الخليج الجديد:
2025-01-28@02:28:23 GMT

على فوّهة الانفجار القادم

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

على فوّهة الانفجار القادم

على فوّهة "الانفجار القادم"

ستدفع المجتمعات العربية ثمناً كبيراً لحالة الضعف والهشاشة في الأنظمة العربية والسياسات العربية!

ماذا تبقّى لدى الأنظمة العربية لتقدّمه للشعوب العربية من حجج ودعاوى في الظروف الراهنة؟

ما لم تكن هنالك نقطة تحول وتغيير في المسار والمقاربات الراهنة Paradigm Shift فإنّ الانفجارات قادمة.

انظروا كم دولة عربية تمرّ بتفكك وانهيار سياسي وجغرافي وطائفي حولنا وأخرى أمام مشكلات داخلية مستعصية سياسياً واقتصادياً، وأزمات متدحرجة.

يأتي "طوفان الأقصى" ليجذّر الأزمات الداخلية بعد أداء مخيّب ومهزوز للنظم والحكومات، وشعور الشارع العربي بخذلان المواطنة وعدم فعالية السياسات العربية.

تستعر أزمة الشرعية السياسية مع لهيب مشكلات اقتصادية وارتفاعات قياسية في معدلات البطالة والفجوة الطبقية والفساد السياسي وعدم الرضى عن الأوضاع العامة.

مصلحة المجتمعات والأنظمة مراجعة "العقد الاجتماعي" المختلّ ومصالحاتٍ وطنية عميقة، ومشروعاتٍ قابلة للتعامل مع التحدّيات والاستحقاقات ومصادر التهديد المستقبلية.

ماذا تبقّى من شرعية سياسية لتتمسّك بها غير التخويف والقمع، وهي شرعية سطحية هشّة، سرعان ما تتفكّك أمام أي احتجاجاتٍ كبيرة، مع غياب رسالة سياسية قادرة على إعادة إنتاج موقف شعبي مؤيد.

* * *

لن تقف امتدادات زلزال "طوفان الأقصى" وما بعده عند حدود المعركة العسكرية في قطاع غزّة، وحرب الإبادة العنصرية الإسرائيلية، ولا حتى أمام امتدادات الصراع الثانوية، وربما الرئيسية، لأنّ العالم العربي بمجمله مرشّح بعد هذه الحرب أن يشهد نتائج كبيرة على صعيد المعادلات الداخلية، وفي علاقاته الخارجية!

من المعروف أنّ الدول والمجتمعات العربية، في الأغلب الأعم، تعاني اليوم من ظروف داخلية صعبة، في مقدّمتها أزمة الشرعية السياسية والفجوة بين الأنظمة العربية والشارع، خصوصا جيل الشباب المحبَط.

وهي أزمة تستعر مع لهيب المشكلات الاقتصادية التي تسكن في هذه المجتمعات، مع ارتفاعات قياسية في معدلات البطالة والفجوة الطبقية والشعور بالفساد السياسي وعدم الرضى المجمل عن الأوضاع العامة.

فيما يأتي "طوفان الأقصى" ليجذّر هذه الأزمات الداخلية، بعد الأداء المخيّب والمهزوز والضعيف لهذه النظم والحكومات، والشعور لدى الشارع العربي بخذلان المواطنة، وبعدم فعالية السياسات العربية التي طالما كانت توظّف قضية فلسطين والعدو الخارجي لتخفيف الاستحقاقات الداخلية، وإذا بها اليوم مكشوفة تماماً أمام الأزمات الداخلية وحالة الضعف الكبيرة الموجودة.

ماذا تبقّى للأنظمة لتقدّمه للشعوب العربية من حجج ودعاوى في الظروف الراهنة؟ ماذا تبقّى من شرعية سياسية لتتمسّك بها غير التخويف والقمع، وهذه شرعية سطحية هشّة، سرعان ما تتفكّك أمام أي احتجاجاتٍ كبيرة، خاصة مع غياب الرسالة السياسية القادرة على أن تعيد إنتاج أي موقف شعبي مؤيد.

يضاف إلى تلك الأزمة حالة إعادة التموضع لدى غالبية الحركات الإسلامية التي خرجت بخسائر كبيرة، أمنياً وشعبياً وداخلياً، منذ الربيع العربي، فهي اليوم في مرحلة جديدة.

خاصة بعدما وقعت الإدارة الأميركية في فخّ الدعاية الصهيونية بدعشنة حركة حماس التي تتمتّع بشعبية كبيرة في الشارع العربي، ولديها شبكة كبيرة من العلاقات الأيديولوجية والتنظيمية مع الحركات الإسلامية، وجمهور العالم الإسلامي عموماً، ما سيولّد سردية جديدة لدى هذه الحركات وجماهيرها في مرحلة جديدة تجمع بين السياسات الأميركية الموالية لإسرائيل من جهة والضعف أو التواطؤ الرسمي العربي من جهة ثانية، ويتزاوج ذلك مع حالة الغضب الشعبي، ومثل هذا "المركّب" من المتغيّرات المترادفة معاً سيؤدّي إلى إنتاج صراع شديد أكثر شراسة من المراحل السابقة.

بالضرورة، ليس هذا ما نأمله، على النقيض من ذلك، مصلحة المجتمعات والأنظمة العربية جميعاً مراجعة "العقد الاجتماعي" القائم الحالي المختلّ، والقيام بمصالحاتٍ وطنية عميقة، وتدشين مشروعاتٍ قابلة للتعامل مع التحدّيات والاستحقاقات ومصادر التهديد المستقبلية.

لكن المؤشّرات لا تشي بذلك ألبتّة، بل هنالك حالة من التحفّز والصدع الداخلي في مجتمعاتٍ كثيرة، وبطء (وربما عجز) في التعلم لدى هذه الأنظمة في فهم حركة التاريخ والجماهير.

ولعلّ هذه من نقاط الضعف الرئيسية في هذه الأنظمة، إذا استحضرنا نموذج العالم الأميركي كارل دويتش ونموذج الاتصال في تحليل النظم والسياسات، فإنّ حجم المدخلات والمتغيرات أكبر من طاقة هذه النظم وقدراتها على التعامل معه، ما يؤدي إلى حالة من العجز وربما الشلل (Lag)، في التعامل مع القادم من الأيام، إذ أنّ النظرية السائدة لدى هذه الأنظمة أنّ "الربيع العربي" كان بمثابة "غمامة صيف" عابرة، وليس موجة أولى من موجات طوفان كبير.

عملت دول عربية كثيرة بعد العام 2011 على تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، واليوم بعد "طوفان الأقصى" ستعيد هذه الحركات إنتاج رواية وخطاب وديناميات جديدة، وسيكون من السهولة ربط التصنيفات العربية بالسياسات الأميركية المغضوب عليها شعبياً، وبالعدوان الإسرائيلي، وستدفع المجتمعات العربية ثمناً كبيراً لحالة الضعف والهشاشة في الأنظمة العربية والسياسات العربية!

ليست المسألة تخميناً ولا ضرباً بالمندل؛ انظروا حولنا كم دولة عربية تمرّ بمرحلة تفكك وانهيار سياسي وجغرافي وطائفي حولنا (العراق، سورية، لبنان، اليمن، السودان، الصومال، ليبيا)، وأخرى أمام مشكلات داخلية مستعصية سياسياً واقتصادياً، وأزمات متدحرجة. ... ما لم تكن هنالك نقطة تحول وتغيير في المسار والمقاربات الراهنة Paradigm Shift فإنّ الانفجارات قادمة.

*د. محمد أبورمان باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق.

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الانفجارات حرب الإبادة المشكلات الاقتصادية الأزمات الداخلية طوفان الأقصى قضية فلسطين قطاع غزة الشرعية السياسية الأنظمة العربية الفساد السياسي معدلات البطالة الأنظمة العربیة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

وفقا لآخر تحديثات.. أسعار العملات العربية اليوم الإثنين

استقرت أسعار العملات العربية في مصر مستهل تعاملات اليوم الإثنين 27 يناير 2025، في البنك الأهلي وفقا لآخر تحديثات، وخلال السطور التالية نستعرض أسعار شراء وبيع العملات:

أسعار العملات العربية في مصر اليوم الإثنين

بلغ الدينار الكويتي أعلى العملات العربية سعرا أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين

سعر الشراء: 162.12جنيه.

سعر البيع:163.40 جنيه.

وصل سعر الدينار البحريني مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين:

سعر الشراء:131.80جنيه

سعر البيع :133.47 جنيه

وسجل الريال العماني أمام الجنيه المصري  اليوم الإثنين:

سعر الشراء: 129.12جنيه.

سعر البيع: 130.71جنيه.

وسجل الدينار الأردني أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين:

سعر الشراء:70.29جنيه.

سعر البيع: 70.88 جنيه.

ووصل الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين:

سعر الشراء: 13.65جنيه.

سعر البيع: 13.70جنيه.

الريال السعودي أكثر العملات طلبا أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين:

سعر الشراء: 13.34جنيه.

سعر البيع: 13.41 جنيه.

وسجل الريال القطري أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين:

سعر الشراء: 12.74جنيه.

سعر البيع: 13.80جنيه.

أسعار العملات العربية في البنوك المصرية خلال ختام تعاملات اليوموفقا لآخر تحديث .. سعر الجنيه الإسترليني في مصر

وتعد العملة الكويتية الأغلي عالميا وعربيا وتليها البحرينية ثم العُمانية، ويبقي الريال السعودية العملة العربية الأكثر طلبا في مصر نظرا لرحلات العمرة وموسم الحج.

مقالات مشابهة

  • جامعة الدول العربية: الموقف العربي رافض لتصفية القضية الفلسطينية
  • صندوق النقد العربي: انخفاض في النطاق المستهدف لسعر الصرف بالدول العربية في 2024
  • من الجامعة العربية.. دعوة للعمل الجماعي لمواجهة تحديات حقوق الإنسان في الوطن العربي
  • وفقا لآخر تحديثات.. أسعار العملات العربية اليوم الإثنين
  • السفير العكلوك : القمة العربية اعتبرت تهجير الفلسطينيين اعتداءً على الأمن القومي العربي
  • الميثاق العربي لحقوق الإنسان تناقش غدا التقرير الدوري الثاني المقدم من دولة الإمارات بالجامعة العربية
  • وزير الرياضة لمنتخب اليد: ننتظر منكم ملحمة تاريخية أمام فرنسا.. ثقتنا فيكم كبيرة
  • الجامعة العربية والبرلمان العربي يدينان استهداف المستشفى السعودي في الفاشر
  • معضلة التحرر في منطقة الشرق
  • العراق يعلن إخماد حريق هائل اندلع في «حقل الرميلة» النفطي