عمّان- أثارت صورٌ حديثة نشرتها مصادر عبرية لخضروات أردنية المنشأ في الأسواق الإسرائيلية، موجة من الاستهجان في الشارع الأردني، حيث ظهرت على بعض الأصناف كالخيار والكوسا ملصقات تشير لشركات أردنية محلية، موجودة في العاصمة عمّان ومنطقة الأغوار الحدودية.

وكرد فعل على ذلك، احتشد المئات في مدينة إربد شمال المملكة، على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود، منددين بتصدير الخضروات الأردنية للسوق الإسرائيلية، وطالبوا الحكومة باتخاذ قرار واضح لمنع ذلك.

المتظاهرون اجتمعوا في الطريق المؤدي للحدود مطالبين بوقف التطبيع الاقتصادي (الجزيرة)  "أوقفوا التطبيع"

خلال وقفة دعا لها "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن"، قال أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة "جئنا قريبا من معبر الشيخ حسين لنقول إننا نرفض كل علاقة سياسية واقتصادية مع الاحتلال".

وأضاف العضايلة "من العار أن يستمر المعبر بإدخال الطعام للكيان، في الوقت الذي يُحاصر فيه شعبنا وتستمر المجازر في قطاع غزة، ولا يجوز أن نكون جزءًا من سد حاجة العدو الذي يعاني من نقص الأيدي العاملة وأزمات الاستيراد، بفعل منع حركة الملاحة في البحر الأحمر".

وشهد محيط السفارة الإسرائيلية في عمّان اعتصاما الخميس، طالب المحتجون فيه الحكومة الأردنية بالتوقف عن السماح بتصدير البضائع للجانب الإسرائيلي، وهتفوا "الخضرة طلعت من عمّان.. فكرنا أرسلتوها لغزة.. طلعت (تبين أنها) دعم للكيان".

وتزامنا مع مسيرة في العاصمة عمّان الجمعة باتجاه رئاسة الوزراء، انطلقت مسيرات في عدة مدن أردنية أخرى، حملت شعارا موحدا "أوقفوا التطبيع وادعموا المقاومة"، حيث طالب المشاركون الحكومة بقطع كافة العلاقات والاتفاقيات الاقتصادية مع إسرائيل، ولا سيما صفقة الغاز وعمليات التصدير والاستيراد، وحمّلتها مسؤولية ذلك.

الرد.. "ليست من اختصاصنا"

قال الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين للجزيرة نت إن "مسألة منع تصدير البضائع ليست من اختصاص الحكومة، فهي لا تستطيع إيقاف نشاط أي تاجر"، مشيرا إلى أن الحدود ليست مغلقة والوزارة لا تمارس الرقابة.

وأضاف مبيضين "كما أن المقاطعة خيار فردي لا نجبر الناس على إيقافه، فكذا هو الحال في هذه المسألة، حيث لا نستطيع منع التاجر، ويمكن له أن يقاضي الحكومة إذا أقدمت على منعه".

بعد صدور قانون جديد في الكيان يلزم الباعة بعرض بلد المنشأ انكشفت عورات تجارنا "الكرام"
الآن دور عائلاتهم وعشائرهم وعموم المواطنين لتكريمهم وشكرهم على هذا الموقف الوطني الشجاع… https://t.co/dfuDDw0FH2

— سلطان العجلوني (@AjloniSultan) December 27, 2023

"ملتزمون بعدم التصدير"

من جانبه، قال مدير عام الجمعية الأردنية لمصدري ومنتجي الخضار والفواكه عبد الله الزبن للجزيرة نت إن جمعيته "تستنكر قيام شركة يملكها أحد أعضاء الهيئة العامة للجمعية بتصدير الخضار للكيان الصهيوني، وسيتم العمل على فصله من الجمعية حكما".

وأضاف الزبن "نؤكد أن أعضاء الجمعية ملتزمون بعدم تصدير المنتجات الزراعية إلى الكيان الصهيوني، وأنها كانت وما زالت وستبقى ثابتة على موقفها تجاه القضية الفلسطينية".

أما مدير عام اتحاد المزارعين الأردنيين محمود العوران فقال للجزيرة نت إنه "ليس هناك تطبيع بين المزارعين في الأردن مع الاحتلال، ومن غير المعقول أن يقوم التاجر الأردني بتصدير محاصيله للكيان الإسرائيلي".

وأشار مدير اتحاد المزارعين إلى أن الاتحاد طلب من أعضائه قطع العلاقة نهائيا مع الجانب الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة، "لكن ما يحصل هو أن بعض التجار في الأراضي المحتلة والضفة الغربية يأتون إلى أسواق الجملة المركزية، ويشترون بضائع يدخل بعضها للسوق الإسرائيلية دون علم من التاجر".

وأضاف العوران أن "هناك حالات فردية من بعض تجار الداخل المحتل، حيث يحصل بعضهم على المحاصيل من المزارع الأردني ثم يقوم ببيعها للكيان"، مشيرا إلى أنه "لا سلطة للمزارع على المنتج بعد أن يتم بيعه".

ودفع هذا الأمر حملة "قاطع" للقول إن "تبرئة التاجر عبر القول إنه يبيع لتجار من الداخل المحتل هو تبرير واهٍ، حيث من الطبيعي أن يكون واضحا للتاجر والمزارع من سيبيع، وأين ستؤول تلك المنتجات، ويجب عليه أن يتحرى ذلك"، وفقا للحملة.

وشهدت الأسواق الأردنية ارتفاعا في أسعار الخضروات، حيث وصل سعر كيلو الخيار على سبيل المثال حاجز الدينار (1.40 دولار)، وهو ما عزاه مواطنون إلى تصدير كميات من الخضروات إلى الجانب الإسرائيلي، فيما قالت الحكومة إن ذلك يعود لتفاوت الأسعار في بيع التجزئة، وقال اتحاد المزارعين إن "السبب يعود للأحوال الجوية، وخاصة تدنّي درجات الحرارة، ما أدى لخفض الإنتاج، إضافة للتأثير على الكميات المنتجة من البيوت البلاستيكية".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

قيادات حزبية أردنية: مواقف الرئيس السيسي والملك عبدالله حائط صد ضد تهجير الفلسطينيين

أكدت قيادات حزبية أردنية أن مواقف الرئيس عبدالفتاح السيسى والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى حائط الصد ضد كل الاقتراحات ومحاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن، التى ما زالت تتردد منذ اليوم الأول للحرب على غزة حتى اللحظة رغم قرار وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الرئيس السيسى والعاهل الأردنى أول من رفض هذه المحاولات مع بداية الحرب الإسرائيلية على غزة فى 7 أكتوبر 2023.

وقالت القيادات، فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الرئيس السيسى كان واضحاً، خلال تصريحاته مع رئيس كينيا، بأن تهجير الفلسطينيين ظلم كبير لهم ولقضيتهم العادلة وحقوقهم المشروعة، والعاهل الأردنى أكد لكل مسئولى الاتحاد الأوروبى، خلال زيارته لبلجيكا الأربعاء الماضى، موقف الأردن الراسخ الرافض لفكرة التهجير والوطن البديل للفلسطينيين.

«العبادى»: موقف «القاهرة وعمان» حاسم وغير قابل للنقاش

وأوضح الدكتور فوزان العبادى، أمين عام حزب النهج الجديد الأردنى، أنه عقب تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن اقتراحه بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، قدمت القاهرة وعمان موقفهما بمنتهى الحزم بخصوص التهجير القسرى للغزيين بالرفض القاطع غير المحتمل للنقاش، مشيراً إلى أن العاهل الأردنى أعلنها بكل صراحة ووضوح فى أكثر من محفل أن «الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين».

وقال «العبادى» إن «تصريحات الملك عبدالله الثانى كانت عنوان التصريحات الأردنية على مختلف المؤسسات والهيئات والوزارات الأردنية، والموقف الأردنى ثابت وراسخ ولا يمكن أن تحيد عنه المملكة كما أكد العاهل الأردنى فى زيارته الأخيرة للاتحاد الأوروبى».

توافق «مصري - أردني» على رفض تصفية القضية

وأشار إلى أن الموقف المصرى متطابق مع الموقف الأردنى ولا يوجد أى تغيير فيه منذ اليوم الأول وحتى اللحظة، حيث أكد الرئيس السيسى أن تهجير الفلسطينيين لن يُقبل به تحت أى ضغوط، وبيان وزارة الخارجية المصرية أكد استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطينى على أرضه، وتمسكه بحقوقه المشروعة فى أرضه ووطنه، ليحبط بذلك تصفية القضية الفلسطينية.

«الرجوب»: مطلوب التسوية على أساس حل الدولتين

وأكد أمين عام حزب الأنصار الأردنى عونى الرجوب أن كل المحاولات والاقتراحات بشأن تهجير الفلسطينيين، سواء من غزة أو الضفة الغربية، ستفشل نظراً لقوة الرفض المصرى الأردنى المشترك، والشعب الفلسطينى نفسه رد على هذه الاقتراحات والمحاولات عبر طوفانه البشرى خلال مشاهد العودة إلى شمال غزة.

وأضاف «الرجوب» أن الموقف المصرى الأردنى لم ولن يتغير منذ بداية الحديث عن تهجير الفلسطينيين، وهو الرفض القاطع، منعاً لتصفية القضية الفلسطينية وإيماناً بأن الشعب الفلسطينى لديه حقوقه المشروعة، وهى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية، والقاهرة وعمان لديهما الإصرار بدفع عملية السلام مرة أخرى من أجل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة.

وأشار إلى أنّ صلابة وقوة الموقف المصرى الأردنى وصمود الشعب الفلسطينى ضد آلة الحرب الإسرائيلية ومشهد عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة الذى تم بثه على كافة وسائل الإعلام العالمية يمثل رسالة قوية للعالم أجمع، ولمن يتحدث ويقترح تهجير الفلسطينيين، أن الأمر بالفعل خط أحمر للقاهرة وعمان.

وأوضح عبدالله حسان الفاعورى، القيادى بحزب المستقبل والحياة الأردنى، أن القاهرة وعمان لديهما دور تاريخى مع القضية الفلسطينية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، مؤكداً أن مصر والأردن لن يسمحا بالتهجير على حساب القضية الفلسطينية، ورسالتهما دائماً للشعب الفلسطينى أن يتمسك بأرضه ووطنه.

وشدد على ضرورة أن تتبنى الولايات المتحدة موقفاً متوازناً وعادلاً يؤهلها للقيام بدور الوسيط غير المنحاز الضامن لاتفاقيات السلام، مطالباً الإدارة الأمريكية الجديدة بأن تضع خارطة طريق تحقق السلام العادل والشامل والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة بأسرها.

مقالات مشابهة

  • باحث في الشؤون الإسرائيلية: الولايات المتحدة غطت العجز الاقتصادي لتل أبيب
  • مظاهرات في ألمانيا تطالب الحكومة بوقف تمويل إسرائيل بالسلاح
  • مشاورات مصرية أردنية في القاهرة حول غزة
  • أستاذ علوم سياسية: الحكومة الإسرائيلية مارست كل أنواع الكذب والتضليل
  • اعتداء 7 فتيات مدمنات على أسرة أردنية بسبب "فسخ الخطوبة"
  • مذكرة من “العمل الإسلامي” تطالب الحكومة بوقف التضييقيات الأمنية بحق كوادر الحزب
  • خطوة جبارة ومرعبة للكيان الإسرائيلي ..9 دول تعلن عن تشكيل تكتلا لدعم إقامة دولة فلسطينية
  • قيادات حزبية أردنية: مواقف الرئيس السيسي والملك عبدالله حائط صد ضد تهجير الفلسطينيين
  • احتمال تبكير الانتخابات - هذا ما سيحسم مصير الحكومة الإسرائيلية الحالية
  • الحكومة الأردنية ترفع أسعار البنزين بأنواعه والسولار