يجدد اللبنانيون الرّهان على السّنة الجديدة، لعلّها تضيء ما تبقّى من أمل في أن تحمل بداياتها استفاقة سياسيّة تعالج قضايا الوطن وتعقيدات الاوصاع السياسية والاقتصادية والأمنية. كذلك، يأمل اللبنانيون إعادة تحريك الملف الرئاسي، باعتبار أنّ حسمه الشرط الأساس لتصويب مسار البلد، وفتح باب المخارج والحلول لكل الملفات الشائكة.



وكتبت"الجمهورية": التعويل في الملف الرئاسي، يبقى على المبادرة الخارجية الموعودة التي تحدثت عنها وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا. وعلى ما يقول مرجع سياسي شديد الحماسة والاستعجال لحسم الملف الرئاسي، فإنّه "سواءً أكانت أحادية الجانب من الفرنسيّين وحدهم، او من القطريين وحدهم، او منسقة بين باريس والدوحة او مدعومة بصورة مباشرة أو غير مباشرة من قِبل اللجنة الخماسية، فإنّ في أيّ حركة او حراك احتمال بركة، وما نريده في نهاية المطاف هو أن نأكل العنب الرئاسي، بعدما أنهكنا حصرم التعطيل".

على انّه في موازاة هذا التعويل، تشكيك صريح بنجاح أيّ مبادرة رئاسيّة داخلية او خارجية، وتعكس ذلك بصراحة شخصية وسطية بارزة بقولها لـ"الجمهورية": "اي مبادرة جديدة، ستكون بالتأكيد بنت التجارب السابقة التي أسقطت فيها انقسامات الداخل وتناقضاته، سلسلة طويلة من المبادرات الفاشلة، سواءً من قبل الفرنسيين او من القطريين او من اللجنة الخماسية، او المبادرات الحوارية المتتالية التي اطلقها الرئيس بري.   فوسط هذه التناقضات لا أمل بأي انفراجات، وبالتالي أنا على يقين بأن لا رئيس للجمهورية قبل أشهر، حتى لا أقول سنة واكثر، وبالتالي ما يُحكى عن مبادرات ليس اكثر من تعب وتضييع وقت، وما يجب ان نركّز عليه هو الحرب في غزة وجنوب لبنان، وننتظر ماذا سيحصل في المنطقة، وكذلك في لبنان، حيث أنّه يتملكني قلق كبير من مغامرة جنونية لا استبعد أن يُقدم عليها بنيامين نتنياهو ووزراؤه المتطرفون، هرباً من محاكمته التي ستبدأ في شهر شباط". وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"الجمهورية": رئيس الجمهورية ضرورة للبلد، ويجب أن يُنتخب في أسرع وقت".   وردّاً على سؤال عن ماهية التحرّك الذي سيقوم به حول الاستحقاق الرئاسي، يؤكّد بري أن "ليس في جعبته أيّ مبادرة، لا حوارية ولا غير ذلك. فقط مشاورات للتأكيد للجميع على أنّ أقل الواجب والمسؤولية الوطنية على كلّ الأطراف في هذه المرحلة، هو إعادة تنظيم وتحصين وضعنا الداخلي بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية".

وعندما يُسأل عمّا إذا كان ثمّة جهود خارجيّة تُبذل لخفض التصعيد، يقول بري: "كلّ الناس تتواصل وتدعو الى التهدئة، فيما المطلوب أمر وحيد هو إلزام إسرائيل بوقف عدوانها". وسبق له أن قابل دعوات الموفدين الذين التقاهم الى تجنّب لبنان تصعيد المواجهات والانزلاق الى حرب واسعة مع اسرائيل بتأكيده "أنّ خطر التصعيد واندلاع حرب واسعة، ليس مصدره لبنان، بل أنّ مصدر الخطر الحقيقي هو اسرائيل".   واعتبر مرجع مسؤول "أنّ الحديث عن ترتيبات جديدة في منطقة عمل القرار 1701 بالشكل الذي تريده اسرائيل امر بالغ الخطورة، وتستبطن شرارة اندلاع حرب واسعة"، وقال لـ"الجمهورية"، انّ "هذه الترتيبات بالشكل الذي تريده اسرائيل، تحت عنوان إبعاد "قوات الرضوان" الى شمالي الليطاني وإنشاء منطقة عازلة لحفظ امن المستوطنات الاسرائيلية، مكمن الخطورة فيها أنّ الطرح الاسرائيلي هو في الشكل "إبعاد الرضوان"، الّا أنّه في جوهره يستبطن إبعاد الناس، وتفريغ المنطقة من سكانها، أي الغاء الحياة على كل الجانب اللبناني من الحدود. ومثل هذا الامر يستحيل على اسرائيل تحقيقه لا بالسياسة ولا بغير السياسة، كما لا يستطيع احد في الخارج، وحتى أقرب حلفاء اسرائيل الاميركيين والدوليين، أن يغطيه ويدافع عنه ويدفع في اتجاه تحقيقه، كما لا يستطيع أحد في الداخل اللبناني أن يخضع له ويمرره ويقبل به".    

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الملف الرئاسی

إقرأ أيضاً:

عاجل - وزير الخارجية: نتعامل بأريحية في ملف حقوق الإنسان ونقبل أي توصيات

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، أن المبادرات المرتبطة بملف حقوق الإنسان مثل الحوار الوطني تأتي من مصر والقيادة المصرية دائما؛ إيمانا واقتناعا منها بأنه لا مجال لبناء دولة عصرية وحديثة دون بناء المواطن المصري، وترقية حقوقه المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وأضاف عبدالعاطي، خلال لقاء مع الإعلامي أحمد أبو زيد، عبر شاشة "القاهرة الإخبارية": "وبالتالي نحن نتعامل بأريحية في هذا الملف، وليس هناك أي حساسية، ونقبل أي توصيات وانتقادات، ونعمل على التعامل مع أي ملاحظات أو مطالب من داخل المجتمع المصري دون أي حساسية على الإطلاق".

توجيهات رئاسية بزيادة تطوير ملف حقوق الإنسان 

وأوضح أن الهدف الوحيد هو المزيد من تطوير أوضاع المجتمع المصري، وفي قلبه المواطن، مؤكدًا وجود إرادة سياسية كاملة لدفع هذا الملف قدما، إذ وجه الرئيس السيسي بالتحرك من خلال الحكومة المصرية عبر طرح مبادرات وطرح تشريعات.

مقالات مشابهة

  • الخارجية العراقية: الملف الفلسطيني ودعم حقوق الشعب في مقدمة أولويات قمة بغداد
  • مساعد وزير الخارجية يعقد مشاورات مع المبعوثة الإستونية للشئون متعددة الأطراف والوساطة
  • رئيس مجلس النواب اللبناني: وضعت شروطا في مشاورات حول استمرار تفاهم وقف إطلاق النار
  • موفدة أميركية الى لبنان.. وميقاتي: اسرائيل تماطل في تطبيق بنود التفاهم وتنتهك الـ1701
  • عاجل - وزير الخارجية: مصر ليس لديها ما تخفيه في ملف حقوق الإنسان
  • «وزير الخارجية»: مصر ليس لديها ما تخفيه في ملف حقوق الإنسان
  • مفتي الجمهورية يدين بأشد العبارات المساعي الرامية لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية
  • عاجل - وزير الخارجية: نتعامل بأريحية في ملف حقوق الإنسان ونقبل أي توصيات
  • وزير الخارجية: نتعامل بأريحية في ملف حقوق الإنسان ونقبل أي توصيات
  • مفتي الجمهورية يدين بأشد العبارات المساعي الرامية لتهجير الفلسطينيين