عدن الغد:
2024-07-05@22:27:02 GMT

الضالع.. فتيات بين طرقات الجهل وأرصفة الأمية "تقرير"

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

الضالع.. فتيات بين طرقات الجهل وأرصفة الأمية 'تقرير'

(عدن الغد)خاص:

تحقيق/ خديجة الجسري:

"نحن فتيات الأرياف لا حظَّ لنا في استكمال التعليم حتَّى وإن استقر الحال بنا في المدينة، سعيدة الحظّ منا هي من أكملت الصف التاسع الأساسي، والأكثر حظا هي من تستطيع إكمال المرحلة الثانوية" بهذه العبارات قالت سوسن الضالعي ذو  13 ربيعا بألم وحزن بالغان.

سوسن جمال الفتاة المتفوقة في تعليمها تؤكد إنها مقبلة على الزواج، وسوف تضطر لهذه الخطوة مع مطلع العام الجديد 2024، وهي على أعتاب الفصل الدراسي الثاني في الصف الثامن الأساسي في إحدى مدارس قرية العتبة بمحافظة الضالع.

وأصبحت نظرة المجتمع الضالعي مستقبل المرأة ليس بتعليمها ولكن المستقبل الحقيقي لأي فتاة هو زواجها وإنجابها الأطفال واعتناءها بأسرتها، لذلك الرجل هو الذي يتعلم، و الفتاة تطبخ و تعمل بالزراعة و تجمع الحطب وتجلب الماء وترعى أسرتها ، بين تلك المفردات حصروها بلا رحمة ولا قانون ولا نظرة ثاقبة نحو المستقبل الذي ينتظرها سواء الجهل والأمية ووزوجها وأولادها.

> ظاهرة خطيرة

بدورها تؤكد مدير عام دعم تعليم الفتاه بوزارة التربية والتعليم، الاستاذة رشيدة علي  جابر قائلة: "ظاهرة تسرب الفتيات أو عدم الالتحاق بالدراسة تعتبر من أهم وأخطر المشاكل التي تواجه قطاع التعليم.. ومضت تقول فهناك العديد من التحديات والمعوقات التي تواجه وتعيق التحاق الفتيات بالتعليم أو تسربهن منه وتتمثل: ضعف الوعي المجتمعي، وقلة المعلمات في المدارس خاصة في المناطق الريفية، الاختلاط بالمدارس والزواج المبكر، والفقر واستغلال الفتيات في الأعمال المنزلية، وعدم وجود بيئة مدرسية جاذبة ومناخ تعليمي مناسب، والتشتت السكاني وبُعد مواقع بعض المدارس عن سكن الفتيات، والعادات والتقاليد السلبية تجاه تعليم الفتاة، كل ذلك يلعب دورا أساسيا في عرقلة التحاق الفتيات أو تسربهن من التعليم".

> عنف اجتماعي

ومن جانبه  قال الدكتور / صلاح الحقب أخصائي اجتماعي "التسرب ينتج فتاة تصبح مع الأيام أمية أو شبه أميه، وبالتالي تكون أقرب إلى الجهل بطبيعة مسؤولياتها كأم وزوجة. وبالتأكيد التسرب لا يمكن الفتيات مستقبلا من الانخراط في العملية الإنتاجية العامة في المجتمع وذلك لعدم حصول الفتاة على القدر الكافي من التعليم والتثقيف.

ويتابع حديثه الفتاة غير المتعلمة يحد من فرصة حصولها على فرص عمل، وبهذا تكون غير مستقله مالياً، وأكثر  النساء اللواتي يتعرضن للعنف والاضطهاد الذكوري هن غير متعلمات.

> عادات وتقاليد

من جانب أخر تقول مدير تعليم الفتاة بمديرية دمت الأستاذة  أنيسة الهادي :"الكل  يدرك إن المرأة نصف المجتمع بما تلعبه من دوراً محورياً في الأسرة والمجتمع المحيط بها، مع ذلك تعاني المرأة في مجتمعنا اليمني لاسيما محافظة الضالع عدم اهتمام كامل بجوانب عدة كالتعليم، بدرجة أساسية ومن  أسباب حرمان الفتاة من حقها في التعليم.

وقالت في حديثها لــ( عدن الغد) :"العادات والتقاليد العتيقة التي ماتزال حتى اليوم تخيم على كثير من عقول أولياء أمور الفتيات، إذ أن ذهاب الفتاة إلى دور العلم وعلى وجه الخصوص مرحلتي الثانوية والجامعة يعد عيبا ويجلب الخزي والعار لأسرتها ومجتمعها خاصة المناطق الريفية.

وتضيف قائلة فالكثير من الفتيات يتسربن وفي وقت مبكر من الدراسة في الصفوف الدنيا وغالبا ما يكون في بعض المناطق الريفية التي يسيطر عليها الجهل والعادات والتقاليد التي تعطي الفتاة صفة أنها ناقصة وان مكانها البيت ثم الزواج المبكر". على حد قولها

> أسباب اقتصادية

وعلى السياق ذاته  تقول بشرى الأصبحي منسقة المشاريع في اتحاد نساء اليمن بالمركز الرئيسي :"  إن الوضع الاقتصادي( الفقر)  الزواج المبكر قد يأتي نتيجة للظروف المعيشية الصعبة وذلك للهروب من تحمل مسؤولية الفتاة ومصاريفها الدراسية مما يؤدي إلى تسربها من المدرسة وتعريضها للزواج المبكر خصوصا إذا كان عدد الأبناء كبير في البيت الواحد ، وأيضا بسبب الإغراءات المالية واعتبار الزواج صفقة رابحة.

وتواصل حديثها وتقول في كثير من الحالات، تكون الدوافع الاقتصادية وراء حرمان الفتاة اليمنية من التعليم وتسربها من المدارس. وهو السبب ذاته وراء كثير من حالات الزواج المبكر أيضًا. وتعزز الظروف التعليمية المتدهورة في اليمن من المشاكل الاقتصادية لدى الأهالي.

وفي أحصائية من وزارة التربية ؛فقد حصلت مديرية  الأزارق المرتبة الأولى في تهميش حق الفتاه في التعليم الجامعي نتيجة الفقر، ووعورة الطريق وقلة المواصلات، وشحة الإمكانيات لدى الأهالي.

مما أدى إلى حرمان الكثير من الفتيات أن تواصل تعليمها الجامعي، وقد بدا مؤخرا تسرب الكثير من الفتيات من المدارس الثانوية والأساسية، مما جعل منظمة "اليونيسف" تتدخل بعمل الكثير من الحملات لتشجيع الفتاه كي تتعلم من خلال برنامج الغذاء مقابل التعليم.

> مشاكل نفسية  متفاقمة

وعن الاثار النفسية التي تصيب الفتاة المحرومة من التعليم يقول الاخصائي النفسي د/ حافظ الحشيشي :" مشاعر النقص النفسي، و مشاعر الاغتراب النفسي داخل الاسرة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.

ويضيف وكذا مشاعر الاحباط النفسي مع مرور الوقت ، وتدني مستوى مفهوم الذات، وتدني  تقدير واحترام الذات

العدوانية والانتقام من المجتمع، وعدم القدرة على مواجهة المشاكل النفسية والاسرية والاجتماعية في المستقبل.

> تمييز بين الذكور والأناث

ومن جانبها قالت الفتاة زهراء :"تمنيت أن أكون ولدا حتى يسمح لي والدي بإكمال دراستي الجامعية، ولكن لا فائدة نحن في منطقة ليس للفتاة أن تكمل تعليمها".

النوع الاجتماعي يؤثر بشكل كبير على التربية والتعليم بسبب وجود تفاوتات بين الجنسين في الفرص والموارد التعليمية المتاحة لهم. هذا التفاوت يؤثر على الفرص التعليمية والنتائج التعليمية للفتيات بسبب الاهتمام بالذكور ع حساب الفتيات إذ يقول الأباء نحن : متحملين دراسة الولد لا داعي لدراسة البنت مصيرها الزواج .

وبشكل عام ، يعاني الفتيات من عدد من التحديات في مجال التعليم بسبب العوامل الاجتماعية والثقافية. على سبيل المثال ، قد يتعرضن لعوامل تمييز جنسي في الوصول إلى التعليم أو الاحتفال بالقيم المحددة للجنس. قد يتم تسخير الفتيات للأعمال المنزلية أو الزواج المبكر بدلاً من الذهاب إلى المدرسة.

> تداعيات

يمنح التعليم الفتاة القدرة على تحقيق توازن صحي بين الأدوار المختلفة في حياتها، ويؤدي حرمانها منه إلى تداعيات مختلفة على الفتاة نفسها والمجتمع ككل.

وترى المحامية رانيا المريسي  أن "تسرب الفتاة من التعليم أو حرمانها منه يؤدي إلى ضعف الوعي بحقوقها الأساسية وهضمها مجتمعياً". وأضافت : "عندما تتعرض الفتاة لزواج القاصرات وتترك تعليمها فهي تعاني كثيرًا. نسبة هامة من حالات الطلاق والتفكك الأسري ناتجة عن هذه الممارسات الاجتماعية المدمرة".

وتشير منظمة اليونسكو إلى أنَّ الفتيات والنساء يواجهن العديد من العوائق التي تمنعهنَّ من ممارسة حقهن في التعليم، بما في ذلك عدم المساواة بين الجنسين والممارسات التمييزية والفقر والزواج المبكر والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وتطرّق تقرير البنك الدولي إلى عواقب تسرب الفتيات من التعليم المبكرً، ووصفها بأنّها "وخيمة". ووفق تقديرات التقرير فإنّ "الخسائر في إنتاج ومكاسب الفتيات طوال حياتهن نتيجة عدم إكمالهن 12 عاما من التعليم بما يتراوح بين 15 تريليون و30 تريليون دولار على المستوى العالمي".

وعزّى التقرير ذلك إلى أنّ الحاصلات على الشهادة الثانوية يكسبن ضعف نظيراتهن اللائي لم يحصلن على أي قدر من التعليم"، ولفت إلى أنّ المكاسب التي يجنينها من التعليم الابتدائي أقل بكثير.

وحتى الآن، لا بوادر أمل تلوح في الأفق بتغير الوضع فيما يخص تعليم الفتيات خاصة في أرياف الضالع  فهناك الكثير من الأشواط الاجتماعية والتشريعية والاقتصادية التي يجب قطعها لإحقاق وترسيخ حق الفتاة في التعليم.

> حلول ومعالجات

ويقول مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الضالع   محسن الحنق في تصريحه لـ(عدن الغد):" تلعب الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني دوراً أساسياً على مستوى الأسرة للحد من ظاهرة التسرب من خلال تنظيم برامج توعية للأسرة بأهمية التعليم لأبناتهم وخلال من خلال :

مساعدة الأسر الفقيرة مادياً لتغطية النفقات الدراسية وتوفير مستلزمات التعليم لأبناتها ،وتوعية الأسرة بمخاطر الزواج المبكر لبناتهم وتفعيل القوانين التي تمنع الزواج أقل من السن المحدد، كذلك مخاطر التمييز بين أبنائهم  على أساس الجنس في مجال التعليم. ..

وأضاف  يجب على الحكومة تشجيع المبادرات المجتمعية التي تعمل ع فتح صفوف محو الأمية في المدن والأرياف،  ونزول فريق توعية للمناطق الريفية النائية للتثقيف حول أهمية تعليم الفتاة، ودعمها في هذه المناطق ليتسنى لها الالتحاق بالتعليم.

إما أبتسام مديرة الشراكة المجتمعية بوزارة التربية والتعليم  بديوان الوزارة عدن : من معالجات تسرب الفتيات من التعليم والحاقهن بالمدارس توسيع انتشار مراكز محو الأمية للمتسربين الذين ارتدوا إلى الأمية وتوفير تعليم مهني يتناسب مع قدراتهم.

وأضافت من الأهمية بمكان أن تشجع المجتمعات أسواق العمل الآمنة والمرنة والفعالة. وبخلاف اللوائح الصارمة لحماية الوظائف بالتزامن مع تدعيم أنظمة حماية الدخل، فإن توفير خدمات الوساطة للعمال والشركات يشكل عنصرا مهما لتحويل المهارات إلى وظائف وإنتاجية حقيقية للفتيات المتعلمات مما يشجع الفتيات وأسرهن بألحاقهن بالمدارس والمعاهد والجامعات.

أما تصريحات مكتب اليونيسف في اليمن قال : "اليمن بحاجة إلى سلام دائم، يجب أن يتوقف الصراع، ولكن، حتى ذلك الحين، يجب دعم التعليم، ولذلك، من المهم دعم المدارس لكي تتمكن من الاستمرار في العمل، ومن المهم دعم الأطفال والفتيات  باللوازم المدرسية حتى يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة". ويضيف المكتب بأن اليونيسف تواصل، وبكل السبل الممكنة، دعم قطاع التعليم في اليمن، بما فيها تحسين البيئة المدرسية للأطفال من خلال إعادة تأهيل المدارس، بما في ذلك مرافق المياه، والصرف الصحي، وتركيب مساحات مؤقتة للتعلم، وتوزيع المواد التعليمية، والحقائب، واللوازم، ودعم الامتحانات الوطنية، وتدريب المعلمين، إلى جانب أنشطة أخرى، بحسب تعبيرهم.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: التربیة والتعلیم الزواج المبکر تعلیم الفتاة فی التعلیم الفتیات من من التعلیم الکثیر من من خلال کثیر من

إقرأ أيضاً:

”هل أصبح التعليم في صنعاء رفاهية؟ ارتفاع جنوني لرسوم المدارس الخاصة”

”هل أصبح التعليم في صنعاء رفاهية؟ ارتفاع جنوني لرسوم المدارس الخاصة”

مقالات مشابهة

  • برامج تعليمية وتثقيفية لـ1300 دارس ودارسة في حملتي محو الأمية بتعليم جازان
  • 1300 دارس ودارسة يبدؤون رحلة التعلم.. قصص ملهمة بحملتي التوعية ومحو الأمية في جازان
  • ”هل أصبح التعليم في صنعاء رفاهية؟ ارتفاع جنوني لرسوم المدارس الخاصة”
  • مواطنة روسية تتفاجأ بزواجها من شاب مصري دون علمها
  • هيئة الشارقة للتعليم الخاص تعزز المعايير التعليمية عبر برنامج التطوير المهني
  • تقرير: الطلاب السودانيين في مصر.. قلق وخوف من المستقبل
  • الخيانة والعناد.. تقرير يرصد أسباب الطلاق في السنوات الخمس الأولى من الزواج بالعالم العربي
  • رسائل أولياء الأمور لوزير التعليم.. صعوبة المناهج و5 طلبات للتطوير
  • من اليابان يأتي العجب .. فتيات يتزوجن أنفسهن 
  • تقرير الجامعة العربية يبحث مسببات التفكك المبكر للزواج