اللواء (م) مازن محمد اسماعيل يكتب: ????(بالغانوون)!
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
????في عام ٧٠م حاصر قيصر الروم اسفسيانوس اليهود في أورشليم خمسة أشهرٍ حتى سقطت ، فأجبر الرومان اليهود على أن يقتُل كل واحدٍ منهم أبنائه وزوجته بيده .. ففعلوا ، ثم ضربوا القرعة بين كل اثنين من اليهود ليقتل أحدهما الآخر .. ففعلوا ، وهكذا أُبادوا كل اليهود في المدينة بأيدي بعضهم البعض ، ولم ينجوا منهم إلا الشريد ، أو أولئك الذين كانوا يسكنون في أماكن بعيدة … وعلينا أن نتذكر بأن مليشيا الدعم السريع أحرقت الناس أحياء وأمرت بعض ذويهم بأكلهم ، ودفنت الناس أحياء وأمرت بعض ذويهم بدفنهم ، وربما غداً ستأمر الناس بأن يغتصبوا أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم.
????في ١٠ فبراير ١٢٥٨م دخل التتار بغداد فقَتلوا بمنتهى الوحشية ما يزيد على ٨٠٠ ألف مسلم في أيام معدودة حتى ظن المؤرخ ابن الأثير أنها نهاية العالم ، وأن هذه هي علامات الساعة، وأن تأريخ هذه اللحظات لن يفيد أحداً ، وقال مقولته الشهيرة: (فمن الذي يسهُل عليه أن يكتب نعيَ الإسلام والمسلمين؟! ومن الذي يهُون عليه ذكرُ ذلك؟ فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مِت قبل هذا وكنتُ نسيًا منسيا).
????في ٢ يناير ١٤٩٢م أُخرِج أبوعبدالله الصغير وأمه عائشة مُرغميْن صاغِريْن تجاه عُدوة المغرب بعد أن سلَّما غرناطة (دُرَّة التاج الأندلسي) مودِّعين مجداً مُؤثَّلاً دام ثمانية قرون ، وحينها التفت أبوعبدالله الصغير من تلَّةٍ تُشرِف على قصر الحمراء مودِّعاً بدموعه إلى غير رجعةٍ مجد المسلمين في تلك البقاع فيما سجَّله التاريح مكاناً وزماناً بعبارة *زفرَة العربي الأخيرة* ، وقالت له أمه حينها *إبكي يا بني مثل النساء مُلكاً مُضاعاً لم تُحافِظ عليه مثل الرجال* .
????هذه الأحداث التاريخية المُنتقاة يجمع بينها أن الأعداء ما استباحوا تلك البلاد إلا باتفاقياتٍ كاذبةٍ مُذِلَّةٍ عقدوها مع قادةٍ جُبناء خانعون .. فاستبيحت بموجبها البلاد ودماء الشعوب وأعراضهم وممتلكاتهم (بالغانوون وليس القانون) دونما حاجةٍ لأن يوجف الأعداء عليها من خيلٍ ولا رِكاب ، فتغيرت الجغرافيا والديمغرافيا ، ونُسِفت منظومة القيم ، وتغرَّبت الأجيال اللاحقة ، وأقرب مثالٍ حيٍّ على ذلك هم الموريسكيون في اسبانيا الذين فقدوا لغتهم ودينهم وثقافتهم وأموالهم وتوالت عمليات طردهم وتهجيرهم (بالغانوون) ومن بقي منهم فلا يزال قابعاً في قاع المجتمع الأسباني إلى اليوم رغم مرور ستة قرون.
????أكد السيد البرهان أنه عازمٌ على لقاء زعيم المليشيا الإرهابية التي قتلت شعبه وانتهكت أعراضهم ونهبت أموالهم وصادرت مستقبل أجيالهم ، سيذهب سيادته وقد يعقد اتفاقاً ترعاه الإيقاد والإمارات وأمريكا .. وقد يعود سيادته مُبشِّراً بأن المليشيا وافقت على الخروج من منازل المواطنين ، وأنها ستسمح للمواطنين بالعيش في بلادهم (بالغانوون) ، ولعمري فإن ذاك سيكون أفظع وأشنع مما فعله هُدبة ابن خشرم بابن زيادة حين قتل أبوه وكاد أن ينكح أمه ، فالمليشيا فعلت بالشعب السوداني كل ذلك ، وتريد من هذا الشعب أن يُذعن لها ويخنع لحُكمها ، وقد لا ترى السلطة القائمة في ذلك بأساً طالما ستحتفظ بمناصبها وأن المليشيا ارتضت أن تخرج من منازل المواطنين على أمل أن يعوضهم الله فيما فقدوا من دمائهم وأعراضهم وأموالهم وكرامتهم!!!
????على السيد البرهان أن يوقن بأن مجرد لقائه مع قائد هذه المليشيا والاتفاق معه على غير استسلام المليشيا وخضوعها للقانون لا الغانوون (وهو ما لا مؤشر له اليوم) .. سيقطع بسيفٍ مرهف النَّصل آخر عُرَى الثقة بين هذا الشعب وقيادته وجيشه إن رضي هذا الجيش بهذا الخور ، وإن خيار الحرب الأهلية الشاملة سيكون أشرف وأهون على هذا الشعب من خضوعه واستسلامه لهذه المليشيا ومن ورائها أو حتى مجرد قبول أحدهم في الحياة العامة بأيِّ شكلٍ كان ، وعلى السيد البرهان وطاقم سُلطته أن يعيدوا موضعة أنفسهم بمنتهى العناية والحرص ما بين فسطاطٍ فيه المليشيا والإمارات وقحت وأمريكا والشيطان ، وما بين فسطاط الشعب السوداني والحق ولا ناصر لهم إلا الله ، ويبقى إن صار الأمر إلى ذلك .. أن تقرر قوات (الشعب) المسلحة نفسها -والتي ظل الشعب يدعمها بكلما أوتي من قوة- في موضعة نفسها بين أنها جيشٌ لشعب السودان أو أنها جيش البرهان.
????إن كل من يضع يده مع هذه المليشيا الإرهابية المجرمة أو يبارك أي اتفاقٍ معها دون خضوعها ومحاكمتها سيكون عدواً لهذا الشعب ، ونعني بهذا الحديث كذلك طائفةٌ من الإسلاميين والوطنيين الذين ظلوا (ولازالوا) يدعمون قيادة البلاد التي قادتنا لكل هذه المحارق بسوء تقديرها في كل منعطف ، فاليوم ها قد وصلنا آخر المنعطفات ، ولم يبقى لدى هذا الشعب ما يخسره أو يخشاه .. فمن شاء فسطاط الخنوع فذلك شأنه ، والرد عليه ما يرى لا ما يقرأ.
????هناك معركةٌ فاصلةٌ آتيةٌ لا ريب فيها ، وقد بدأت معالمها وشخوصها تتشكل في أفق المستقبل القريب .. الجميع يرون ذلك ، ولكن الكثيرون يجرفهم التفكير الرغائبي في محاولة تكذيب ذلك ، وأَزَلاً قال ربنا *{وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَیۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ}* ، ومع الأسف ما يخشى منه الناس واقعٌ لا محالة ، وهي معركةٌ ما بين الاستسلام لغانوون المليشيا ومقصلتها وعُهرها وبغيها ، وما بين هزيمتها واجتثاثها وتطهير البلاد منها *{وَیُرِیدُ ٱللَّهُ أَن یُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَـٰتِهِۦ وَیَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}* ، والله معنا ، والحق معنا ، والشرفاء معنا ، والمقاومة الشعبية معنا ، ويقيننا أن الجيش معنا ، فهذه الأرض لنا ، والنصر لنا ، والمستقبل لنا … والخيار اليوم لكم.
*سودانية بي سيوفن صغيرنا معتَّق*
*ما بنأباه الكتال ونقول جرحنا اتفتَّق*
*مرحبتين حباب الشر محل ما بتَّق*
*وتنقد الرهيفة … انشالله ما تتلتَّق*
اللواء (م) مازن محمد اسماعيل
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: هذا الشعب ما بین
إقرأ أيضاً:
مازن يطالب بـ3 ملايين جنيه بعد 60 يوما من الزواج.. السر في صدمة الساعة 2
«لم تكن بيننا قصة حب، كانت زيجتنا مجرد خطوة تقليدية فرضتها والدتي، لم أكن سوى شاب يرضخ لرغبات أهله ولم أكن أبحث عن الحب، بل عن استقرار وحياة هادئة، ولكن بعد أيام قليلة من الزواج، وجدت نفسي في المحكمة»، تلك الكلمات رددها مازن صاحب الـ27 عاما أمام خبراء التسوية في محكمة الأسرة خلال محاولة الوصول إلى فرصة للتصالح بالود قبل تحويل الدعوى للقاضي للنظر فيها، بعد أن قررت الزوجة أن تعكر صفو حياتهما دون سبب يذكر وإنما لأسباب أنانية من تجاهها، على حد وصفه لـ«الوطن»؛ فما وراء القصة؟
زواج صالونات ومعاناة بعد شهرينجلس مازن على المقعد الخشبي القاسي داخل محكمة الأسرة، ثم رفع رأسه ليختلس نظرة سريعة إلى زوجته «مي» التي كانت تجلس على الجهة المقابلة له، دلفت المحامية وأشار لها بالذهاب؛ وكانت الجلسة بدأت، لكنه ظل على حاله، لم يكن يريد أن يتحدث مع «مي»، ولا أن يسمع منها شيئًا، لأنه جاء ليطلب حقوقه.
قال مازن لـ«الوطن» إن حياته كانت تسير بروتينها المعتاد، حتى رفضت والدته الذهاب معه لخطبة الفتاة التي يحبها، وفرضت عليه الذهاب لرؤية فتاة أخرى، وبعد شجارات عدة وافق وذهب معها، وعندما رأى زوجته الحالية لأول مرة شعر أنها فتاة مهذبة وكانت خجولة، وبعد السؤال عنها كُتبت له أشعار في حيائها وأنها ليست كالأخريات؛ فتمم الخطبة، وهنا واجهته مشكلة أخرى، أن والدها لا يستطيع تجهيزها، وحتى لا يحرجها قرر أن يتكفل بتجهيز شقة الزوجية كاملة.
خديعة الزوجة هدمت حياتهمايقول مازن إن بعد الزواج ظهر أمامه وجه فتاة أنانية تطمع في كل شيء، أمام عائلتهما تتصرف باحترام فلا يصدقه أحد مهما اشتكى مما يعانيه برفقتها في المنزل؛ والخلافات بدأت تدب بينهما ومع مرور الأيام، لم يكن هناك مجال للحديث حتى، وأصبح منزلهما جحيما لا يطاق، فتهرب من ذلك للعمل، حتى أصبحوا غرباء في نفس المنزل.
مرت أسابيع قليلة، وسافر مازن للعمل وأخبرته الزوجة أنها ستعود لمنزل أهلها، ليُفاجأ باتصال زميل له يخبره بوصول ورقة من المحكمة على محل عمله بدعوى خلع من زوجته، فلم يصدقه وعاد من السفر ليجد صدمة في انتظاره: «وصلت من السفر كنت الساعة 2 بليل، واتفاجئت إن الشقة على البلاط لدرجة إني افتكرت دخلت شقة غلط، وبعد الصدمة اتصلت عليها ومردتش فسألت حارس العمار قالي إن زوجتي وأهلها قالوله إننا بنعزل عشان الشقة مش مريحانا».
لغز الساعة 2 بليل«جريت طبعا على بيت أهلها اللي أنكروا وجودها وطلبوا مني أمشي، وعملوا نفسهم مش عارفين حاجة؛ عشت في صدمة لحد أول ميعاد جلسة للتسوية، فاتهمتها بسرقة المنقولات الزوجية والذهب، وإنها لو هتخلعني ليه مطلبتش الطلاق وكان ممكن نحل الموضوع بشكل ودي»، لكن الزوجة قابلت اتهاماته بتكذيبه، فقرر مازن أن يقيم ضدها دعوى تبديد منقولات زوجية.
باءت جميع الحلول الودية بالفشل بعد أن حاول مازن مرارًا أن ينهي الأمور بشكل ودي، وكان هدفه فقط أن يستعيد حقوقه من العفش والذهب الذي جهزهما لها، دون أن يعودا معًا ويطلقها، عرض عليها أكثر من مرة أن يتفقا على الطلاق بهدوء، وأن تعيد له ممتلكاته التي كانت جزءًا من الزواج، على أن تترك كل شيء آخر خلفها، دون صراعات أو تدخّلات قانونية، لكنها كانت مصممة على طريقها، وكانت محاولاته في الوصول إلى اتفاق ودي لا تستجيب لرغباتها.
دعوتين أمام محكمة الأسرةقررت أن تقيم دعوى خلع حملت رقم 2703 بمحكمة الأسرة في زنانيري، ورد على الزوج بدعوى تبديد المنقولات الزوجية والذهب والذي قدرهم بشهادة الشهود بـ3 ملايين جنية في دعوى حملت رقم 238.