فلم يعد في الإمكان العثور بيسر على العامل الوطني المشترك من غير الدخول في تفاصيل تصغر أمامها القضية. هناك فشل في التعاطي مع منطلقات القضية التي يتوزع الكثيرون في محاور عديدة وهم يسعون إلى تفسير ارتباطهم بها. ولكن إسرائيل من جهتها لم تسع إلى أن تضع حلا لمشكلتها. صنعت تلك المشكلة بنفسها وصارت أسيرة لها. لم تتعلم الدولة العبرية من الشعب الذي اغتصبت أرضه شيئا. فشلت كل محاولاتها في إنهاء تفكير الفلسطيني في مستقبله الوطني، على أرضه وبين شعبه. صحيح أن أكثر من سبعين سنة من اللجوء والتشرد والشتات قد أنهى أجيالا من الفلسطينيين الذين كان حلم العودة عنوان حياتهم المؤجلة، غير أن الصحيح أيضا أن ذلك الحلم لم يأفل ولم يتفتت، بل صار بمرور الزمن أكثر سطوعا وأشد قوة. لم تنجح إسرائيل في تحويل الفلسطينيين إلى نوع من الهنود الحمر، ذلك لأن الفلسطيني لم يكتف بالحد الأدنى من سبل العيش الذي تفرضه حياة اللجوء.لقد فرض الشعب الفلسطيني شخصيته على العالم من خلال هوية سياسية وثقافية واجتماعية أكثر وضوحا وتميزا من هويات شعوب لم تتعرض لما تعرض له من محن ومآس. مقاومته كانت هي الأساس وهي أيضا الطريق التي مشى عليها وصولا إلى هدفه. ولكن ألا يزال ذلك الهدف واضحا؟ في الخطوط العامة يمكن الإجابة بـ”نعم”، ولكن التفاصيل تحمل ألغاما من شأنها أن تفجر كل القناعات. فشلت إسرائيل في محاولتها محو الشخصية والهوية الفلسطينيتين، ولكنها نجحت في تمزيق المسار وتشتيت وحدة الصف وقطع الخيوط التي تصل بين الفلسطيني وقضيته في جوهرها من جهة، ومن جهة أخرى نجحت في إرباك علاقة العرب بالقضية الفلسطينية.فإذا كان بعض العرب في حاجة إلى حدود مستقرة مع الدولة العبرية فإن التطبيع معها ظل غائما وضبابيا بالنسبة إلى الكثيرين ممَن لا تشكل إسرائيل خطرا مباشرا على استقرارهم. لقد أعطى العرب إسرائيل أكثر مما تستحقه. فهي ليست دولة مركزية في الشرق الأوسط ولا تملك مشروعا لبناء علاقات إيجابية مع محيطها وهي أخيرا غير راغبة في إقامة سلام عادل يستند إلى القانون الدولي الذي لم تنفذ فقرة منه.لا تزال إسرائيل دولة عدوانية توسعية، يشكل الاستيطان هاجسها الدائم وهي لا ترى في الفلسطينيين شعبا يستحق التفاوض. ولطالما عملت على استضعاف السلطة الفلسطينية التي قدمت الكثير من التنازلات مقابل لا شيء. في حربها الهمجية على غزة كشفت إسرائيل عن مضيها في مشروعها العدواني القائم على نظرتها غير الإنسانية للشعب الفلسطيني. صار واضحا أن جنونها الذي اشتعل بعد ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي ليس رد فعل مؤقتا بل هو برنامج وجد له مناسبة لإعادة التحديث من خلال حرب لا نهاية لها إلا حين يحين موعد اليوم التالي. واليوم التالي هو فكرة إسرائيلية لا تنطوي فقط على التخلص مما يُسمى بـ”شرور حماس” بل وأيضا من التربية الوطنية الفلسطينية التي تحث على أن فلسطين وطن قائم وأن دولة فلسطينية ينبغي أن تحل بحدودها المعترف بها على خرائط العالم.ما يفكر به بنيامين نتنياهو اليوم هو استعادة لمنهج إسرائيلي قديم أثبت الزمن خطأه. لا يمكن لإسرائيل أن تحل مشكلتها ما لم تتفهم مشكلة الفلسطينيين. ليس المطلوب منها أن تخرج الفلسطينيين من خلافاتهم غير أن في إمكانها أن تحمي نفسها من خلال عدم التدخل في شؤونهم وخلق بيئة يكون فيها الحوار معهم نافعا لها.لا ينفع إسرائيل أن تستمر في حرب إبادة؛ فاليوم التالي سيحل غير أنه سيكون أسوأ من أيامها الماضية.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

فيدان: إسرائيل تخطط لتهجير الفلسطينيين إلى دول أفريقية وآسيوية

أنقرة (زمان التركية) – اجتمع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مع نواب برلمانيين من حزب العدالة والتنمية الحاكم للنقاش حول سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن الشرق الأوسط.

وذكرت صحيفة حريات أن فيدان أوضح أن الإدارة الأمريكية تتحرك وفقا لرؤية للشرق الأوسط تتمحور حول أمن إسرائيل، وهو ما يعزز قيمة علاقات تركيا مع الدول العربية بالمنطقة.

وأفاد فيدان أن تركيا ستنوع تعاونها مع دول الخليج في مجال الصناعات الدفاعية خلال النصف الثاني من العام الجاري.

وأعلن فيدان بدء تركيا حملة دبلوماسية شاملة خلال الصيف لمواجهة الموقف الأمريكي المـتناقض بشأن العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية.

وشهد الاجتماع أيضا تناول فيدان للتطورات في قطاع غزة، حيث انتقد فيدان موقف إسرائيل الرامي لتهجير الفلسطينيين، قائلا: “لا أحد يرغب في توجيه برنامج الخروج الطوعي إلى مصر والأردن، فقد أعلنتا منذ البداية رفضهم لاستقبال أحد. أمريكا وإسرائيل اتجهتا إلى الدول الأفريقية والآسيوية وتبحث معهم استقبال الفلسطينيين. آخر معلومة في هذا الصدد جاءت من الرئيس الأندونيسي بإعلانه تواصل الأمريكيين معهم وعرضهم عليهم استقبال الفلسطينيين وتقديم مساعدات مالية إن لزم الأمر. نبحث الأمر مع الجهات المعنية كلما تلقينا هذه المقترحات. حاليا لم يتم تقديم دعم جاد، ولكن جاليا نشهد خروجا محدودا بسبب رغبة بعض الفلسطينيين في حمل جوازات سفر دول أخرى أو عدم تحملهم للوضع”.

Tags: الحرب الاسرائيلية على قطاع غزةتنظيم العمال الكردستانيهاكان فيدان

مقالات مشابهة

  • غليان ضد قيس سعيد.. الثورة الجديدة وترتيبات اليوم التالي في تونس
  • هولندا تصدّر كلابا مدربة إلى إسرائيل تستخدم في تعذيب الفلسطينيين
  • أسعار البيض تحلّق في أوروبا... من هي الدولة التي تدفع أكثر من غيرها؟
  • محلل سياسي يكشف الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب الفلسطيني
  • المؤتمر الوطني الفلسطيني يحذر من محاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • كيف تمحو إسرائيل أحلام الفلسطينيين في المنطقة «ج»؟
  • نداء الموت.. كيف تستخدم إسرائيل صوت كواد كابتر لقتل الفلسطينيين؟
  • طوفان الأقصى.. بيرل هاربر الفلسطينية التي فجّرت شرق المتوسط
  • فيدان: إسرائيل تخطط لتهجير الفلسطينيين إلى دول أفريقية وآسيوية
  • الوطني الفلسطيني: الاعتداءات التي يواجها الصحفي الفلسطيني محاولة متعمدة لإسكات صوت فلسطين