العرب القطرية:
2025-03-06@17:34:40 GMT

«هدية» إسرائيلية قاتلة لطفلين توأمين بغزة

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

«هدية» إسرائيلية قاتلة لطفلين توأمين بغزة

في ذكرى ميلادها وشقيقها التوأم أحمد، طلبت الطفلة جيهان نصر (8 سنوات) من والدتها، مساء الأربعاء وبإصرار غريب، أن تعد لها حفلة «ميلاد» صغيرة، رغم ضجيج انفجارات الغارات الإسرائيلية التي تدوي حولهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
هذا الطلب الذي أتبعته الطفلة جيهان باشتراط وجود حلوى «السينابون» التي تشتهيها، قوبل برفض ناعم من والدتها التي أبلغتها أن الظروف غير مواتية لإعداد حفلة كهذه، بمناسبة مولدها وشقيقها التوأم الموافق 28 ديسمبر من كل عام.


لكنها حصلت على وعد من والدتها بإعداد حفلة «ميلاد» جميلة، بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي.
أذعنت جيهان لهذا الوعد، لكنها لم تستطع أن تخبئه تحت وسادتها لتحلم به، لأن صاروخا إسرائيليا باغتها وشقيقها التوأم أحمد، وعددا من أفراد أسرتها وهم نيام، وأرداهم شهداء، فجر الخميس. ويكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية والمدفعية على المنطقة الوسطى من قطاع غزة التي وصفها سابقا بأنها ضمن المناطق «الآمنة» في القطاع، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين قواته ومقاتلي الفصائل الفلسطينية قرب الحدود الشرقية.
ألم الفقد
وهي تبكي توأميها، تقول والدتهما سهير، إنها رزقت بطفليها التوأمين أحمد وجيهان، ابني الثمانية أعوام، بعد 5 سنوات قضتها بالدعاء والتوسل إلى الله.
وأضافت للأناضول: «كانت جيهان تطلب مني إعداد حفلة عيد ميلاد، وأنا أبلغتها بأنني بعد الحرب سأفعل ذلك».
وتابعت، بصوت متحشرج: «كانت تقول لي أريد أيضا سنيابون يا أمي، وأنا أؤجل ذلك لبعد الحرب أيضا». وتعجز سهير عن وصف حالها بعد أن فقدت توأميها، خاصة أن الطفلة جيهان، هي «الأنثى» الوحيدة بين 3 أشقاء ذكور، فيما رحلت دون أن تحقق لها «طلبها».
وتصف الوالدة ابنيها التوأمين بـ «توأم روحي»، قائلة والدموع تملأ عينيها: «توأم روحي راحوا مني».

ليلة الحادثة
تقول الوالدة سهير «نزحت وعائلتي الصغيرة من حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة إلى مخيم النصيرات، في 13 أكتوبر الماضي، هربا من الاستهداف الإسرائيلي بالمدينة».
وتضيف: «نزحنا لمنزل عائلة صيدم في هذا المخيم، وهو منزل عائلة عمة أبنائي (شقيقة والدهم)». تقول سهير، إن ليلة استهداف المنزل خلدت طفلتها جيهان للنوم برفقة ابنة عمتها، بينما خلد ابنها أحمد للنوم مع حبيبته عمته.
وتابعت: «جميعهم ذهبوا في القصف الإسرائيلي، كنا الليلة الماضية نائمين حينما ضرب صاروخ إسرائيلي الطابق الثاني من العمارة التي نزحنا إليها، وكل الحجارة تساقطت على رؤوس أولادي».
وهي تجلس أمام جثامين الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال الغارة الإسرائيلية، تقول سهير إن الجيش سبق وأذاع أن كافة المناطق الواقعة جنوب وادي غزة «آمنة».
وتصف سهير، والفلسطينيون بشكل عام، تصنيفات المناطق الآمنة بـ «الخديعة»، حيث يستهدف الجيش الإسرائيلي عشرات المباني السكنية في هذه المناطق الموزعة في مناطق مختلفة من القطاع.
وتتابع: «عشنا في هذا المنزل الذي يؤوي مدنيين حوالي 45 يوما، كنا آمنين وفجأة لم أر إلا الحجارة تتساقط على رؤوس أبنائي». ولفتت إلى أن «اثنين من أبنائها هما من تبقيا من عائلتها»، دون الإشارة إلى مصير زوجها. وختمت قائلة: «الله يوجع قلوبهم (تقصد الجيش الإسرائيلي)، أخذوا مني بنتي وحيدتي، التي تتعلق بها روحي».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة الغارات الإسرائيلية

إقرأ أيضاً:

"لن نغفر أبدًا"… أرامل أوكرانيا يحوّلن الحزن إلى فن

اتجهت أرامل الحرب والأمهات الثكالى في أوكرانيا إلى الفن كوسيلة للتعبير عن حزنهن والتشبث بذكرى أحبائهن. من خلال مشروع "هي على قيد الحياة: قصص حب"، يجدن في الرسم ملاذًا يخفف ألم الفقدان، بينما يواصلن النضال من أجل مستقبل لن يضطر أطفالهن فيه لخوض الحروب.

اعلان

لم يكن الهروب من الحرب مجرد خيار بالنسبة لسفيتلانا، بل كان ضرورة للبقاء على قيد الحياة. بعد أن نجت من أهوال المعارك في يوليو/تموز 2022، أدركت أن الأوكرانيين لن يُجبروا على أي اتفاق سلام لا يعكس تضحياتهم، ولا يمكن أن يتم بأي ثمن. فالثمن قد دُفع بالفعل، حياة أزواجهم وأبنائهم الذين سقطوا في ساحة القتال. وكما تقول: "هدنة بأي ثمن مستحيلة، لأن الثمن قد دُفع سلفًا، أرواح رجالنا وأبنائنا. ولن يكون هناك غفران لهذا أبدًا، أبدًا".

لكن الألم لم يكن نهاية القصة، بل بداية لفصل جديد من المقاومة. فبعد ثلاثة أشهر فقط من فقدان زوجها، قررت سفيتلانا أن تحمل رايته وتنضم إلى القوات المسلحة الأوكرانية، مدفوعةً برغبتها في حماية أطفالها وضمان أن يكون نصر اليوم درعًا لمستقبلهم. وكما تقول في مقابلة مع يورونيوز: "إذا انتصرنا الآن، فلن يضطر أطفالنا إلى القتال من أجل استقلالهم وحقوقهم".

سفيتلانا بولتافسكا في الاستوديو الفني في كييف، أوكرانياDmytro Chayka

الحرب ليست فقط معركة بالسلاح، بل معركة نفسية ضد الألم والخسارة. إدراكًا لهذه الحقيقة، انضمت سفيتلانا إلى مشروع "هي على قيد الحياة: قصص حب"، وهو برنامج علاج بالفن يجمع الأرامل والأمهات اللاتي فقدن أحبّاءهن، ليجدن في الرسم وسيلة للتعبير عن حزنهن العميق.

الرسم، الذي لم يكن يومًا جزءًا من حياتها، أصبح نافذتها الوحيدة للبوح بمشاعرها. ففي إحدى لوحاتها، رسمت زوجها كملاكٍ حارس يحميها ويحرس أطفالها. تعكس هذه اللوحات شهادات صامتة عن الألم والفقدان الذي تعيشه كل امرأة فقدت رجلها في هذه الحرب.

نساء في الاستوديو الفني لمشروع "هي على قيد الحياة. قصص حب" في كييف، أوكرانياDmytro Chaykaمئات اللوحات.. مئات العائلات المدمرة

بالنسبة لأولينا سوكاليسكا، مؤسسة المشروع، الفن ليس مجرد وسيلة للتعبير، بل هو طوق نجاة. فالعلاج بالفن هو الملجأ الوحيد للنساء اللاتي فقدن أزواجهن وأبنائهن. في هذا المجتمع، يمكن لهن البكاء، الضحك، الاحتفال بأعياد الميلاد، وفوق كل شيء، الشعور بأنهن مفهومات دون الحاجة إلى شرح الألم الذي لا يزول.

أولينا سوكاليسكا، مؤسسة مشروع "هي على قيد الحياة. قصص حب"Dmytro Chayka

ورغم أن الحزن يطغى على قلوبهن، إلا أن لوحاتهن تتحدث غالبًا عن الحب أكثر من الألم. وكما تقول أولينا: "عندما تفقد النساء أزواجهن وأحبّاءهن، فإنهن لا يفقدن شخصًا واحدًا فقط، بل يفقدن عالمهن كله. يصبح كل شيء فارغًا، فراغًا لا يمكن ملؤه".

في ظل النقص الحاد في المعالجين النفسيين في أوكرانيا، أصبح الفن بديلاً أكثر فاعلية. فحجم الخسائر غير مسبوق، وكل عائلة أوكرانية تقريبًا فقدت أحد رجالها. تقول أولينا إن المشروع شهد أكثر من 300 لوحة حتى الآن، وهي ليست مجرد أعمال فنية، بل رموز لـ 300 عائلة دُمّرت بسبب الحرب.

لكن رغم الحاجة المتزايدة لهذا البرنامج العلاجي، إلا أن المشروع يعاني من نقص الموارد. هناك أكثر من 3 آلاف امرأة في قائمة الانتظار، لكن الإمكانيات المحدودة تحول دون استقبالهن جميعًا في الوقت الحالي.

صورة لفيتالي، جندي في كتيبة آزوف، داخل الاستوديو الفني في كييف، أوكرانيا.Dmytro Chayka رسمٌ من أجل الذكرى.. والنجاة من الألم

بالنسبة لفيتا خارشوك، من كييف، لم يكن الرسم مجرد نشاط، بل كان طريقتها الوحيدة للتمسك بذكرى ابنها. ابنها، الجندي في كتيبة آزوف، كان في الخطوط الأمامية عندما اجتاحت القوات الروسية ماريوبول.

آخر صورة أرسلها لها تحولت إلى لوحة، لكن الفرق أن الصورة حملت الأمل، أما اللوحة فحملت الوداع. رسمت فيتا صورة له مع رفاقه، مأخوذة من آخر صورة أرسلها لها في 26 فبراير/شباط 2022، قبل أن يُقتل بعدها بأسابيع. تقول وهي تنظر إلى اللوحة: "في هذه الصورة، أرى ثلاثة شبان، ينبضون بالحياة، بحبهم لوطنهم وأسرهم وأحلامهم. لكنهم جميعًا قد رحلوا".

فيتا، التي لم تمسك فرشاة من قبل، وجدت في هذا المشروع مجتمعًا يفهم ألمها من دون كلمات. ابنها كان في الثانية والعشرين فقط، وكان يحلم بالزواج وإنجاب الأطفال. لكنها الآن تدرك أن كل هذه الأحلام دفنت معه.

فيتا خارشوك، والدة الجندي الأوكراني الراحل فيتالي خارشوك، في الاستوديو الفني في كييف، أوكرانيا.Dmytro Chayka

الأم التي فقدت ابنها، فقدت المستقبل. تقول فيتا، والدموع تملأ عينيها: "ألم الأم لا يزول أبدًا. لقد فقدت ابني.. وهذا يعني أنني فقدت المستقبل. لن أكون جدة أبدًا، لن يكون لديّ أي شيء بعد الآن".

Relatedهل يعلن ترامب عن توقيع صفقة المعادن مع أوكرانيا في خطابه أمام الكونغرس؟قائد عسكري أوكراني: جيوش الناتو غير مستعدة لحرب الطائرات المسيّرة الحديثةوسط تصاعد اهتمام ترامب بمعادن أوكرانيا النادرة.. لوكاشينكو يدعو لتكثيف التنقيب في بيلاروسحيث لا يكون الحزن صامتًا

في هذا الاستوديو، لا تحتاج النساء إلى شرح معاناتهن، فكل امرأة هنا فقدت شخصًا تحبه. الرسم ليس فقط وسيلة للتعبير، بل مساحة لاحتضان الألم الجماعي، حيث تصبح الألوان واللوحات شهادات حية على حجم التضحيات.

لكن وسط الألم، هناك إدراك جماعي بأن الثمن الذي دفعوه لا يمكن تعويضه. هؤلاء النساء يعرفن تمامًا أن حياتهن اليوم ممهورة بتضحيات أزواجهن وأبنائهن، وكل الرجال الأوكرانيين الذين وقفوا في وجه الحرب، حتى النهاية.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "قمت بثورة": ترامب يلقي أطول خطاب في تاريخ الكونغرس.. تصعيد حرب الرسوم وعودة مفاوضات أوكرانيا أوكرانيا: تضامن شعبي مع زيلينسكي بعد مشادته الكلامية مع ترامب في البيت الأبيض أسير حرب أوكراني: التنازل عن الأرض يعني التخلي عن الأوكرانيين الذي يعيشون عليها الحقوق الاجتماعيةروسيانساءأمنالحرب في أوكرانيا اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext هل ترسم الخطة العربية لغزة مسارًا واقعيًا في مواجهة عاصفة ترامب؟ يعرض الآنNext بعد تهديدات ترامب... شركة هونغ كونغ تبيع موانئ بنما لمستثمرين أمريكيين يعرض الآنNext وعينها على واشنطن.. الصين تُبقي الزيادة في ميزانية الدفاع هذا العام عند مستوى 7.2% يعرض الآنNext بعد خلاف زيلينسكي مع ترامب.. ميرتس يقترح إنشاء صندوقين للاستثمار في الدفاع والبنية التحتية يعرض الآنNext التكيلا في ورطة.. كيف تهدد الرسوم الأمريكية صناعة المشروبات المكسيكية؟ اعلانالاكثر قراءة زامير يؤدي اليمين رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي خلفًا لهاليفي: "يجب الاستعداد لجميع السيناريوهات" بأمر تنفيذي من ترامب.. واشنطن تصنف الحوثيين "جماعة إرهابية" ما أبرز القرارات التي خلص إليها القادة العرب في القمة الطارئة بشأن غزة؟ إنجاز طبي في مصر.. استخراج هاتف محمول من معدة مريض بعد 6 سنوات جوزاف عون وأحمد الشرع على طاولة واحدة في القاهرة فهل تجبّ القمة ما قبلها؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبضرائبالصينفولوديمير زيلينسكيغزةدفاعبدون تعليقلبنانالحرب في أوكرانيا حركة حماسضحاياجامعة الدول العربيةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • ما الفرق بين التنمر والهزار؟ سهير صفوت توضح
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 30 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • زيلينسكي يدعو إلى “عدم وقف الضغوط على روسيا” بعد ضربة قاتلة على فندق
  • 8 مارس.. أولى جلسات المتهم بقتل زوجته بعد حفلة تعذيب في حلوان
  • خطة إسرائيلية للسيطرة المباشرة على المساعدات التي تدخل غزة
  • روسيا تصدر جوازات سفر بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا
  • "لن نغفر أبدًا"… أرامل أوكرانيا يحوّلن الحزن إلى فن
  • “واللا”: رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يخطط لمناورة واسعة النطاق بغزة وزيادة الضغط العسكري
  • والا: رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يخطط لمناورة واسعة النطاق بغزة
  • تحذير طبي.. مشروبات الطاقة قد تكون قاتلة