الإشادة وحدها لا تكفى بالمواقف الأكثر نبلاً وشجاعة التى تتخذها جنوب إفريقيا منذ اندلاع العدوان الهمجى الإسرائيلى على غزة، وكان أحدثها رفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية واتهام إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
لم تخضع جنوب إفريقيا للضغوط الغربية لتصمت أو تخفف من حدة إدانتها وتحركاتها. نحن في حاجة لفهم الأسباب التى جعلتها تقف وحيدة تقريبا فى هذه المكانة التى سيخلدها التاريخ.
فلسطين بالنسبة لغالبية الأفارقة السود بجنوب إفريقيا نسخة مكررة من بلدهم خلال حكم البيض فى الفترة من 1948 حتى 1994، والذى كان أساسه الفصل العنصرى والقمع وانتهاك أبسط القيم الإنسانية. كل فلسطينى يسقط شهيداً يذكّرهم بقتل آلاف الشبان على أيدى البوليس العنصرى، السجن والتعذيب والعقاب الجماعى، ومعاملة البشر كحيوانات، أساليب مشتركة بين جندى الاحتلال الإسرائيلى والشرطى الأبيض.
المفارقة أن الغرب وقف إلى جانب الحكومة العنصرية، تماماً كما يساند الآن حكومة الاحتلال. لم تجد حركة المقاومة التى قادها المؤتمر الوطنى الإفريقى من يدعمها سوى شعوب العالم الثالث، مثل مصر الستينيات، وكوبا، والصين. ولذلك عندما انتقد الإعلام الغربى مواصلة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا علاقاته الوثيقة بالراحلين ياسر عرفات، والقذافى، وكاسترو، رد عليهم بأنه فى الوقت الذى كان هؤلاء الزعماء يدعموننا، احتضن الغرب الحكومة العنصرية ومنع إدانتها أو عزلتها.
جنوب إفريقيا الراهنة تسير على نفس المبدأ. الرئيس سيريل رامافوزا وصف افعال إسرائيل بجرائم حرب ترقى لمستوى الإبادة الجماعية. البرلمان قرر بالإجماع فى نوفمبر الماضى إغلاق السفارة الإسرائيلية. الوزير بالقصر الرئاسى خومبودزو نتشافينى طالب المحكمة الجنائية الدولية باعتقال القادة الإسرائيليين المسؤولين عما يجرى بمن فيهم نتانياهو.
جنوب إفريقيا إدراكاً منها أن القضية قد تستغرق سنوات، طالبت محكمة العدل بإصدار قرار مؤقت بوقف القتال. ورغم أن المحكمة أصدرت قراراً بوقف الحرب الأوكرانية الروسية لم تلتزم به موسكو ،إلا أن التأثير المعنوى لاتهام إسرائيل رسمياً بالإبادة الجماعية مهم للغاية. ومن هنا، رفض إسرائيل الغاضب للقضية. نتمنى أن تكون هناك مواقف عربية وعالمية أخرى تقتدى بما فعلته جنوب إفريقيا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة جنوب إفريقيا جنوب إفریقیا
إقرأ أيضاً:
جنود الاحتلال يقتلون طفلا في الخليل جنوب الضفة الغربية
كما قال والد الطفل إن "جنديا إسرائيليا يتحدث العربية سخر مني مدعيا أنه أطلق النار على ابني بلا سبب".
1/3/2025