يعمل الجيش الأمريكي على تجديد مطار عسكري مهجور في جزيرة تينيان الصغيرة في المحيط الهادئ انطلقت منه صباح السادس من أغسطس 1945 الطائرة التي ألقت القنبلة النووية على هيروشيما.

وتستثمر الولايات المتحدة مليارات الدولارات في مواقع استراتيجية جديدة من أجل محاربة النفوذ المتزايد للصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وفي قواعد عسكرية بديلة يمكن أن تستخدمها في حال وقوع هجوم على منشآتها الرئيسية.

وتشكل هذه السياسة التي تتبعها واشنطن مع "شعور بأن الوضع ملحّ" وفق قولها، ردا على سياسة بكين المماثلة القائمة منذ سنوات على تحويل جزر صغيرة إلى قواعد عسكرية في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

ويقول الناطق باسم سلاح الجو الأمريكي في المحيط الهادئ لوكالة "فرانس برس" "في وقت تعمل الصين على بناء مدارج لها من الصفر، منحت عمليات إعادة تأهيل مطارات من الحرب العالمية الثانية للقوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ وسيلة لإنشاء بنى تحتية في المنطقة بسرعة".

???????????????? C'est de cette petite île perdue dans le Pacifique qu'avait décollé, au matin du 6 août 1945, l'avion parti larguer la bombe sur Hiroshima.

L'aérodrome militaire de #Tinian, grignoté depuis des décennies par la jungle, est désormais rénové par l'armée américaine.

Pour… pic.twitter.com/B2QqyjlMn6

— OpexNews (@OpexNews) December 30, 2023

في تينيان الأمريكية قرب غوام، يتمتع المطار التاريخي الواقع بشمال الجزيرة بـ"مساحة كبيرة تحت الحشائش الكثيرة"، حيث قال الجنرال كينيث ويلسباك قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ لصحيفة "نيكاي" اليابانية إنهم "سيزيلون هذه النباتات من الآن حتى الصيف المقبل من أجل إنشاء قاعدة كبيرة".

وتعمل القوات الجوية الأمريكية التي أطلقت أعمال صيانة قرب المطار المدني الحالي في تينيان، على تجديد ما كان في العام 1945 أهم مطار في العالم.

في تلك الحقبة، تناوبت عشرات من طائرات "بي-29" الأمريكية على 6 مدارج إقلاع وهبوط في تينيان على بعد 2300 كيلومتر جنوب اليابان لقصف الإمبراطورية اليابانية.

وبعدما استولت الولايات المتحدة على الجزيرة من اليابانيين، بنيت قاعدة عسكرية متقدّمة على عجل واختيرت لاستخدام أولى القنابل النووية.

Aerial shot of #Tinian in WW2. Two airfields. Six runways. No waiting.
Now?
Just needs a little Red Horse for paint and concrete, then add air defense to taste.
Reclamation underway. https://t.co/c7b8AWHawZpic.twitter.com/RDpTCHr1SL

— SMSgt Mac (@SMSgt_Mac) December 29, 2023

ومن هذه الجزيرة الواقعة في أرخبيل ماريانا أقلعت في السادس والتاسع من أغسطس 1945 الطائرتان اللتان ألقتا بقنبلتي "الولد الصغير"Little Boy و"الرجل البدين"Fat Man  ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص وإركاع اليابان.

12 موقعا دفاعيا جديدا

بعد نحو 80 عاما عادت الجرافات إلى تينيان ووضعت هذه المرة بكين نصب عينيها.

وفي 2022 أشارت الوثيقة التي تحدد استراتيجية الجيش الأمريكي للسنوات المقبلة إلى أن "مشروع الصين القسري والعدواني بشكل متزايد لإعادة تشكيل منطقة المحيطين الهندي والهادئ" يمثل "التحدي الأكبر والأخطر للأمن القومي للولايات المتحدة".

In the middle of the Pacific ocean, an abandoned US airfield once key to dropping the nuclear bomb on Japan is being revived. But as the Americans hack away at the jungle overgrowth at Tinian island airfield, it is with China in mind.https://t.co/RKZ6a2eYZC

— AFP News Agency (@AFP) December 30, 2023

في السنوات الثلاث الماضية، تضاعفت الميزانية السنوية المخصصة للبناء العسكري الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فقد ارتفعت من 1.8 مليار دولار في العام 2020 إلى 3.6 مليار في العام 2023 بحسب تقرير صدر عن مركز الأبحاث في الكونغرس.

أما النهج الذي يعتمده البنتاغون فواضح ويتركز على زيادة القواعد لزيادة المرونة لكي تكون القوات الأمريكية قادرة على العمل خارج القواعد الأمريكية الكبيرة الموجودة في اليابان وكوريا الجنوبية وجزيرة غوام.

ومنذ 2011 "فاوضت الولايات المتحدة للوصول إلى 12 موقعا دفاعيا جديدا في الفيليبين وأستراليا بما فيها مواقع كثيرة تعود للحرب العالمية الثانية"، بحسب تقرير الكونغرس.

ومن المتوقع أن تنتهي أعمال تجديد المدارج خلال عامين وكذلك أعمال بناء خزانات الوقود من أجل "ضمان القدرة على تحقيق أهداف البعثة في حال استحال الوصول إلى قاعدة أندرسن الجوية في غوام أو غيرها من المواقع في غرب المحيط الهادئ"، حسبما تذكر وثائق مالية للجيش الأمريكي التي تحدد ميزانية لهذه المشاريع بما لا يقل عن 162 مليون دولار.

Estados Unidos está rehabilitando el aeródromo Tinián Norte, el punto de partida de los bombardeos atómicos a Japón. La Fuerza Aérea realiza ajustes ante la supuesta amenaza china en el Indo-Pacífico. pic.twitter.com/pM8NS0D808

— RT en Español (@ActualidadRT) December 24, 2023

المصدر: أ ف ب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية البنتاغون الحرب العالمية الثانية المحيط الهادي طائرات طائرات حربية طوكيو مطارات هيروشيما واشنطن أسلحة الدمار الشامل الجيش الأمريكي وفيات فی المحیط الهادئ

إقرأ أيضاً:

بوتين: المفاوضات بشأن الاستقرار الاستراتيجي تتطلب "حسن نية" من جانب واشنطن

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن استئناف المفاوضات بشأن الاستقرار الاستراتيجي يتطلب "حسن نية" من جانب الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن واشنطن "إما هي تريد أو لا تريد" الحوار.

وقال بوتين: "المسألة ليست حتى في هذا، ليست في الجانب الرسمي، ولا في الجانب القانوني، ولكن في جوهر القضايا التي يجب أن نحلها معا. لقد قمنا بصياغة مقترحاتنا، فتحدثت عن هذا الأمر في وزارة الخارجية إلى المسؤولين فيها، من حيث المبدأ، هذا موضوع باق على الورق، ولكن يجب أن يكون هناك حسن نية من قبل المهتمين بهذا الأمر".

وأضاف: "نسمع أحيانا من الولايات المتحدة أنهم يريدون استئناف المحادثات حول هذا الموضوع. ليس من الواضح ما إذا كانوا يريدون ذلك أم لا. خلال الفترة الأخيرة من إدارة الرئيس باراك أوباما، أعطونا إشارة إلى أنهم يريدون ذلك، ثم فجأة توقفوا".

وتابع الرئيس الروسي: "لكن لا تزال قائمة مسألة إنشاء إطار قانوني للأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي، بالطبع".

المعاهدات والاتفاقيات الاستراتيجية بين روسيا والولايات المتحدة هي كالتالي:

"ستارت-3" - معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، للحد من عدد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وبعض الصواريخ الأخرى والرؤوس الحربية النووية العائدة لروسيا والولايات المتحدة.
في 21 فبراير 2023، أعلن بوتين أن موسكو ستعلق مشاركتها في معاهدة ستارت الجديدة، لكنها لن تنسحب منها. ويريد الجانب الروسي، قبل العودة إلى الحوار بشأن المعاهدة، أن يفهم كيف ستأخذ معاهدة ستارت الجديدة في الاعتبار ليس فقط ترسانات الولايات المتحدة، بل أيضا القوى النووية الأخرى في حلف شمال الأطلسي - بريطانيا وفرنسا.

معاهدة "القوى النووية المتوسطة المدى"- معاهدة القضاء على القوات النووية المتوسطة والقصيرة المدى، الموقعة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية في عام 1987. في عام 2019، انسحبت الولايات المتحدة من هذه الاتفاقية. وأكدت موسكو أنها لن تنتج أو تنشر صواريخ ما لم تنشر واشنطن هذه الأنظمة في بعض مناطق العالم.
ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة، كما أشار بوتين، لا تنتج هذه الصواريخ فحسب، بل نقلتها إلى أوروبا والفلبين. والآن تستعد روسيا لإجراءات جوابية، ومن الممكن أن تبدأ أيضا في إنتاج ونشر صواريخها.

معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وقعت عليها كل من روسيا والولايات المتحدة، لكن روسيا فقط صدقت عليها. لذلك، في 18 أكتوبر 2023 اعتمد مجلس الدوما قانونا يلغي التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية

مقالات مشابهة

  • بوتين: المفاوضات بشأن الاستقرار الاستراتيجي تتطلب "حسن نية" من جانب واشنطن
  • باحث شؤون إسرائيلية: تصرفات نتنياهو تضر بعلاقات واشنطن وتل أبيب
  • وزير "القنبلة النووية" الإسرائيلي يدعو للسيطرة على سيناء.. "الاحتلال الآن" (فيديو)
  • باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل حال دخولها في جبهة صراع جديدة (فيديو)
  • واشنطن: بلينكن شكر سامح شكري على جهوده لتعزيز العلاقات بين الشعبين الأمريكي والمصري
  • زلزال بقوة 4.8 درجات يضرب جزر سليمان في المحيط الهادئ
  • 12 مسؤولاً أمريكياً استقالوا بسبب غزة يتهمون واشنطن بالتواطؤ في قتل الفلسطينيين
  • وصول سفينتين حربيتين من أسطول المحيط الهادئ الروسي إلى فنزويلا
  • الخارجية الأمريكية تجدد تحذيرها للمواطنين من السفر إلى 19 دولة
  • هل ينسحب بايدن من الانتخابات الأمريكية؟ "فيديو"