سواليف:
2024-09-18@09:14:00 GMT

قراءات أمنية غائبة

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

#قراءات_أمنية_غائبة – #ماهر_أبوطير

عدد #الشهداء في #غزة، أعلى بكثير من الرقم المعلن لأن هناك آلاف المفقودين وهذا يعني ان عدد الشهداء يقترب من الثلاثين ألفا حتى ساعة كتابة هذه السطور، وسوف يرتفع العدد بشكل أكبر خلال الأيام القليلة المقبلة، ما دامت العمليات الإسرائيلية متواصلة في قطاع غزة.

الذي يدفع الكلفة الأخلاقية في هذه الحرب، ليس إسرائيل وحسب، بل الولايات المتحدة، وكثير من الدول الغربية، بسبب الانفصام الذي يسيطر على سياساتها، وهو انفصام يقول ضمنيا ان لا قيمة للإنسان العربي والمسلم في سياسات هذه الدول، والا كيف يمكن أن نفسر سكوت كل هذه الدول على ذبح الأبرياء والمدنيين وقتل عشرات الآلاف، وجرح عشرات الآلاف، وهدم بيوت المدنيين، واعتبار أن كل ما يجري مجرد حرب ضد تنظيمات تحارب إسرائيل، فيما يتم الانتقام من المدنيين، وتحديدا الأطفال حين يستشهد عشرة آلاف طفل في أقل من 3 أشهر.

في نقاش سياسي حاد يقول سياسي مخضرم أن الولايات المتحدة مثلا تسببت بقتل مليون عراقي منذ عام 1990، وحتى نهاية عام 2003، وجميعهم من الأبرياء والمدنيين، أي أن ذريعة محاربة النظام الحاكم في بغداد، سمحت لواشنطن ودول غربية ثانية، بتطبيق العقوبات على المدنيين، في ربط غريب بين النظام والمدنيين، وكأن الانتقام من المدنيين وسيلة لاسقاط النظام وارهاقه، برغم حرمة ذلك وفقا للقوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان.
في الحروب يدفع المدنيون الثمن دائما، وفي الحرب العراقية الايرانية، خسر ملايين البشر حياتهم، وهم ليسوا اساسا على جبهات القتال، وفي الحربين العالميتين الاولى والثانية تم قتل اكثر من ستين مليون شخص، غير خسائر الجيوش المتحاربة في ميادين القتال والحرب.

مقالات ذات صلة على الأعراف بين عامين : قِفا نحكِ 2023/12/30

هذا السلوك لا يعبر عن أدنى درجات الأخلاق، ولا عن الإنسانية بأي درجة، وفي زمن تثير فيه عواصم غربية مثل واشنطن ملفات حقوق الإنسان بشكل دائم، فإنها على أرض الواقع تتصرف على العكس، وهي قد توجه نقدا لنظام شرق أوسطي على اعتقال شخص كتب مقالا لاذعا، لكنها بالمقابل تتعامى عن قتل مليون عراقي، مثلا، وعن استشهاد عشرات آلاف الفلسطينيين غير المحاربين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بحيث يراد تحويل قطاع غزة إلى منطقة خاصة للايتام والأرامل، والمذعورين من صوت الصواريخ، في حرب نفسية أيضا.
اللافت للانتباه أيضا أن دولاً كثيرة ترسل المساعدات المالية والعسكرية والصواريخ والذخائر والقنابل لذبح الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، لكنها في مسار مواز تحاول تجميل كل هذه الوجوه القبيحة من خلال إرسال المساعدات الغذائية والدوائية لابناء القطاع، وكان الأولى بدلا عن إرسال هذه المعونات، وقف الحرب أولا، واسترداد الحياة الإنسانية فيه، وعندها لن يكون الفلسطيني بحاجة الى وجبة غذاء، ولا حبة دواء، أيضا، مثل بقية شعوب العالم.
كيف يمكن أن ترسل صاروخا لقتل عائلة بريئة، وتكون قبلها بيومين قد أرسلت طردا غذائيا لها.هذه مأساة حقا تفتقد إلى أدنى المعايير الأخلاقية وحتى السياسية، لانها كمن يضع القنبلة المتفجرة داخل الساندويش ليموت من يأكله، في سلوك مفضوح وفاضح في الوقت ذاته.
القراءات الأمنية في الدول الغربية عليها أن تتنبه إلى حقائق أخطر، أولها ان سمعتها انهارت كليا في هذه المنطقة، وترميمها صعب جدا وتحتاج إلى مئات حملات العلاقات العامة التي قد لا تنجح، وثانيها أن الارتداد عليها من ناحية أمنية قد يكون خطيرا على المديين المتوسط والإستراتيجي، من حيث توليد التطرف مجددا في تلك الدول على يد جماعات ترغب بالانتقام، وثالثها أنها تشارك سياسيا في حرب ليست حربها، ورابعها انها وضعت كل أوراقها في سلة إسرائيل وكشفت منسوب التحالف معها دون مراعاة لحسابات دول المنطقة الداخلية تحديدا واستقرارها وشعوبها، وخامسها انها باتت في نظر أهل المنطقة بمثابة عدو، بسبب كل هذا الدعم لإسرائيل، وهذه عداوة حاولت دول المنطقة والدول الغربية في مراحل سابقة منع الانجرار نحوها، لاعتبارات كثيرة، لكن كل هذه الجهود تشظت اليوم.
الانتقام من المدنيين في غزة يهدف إلى الانتقام مما تعتبره إسرائيل، الحاضنة الشعبية للمقاومة، وهذا انتقام قد يؤدي إلى نتيجة معاكسة تماما، أي مضاعفة المقاومة باشكال مختلفة وعبر اجيال قادمة، لن تنسى كل هذا القتل والتذبيح بحق شعب يدافع عن وجوده.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الشهداء غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول عُماني يؤكد أن بلاده لن تطبع مع إسرائيل ويقول إن الأخيرة استغلت تطبيعها مع العرب ضد فلسطين

شمسان بوست / متابعات:

علق وكيل وزارة الخارجية العُمانية للشؤون السياسية، خليفة بن علي بن عيسى الحارثي، على المساعي الأمريكية لتطبيع العلاقات بين سلطنة عمان وإسرائيل.

وقال الحارثي في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية إن المساعي الأمريكية لتطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل “فشلت في تحقيق أهدافها، بل وتسببت في تأزيم القضية الفلسطينية.

وأكد أن سلطنة عمان لا تنوي التطبيع مع إسرائيل قطعيا، مشددا “على أن القضية الأهم في هذه اللحظة ليست التطبيع من عدمه، وإنما التوصل لحل للقضية الفلسطينية، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وهذا هو الهدف الذي يجب أن يسعى إليه المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وبتحقيق هذا الهدف يتحقق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.

وأشار إلى “أن إسرائيل استغلت التطبيع الذي وقع مع عدد من الدول العربية مؤخرا للتنكيل بالفلسطينيين والمماطلة والتسويف، دون إعطائهم حقوقهم لقيام دولة فلسطينية مستقلة، حسبما نصت عليه القرارات الدولية”، مشددا على أن فكرة التطبيع لضمان الاستقرار في الشرق الوسط أثبتت فشلها.

وأضاف: “لا ننكر أن هناك تباينات نسبية في بعض المقاربات في قضايا المنطقة، لأن لكل دولة عربية خصوصية في المصالح والأولويات، لكن نعتقد أنه بالنسبة للقضية الفلسطينية، المواقف العربية والمطالب العربية موحدة بشأن حق نيل الفلسطينيين حقوقهم”.

وأكد “تضامن السلطنة مع الشعب الفلسطيني”، ودعا المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته لتمكين إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”

وتابع: “عُمان تدعو باستمرار لتوحيد الصف العربي، وقد يكون ذلك من خلال تعزيز دور جامعة الدول العربية، والمنظمات الإقليمية المرتبطة بالعمل العربي المشترك”.

وكشف الحارثي أن “مسقط تحافظ على حوار مستمر مع المجتمع الدولي لنزع فتيل التوترات الإقليمية”، لكنه نفى وجود اتصالات مباشرة مع إسرائيل أو وساطة بين إسرائيل وإيران.

وتوقع تقرير أجرته Arab Center Washington DC في وقت سابق أن ينجو التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل من تداعيات حرب غزة، وستعمل هذه الدول على حماية اتفاقات أبراهام، مع مواصلة دعم القضية الفلسطينية.

وأشار التقرير الذي صدر تحت عنوان “التطبيع مستمر رغم حرب غزة”، أن “نجاح التطبيع بين إسرائيل والأردن ومصر مر من خلال العديد من الاختبارات السيئة، وكذلك اتفاقيات التطبيع الجديدة مع الدول العربية الأخرى في الوقت الحالي، فاختبار الحرب في غزة قوي”، مرجحا أن “تتغلب اتفاقيات التطبيع لسنة 2020 على هذا الاختبار”.

هذا وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي المستمر للقطاع إلى 41182 شخصا، والمصابين إلى 95280 منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.

وتواصل إسرائيل الحرب على قطاع غزة على الرغم من تبني مجلس الأمن الدولي قرارين بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير إلزامية لتجنب استهداف المدنيين.

المصدر: سبوتنيك

مقالات مشابهة

  • بـ «زجاجات مولوتوف».. رغبة الانتقام تقود لإشعال النيران بمصنع بالجيزة والنيابة تحقق
  • إسرائيل المُجرِمة
  • مخاوف في إسرائيل من تحديث الجيش المصري لترسانته العسكرية
  • الخارجية الأمريكية: النتائج الأولية في مقتل الناشطة الأمريكية بالضفة الغربية لا تبرئ إسرائيل
  • اتهموها بالنفاق والازدواجية..خبراء أمميون ينتقدون الدول الغربية لصمتها على جرائم إسرائيل
  • لماذا لم تخسر إسرائيل أوروبا حتى اللحظة؟
  • مسؤول عُماني يؤكد أن بلاده لن تطبع مع إسرائيل ويقول إن الأخيرة استغلت تطبيعها مع العرب ضد فلسطين
  • الحرب الغربية على الشعب الفلسطيني ‏والتنكر لحق المقاومة
  • محلل كويتي: أسلحة عربية لو استخدمت لأوقفنا حرب “إسرائيل” على غزة
  • نائب إسرائيلي يطالب بإقامة "منطقة أمنية" في جنوب لبنان حتى نهر الليطاني