نصيحة لأولياء الأمور: لا تهملوا في تعليم عيالكم «اللغة الأم»
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
في ظل العولمة الثقافية، واهتمام كثير من أولياء الأمور بتعلم أبنائهم اللغات الأجنبية، فإن الخبراء يؤكدون ضرورة محافظة الأطفال على لغتهم الأولى عندما يبدأون الدراسة بلغة مختلفة.
وغالباً ما يشار إلى معنى اللغة الأم على أنها اللغة التي يستخدمها الطفل منذ ولادته في أوقات مهمة ومؤثرة من حياته، لكنه قد يستخدم لغة والديه في البيت، ويضطر لاستخدام لغة أخرى عندما يذهب إلى المدرسة، حيث يبدأ بالتفاعل مع الأطفال الآخرين من خلالها، غير أنه إذا عاد إلى المنزل يقل أثر اللغة الأخرى، ويعود إلى لغته الأم.
أهمية اللغة الأم
بعض الأطفال (خاصة أولئك الذين نشأوا في أسرة مختلطة العرق أو الذين يعيشون في الخارج) يعرفون بالفعل لغتين أو أكثر عندما يصلون إلى سن المدرسة، ويكون الطفل محظوظاً إذا أتقن كل اللغات بشكل متقارب. لكن هذا غير ممكن عند جميع الأطفال، حيث تطغى إحدى اللغات على غيرها، والمؤسف أن الأضعف قد تكون اللغة الأم. والتي ثبت أنه عندما يطور الأطفال النطق بها، فإنهم يكتسبون مهارات أخرى، مثل التفكير النقدي ومهارات القراءة والكتابة بلغات أخرى. بحيث تجعل تعلّم لغة ثانية أقل عبئاً.
على سبيل المثال، إذا طور الطفل القدرة على تخمين معنى كلمة ما من خلال سياقها، أو استنتاج المعنى من خلال القراءة بين السطور، فإن هذه المهارات تنتقل بسهولة عندما يبدأ في الدراسة بلغة ثانية. حيث يصعب تعليم هذه المهارات المجردة مباشرة من خلال لغة ثانية.
3 لغات
. تسهل اللغة الأم على الأطفال تعلم اللغات الأخرى، التي قد تصل إلى 3 لغات، عند الطفل الواحد، بحيث يكبرون ليكون لديهم فهم أعمق لكيفية تكوين الجمل والتعبيرات.
. قوتهم باللغة الأم تعلمهم التفكير النقدي أكثر، حيث يتعين عليهم استكشاف كيفية صياغة واستخدام اللغة التي يختارونها في تلك اللحظة من الزمن.
.الأطفال الذين يتحدثون لغة أم قوية لا يواجهون صعوبات كبيرة في تطوير مهارات القراءة والكتابة باللغات الأخرى.
. تمكنهم من نقل المعارف بحيث يجب على الطفل أن يفكر أكثر في كيفية نطق الجملة ومتى يستخدمها، ما يجعله أقرب إلى هويته الثقافية والاجتماعية.
. يُظهرون فهماً أعمق لأنفسهم ومكانتهم في المجتمع، إلى جانب شعورهم أكثر بالثقة، والتقدير للذات، ما يؤثر إيجابياً على تحصيلهم الأكاديمي.
. يغنيهم تدريس المهارات المكتسبة باللغة الأم، عن تلقيها مرة أخرى عندما ينتقلون إلى لغة ثانية.
. يزيد من تفاعل الطفل مع الوالدين حيث يمكنهما مساعدته في الواجبات المنزلية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر اللغة الأم اللغات الأجنبية اللغة الأم
إقرأ أيضاً:
كيف تقاوم كذب طفلك؟ دليل عملي لكل الآباء
الكذب سلوك شائع لدى الأطفال، لكنه يختلف في دوافعه وطريقة التعامل معه حسب العمر. بينما قد يكون الكذب عند الصغار نتيجة للخيال أو الخوف، يمكن أن يصبح عند المراهقين وسيلة لتجنب المشاكل أو الحفاظ على الاستقلالية. الفهم الصحيح لهذه المراحل يساعد الآباء في تقويم السلوك دون كسر الثقة بينهم وبين أطفالهم.
متى يبدأ الأطفال في الكذبمن الطبيعي أن يكذب الأطفال في بعض الأحيان، ويعتبر ذلك جزءًا من مراحل تطورهم الإدراكي. فقد أظهرت دراسة نُشرت في الجمعية الأميركية لعلم النفس "إيه بي إيه" (APA) في عام 2013 أن الأطفال يبدؤون في الكذب عند بلوغهم 42 شهرا، وأن هذا السلوك قد يزداد مع تطور قدراتهم المعرفية. وفقا للدكتور ريتشارد غالاغر، أخصائي علم النفس ومدير معهد الأبوة في جامعة نيويورك، "جميع الأطفال يكذبون أحيانا، وهو سلوك شائع وطبيعي".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لماذا تشعرين بالتحفز الدائم ضد طفلك؟ 6 خطوات لاستعادة هدوئكlist 2 of 2خبراء يحذرون: لا تقدموا هذه المشروبات لأطفالكمend of listلكن ذلك لا يعني أن يجب على الآباء تجاهل الكذب. يشير الدكتور جوزيف دي بريسكو، المؤلف المشارك لكتاب "الصواب والخطأ: غرس الصدق لدى الأطفال"، إلى أهمية استغلال هذه اللحظات لتعليم الأطفال الصدق والنزاهة. وللتعامل مع هذا السلوك بشكل فعّال، من الضروري فهم دوافع الكذب في كل مرحلة عمرية. يوفر هذا الدليل العملي لك الإستراتيجيات التربوية المناسبة لتعزيز قيمة الصدق وبناء الثقة بينك وبين طفلك.
إعلان الأطفال الصغار (2-4 سنوات): بين الخيال والواقعفي مرحلة ما قبل المدرسة، لا يُعتبر الكذب سلوكا مقصودا من الطفل، بل هو نتيجة طبيعية لخياله الواسع وصعوبة تمييزه بين الواقع والتمني. قد ينكر الطفل في هذا العمر كسر لعبة لأنه يتمنى ألا تكون قد تحطمت، أو يختلق قصة خيالية مثل "وحش أسقط الحليب" لتجنب إثارة غضب الأهل. في هذه المرحلة، لا يزال الطفل غير ناضج إدراكيًا بما يكفي لفهم أن ما يتمناه لا يصبح حقيقة. ما يبدو ككذب هو في الغالب تعبير بريء عن رغبته في تجنب الإحباط أو المشاعر السلبية.
عند مواجهة الكذب، تجنب الغضب أو الاتهام المباشر، حيث قد يؤدي ذلك إلى دفع الطفل لمزيد من الكذب. بدلاً من ذلك، تفاعل بهدوء وركّز على الموقف، مثل قولك "أرى أن الحليب مسكوب، دعنا ننظفه معًا". إذا سرد الطفل قصة خيالية، اسأله بلطف "هل هذه القصة حقيقية أم خيالية؟". لا تعاقب على الكذب العرضي، بل استخدمه كفرصة للتعليم. مجّد الصدق وشجع عليه، وعبّر عن تقديرك بقولك "شكرًا لصدقك، هذا يعزز ثقتي بك".
الأطفال من 5 إلى 7 سنوات: فهم العواقب وتعزيز الصدقفي سنوات الدراسة الأولى، يبدأ الأطفال في استخدام الكذب كوسيلة لتجنب المسؤولية أو العقاب، أو لتحقيق رغباتهم مثل تأخير النوم، أو إرضائك خوفا من خيبة أملك.
ما يجب القيام بهلمعالجة الكذب، من المهم فهم دوافع الطفل بدلا من التركيز فقط على الفعل نفسه. اسأل نفسك: هل ردود فعلي قاسية؟ هل توقعاتي مرتفعة؟ قد يكذب الطفل خوفًا من العقاب أو خيبة الأمل. طمئنه بأن مشاعره مفهومة، وذكّره بأن الجميع يخطئ، وأن الصدق هو الأفضل حتى في المواقف الصعبة. تجنب الاستجواب أو "نصب المصائد"، وبدلًا من ذلك، استخدم أسلوبًا محايدًا وتوجيهيًا مثل: "أعلم أن هذا حدث، كيف يمكننا إصلاحه؟". علّمه عواقب الكذب من خلال قصص وأمثلة، وكن معلما لا حاكما.
إعلان الأطفال (8-12 سنة): الكذب الاجتماعي وحماية الذاتفي هذا العمر، يصبح الكذب أكثر تعمدا، حيث قد يتعمد الطفل إخفاء المعلومات أو تحريفها، مثل ادعائه عدم وجود واجبات مدرسية رغم اقتراب اختبار مهم. تزداد أهمية الأصدقاء والمكانة الاجتماعية، وقد يلجأ الطفل للكذب لإثارة إعجاب أقرانه أو ليشعر بالقبول والانتماء. كما يمكن أن يستخدم الكذب لحماية خصوصيته أو لتأكيد استقلاليته، خاصة عندما يدرك أن بعض الأفعال قد تُقابل بالرفض أو العقاب.
ما يجب القيام بهلتقليل الكذب، تجنب السخرية أو إلقاء المحاضرات، وكن هادئًا لتشجيع طفلك على قول الحقيقة. قدّر صدقه ومرّ عليه دون مبالغة. إذا كذب أمام أصدقائه، لا تُحرجه، بل تحدث معه لاحقًا بهدوء وأكد له أن الصدق يكسب احترام الآخرين. تجنب المراقبة المفرطة، حيث قد تدفعه للكذب لحماية خصوصيته. بدلًا من ذلك، وفر بيئة حوار منفتحة، واشرح أن الصدق دائمًا مقبول، بينما الكذب يعقّد الأمور. ضع حدودًا واضحة وطبّق عقوبات منطقية تعزز قيمة الصدق.
للتعامل مع الكذب عند الأطفال، من المهم أن تكون قدوة حسنة؛ لأن الأطفال يكتسبون سلوكهم من الأهل. كن صادقًا في مواقفك اليومية وابدأ بتعزيز الصدق من خلال مدح طفلك عندما يقول الحقيقة، خاصة في المواقف الصعبة، مما يعزز ثقته بنفسه.
تجنب العقوبات القاسية التي قد تدفعه للكذب خوفًا، وبدلاً من ذلك، استخدم الحوار لفهم الدوافع وتصحيح السلوك. اعرف سبب الكذب، سواء كان بدافع الخوف أو لجذب الانتباه، وواجهه بلطف. استخدم القصص لتعليم القيم ووفّر بيئة حوار مفتوحة. وإذا استمر الكذب بشكل مقلق، لا تتردد في استشارة مختص نفسي.
الكذب هو مرحلة طبيعية في النمو، ولكن التعامل الذكي يجعله مؤقتًا. المفتاح هو فهم الدوافع، تعزيز الثقة، وتقليل الحاجة إلى الكذب منذ البداية. عندما يشعر الطفل بالأمان والاحترام، سيكتشف أن الصدق هو الخيار الأفضل.
إعلان