الحرة:
2024-10-02@00:52:34 GMT

دارفور.. ناجون يصفون عاما من الجحيم

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

دارفور.. ناجون يصفون عاما من الجحيم

مع تصاعد العنف في السودان منذ أبريل الماضي، نزح آلاف الأشخاص من مناطقهم بحثا عن الأمان في مناطق أخرى في البلاد، ولكنهم لم يتوقعوا أن يهربوا من جحيم المعارك ليعيشوا جحيما آخر، حيث أصبحوا "عبيدا".

وروى مجموعة من الناجين من مناطق سيطرة المسلحين في دارفور معانتهم لصحيفة الغارديان، التي عنون شهاداتهم بـ "عام من الجحيم".

غمار الدين، كان يزور أحد أصدقائه، في أبريل الماضي، ويقول: "عندما عدت إلى بيتي في الجنينة بدارفور وجدت الجميع قد ماتوا، أمي أبي، أعمامي، إخوتي، أخواتي.. أردت أن أموت في تلك اللحظة".

وذكر أنه أثناء دخول المسلحين للمنطقة شاهد مجموعة منهم يجردون امرأة من ملابسها ثم يغتصبونها في الشارع، مضيفا أنهم قالوا له: "هذه المنطقة ملك لنا، وليست لكم، أنتم عبيد".

وشهدت مناطق في دارفور، منذ منتصف أبريل الماضي، غارات شبه يومية شنتها قوات الدعم السريع وميليشيات عربية متحالفة معها، مستهدفين المناطق التي تسكنها قبيلة المساليت، وهي إثنية عرقية أفريقية.

واستهدفت الهجمات المتعلمين من رجال المساليت، ثم لاحقوا الفتيان وأطلقوا عليهم النار، وقتلت نساء وفتيات وتعرضت النساء للاغتصاب بالقرب من الجثث.

مخاوف من تطهير عرقي في دارفو. أرشيفية

ويشهد السودان، منذ 15 أبريل، حربا بين الجيش بقيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم"حميدتي".

محمود آدم، وهو مترجم سابق مع قوة حفظ السلام التي غادرت المنطقة بنهاية 2020، وكان يعيش قرب قاعدة لقوات الدعم السريع، قال إن "الميليشيات العربية كانت تصل في الصباح على ظهور الخيل والدراجات النارية قبل أن تتوجه لشن هجمات على المساليت".

وأضاف "لمدة شهرين. كان هذا رويتنهم.. كنت أسمعهم يتحدثون عن عدد الأشخاص الذين قُتِلوا بنهاية كل يوم".

ووقعت هذه الهجمات بينما كان اهتمام العالم ينصب على القتال الذي يدور في العاصمة، الخرطوم، حيث أطلقت الحكومات الأجنبية عمليات نقل جوية لإجلاء مواطنيها، ولكن المأساة  في دارفور ، التي دمرتها 20 عاما من أعمال العنف والإبادة الجماعية، لم تبدأ بالظهور إلا بعد أسابيع.

الجنينة السودانية.. نهب وتدمير وإحراق أسواق وميليشيات تقتل "بطريقة عشوائية" حذر منسق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دارفور بالسودان من خطورة الوضع في مدينة الجنينة بسبب انعدام الأمن. وقال إن العديد من منشآت الأمم المتحدة تعرضت للنهب والتدمير كما أحرقت الأسواق فيما تجوب المدينة جماعات مسلحة تقتل الناس بطريقة عشوائية، غالبا بسبب عرقهم.

وبدأت الهجمات، في 24 أبريل الماضي، أي بعد ما يزيد عن أسبوع من اندلاع القتال على مستوى البلاد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وبلغت ذروتها منتصف يونيو بعد مقتل حاكم ولاية غرب دارفور، الأمر الذي دفع السكان من المساليت إلى الهرب مذعورين إلى تشاد المجاورة ومنطقة أردماتا النائية.

وحتى من هربوا لم يكونوا بمعزل عن أهداف قوات الدعم السريع الذين أطلقوا النار على الحشود والمركبات، بحسب ما قال أحد الناجين.

وأضاف أنه "مشهد من الجحيم" حيث ظهرت عشرات الجثث على الطريق، أو جرفتها الأمواج على ضفاف نهر قريب وبعضهم كانت أيديهم مقيدة.

وكان العنف الجنسي سمة من سمات العنف في الجنينة، حيث قام مسلحون بجمع واغتصاب النساء والفتيات، بحسب ما نقلته الغارديان عن الشهود.

وكان عدد سكان الجنينة في السابق يقدر بنحو نصف مليون نسمة، ولكن أحياء المساليت أصبحت مهجورة، ويقول أحد عمال الإغاثة للصحيفة: "لا يوجد أحد هناك، المكان هادئ.. وكأنها مدينة أشباح".

أريك كواكيا، عالم النفس في لجنة الإنقاذ الدولية قال للصحيفة: "يعاني كل شخص عبر الحدود تقريبا من نوع ما من الصدمة.. لقد رأوا أشياء فظيعة".

ما وقع في دارفور حيث يتعرض المدنيون لأعمال عنف على نطاق واسع، أثار مخاوف الأمم المتحدة من حدوث إبادة جماعية جديدة في الإقليم، بحسب وكالة فرانس برس. 

المساليت والقبائل العربية.. صراع التاريخ والجغرافيا في غرب دارفور مع أن ولاية غرب دارفور السودانية، تعد ضمن أقل ولايات الإقليم تأثرا بالحرب الطاحنة، التي اندلعت في عام 2003 وخلّفت أكثر من ثلاثمئة ألف قتيل، بحسب الأمم المتحدة، إلا إنها تبدو الآن أكثر ولايات السودان تضرراً من الحرب المستعرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل الماضي.

وتروي مريم آدم يايا (34 عاما) لوكالة فرانس برس "ما شهدناه في أردماتا كان مروعا. قوات الدعم السريع قتلت مسنين وأطفالا بشكل عشوائي".

وتحاول مريم جالسة على الارض أمام مسكنها في مخيم أدري، إسكات جوعها باحتساء شاي غلته على الحطب.

وعبرت مريم وهي من قبيلة المساليت، الحدود سيرا بعد رحلة استغرقت أربعة أيام، من دون طعام، فيما كانت تحمل ابنها البالغ ثماني سنوات على ظهرها. وتقول إنها اضطرت لترك سبعة من أطفالها الآخرين بعد هجوم شنّه رجال "مدججون بالسلاح" على قريتها.

واتهمت عواصم غربية من بينها واشنطن "عناصر من قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأعمال تطهير عرقي". ويشتبه الاتحاد الأوروبي أيضا في حدوث "تطهير إثني" في دارفور.

وبمجرد وصول اللاجئين إلى منطقة وداي الحدودية، يتكدسون في المخيمات التي تديرها منظمات غير حكومية وفي مخيمات أخرى غير رسمية حيث يقيمون ملاجئ بما توافر من مواد.

وتضم تشاد، الدولة الواقعة في وسط إفريقيا والتي تعد ثاني أقل البلدان نموا في العالم وفق الأمم المتحدة، أكبر عدد من اللاجئين السودانيين، ووصل عددهم الى 484626 شخصا منذ بداية الحرب بحسب آخر حصيلة صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويضاف الجوع إلى معاناة النزوح والفظائع التي شهدها السودانيون.

وأسفرت الحرب في السودان عن مقتل 12 ألف شخص، وفقا لحصيلة منظمة أكليد المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات. لكن يرجّح أن يكون هذا العدد أقلّ بكثير من العدد الفعلي للضحايا.

ووفق أرقام الأمم المتحدة، أجبر أكثر من سبعة ملايين شخص على الفرار من منازلهم، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى البلدان المجاورة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الأمم المتحدة أبریل الماضی فی دارفور

إقرأ أيضاً:

البرهان و”الملكية الوطنية للحلول” للحرب

في حين ينعقد الاجتماع الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة يجد السودان أمره معلقاً بالمنظمة كما لم يحدث من قبل على أنه زبون قديم لها منذ التسعينيات. فجرب من قبل أن يكون بعض أهله في دارفور مثلاً تحت حماية الأمم المتحدة. ولكن لم يسبق للعالم أن اتفق له وجوب تجييش قوة لحفظ السلام لحماية جملة المدنيين فيه كما أوصت لجنة تقصي الحقائق عن حربه التي استمع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتقريرها خلال السادس من سبتمبر (أيلول) الجاري. كما لم يسبق للسودان أن كان إطعام غالب شعبه وإيواؤهم بيد المنظمة. فاضطرت الحرب الدائرة في جنباته إلى مغادرة الملايين من أهله بلداتهم بما وصف بـ”النزوح الأكبر عالمياً”، ووصفت المجاعة التي جاءت بأثر هذه الزعازع بـ”أنها الأسوأ في العالم لـ40 عاماً خلت”.
وليس من الفأل الحسن أن ينعقد أكثر أمرك على منظمة اتفق كثر على أنها ليست على ما يرام في يومنا.
ويكفي أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هو من كاد ينعاها للعالم في مقابلة كئيبة مع فريد زكريا خلال الأسبوع قبل الماضي. فلم يجد ما يقوله لفريد الذي عدد له سلبية المنظمة حيال الحرب في أوكرانيا وغزة سوى بوجوب التمسك لا يزال بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة في التعايش السلمي. وخلص إلى أن المنظمة عاجزة وتحتاج بعد 79 عاماً من قيامها إلى الأخذ بالمستجدات في العالم بقوة من مثل التغيير المناخي والذكاء الاصطناعي والإفلات من العقاب. وبهذا تتناغم مع عالم مختلف وصفه بـ”المألوف الفوضوي الجديد”.
ولآخرين آراء موزونة عن المنظمة. فهم متفقون على أنها على مفترق الطرق ولكنها، على خلاف سابقتها عصبة الأمم، صمدت للحادثات وسجلت نجاحات عديدة كأكبر مؤسسة للتعاون الدولي، غير أنها الآن محاصرة مع ذلك بتحديات جمة من ضعف تمويلها، وتفاقم بيروقراطيتها، والشقاق بين الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن. وتضعف جميعاً من فعاليتها. وقال أحدهم من حسن الظن بها أن الناس يتكلمون عن شلل الأمم المتحدة ولكنهم لو رجعوا لأعوام الحرب الباردة لوجدوها غشيتها فترات تعطل عمل مجلس الأمن فيها تقريباً بالكلية للخصومة الأميركية السوفياتية. فلم يُمرر في مجلس الأمن سوى قرار واحد عام 1959، وكان استخدام “الفيتو” هو الهواية المفضلة. وأضاف، أقله أن مجلس الأمن لا يزال يجتمع إلى يومنا مهما قلنا عنه، ولا تزال منظمات الأمم المتحدة للغوث حجة لا يعلى عليها في أن المنظمة قامت لتبقى.
واتصل بحال الأمم المتحدة المشفق ضربة لازب، نقاش حول دور الولايات المتحدة الأميركية فيها بوصفها سادن النظام العالمي لما بعد الحرب العالمية الثانية الذي كانت الأمم المتحدة عنوانه الأكبر. وجاء الرئيس جو بايدن في كلمته بالأمم المتحدة بمجاز صالح لتوصيف منزلة بلده في هذا النظام العالمي. فاسترجع أبيات مشهورة من قصيدة “الرجعى” للشاعر ويليام ييتس:
الأشياء تتداعى
ولم يعد المركز يقوى على لملمتها
والعنان مطلق للفوضى لتجتاح العالم
وجاء بها بايدن بحق الأمم المتحدة. فقال إننا على رغم الفوضى الضاربة أفضل حالاً بالأمم المتحدة مما كنا بعد الحرب العالمية الأولى حين اندلقت الفوضى على مصراعيها على العالم.
ولكن هناك من رأى في كتابات حفلت بها “فورين بوليسي” أن أميركا قطب النظام العالمي الجديد عاجزة عن لملمة الأشياء من حولها. وبلغ بكاتب أن سألها أن تعيد صياغة خطاب التزامها الدولي. فقال إنه طالما كانت أميركا تخرق القوانين الدولية للدفاع عن العالم الحر، وإسرائيل داخلة في التعريف، صح أن تروج لمهمتها لا بحماية النظام العالمي ذي الشرائع بل لحماية عالمها الحر. وزاد بقوله إن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يقول إن بلاده تقف مع عالم مبني على قوانين لا الشكوى الخام، وهي فكرة جاذبة. ولكن الأصل في الامتثال للقانون ألا يفرق، فبلينكن نفسه من قال للكونغرس إن إدارته ستفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية إذا ما صدرت تهم منها بحق بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل. وكان المنتظر حسب قول الكاتب أن تقف أميركا إلى جانب المحكمة وهي تنهض بواجبها في تطبيق القانون الدولي، ولكن يسوء أميركا بالطبع أن توجه تهم الإبادة الجماعية لزعيم الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، في زعمها.
ويضيف الكاتب أن أميركا كانت صريحة خلال الحرب الباردة في أنها خرجت للدفاع عن العالم الحر ولم تحتج للاعتذار عن ذلك.
على ما يبدو من ارتهان أمان السودان وإيواء أهله بالأمم المتحدة، إلا أن رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق عبدالفتاح البرهان جاء في كلمته أمام الأمم المتحدة (الـ26 من سبتمبر الجاري) بنهج سيكيف ذلك الارتهان بوجه كريم ومنتج. فدعا إلى ما سماه “الملكية الوطنية للحلول السودان ” للحرب في وكررها مرات أربع. وأراد بالمفهوم أن خلاص السودان مما هو فيه رهين بالإرادة السياسة السودانية. وهي الإرادة التي تؤمن بها الأمم المتحدة نفسها فعالية حلولها للمسألة السودانية ونجاحها. وصدر البرهان في دعوته هذه عن حسن ظن السودانيين بعزيمتهم في النهوض بأمرهم كما لا يحسنه غيرهم، فلم يستسلموا للديكتاتورية في تاريخهم منذ الاستقلال وأسقطوا نظماً لها ثلاث بنضال مدني فادح، وكان آخرها نظام الإنقاذ للإسلاميين الذي استعصى على المجتمع الدولي والذي حاول إسقاطه بالجزرة تارة وبالعصا تارة أخرى، وسقط في توقيته الوطني وبإرادة وطنية.
ولاستصحاب الملكية السودانية للحلول صح أن يكيف المجتمع الدولي مساعيه بما يمكن لها من التنزل على الأزمة برداً وسلاماً.
وأول تكييف لمساعي المجتمع الدولي هو في التصالح مع حقيقة الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها، فلسنا ليومنا في حال مزايدة عليها أو استبدالها بليل، وسبقت البلدان العربية الأعرف بالسودان إلى هذه المصالحة. وكان هذا موقف مصر من الحرب منذ يومها الأول، وما فتئت تعيده لمن ألقى السمع. وصدعت به سفيرة قطر لدى الأمم المتحدة في كلمتها بالجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس الـ26 من سبتمبر الجاري. وجاء التعبير الأميز له في قرارات مجلس التعاون الخليجي الأخير في قولهم بـ”أهمية الحفاظ على سيادة وأمن السودان واستقراره ووحدة أراضيه، والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية ومنع انهيارها”.
ويعني هذا بغير لبس توطين القوات المسلحة في الحرب كطرف شرعي من جهة أنها مؤسسة للدولة الوطنية لا يجوز انهيارها. ويترتب على هذا أن يتخلص العالم من نظرية “الجنرالين” عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو اللذين يوصفا بأنهما يخوضان حرباً للحكم سكرى بالشوكة. ولن يعفي هذا بالطبع القوات المسلحة من أن تتقيد بقانون الحرب الإنساني غير أنه يجعل انتهاكاتها “مؤسفة” كما تجري العبارة في حين تقع انتهاكات ’الدعم السريع‘ في نطاق الإرهاب.
ولما لم يتفق للمجتمع الدولي الشرعية في الحرب الدائرة ساوى بين عنف الطرفين مساواة اعتقل بها نفسه دون تنفيذ قرارات اتخذها لوقف تصعيد الحرب والانتهاكات ضد المدنيين، ولنأخذ مواقف المجتمع الدولي من المعارك الدائرة حول الفاشر بين القوات المسلحة وحلفائها في القوات المشتركة من حركات دارفور المسلحة و’الدعم السريع‘. فلم يتحرك مجلس الأمن قيد أنملة لتنفيذ قراره 2736 خلال الـ13 من يونيو الماضي الذي دعا فيه “الدعم السريع” إلى وقف حصار المدينة وخفض التصعيد، وسحب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المدنيين. ومما قاله مندوب بريطانيا في المجلس أن “الهجوم على الفاشر سيكون كارثياً لمليون ونصف المليون ممن نزحوا إليها فارين بجلدهم”. وقال مندوب سويسرا إن القرار يبعث برسالة لا لبس فيها لـ”الدعم السريع” لإنهاء حصارها للفاشر.
وكانت أميركا أول من حذر من الهجوم على الفاشر على لسان المندوبة الدائمة لأميركا لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، فناشدت “حميدتي” والقوى المتحالفة مع الجيش والجيش ألا يصعدوا الحرب. وقالت خلال الـ24 من أبريل الماضي إنها منزعجة لأخبار الهجوم الوشيك على الفاشر من قوات “الدعم السريع”. وخيرت واشنطن “الدعم السريع” بين أمرين هما أن يواصل ما هو فيه فيكبد الناس الزعازع في مجازفة بتفكك دولتهم، أو وقف الهجوم. ودعت في الـ11 من سبتمبر الجاري إلى وقف إطلاق النار على الفاشر التي أخذ “الدعم السريع” في مهاجمتها منذ أبريل الماضي، رأفة بملايين من الخلق الأبرياء. ووصفت المندوبة الدائمة لأميركا لدى الأمم المتحدة توماس غرينفيلد الفاشر بأنها على شفا حفرة من مجزرة. وطلبت من “الدعم السريع” رفع الحصار عنها أو أن العواقب ستكون وخيمة على المسؤولين عن الهجوم على الفاشر. واكتفت أميركا بتوقيع عقوبة على قياديين على رأس قوات “الدعم السريع” التي تهاجم المدينة بوضعهما في القائمة السوداء.
ولم يمتثل “الدعم السريع” لهذا الإلحاف الدولي إلى يومنا وظل بمنجاة من العقوبة: ثغاء كثير ولا صوف كما يقولون. وبدا أن صيغة “حرب الجنرالين” هي طريق الهرب من التزام المجتمع الدولي أخذ أي منهما بالشدة. فكان آخر ما جاء عن الرئيس بايدن عن السودان مراوغة بين الجنرالين. فأكد أن “هجمات ’الدعم السريع‘ تلحق أضراراً بصورة غير متناسبة بالمدنيين”، ودعا الجيش في وقت واحد إلى “وقف القصف العشوائي الذي يدمر حياة المدنيين والبنية التحتية”. وكأن هذه العبارات القوية للجنرالين في طلب السلامة لأهل الفاشر لـ”العلم” فحسب ولا عواقب لها. وهذا باب في تداعي الأشياء وعجز المركز في لملمتها. وبدا أن المخرج لبلد مثل السودان أن يظل يتمسك بـ”الملكية الوطنية للحلول”.

عبد الله علي إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • 60 عاما على منح الكرسي الرسولي صفة المراقب الدائم في الأمم المتحدة
  • الجيش يقصف مواقع الدعم السريع بالخرطوم ويخوض معارك بالجنينة والفاشر
  • القوات المسلحة والقوة المشتركة تصد هجومًا لمليشيا الدعم السريع على مدينة كلبس بغرب دارفور وتكبدها خسائر فادحة
  • الجيش السوداني ينفي استهداف منزل السفير الإماراتي ويتهم الدعم السريع
  • سلطنة عمان تؤكد للعالم ضرورة وضع حد للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل
  • الجيش السوداني ينفي قصف مقر سفير الإمارات بالخرطوم.. ويتهم قوات الدعم السريع
  • حاكم إقليم دارفور: جهات دولية دفعت الدعم السريع للسعي لامتلاك السودان بالقوة
  • إسرائيل تتجاوز الخط الأحمر: اغتيال نصرالله يفتح أبواب الجحيم
  • مقتل عشرات السودانيين خلال معارك بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم
  • البرهان و”الملكية الوطنية للحلول” للحرب