سوريا.. إيران ركزت في 2023 على الانتشار بالجنوب بمحاذاة الجولان والأردن
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
ركزت إيران في العام 2023 على زيادة نفوذها في الجنوب السوري بمحاذاة الحدود مع الأردن والجولان السوري المحتل، مستغلة ضعف الوجود الروسي أو انكماشه في هذه المنطقة الاستراتيجية من سوريا.
وبدأت إيران بنشر ميليشيات تابعة لها قبل بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، لكن مع تواصل الحرب سرعت إيران من وتيرة انتشار ميليشياتها و"حزب الله" اللبناني.
وينص اتفاق "تسوية الجنوب" الذي رعته وضمنته روسيا في العام 2018 بين فصائل المعارضة والنظام، على إبعاد الميليشيات الإيرانية مسافة تزيد عن 50 كيلو متراً عن الحدود، غير أنه وفق مركز "جسور للدراسات"، لا تمارس روسيا أي ضغوط حقيقية على إيران لتقليص نفوذها في الجنوب.
ورأى المركز في دراسة نشرها في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أن تجنُّب موسكو لممارسة ضغط على طهران هو "أمر مقصود" نظراً لتدهور علاقة روسيا مع "إسرائيل" وتراجع التنسيق بينهما في سوريا، مقابل تعزيز العلاقة بين موسكو وطهران بعد أن قامت الأخيرة بدعم الجانب الروسي بالأسلحة وخاصة الطائرات المسيرة في حربها على أوكرانيا.
إيران تكثف وجودها في الجنوب
ومقابل وجود 9 مواقع عسكرية روسية في الجنوب السوري، أسست إيران 82 موقعاً تتنشر بها قوات من الحرس الثوري و"حزب الله".
ويقول مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبدالله الأسعد، إن الهيكلية العسكرية في الجنوب السوري لم تتغير على الصعيد الشكلي، فلا زالت قوات النظام تنتشر في مواقع محددة ولا يسمح لها بالانتشار داخل القرى والمدن.
وأضاف لـ"عربي21" أن الذي تغير على الأرض هو زيادة وجود الميليشيات الإيرانية والخلايا التابعة لإيران، المسؤولة عن عمليات تهريب السلاح والمخدرات إلى الأردن.
ويتابع الأسعد، أن خلايا إيران أسست ما يشبه القواعد الثابتة على مقربة من الحدود الأردنية في منطقة نصيب الحدودية ومزارع السويداء وغيرها لتهريب السلاح والمخدرات نحو الأردن.
كما أكد الخبير العسكري أن بعض المناطق الحدودية صارت تعج بالإيرانيين و"الفرقة الرابعة" التي يتتبع للنفوذ الإيراني، معتبراً أن "وجود إيران في الجنوب السوري تبلور في العام 2023".
ويتفق مع الأسعد، المتحدث باسم "تجمع أحرار حوران" أيمن أبو نقطة، الذي يؤكد لـ"عربي21" أن شكل النفوذ العسكري في الجنوب السوري لم يتغير على الصعيد الإداري، مستدركاً: "لكن شاهدنا زيادة ملحوظة للوجود الإيراني".
وتابع: "كذلك النظام اتجه نحو خلق مجموعات محلية تابعة له، للقيام بالتعاون مع الميليشيات الإيرانية بمهام تهريب السلاح والمخدرات نحو الأردن".
ولفت أبو نقطة إلى توجه إيران أيضاً نحو استقطاب المجموعات المحلية في الجنوب السوري، معتبراً أن "إيران تسعى إلى خلق ورقة ضغط على الأطراف الإقليمية من خلال تمركزها في الجنوب السوري".
قلق أردني
وتصاعدت الشكاوى الأردنية مؤخراً من زيادة الوجود الإيراني في الجنوب السوري، وتقول الصحفية الأردنية المختصة بالشأن السوري هديل الروابدة، إن الأردن تتعامل بحزم على حدودها الشمالية منذ العام ٢٠١٨ بعد أن قامت الميليشيات الإيرانية بملء الفراغ الروسي.
وأضافت لـ"عربي21" أن مرد القلق الأردني هو تسرب المخدرات أو الأسلحة من سوريا، وتؤكد أن "القوات المسلحة الأردنية تطبق قواعد الاشتباك ضد أي أهداف تقترب من الحدود، وبالتوازي بدأت منذ أيام بتنظيف الداخل من المتواطئين مع عصابات الخارج".
وبحسب الروابدة، ليس لدى الأردن أي مخاوف من الخطر الطائفي، مشيرة إلى تحذير العاهل الأردني عبد الله الثاني منذ العام ٢٠٠٤ من الهلال الشيعي السياسي، وتقول: "بالعموم هناك وعي أردني سياسي وشعبي للبعد المذهبي، وخاصة في ظل ما شهدناه من دمار في سوريا والعراق واليمن ولبنان بعد دخول إيران إلى تلك الدول"، وثانيا لتماسك النسيج الأردني.
وحول ردود فعل الأردن على زيادة التموضع الإيراني، تقول الروابدة إن "الأردن ستعمل بالوسائل السياسية أولا مع الدول التي تشترك معنا في حذرها من إيران وهي مصر والسعودية ودول الخليج، وكذلك بالوسائل العسكرية حيث ستقوم القوات المسلحة بما يلزم للدفاع عن الوطن بالتدرج المناسب".
والواضح من وجهة نظر بعض المراقبين، أن العدوان على غزة قد خلق الفرصة أمام إيران لزيادة انتشارها في الجنوب السوري، وخاصة في ظل عدم اعتراض روسيا على ذلك.
في المقابل، تفسر مصادر أخرى زيادة الانتشار العسكري الإيراني في الجنوب السوري إلى تحضر طهران لتوسع العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة، نحو جبهات لبنان وسوريا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية إيران سوريا إيران سوريا الاردن المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المیلیشیات الإیرانیة فی الجنوب السوری
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية إيران: الجيش السوري انتهى
سرايا - أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن “ما حدث في سوريا يأتي في إطار مشروع ضخم تخطط له أمريكا وإسرائيل للقضاء على أي مقاومة ضد إسرائيل”، معربا عن قلقه من تحول سوريا لدولة تعمها الفوضى.
وقال عراقجي، في لقاء تلفزيوني، إن “طهران لا تفرض أي قرارات على محور المقاومة ولا تسعى للتدخل في الشأن السوري”، مؤكدا أن “قرار وجودها هناك كان بدعوة من نظام بشار الأسد لمكافحة الجماعات المسلحة”.
وأضاف: “الجيش السوري انتهى والدفاعات السورية انهارت”، نافيا تقديم مساعدات عسكرية لبشار الأسد في الأيام الأخيرة، حتى بعد تقهقر الجيش أمام الفصائل المسلحة.
وأوضح أن “الجيش السوري هو الذي قرر الانسحاب من أمام الفصائل المسلحة ولم تقم طهران بأي فعل بديلا عن الجيش السوري”، مشيرا إلى أن إيران بذلت جهودا فيما يخص العملية السياسية والإصلاحات في سوريا.
وقال عراقجي: إن “العقوبات التي فرضتها أمريكا منذ سنوات على سوريا كانت أحد أسباب انهيار الجيش، بعدما أنهكت البلاد واقتصادها تماما مع عجز الحكومة في دمشق عن الالتفاف على هذه العقوبات والتصدي لها ومقاومتها من خلال قدراتها.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرمسلحون ينتمون إلى “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا والمحظورة في روسيا ودول عدة) على مبنى التلفزيون السوري الرسمي في العاصمة دمشق، وأعلنوا سيطرة الهيئة على البلاد، وسقوط حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وقررت المعارضة المسلحة تكليف محمد البشير، بتشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية حتى مارس/ آذار 2025. وكان البشير يرأس “حكومة الإنقاذ”، التي أسستها المعارضة في محافظة إدلب السورية، منذ يناير/ كانون الثاني 2024.
إقرأ أيضاً : نار الخلافات تشتعل داخل “فتح” بسبب الأجهزة الأمنية .. الأوضاع تشتعل والانهيار يقترب وحالة الغضب تتصاعد في الضفةإقرأ أيضاً : عين محافظاً لحلب .. من هو عزام غريب قائد الجبهة الشامية؟إقرأ أيضاً : تفاصيل جديدة عن عملية الدهس في ألمانيا
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#ألمانيا#إيران#أمريكا#سوريا#الحكومة#الثاني#محمد#الرئيس
طباعة المشاهدات: 1912
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 21-12-2024 03:18 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...