عدن الغد:
2025-02-07@00:59:08 GMT

نساء سمراوات يقاومن خطر العنف.

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

نساء سمراوات يقاومن خطر العنف.

((عدن الغد )) خاص

كتب:محمد الحربي.

في ظل مجتمع مبني على الثقافة السائدة تتجسد فيه ثقافة التراتيية الطبقية. يمثل العنف ضد النساء المهمشات في اليمن مشكلة مستديمة وكبيرة وانتهاكاً لحقوق الإنسان التي تتمتع بها المرأة، حيث وصل وصل التمييز الذي يتعرض له المهمشون إلى المستوى الحرمان من الحقوق والاستغلال الجنسي والتحرش مقابل الحصول سلة غذائية فضلاً عن الإقصاء والتمهمش السياسي.

فئتة (المهمشين) هي أقلية عرقية، وجماعة ضعيفة محرومة من أبسط الحقوق،  وتتعرض للتمييز العنصري في المعاملة الشخصية؛ بسبب: العرق والنسب واللون رغم اهميتهم وتأثيرهم في المجتمع.. وهم منتشرون ومتواجدون في مختلف مناطق البلاد. إذ يتوزعون في المناطق الوسطى والجنوبية القريبة من سواحل البحر العربي، والبحر الأحمر. خاصةً في محافظات (عدن، لحج، أبين، الحُديدة، تعز، إب)، ويعتبرون من أشد الفئات (فقرا وأمية) في البلاد. ويجب أن تتحقق مصالحها، وفقًا للدستور والقانون اليمني ومبدأ (التمييز الإيجابي) في حقوق الإنسان.

منذ اندلاع النزاع المسلح في مارس ٢٠١٥ تعرضت النساء المهمشات في اليمن لمختلف أشكال الاستغلال، أبرزها ما يتعلق بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، من أجل الحصول على المساعدات الغذائية والإنسانية التي تقدمها المنظمات.

وتواجه النساء من هذه الفئة خطر الحصول الغذاء من قبل وسطاء الإغاثة  "طلبات الجنس مقابل المساعدات"، حيث يستغل بعض القائمين الإغاثة  سلطتهم لتحقيق تحرشات جنسية ضد النساء والفتيات، مقابل الحصول على سلع أو خدمات ضرورية للبقاء على قيد الحياة.

ينطوي هذا الوضع على مخاوف من عواقب رفض الطلب، فتلجأ العديد من النساء المهمشات إلى تجنب الحصول على الخدمات خوفاً  من خطر الاستغلال الجنسي.

تحكي امرأة من فئة المهمشين تعيل 5 أطفالها بمفردها بعد رحيل زوجها."تفضل عدم ذكر اسمها" حاول أحد الأشخاص المسؤولين عن توزيع المساعدات الإنسانية في الحي الذي تعيشه الاقتراب منها وتقديم سلة غذائية لها. وأخبرها أن عليها الذهاب إلى مكان معين لاستلام سلتها، والذ تم إدراج اسمها في قائمة المساعدات هناك.

ومن أجل الحصول على طعام لأطفالها الجائعين، قررت تلبية النداء وذهبت إلى المكان المخصص لاستلام سلتها. وبعد أن وصلت هناك، اكتشفت أنها وقعت في كمين الاغتصاب. قاومت محاولة اغتصابها بشجاعة ونجت من الواقعة بصعوبة.

المهمشات يتعرضن لأبشع أنواع الاستغلال من خلال فخ المساعدات والسلال الغذائية، كونهن أكثر فقراً، ويعشن ظروفا اقتصادية صعبة، ويفتقرن للحماية الاجتماعية والقانونية وحالات الاستغلال والتحرش تتزايد بين هذه الشريحة، خصوصاً مع الأزمة التي تمر بها البلاد، وعدم تفاعل المجتمع مع شكاوى المهمشات.

يجدر بالذكر أن النصوص الدستورية اليمنية على ورق رغم أنها تشرع كفالة حقوق الإنسان أفراداً وجماعات إلا غير أنها تظل مغلقه أبوابها أمام شكاوي وقضايا مجتمع المهمشين حيث نصت المادة (٤١) من الدستور اليمني على أن المواطنين متساوون جميعًا في الحقوق والواجبات العامة، إلا أن هذه المساواة ظلت على الورق فقط.

ونصت المادة (٢٦٩) من قانون العقوبات: "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سبع سنوات من اغتصب أي شخص، ذكراً كان أو أنثى، بدون رضاه."

وقد شدد القانون عقوبة الاعتداء الجنسي إلى السجن لمدة لا تزيد على عشر سنوات إذا وقعت الجريمة من شخصين فأكثر، أو إذا كان الجاني أحد القائمين على الإشراف على المجني عليه، أو إذا أصيب المجني عليه بضرر جسيم نتيجة للحادث، أو إذا حملت الضحية نتيجة للجريمة.

وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد على خمس عشرة سنة، إذا لم يبلغ سن المجني عليه الرابعة عشرة، أو إذا أدى الفعل إلى انتحار المجني عليه.

وهنا يتساءل العديد مثقفي فئة المهمشين إذا هل يمكن  أن يقتل المغتصب ضحيته حتى يتم ثبوت جريمة الاغتصاب ضده ام أن نظام قانون العدالة لا يخص مجتمع المهمشين؟!

وعلى الرغم من وجود نصوص قانونية في اليمن تؤكد على ضرورية المساواة بين المجتمع اليمني وتمكينه من الحصول على الحماية القانونية وتحظر العنصرية، إلا أنها لا تكفل حماية النساء المهمشات من الاستغلال والتحرش والاغتصاب، وذلك بسبب الفجوات المبنية على التراتيية الطبقية التي تعيق تنفيذ هذه القوانين إضافة إلى هشاشة الدور الأمني والقضائي في البلاد، مما قد يعرضها للعديد من أشكال العنف من قبل شركائها أو أفراد المجتمع المحيط بها. وهنا يكمن التحدي الكبير الذي تواجهه المرأة المهمشة في اليمن، حيث يتعين عليها أن تكافح من أجل التغيير والمساواة في مواجهة هذه العقبات وتعزيز حقوقها.        لذلك، يظهر أن واقع المرأة المهمشة في اليمن هو تحدي مستمر ومعقد يتطلب جهوداً تشاركية من كافة فئات المجتمع والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء لتحقيق المساواة الجندرية وتمكين المرأة المهمشة لتتمتع بحقوقها بالكامل وكذلك تعزيز دورها وإسهاماتها في تنمية المجتمع وحمايتها  من العنف الذي قد يصل إلى درجة تجاوز حدود حقوق الإنسان التي تتمتع بها المرأة، بما في ذلك الحقوق الملكية للأراضي السكنية.

فالنساء يعانين من التمييز والحرمان من ذلك الحق. علاوة على ذلك، فإن المرأة المهمشة تواجه تمييزًا اضطهادياً سياسيا، حيث يتم استبعادهن وتجاهل قضاياهن وآرائهن في العمل السياسي. تشكل النساء المهمشات في اليمن فرقا صغيرة العدد وضعيفةً في المقارنة مع باقي المجتمع، وبالتالي فهن جماعة محرومة من حقوقهن وضعيفة التأثير.وفقًا للدستور والقانون اليمني، يجب أن تحقق مصالح هذه الفئة ضمن المجتمع، وهذا يعني أنه يتوجب على الجهات المعنية أن تعتمد تدابير وإجراءات تهدف إلى تحقيق استقرار ورفاهية هذه الفئة المهمشة، لضمان تنمية مستدامة للمجتمع في مجمله.

تلعب مبادئ حقوق الإنسان دورًا مهمًا في ضمان العدل والمساواة، إذ تضمن حماية حقوق جميع أفراد المجتمع، بغض النظر عن جنسهم أو توجههم الجنسي أو أي سمات أخرى. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، يتم تطبيق مبدأ "التمييز الإيجابي" في حقوق الإنسان لدعم وتعزيز حقوق المرأة المهمشة في اليمن، حيث يعمل هذا المبدأ على توفير فرص إضافية للمرأة ومعاملة عادلة تساعدها في تحقيق تمكينها وتطورها الشخصي والمهني. وبالتالي، يسمح هذا المبدأ بتحقيق التكافؤ والعدالة الاجتماعية بشكل شامل، بما في ذلك تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للنساء والفئات المهمشة الأخرى في المجتمع اليمني.في النهاية، يجب أن نعمل جميعًا كمجتمع للتصدي لمشكلة العنف ضد النساء والتمييز المستمر الذي يواجههن في اليمن. وأن نسعى جاهدين لتعزيز الوعي حول هذه القضية الهامة والعمل على توعية الناس بأن هذا العنف يتعارض مع قيمنا الاجتماعية والأخلاقية. ومن المهم أن يكون هناك عمل جدي من قبل السلطات المحلية في تطوير وتطبيق سياسات وبرامج تهدف إلى حماية المرأة وتوفير بيئة آمنة لها.

كما يجب أن يفعل دور تعزيز وحماية حقوق المرأة المهمشة وتوفير فرص متساوية لهن في المجتمع، بدءًا من النماذج القائمة على المساواة في التعليم وفرص العمل. يجب أن نتأكد من أن المرأة لديها الحق في اتخاذ القرارات المهمة في حياتها وأنها لا تواجه أي تمييز أو عدم عدالة بسبب جنسها.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكفل القانون ضمان مشاركة المرأة في العمل السياسي والاقتصادي وغيرها من المجالات المختلفة.

في النهاية، يعتبر تعزيز حقوق المرأة ومكافحة العنف ضد النساء والتمييز التي تواجههن في اليمن مسألة لا يمكن التغاضي عنها. إنها مسؤولية أفراد ومجتمع يفترض العمل عليه بشكل فعال ومستمر لتحقيق العدالة والمساواة في حياة المرأة اليمنية.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: حقوق الإنسان المجنی علیه الحصول على ضد النساء فی الیمن یجب أن أو إذا من أجل

إقرأ أيضاً:

خطبة الجمعة القادمة: دعوة لنبذ الإثم الباطن وظاهرة العنف ضد المرأة

حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة القادمة تحت عنوان "وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ"، وتهدف الخطبة إلى التحذير من الإثم الباطن، وأبرز مظاهره الكِبْر، الذي يدفع الإنسان إلى التعالي على الآخرين، ما يؤدي إلى خلل في العلاقات الاجتماعية وانحراف في السلوك الديني الصحيح. 

 

كما تتناول الخطبة في جزئها الثاني التحذير من العنف ضد المرأة، باعتباره أحد الممارسات السلبية التي تتنافى مع القيم الإسلامية السمحة.

تحذير من الكبر وأثره السلبي

تتناول الخطبة مفهوم الإثم الباطن، حيث أوضحت الوزارة أن الكِبْر يُعد من أخطر الذنوب، إذ كان السبب الرئيسي في طرد إبليس من رحمة الله. فالمتكبر ينظر إلى الآخرين باستصغار ويحتقرهم، وهو بذلك يبتعد عن روح الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى التواضع وحسن الخلق.

يُبرز مضمون الخطبة أن خطورة الإثم الباطن تكمن في خفائه، حيث قد يقع الإنسان فيه دون أن يدرك، معتقدًا أنه في موقع الأفضلية بسبب عباداته أو علمه، بينما يكون في الحقيقة غارقًا في الإعجاب بالنفس والتعالي على الآخرين، مما يفسد عباداته وعلاقاته بالناس.

العنف ضد المرأة: تحذير ديني وأخلاقي

في القسم الثاني من الخطبة، تسلط وزارة الأوقاف الضوء على ظاهرة العنف ضد المرأة، مؤكدة أنها تتعارض مع التعاليم الإسلامية التي تدعو إلى حسن معاملة النساء واحترام حقوقهن. وتؤكد الوزارة أن الإسلام كرم المرأة وأعطاها مكانة عظيمة، مشيرةً إلى الأحاديث النبوية التي تدعو إلى الرحمة والعدل في التعامل مع النساء، ومنها قول النبي ﷺ: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي."

وتشدد الوزارة على أن العنف، سواء كان جسديًا أو نفسيًا، يؤدي إلى تدمير الأسر والمجتمعات، داعيةً إلى التمسك بالقيم الإسلامية التي تدعو إلى الحوار والتفاهم والرحمة بين أفراد الأسرة، بدلًا من اللجوء إلى العنف والقهر.

رسالة توعوية للمجتمع

تأتي هذه الخطبة في إطار جهود وزارة الأوقاف لنشر الوعي الديني الصحيح، والحد من السلوكيات السلبية التي تؤثر على استقرار المجتمع. ومن المتوقع أن يتناول الأئمة في خطبهم أمثلة من السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي التي تعزز هذه القيم، وتشجع المسلمين على نبذ الكِبْر ومواجهة العنف ضد المرأة بأساليب إصلاحية قائمة على العدل والتسامح.

تفاعل المجتمع مع الخطبة

تشكل خطب الجمعة منصة مؤثرة في توجيه الرأي العام وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية. ومع تزايد الوعي بأهمية قضايا حقوق المرأة في العالم العربي، يُنتظر أن تسهم هذه الخطبة في تسليط الضوء على ضرورة احترام المرأة، وإعادة النظر في بعض العادات والتقاليد التي تؤدي إلى العنف الأسري، بما يتماشى مع مبادئ الإسلام السمحة.

بهذه الرسائل الواضحة، تؤكد وزارة الأوقاف التزامها بنشر تعاليم الدين الصحيحة، وتعزيز روح التعايش السلمي بين أفراد المجتمع، من خلال التوعية بمخاطر الكِبْر، وأهمية التصدي لكل أشكال العنف ضد المرأة، بما يحقق الأمن والاستقرار الأسري والمجتمعي.

مقالات مشابهة

  • خطبة الجمعة القادمة: دعوة لنبذ الإثم الباطن وظاهرة العنف ضد المرأة
  • مهنة محفوفة بالمخاطر.. مصورة توثق نساءً داخل حقول إزالة الألغام في العراق
  • صحيفة أمريكية: الحوثيون نفذوا سياسة العنف الجنسي والقمع ضد النساء الناشطات سياسياً والمهنيات
  • قافلة جامعة الفيوم تقدم خدماتها لـ 904 من أهالي قرية بريشة
  • العنف الأسري: جرح عميق في قلب المجتمع
  • قومي المرأة: قطاع النقل حقق تقدمًا كبيرًا في مكافحة العنف ضد النساء
  • العنف ضد المرأة داخل الأسرة: قضية اجتماعية تحتاج إلى حلول جذرية
  • مجلة غربية: الحوثيون يمتلكون وجهة نظر عنيفة ومتطرفة ضد النساء في اليمن خاصة الناشطات (ترجمة خاصة)
  • قبل مناقشتها في مسلسل حسبة عمري رمضان 2025.. ما حقوق المرأة بعد الطلاق؟
  • مركز أوروبي: تزايد العنف الجنسي وزواج الأطفال بسبب عدم الاستقرار في اليمن