يأمل اللبنانيون بأن يحمل العام الجديد ما يدعوهم للتفاؤل، ولو بحذر شديد، وبأن تؤدي الظروف السياسية إلى إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزُّم، بانتخاب رئيس للجمهورية يضع حداً للتمادي في انحلال آخر مؤسسات الدولة. فالرهان على أن العام الجديد لن يكون امتداداً للعام الذي انقضى، يفتح الباب أمام طرح مجموعة من الأسئلة، يتصدرها ارتفاع منسوب المخاوف حيال احتمال ترحيل انتخاب الرئيس إلى ما بعد انتهاء الحرب في غزة، في ضوء إصرار "حزب الله" على مساندته لحركة "حماس" بوصفها من أولوياته، وهذا ما يكمن في حصر مواقفه في توفير الدعم لها، من دون أن يلتفت قادته إلى الملفات الداخلية التي أخذت تتراكم بغياب الحلول لها، بحسب ما كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط".

اضاف: وتسأل مصادر سياسية لبنانية عن وجود إمكانية لفتح كوّة في انسداد الأفق أمام انتخاب رئيس للجمهورية؟ وأين يقف "حزب الله"؟ وما مدى صحة ما يتردد؛ بأنه لا يحبّذ انتخابه، على الأقل في المدى المنظور، وأنه يفضّل التريّث في تحديد أولوياته وصولاً لإعادة ترتيبها على إيقاع ما ستؤول إليه الحرب في غزة. وتلفت المصادر إلى أن "حزب الله" لا يحبّذ، من وجهة نظره، إقحام نفسه في لعبة حرق المراحل، بمعنى أنه يحتفظ لنفسه بكلمة السر في كل ما يتعلق بانتخاب الرئيس، إلى ما بعد جلاء الموقف على الجبهة الغزاوية، وإن كان لا يزال من مؤيدي رئيس تيار "المردة"، النائب السابق سليمان فرنجية.

وتقول المصادر لـ"الشرق الأوسط" إن تريث "حزب الله" سيبقى قائماً إلى ما بعد وضوح الرؤية السياسية على الجبهة الغزاوية، للتأكد مما إذا كان من أولويات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الالتفات إلى الجبهة الشمالية، للثأر من الحزب على مساندته لـ"حماس". وترى أن "حزب الله" سيضطر في هذه الحالة لإعادة ترتيب أولوياته في تصدّيه لنتنياهو إذا ما أراد الالتفات إلى الجبهة الشمالية لتصفية حساباته معه، وهذا ما يملي عليه الدخول في كباش سياسي مع المعارضة لتهيئة الظروف السياسية التي تمكّنه من المجيء برئيس للجمهورية يكون على قياس الأولويات التي رسمها الحزب لنفسه. وترى هذه المصادر أن الحزب سيواجه معارضة نيابية وسياسية إذا ما أراد المجيء برئيس يدير الأزمة، بدلاً من انتخاب مَنْ يتمتع بالمواصفات التي حددها المجتمع الدولي، وتتمسك بها اللجنة الخماسية المؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر شرطاً لمساعدة لبنان ووقف انهياره، للعبور به إلى مرحلة التعافي على كل المستويات. وتؤكد المصادر ذاتها أن الرئيس المنتخَب سيُضطر للتدخل، إذا بقي الوضع في جنوب لبنان على حاله، إذا ما تعذّر إعادة الاعتبار للقرار الدولي (1701). وتقول إن الحزب تفرّد في اتخاذ قراره بمساندة "حماس" من دون التنسيق مع الحكومة التي فضّلت تفادي الدخول معه في اشتباك سياسي، رغم أن رئيسها، نجيب ميقاتي، يتواصل باستمرار بالمعاون السياسي لأمين عام الحزب حسين خليل. وتؤكد المصادر في المعارضة لـ"الشرق الأوسط" أن هناك ضرورة لتعويم القرار 1701 ليأخذ طريقه إلى التطبيق، شرط انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، وإخلاء "حزب الله" منطقة جنوب الليطاني، بحيث لا يبقى فيها أي سلاح غير السلاح الشرعي، إفساحاً في المجال أمام الجيش اللبناني، بمؤازرة القوات الدولية (اليونيفيل) للإمساك بالأمن في هذه المنطقة.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

بهذه الطريقة... إسرائيل تبحث عن عدم دخول الحرب مع الحزب

ذكر موقع "الميادين"، أنّ "القناة 14 الإسرائيلية" أفادت أنّ "المسؤولين الإسرائيليين يُحاولون خلق رواية مضللة، يدّعون فيها تحقيق إنجازات كبيرة عند الجبهة مع لبنان، وذلك بهدف تبرير عدم الدخول في حرب مع "حزب الله". وأوضح معلّق الشؤون العسكرية في القناة نوعام أمير، عن "وجود شعورٍ بأنّ إسرائيل تبحث عن سلم للنزول عن شجرة الحرب في الشمال"، وقال: "يستعدّون لسرد قصة عن الإنجازات الكبيرة، وبالتالي فإنه لا داعي لحرب في الشمال". وأكدت مجلة "إيبوك" الإسرائيلية في هذا السياق، أنّ "إسرائيل مستعدّة لتسوية سياسية مع "حزب الله"، لكن فرص ذلك ليست مرتفعة". وأضافت نقلاً عن مصادر سياسية كبيرة، أنّ  "المستوى السياسي الإسرائيلي يُفضّل التوصّل إلى تسوية مع "حزب الله"، تسمح للإسرائيليين بالعودة إلى مستوطنات الشمال". (الميادين)      

مقالات مشابهة

  • خلف للنواب: لنحضر الى المجلس ولا نخرج منه الا بإعلان اسم الرئيس العتيد
  • لأنها موصولة بـالتوقيت الغزاوي...لا انفراجات رئاسية
  • ما الذي يُطَمْئِن حزب الله؟
  • إعادة انتخاب محمد ولد الغزواني رئيسًا لموريتانيا لمدة 5 سنوات
  • الحرب الاعلامية ستتصاعد!
  • طهران للفاتيكان: لن نتدخل والقرار لـحزب الله
  • توقعات إسرائيلية بانتهاء عملية رفح خلال أيام.. تغيير أسلوب الحرب
  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • الرئيس الصربي يحذر: الحرب بين حزب الله وإسرائيل ستجر الغرب والشرق لصراع عالمي
  • بهذه الطريقة... إسرائيل تبحث عن عدم دخول الحرب مع الحزب