لبنان يستقبل الـ2024 بأمل وخوف من التصعيد الحدوديّ.. و اليونيفيل تحذّر
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
منتصف هذه الليلة يستقبل لبنان مع العالم السنة 2024 بآمال التخلص من إرث الأزمات والأخطار الذي يثقل عليه سواء في الاستحقاقات الداخلية أو الحدودية مع إسرائيل حيث طاردت التطورات الميدانية السنة الراحلة حتى اخر لحظاتها من خلال احتدام لافت في المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله". وليس خافياً أنّ الآمال البديهية في ان تشكل بداية السنة الجديدة منطلقا لبدء مسار الانفراجات اللبنانية ظلت تصطدم بواقع شديد القتامة لا يسمح بأكثر من فسحة عابرة للامال دون تحقيقها الكثير من التعقيدات والصعوبات والالغام التي تحول دون أي توقعات متفائلة حيال مرور لبنان مروراً آمنا في المواجهة الجارية بين إسرائيل والقوى المناهضة لها، فيما لا يقل الواقع الداخلي تعقيدا بحيث بات بحكم المؤكد ان الواقعين الحدودي والداخلي لا يبدوان امام أي انفراج وشيك وان ربط لبنان قسرا بحرب غزة زاد الازمة الداخلية استعصاء وتعقيدا وصعوبة.
وبرز مؤشر إقليمي إضافي من شأنه الإضاءة على خطورة ما قد يتعرض له لبنان من انعكاسات خارجية سلبية اذ أعلن "حزب الله" امس مقتل 4 من عناصره، في وقت تحدثت تقارير إخبارية بأنهم قتلوا مع آخرين إثر غارة أميركية عند الحدود السورية العراقية، حيث أعلن عن مقتل ثلاثة سوريين آخرين في الغارة الجوية نفسها. وقامت طائرات حربية يُرجح أنها تابعة لسلاح الجو الأميركي العامل تحت مظلة التحالف الدولي، بشن عدة غارات جوية شرق سوريا استهدفت شاحنات ومقارّ تابعة لجماعات "الحرس الثوري الإيراني" بريف محافظة دير الزور، قرب الحدود السورية - العراقية. ووفق بيانات النعي التي أصدرها الحزب، فإن القتلى هم حسن أكرم الموسوي، حيدر محمد المزاوي، ركان علي سيف الدين، وعباس محمد العجمي، مشيرا إلى أنهم "ارتقوا شهداء على طريق القدس".
وكتبت "نداء الوطن": في اليوم الأخير من السنة، يطوي لبنان ما تبقّى من ساعات العام 2023، على ميدان مشتعل في الجنوب، بعدما شهد بعد ظهر السبت تصعيداً إسرائيلياً بالضربات الجوية والمدفعية، ترافق مع تهديد جديد أطلقه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حن قال إنّه "في حال وسّع "حزب الله" المواجهة سنوجّه له ضربات لن يتخيّلها هو وإيران".
وشهدت بلدة رميش الجنوبية بلبلة واسعة، بعد إعلان كاهن الرعية الأب نجيب العميل العثور على منصّتَين لإطلاق الصواريخ في حقل زيتون بين منازل البلدة، معلناً أن الجيش عمل على تفكيكها وباشر تحقيقاته.
وأجمعت فعاليات البلدة، ومن ضمنها التيار الوطني الحر، على استنكار ما حصل وأكدت أنّها بانتظار نتائج التحقيق لمعرفة الجهة التي نصبت منصّتي الصواريخ، معلنة رفضها لتعريض حياة الأهالي العزّل لخطر القصف الإسرائيلي.
اليونيفيل
وكان رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو اشار في حديث إذاعي امس الى ان احتمال حدوث تصعيد أكبر في الجنوب يبقى قائماً دائماً، معتبراً في الوقت عينه ان حقيقة احتواء النزاع إلى حد كبير في المناطق القريبة من الخط الأزرق هي علامة على أن الأطراف لا ترغب في التصعيد، ولكن هناك دائماً خطر حدوث سوء تقدير، وتعمل اليونيفيل جاهدة لمنع ذلك.
وأمل لاثارو في أن تتمكن الأطراف في العام الجديد من إيجاد أرضية مشتركة لوضع حد لتبادل إطلاق النار، والتوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي. ورداً على سؤال حول إمكانية قيام أي تعديل يتعلق بالقرار 1701، أكد أن قوات اليونيفيل تواصل تنفيذ تفويضها بموجب القرار 1701 وإن كان القرار تحت الضغط، لكنه لا يزال مهماً كما كان دائماً، وقال نحن نواصل تنفيذه بشكل محايد، موضحاً ان أي تغييرات على هذا القرار ستأتي من مجلس الأمن، ولكن حتى ذلك الحين سنواصل عملنا لاستعادة الاستقرار والأمن على طول الخط الأزرق. وختم: "نحثّ جميع الأطراف على وقف إطلاق النار، والعمل من أجل تحقيق سلام دائم، لأن هذه هي أفضل طريقة لمنع المزيد من الدمار والأذى".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
سوريون يبحثون بأمل مشوب بحذر عن أبنائهم المفقودين
فتح سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بابا للأمل مشوبا بالحذر للعثور على معتقلين مفقودين، لكنه في الوقت نفسه قد يغلق جرحا مفتوحا بمعرفة مصائر مجهولة منذ سنوات.
ولم يترك السوريون طريقا في رحلة البحث عن أحبائهم المفقودين، إذ دفعوا أموالا طائلة إبان حكم الأسد وتواصلوا مع المؤسسات الحكومية، وصولا إلى نشر صور أبنائهم على الجدران والميادين العامة خاصة ساحة المرجة وسط العاصمة دمشق.
يقول والد أحد المفقودين إن رخصة قيادة وجدت بفرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا بريف دمشق كانت الخيط لبدء رحلة البحث عن الشاب المفقود قاسم عدنان صادق.
وكشف والد المفقود -للجزيرة- أنه يبحث منذ عام 2013 عن ابنه المعتقل في سجون الأسد، وعدد بعضا من الخيارات بشأن مصير ابنه.
وتنحصر الخيارات -وفق والد قاسم- بين نجاة ابنه أو موته أو فقدانه الذاكرة أو حتى نقله إلى سجن آخر للمقايضة عليه لاحقا.
وكانت الجزيرة قد حصلت على وثائق من سجن صيدنايا بريف دمشق تتضمن ملفات إعدام جماعية، ووردت فيها أسماء السجناء الذين تم إعدامهم منتصف يوليو/تموز من عام 2021.
جولة بفرع مخابرات حرستاوتجولت الجزيرة في فرع المخابرات الجوية في حرستا، حيث يعتقد متطوعون في البحث عن المفقودين أن نظام الأسد تعمد إخفاء الأدلة بشأن آلاف المعتقلين على مدار السنوات الماضية.
إعلانيقول نبيل أبو هادي من رابطة معتقلي سجن صيدنايا إن الوثائق المتعلقة بالمعتقلين المدنيين في الفرع أتلفت بعملية ممنهجة، في حين لم تلحق أضرارا بوثائق الأشخاص العسكريين.
ووفق أبو هادي، فإن الإخفاء القسري للمعتقلين في سجن صيدنايا كان أداة ابتزاز مالي للأهالي، مقدرا أن إجمالي ما دفعوه للنظام المخلوع يصل إلى 900 مليون دولار بين عامي 2011 و2020.
وتمكنت قوات المعارضة السورية في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 من اقتحام السجن سيئ الصيت، وتحرير المعتقلين رجالا ونساء وأطفالا منه، وذلك بعد دخولها العاصمة السورية وإسقاط نظام بشار الأسد.
ويُعَد هذا السجن أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، ويطلق عليه "المسلخ البشري" بسبب التعذيب والحرمان والازدحام داخله، ولُقب بـ"السجن الأحمر" نتيجة الأحداث الدامية التي شهدها خلال عام 2008.
واحتوت غرف فرع المخابرات الجوية بحرستا -وفق كاميرا الجزيرة- على وثائق وبيانات لمعتقلين سابقين، ولكن من دون الجزم بوجود أصحابها على قيد الحياة.
وبعيدا عن مقار الاعتقال والاحتجاز، يبحث الناس عن خيط أمل في ساحة المرجة وسط دمشق، إذ علقوا صورا لمعتقلين وأرفقوها برقم هاتف للاتصال.
كما استعرض تقرير الجزيرة بعضا من تلك الحالات الإنسانية مثل سيدة تحاول جاهدة معرفة مصير ابنها الذي اختفى بعد خروجه من المعتقل.