لم تحضر الحرب ويغيب السلام في العالم كما هو الحال اليوم إلا في ذروة الحرب العالمية الثانية، يوم كان هتلر ينكل بالاتحاد السوفياتي من أجل إزالته وتحويل روسيا إلى مزرعة ألمانية تضمن عدم انقطاع القمح والذرة.
تبدأ الحروب فكرة في رأس رجل أو مجموعة، ثم تتحول إلى قناعة عامة وجنون جماعي. هتلر لم يكن منفرداً في خطته لإزالة الروس، ونتانياهو ليس وحيداً في العزم على إبادة ما استطاع من الفلسطينيين، بحيث لا يبقى منهم سوى من يقبل بالعمل مزارعاً عند إسرائيل.الخائف لا يصنع سلاماً. والسلام للشجعان، كما كان يقول ياسر عرفات. والذي يدك غزة حجراً فوق حجر، وطفلاً إلى جانب طفل، رجل جبان ومرتعد. يريد أن يغطي عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) بالمزيد من الدماء والأرواح، ليؤكد أنه ليس خائفاً ولا خاسراً. لكن كل يوم يمرّ يثبت أكثر فأكثر مدى خوفه من شبح الأطفال، وصور الأكفان الملقاة في انتظار من يدفنها.
عندما يكثر ويتكاثر الجنون، تخرج عادة أصوات تدعو إلى التعقل. لكن هذه الأصوات ممنوعة الآن، ولا معنى لها، ما دام "فيتو" جو بايدن أعطى التوحش رخصة مفتوحة. أخطر ما في هذه الحرب، ليست دموية نتانياهو بقدر ما هي استعراضية بايدن. رجل لا هم له سوى العلامات الانتخابية، بينما الحريق يلتهم العالم. بايدن يكرر ما فعله ريتشارد نيكسون، وليندون جونسون من قبل، عندما ترك كلاهما حرب فيتنام تستعر من أجل انتخاباته الرئاسية. وفي النهاية لم تهزم أمريكا في فيتنام، بل في أمريكا. بايدن على الطريق نفسه. والسخف السياسي نفسه. وجميع حروبه خاسرة ولن تحسم. إنه مهرجان لا مثيل له لصناعة السلاح، لم يجد من يدعو إلى وقفه سوى بابا الفاتيكان. لكن كم فرقة عسكرية لدى البابا، كما قال ستالين ساخراً؟
أحد أسباب التفسخ الأخلاقي الذي يهد هذا العالم، مواقف بايدن و"مرشده" باراك أوباما، صاحب النظرة المشوشة والصبيانية، للكثير من قضايا العالم. لكن لا شيء، لا شيء إطلاقاً، في سقوط نتانياهو الإنساني وزمرته، في أحياء غزة وحاراتها. لا شيء. وسوف لا ينسى من بقي من أطفالها حياً أن جو بايدن استخدم "الفيتو" ليمنع وقف إطلاق النار عليهم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
انتقادات لرد بايدن المتناقض على مذكرتي الاعتقال بحق كل من بوتين ونتنياهو
أبرزت إعلامية أمريكية من أصول فلسطينية، التناقض في تعامل الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع مذكرتي الاعتقال الصادرتين عن المحكمة الجنائية الدولية بحق كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت.
وقالت الإعلامية ليلى الحداد، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن الولايات المتحدة رحبت بحماس بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية ضد بوتين، فيما استخدم بايدن وصفا معتدلا حيال مذكرتي الاعتقال ضد نتنياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، معتبرا ذلك "مشينا".
وشددت الحداد على أن هذه المواقف تعكس ما وصفته بـ"المعايير المزدوجة الصارخة" في النظام الدولي الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، مؤكدة أن "إسرائيل تُمنح باستمرار أعذارا ومبررات على الساحة الدولية، وهو ما يشكل جوهر المشكلة".
وأضافت: "عندما تواصل الولايات المتحدة الدفاع عن الإبادة الجماعية والجرائم ضد الشعب الفلسطيني، فإنها تجعل نفسها وإسرائيل معزولتين دوليا. يجب أن يأتي وقت يُطبق فيه القانون الدولي بالتساوي، بدلا من التعامل مع الفلسطينيين وكأنهم كائنات لا إنسانية لا تشملهم قوانين الحرب”.
واختتمت الحداد حديثها بتوجيه تساؤل مباشر: "عند أي نقطة ستقرر الولايات المتحدة رسم خط أحمر وتطبيق القانون الدولي بشكل متساوٍ".
والخميس، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إصدار مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تشمل استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والاضطهاد في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية إسرائيلية متواصلة للعام الثاني على التوالي.
وفي حين أعربت دول عربية وغربية عن ضرورة احترام قرار الجنائية الدولية الذي يأتي على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة، رفض الاحتلال الإسرائيلي بشدة هذا القرار، واعتبره "معاديا للسامية".
أما الرئيس الأمريكي، فقد قال في بيان إنه "من المشين أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيليين"، مشددا على أن بلاده "ستقف دوما إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات التي يتعرّض لها أمنها".
وكان بايدن رحب في آذار /مارس عام 2023 بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب جرائم الحرب في أوكرانيا.