استنكار وغضب بالعراق لهدم جامع السراجي الأثري في البصرة
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
استنكر وزير الثقافة العراقي أحمد فكاك البدراني قرار محافظ البصرة أسعد العيداني هدم مسجد السراجي ومئذنته التي يبلغ عمرها نحو 300 سنة، بدعوى أنها أصبحت تعوق حركة المرور.
وقال البدراني -في بيان نشره على فيسبوك- إنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد هدم المسجد الذي تم رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث عدة مقترحات للحفاظ عليه وتجزئته ونقله إلى مكان آخر.
وشدّد البدراني على أن الحكومة العراقية ترفض وتمنع المساس بأي بناء يحمل سمةً تراثية أو أثرية، سواء كانت دينية أو مدنية، إذ إنها لا تُعد ملكاً لديوان أوقاف أو وزارة أو هيئة أو محافظة، وإنما هي ملك للتاريخ الحضاري والتراثي للعراق.
وانتشرت عدّة مقاطع فيديو توثق هدم مئذنة وجامع السراجي الذي يعتبر من مساجد العراق التاريخية القديمة، فيما يقف العيداني مع مسؤولين محليين آخرين على مقربة منه.
بدوره، قال خميس الخنجر رئيس تحالف السيادة الذي يضمّ غالبية النواب السنة في مجلس النواب العراقي، إن هدم جامع السراجي ومئذنة تاريخية في البصرة بطريقة منافية لقيمِ التعامل مع الأماكن المقدسة والأثرية، يستلزم موقفا حكوميا حازما.
بينما أكد حزب "متحدون" الذي يتزعمه رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي، أن ما يؤسَف له هو أن تجاوز القوانين والأنظمة والأعراف يمكن أن يصل إلى درجة الجرأة على هدم منارة عمرها 3 قرون.
وكان محافظ البصرة أسعد العيداني قال -في تصريح نقلته وسائل إعلام محلية- إن "الهدف من هدم جامع السراجي هو إكمال توسعة طريق أبي الخصيب جنوبي المحافظة، تلبية لمطالب المواطنين وأصحاب المركبات، بسبب الزحام الشديد كونه في منتصف الشارع".
وأكد وجود تنسيق مع ديوان الوقف السني قبل تنفيذ قرار الهدم، لكن مدير أوقاف المنطقة الجنوبية التابعة لديوان الوقف السني محمد الملا، قال إن الاتفاق نص على نقل المئذنة مع احترام كل إجراءات نقل الآثار المعمول بها، وبما لا يؤثر على طرازها القديم.
وغرّد نشطاء عبر وسم #جامع_السراجي ووسم #أسعد_العيداني، معتبرين أن ما حدث "جريمة" وسط مطالبات باتخاذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الديني والتاريخي بالعراق.
جامع السراجي.. مئذنة تاريخيةوكان جامع السراجي بُني من اللبن عام 1140 للهجرة/ 1727 للميلاد في مدينة البصرة، وكان آخر تجديد له عام 2002، ويعد من مساجد العراق التاريخية القديمة، ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية.
وتبلغ مساحة الجامع نحو 1900 متر مربع، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب، وجُدد بناؤه من قبل متبرعين خلال ثمانينيات القرن العشرين.
وللجامع مئذنة أثرية فخمة البناء، وفيه مصلى واسع يبلغ عرضه 18 مترا وطوله 11 مترا، ويعتبر من أوسع مساجد البصرة مساحة، لذلك كان يسمى قديما بالمسجد الكبير قبل بناء مساجد حديثة وجامع البصرة الكبير، كما أنه سمي بجامع مناوي لجم الكبير، لأن المنطقة كان اسمها قرية مناوي لجم ثم توسعت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جامع السراجی
إقرأ أيضاً:
محافظ مسندم يطلع على مشروع مركز الزوار في الموقع الأثري بولاية دبا
قال معالي السيد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم البوسعيدي محافظ مسندم: إن مشروع مركز الزوار في الموقع الأثري بولاية دبا يعد واحدا من أهم المشاريع التي أفرزتها الشراكة ما بين مكتب محافظ مسندم ووزارة التراث والسياحة ومجموعة أوكيو في برامج المسؤولية الاجتماعية سواء كانت للتمويل أو لبناء الفكرة لإنشاء مشروع مميز في موقع مهم جدا على مستوى الإقليم مع ما يتميز به من محتوى أثري وأهميته.
وأكد معالي السيد أن المشروع سيمثل إضافة حقيقية للقطاع السياحي وإثراء ثقافيغ لأهالي ولاية دبا بمحافظة مسندم بشكل عام ولجميع من يرتاده حيث إنه سيسهم في اطلاعهم على ما احتوته الحضارات القديمة في المنطقة وإمكانية تجسيدها في الواقع في عصرنا الحالي كونه يسهم في تعزيز الإثراء الثقافي في التعرف على ما يمكن إنتاجه من منتجات حقيقية ذات ارتباط تاريخي وارتباط مستقبلي.
جاء ذلك خلال زيارة معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم للاطلاع على موقع مشروع مركز الزوار في الموقع الأثري بولاية دبا، واستمع معاليه والحضور (في الموقع الأثري) إلى شرحٍ عن مركز زوَّار موقع دبا الأثري والذي يتكون من مرافق حيوية وقاعات عرض متحفي ومختبر ومتجر للهدايا ومقهى ومكاتب للموظفين.
كما يوفر المشروع منصة متكاملة لتقديم المعلومات والخدمات للسياح القادمين إلى المنطقة إلى جانب العمل على تفعيل مراكز المعلومات السياحية في المحافظة لتقديم خدمات متنوعة تساعد الزوار على استكشاف الوجهات السياحية بأفضل طريقة ممكنة كما يحتوي المركز على متحف يعرض تاريخ وثقافة المنطقة من خلال معروضات فريدة ومعلومات توثيقية مما يتيح للزوار فرصة التعرف على التراث المحلي.
وقال سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث: إن الوزارة تعمل على تنفيذ مشروع إنشاء مركز زوار موقع دبا الأثري بولاية دبا بمحافظة مسندم والذي يمثل خطوة محورية في استثمار القيمة التاريخية والثقافية الفريدة ويؤمل من المركز أن يكون بوابة لتعريف الزوار المحليين والدوليين بالأهمية الأثرية للموقع الذي يوثق حقبًا تاريخية عريقة حيث إن الآثار تشير إلى الفترة الممتدة للموقع من العصر الحجري إلى العصور الإسلامية.
وأضاف سعادته إن المركز يهدف إلى توفير تجربة تعليمية متكاملة تجمع بين العرض التفاعلي للتاريخ والابتكار في عرض القطع الأثرية المكتشفة كما سيعمل المركز على دعم المجتمع المحلي من خلال تعزيز السياحة الثقافية وفتح آفاق جديدة لفرص العمل والمشاريع المرتبطة بالحفاظ على التراث وإدارته.
وقال سعادة الشيخ عبد العزيز بن أحمد الهوم المياسي والي دبا: إن موقع زوار دبا الأثري يُعدُّ شاهدًا حيًا على العراقة والأصالة الذي يتمتع به المركز ويعد المركز بوابة تفتح آفاقًا على الماضي العريق الذي يعود إلى حضارات قديمة عاشت وازدهرت على هذه الأرض حيث يحتوي على الحفريات والمقتنيات الأثرية والقبور القديمة، وسيكون المركز دافعا لتعزيز السياحة في ولاية دبا التاريخية ودافعا للمزيد من الاكتشافات والمحافظة عليه للأجيال القادمة وسيكون كذلك مزارا أثريا ووجهة سياحية لهذا الموقع النادر لتلبية الجانب المعرفي لدى الزائر بالبُعد التاريخي الأثري لولاية دبا بمحافظة مسندم.
وقال المهندس أحمد بن سعيد الأزكوي الرئيس التنفيذي لشركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج: إن مشروع مركز زوار موقع دبا الأثري في محافظة مسندم يُعد أحد مشاريع الاستثمار الاجتماعي لشركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج في ولايات المحافظة، والذي يأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية للشركة في المجتمعات المحيطة باستثماراتها.
من جهته قال علي بن حمود المحروقي مدير المسوحات والتنقيبات الأثرية بوزارة التراث والسياحة في كلمته: يأتي تنفيذ مشروع مركز زوار موقع دبا الأثري بولاية دبا بمحافظة مسندم بمساحة تتجاوز 17 ألف متر مربع، ليعرض المركز بعد افتتاحه أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية مميزة تم العثور عليها في موقع دبا الأثري المكتشف في عام 2012م.
وأوضح مدير المسوحات والتنقيبات الأثرية بالوزارة أن المسوحات والحفريات التي نفذت من قبل أكثر من 35 أثريا من مختلف التخصصات والجنسيات أثبتت أن الموقع يعد واحد من أغنى المواقع الأثرية في سلطنة عمان، والذي يغطي الفترة الممتدة من العصر البرونزي المتأخر وحتى فترة ما قبل الإسلام (1500 قبل الميلاد - 600 ميلادي) إضافة إلى العمارة الجنائزية بالموقع.