العميد أحمد البنوس – مدير عام إدارة شرطة المنشآت وحماية الشخصيات لـ ” الثورة “: أنشأنا غرفة رقابة وسيطرة بأحدث الأجهزة والوسائل المتطورة لمتابعة وتقييم الأداء
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
نفذنا 206 ورش مفتوحة التحق بها 5406 ضباط وأفراد و48ورشة مغلقة لـ 2338 ضابطاً وفردا
رغم الظروف التي تمر بها بلادنا من عدوان وحصار استطاعت إدارة شرطة المنشآت وحماية الشخصيات بوزارة الداخلية تحقيق نقلة نوعية في عملها الأمني خلال الفترة الماضية من خلال التطوير والتحديث في أساليب عملها والذي انعكس إيجابا في واقع أدائها في الميدان .
صحيفة ” الثورة” سلطت الضوء عبر لقائها بمدير إدارة شرطة المنشآت وحماية الشخصيات العميد أحمد محمد البنوس على إنجازات الإدارة والمشاريع الحديثة التي دشنتها مؤخراً ضمن خططها التطويرية للارتقاء بعملها وبما يمكنها من أداء مهامها على أكمل وجه فإلى الحصيلة:
الثورة / محمد الروحاني
في البداية حدثونا عن المهام التي تقوم بها الإدارة العامة لشرطة المنشآت وحماية الشخصيات ؟
بالنسبة لمهام واختصاصات الإدارة العامة لشرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات، فإن الإدارة تقوم بحراسة المنشآت الحكومية ومقار السفارات والبعثات الدبلوماسية، والهيئات، والمنظمات الدولية، ومقار الشركات والمؤسسات الوطنية والأجنبية والأماكن الثقافية، والمواقع الأثرية والسياحية، وكذلك مواقع المشاريع، والمنشآت الاقتصادية، وأيضا نقوم بحماية كبار الشخصيات الرسمية، والوطنية والاجتماعية والدبلوماسية، والأجنبية وفقًا للأنظمة النافذة وكذلك أي توجيهات نتلقاها من قِبل قيادة وزارة الداخلية .
ما هي أبرز إنجازاتكم منذ بداية العام 1445هـ ؟
بالنسبة لعمليات التطوير والتحديث فهي مستمرة حيث تم منذ بداية العام 1445 هـ مواكبة أولاً الدورات الأمنية والعسكرية لجميع العاملين بمختلف الإدارات والكتائب والسرايا ، بعدد عشر دورات ثقافيه التحق بها 1377 ضابطاُ وفرداً، والورشات المفتوحة بعدد 206 التحق بها 5406 ضباط وأفراد ،والورشات المغلقة عدد 48 ورشه التحق بها 2338 ضابطاً وفرداً ، إضافة الى إقامة 102 ندوة.
وبالنسبة للعمليات فقد بلغ إجمالي البرقيات الواردة خلال نفس الفترة 4553 ، والبرقيات الصادرة 3519 ، والتوجيهات من القيادة 168 ، والتوجيهات للعاملين 1300 وفيما يخص إدارة الرقابة والتفتيش فقد بلغ إجمالي القضايا الواردة 164 قضية، وإجمالي ما تم إنجازه 143 قضية، والقضايا قيد الإنجاز 21 قضية .
أما فيما يخص مهام الشرطة القضائية فقد بلغ إجمالي أوامر القبض والاحضار خلال نفس الفترة 5197، وإجمالي أوامر توفير الحماية 1965، وإجمالي أوامر الإيداع 5579 ، وإجمالي أوامر الافراج 4667 ، وإجمالي المهام عدد 299 تحركاً بالأطقم، وإجمالي القوه المنفذة للمهام خلال الفترة « 3265» قادة المهام ، و» 13202 أفراد المهام ، و355 شرطة نسائية .
ما هو أثر هذه الدورات على اداء الإدارة ومنتسبيها ؟
طبعا الأثر لا يمكن ان يلاحظه أحد الا من خلال الواقع نحن بحمد لله تعالى بعد ان تم إدخال جميع الضباط – مثلاً في هذا الشهر والذي يليه تم استهداف جميع الضباط بالكامل ونواب الضباط .. وتنعكس ثمرة هذه الدورات والورشات إيجابا في الواقع وفيما نلمسه من تعامل حسن وما نلمسه من أداء في الواقع العملي ،وما نلمسه أيضا من تكاتف وتعامل فيما بين الضباط وفيما بين الأفراد وكذلك فيما نلمسه من قبل المسؤولين عليهم في الكتيبة مثلاً .. قادة الكتائب لاحظوا تجاوباً من قِبل الضباط ، أيضا عندما نرى رؤساء المصالح أو المعنيين .. المسؤول الأول في المنشأة يلحظ الأثر الطيب والاستجابة السريعة، والاستجابة التي تلبي العمل وتلبي حاجتهم، وكذلك يلاحظها الأفراد من خلال تعاملهم .. فعندما يخضع الضابط لورشة فيها هدى الله ويخضع وفيها بعض الدروس والتحديثات الامنية .. هذه تنعكس إيجابا وينعكس أثرها الطيب على الواقع العملي سواءً كان على مستوى الفرد، أو على مستوى المواطن، أو على مستوى المسؤولين والمعنيين في المنشأة وغيرهم .
أيضا من ضمن هذه الثمرة التي لاحظناها في الواقع بحمد لله تعالى تم تكريم الإدارة من قِبل عدد من الوزارات، والمؤسسات، والإدارات العامة ، وفي نفس الوقت نحن أيضا نقوم بتكريم أفرادنا وتكريم ضباطنا ، الأفراد البارزين والأفراد المهتمين وكذلك الضباط المستشعرين للمسؤولية والمبادرين فحصل في هذه الفترة تكريم لنا ، وأيضا حصل من قِبلنا تكريم للضباط والأفراد المتفاعلين والجيدين .
بالنسبة لمشروع الربط الشبكي الذي تم تدشينه في اكتوبر الماضي ، ضعونا في تفاصيل هذا المشروع ؟
بالنسبة لموضوع الربط الشبكي عملنا جاهدين من بداية سنة 1445 هـ على ان تكون هذه السنة هي سنة الربط الشبكي ، وعلى ان يتم أتمتة العمل وبذلنا جهودنا ، وبحمد لله سبحانه وتعالى وبالتعاون من قِبل قيادة وزارة الداخلية ممثلة باللواء السيد عبدالكريم أمير الدين الحوثي -حفظه الله – وأيضا فيما يخص الوكيل لقطاع الأمن والشرطة وكذلك الوكيل لقطاع الموارد البشرية والمالية ، بحمد لله بتعاونهم واستجابتهم معنا تم بحمد لله تعالى أولا فيما يخص البوابة الأمنية تم تجهيز بوابة أمنية بكافة تجهيزاتها وبكافة الأجهزة والتقنيات الحديثة والمتطورة الموجودة ، وستلحظون من خلال الكاميرات التي تقوم بالتعرف على بصمة الوجه ، وأيضا من خلال الإجراءات الأمنية حيث يتم استخدام العمل مأتمتاً بالكمبيوتر .. أي لم يعد كما كان في السابق في أوراق وفي غيره .. نظرنا الى ما عند الآخرين مثلاً على مستوى المنظمات والهيئات الدبلوماسية والتي يوجد لديها الإمكانيات المتقدمة فيما يخص هذا المجال تم بحمد الله ان وصلنا الى أخر ما توصلوا اليه ، أخر ما توصلوا اليه بدأنا به، وإن شاء الله العمل لازال مستمراً و قيد التطوير بأذن الله.
أيضا فيما يخص موضوع الرقابة والسيطرة .. طبعا من ضمن الأشياء التي تم ربطها شبكيا وتجهيزها بحمد الله موضوع الرقابة والسيطرة .. غرفة إدارة القيادة والسيطرة بالمنشآت تم تجهيزها تجهيزا كاملا وتم تجهيزها بأحدث الأجهزة والوسائل المتطورة التي تمكن المستلم في القيادة والسيطرة هنا من أن يتابع عمله على أرقى مستوى ، وأيضا تمكنا من الارتباط المباشر بضباطنا وأفرادنا في المنشآت ، فتم بحمد لله تجهيز السرفرات وتجهيز الكمبيوتر ، وتجهيز المكان بالتنسيق مع الاخوة في وزارة الاتصالات ، ومن خلال صحيفة الثورة نتقدم بالشكر الجزيل لمعالي وزير الاتصالات المهندس مسفر النمير على تعاونه معنا .. فتم بحمد لله تعالى تجهيزات السرفرات وتجهيزات الكاميرات وبداية تم الربط لجميع السنترالات في أمانة العاصمة ربطها معنا ، ومن خلال زيارة وزير الداخلية للإدارة وكذلك كان بصحبته وزير الاتصالات اتفقوا على ان يتم استكمال تجهيز ربط جميع الوزارات والمنشآت ، وجميع المؤسسات الحكومية ، والتي نقوم بتغطيتها وتأمينها وعلى ان يتم ربطها شبكيا إلى غرفة القيادة والسيطرة ، من خلال هذا نستطيع إنشاء الله ان نقوم بمتابعة عملنا وملاحظة الأخطاء الموجودة لدى الأفراد وتلافي القصور الموجود وبإذن الله ان تحقق لنا نقلة نوعية في عملنا .
هل قمتم بربط جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية بغرفة الرقابة والسيطرة ؟
طبعا لم يتم ربطها جميعها ، وما بدأنا به حاليا هو الربط بالسنترالات فقط ، والتوجيه الآن من وزير الاتصالات على ان يتم ربط جميع المنشآت التي تتبع وزارة الاتصالات بالكامل ، ومازلنا قيد الربط .
هل هناك مدة مزمنة لاستكمال عملية الربط ؟
كل هذا متعلق بتعاون وزارة الاتصالات معنا وتجاوبهم ، وكذلك استجابة المعنيين في المنشآت .
. كيف وجدتم تجاوب الجهات التي ربطتم معها؟
.. حقيقة وجدنا أن أغلب المعنيين في الجهات كان تعاونهم معنا تعاونا إيجابيا ، وكانوا متفاعلين ومتفائلين بشكل كبير ، وحتى ان البعض عندما تأخرنا قاموا بالتواصل معنا لاستكمال عملية الربط .
مباني الإدارة تعرضت لتدمير كبير من قبل طيران تحالف العدوان خلال الفترة الماضية ، هل قمتم بترميم هذه المباني ؟
فيما يخص تدمير المعسكر فقد تم تدمير المباني بالكامل ولم يستثن العدوان أي مبنى ، وبحمد الله سبحانه وتعالى تم ترميم أو إعادة بناء أحد المباني والان أصبح جاهزا للافتتاح إن شاء الله قريبا .
وأيضا الآن نحن بصدد ترميم المبنى الثاني، المقابل له على ان يتم ترميمه بالكامل.
وفي ظل هذا نحن في الإدارة نستفيد مما هو موجود اذا كان هناك غرف مازالت سليمة في أي مبنى نحن نمارس أعمالنا فيها .
بالنسبة لأسر الشهداء .. مرت علينا قبل أيام الذكرى السنوية للشهيد ، ما الذي تقدمونه انتم في إدارة شرطة المنشآت وحماية الشخصيات لأسر الشهداء المنتسبين للإدارة ؟
بحمد الله وتوفيقه لنا فيما يخص موضوع أسر الشهداء فنحن نهتم بهم على مدار العام ، ليس فقط في ذكرى الشهيد ، خصصنا لهم مبلغاً مالياً ، ومتى ما توفرت لنا بعض الأمور الغذائية يتم صرف سلات غذائية لهم ، وكل أسرة شهيد معتمدة لدينا يتم لهم صرف مبلغ شهري من مخصصات الإدارة حيث نقتطع منها جزءاً ونخصصه لأسر الشهداء .
نحن نحرض على ان نهتم بأسر الشهداء مقابل تضحيات ذويهم من خلال واجبنا أمام الله تعالى بالاهتمام بأسر الشهداء .
ماهي المعوقات التي تعترض عملكم، وكيف تتغلبون عليها ؟
المعوقات بالتأكيد موجودة ، وأول عائق لنا هو موضوع العدوان .. لكن بحمد لله وبفضل الله سبحانه وتعالى وبقدر ارتباطنا بالله نحن نتجاوز كل العوائق .. بحمد لله رب العالمين .. ليس هناك عوائق في خصوص العمل وانما ما أوجده العدوان من عوائق من تدمير المباني التابعة للإدارة وكذلك شحة الإمكانات، ولو توفر لنا ما توفر للسابقين لكانت الأمور افضل، ومع هذا بتوفيق الله لنا الأمور طيبة ، اما العوائق فكما يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه “ العوائق التي هي اكبر من أمريكا هي العوائق التي هي في النفوس ، فاذا كانت النفوس ليس لديها عوائق وبالاستعانة بالله لن تكون هناك عوائق.
رسائل توجهوها عبر صحيفة الثورة ولمن توجهونها ؟
رسالتنا هي أولاً إلى قائد الثورة السيد المولى عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – والذي نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا جنودا له سامعين مطيعين وفي رضاه ساعين واليه والى رسوله بذلك متقربين ، نقول يا سيدي سنكون بأذن الحواريين معك وسنكون صادقين معك وسنكون ثابتين وصادقين معك ، ولن نبدل ابدا مهما كان ونسأل من الله ان يوفقنا بمستوى توجيهاتك ، ومستوى تحدياتك ، ومستوى طموحك ، وأملك بإذن الله سبحانه وتعالى ، واللسان يعجز في مقام السيد القائد .
أما فيما يخض موضوع العدوان سواءً كان عدوان أمريكياً وإسرائيلياً أو حلفائهما من الغرب وكذلك أذنابهما ومرتزقتهما من السعوديين، والإماراتيين والمرتزقة المحليين ، فنقول لهم خسئتم ونحمد الله على ما أرانا الله من عزة وقوة ونصر وتأييد ، في مواجهتكم ، كان الناس ينظرون الى أمريكا عصا غليظة ولكن بفضل الله وبفضل هذا المشروع القرآني وبفضل ثقافة الشهيد القائد رضوان الله عليه ، وبثقافة وقوة ومنعة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله نحمد الله ان رأينا أمريكا قشة ، وانها لا شيء ، والواقع والميدان هو خير دليل ما رأيناه وما نراه من حرب وحصار وقتل وتدمير وتشريد وإهلاك للحرث والنسل في غزة ، وما رأيناه من موقف صادق وخالص لله سبحانه وتعالى وما رأينا من مواقف بطولية للجيش اليمني سواءً على مستوى الطيران المسير أو الصواريخ البالستية ،أو على مستوى القوات البحرية ، نحمد الله ان أرانا الله ذلة هذا العدو وخسة هذا العدو ، وهوان هذا العدو والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه « لن يضروكم الا أذى وان يقاتلوكم يولوكم الإدبار ثم لا ينصرون « فحسم الله المعركة ، فنحن نحمد الله ان نكون في صراع مباشر مع العدو وهذا ما أكده السيد القائد .
كذلك رسالتنا لحركات المقاومة الفلسطينية في لبنان والعراق وجميع الدول الذين يتوقون إلى الحرية ، ويهتفون باسم السيد القائد وبهذا الشعار المبارك ،الذي سيعلو بإذن الله سبحانه وتعالى على كل شعب .
وللمرتزقة في الداخل نقول، لهم لا تركنوا الى الذين ظلموا لان النار ستمسكم ، وانتم مهما راهنتم على أمريكا وإسرائيل فستترككم ولن تبالي بكم ، وانتم عبارة عن أدوات قذرة تستخدمها ثم ترميها .
ومن خلال صحيفة الثورة أتقدم بالشكر الجزيل لمعالي وزير الداخلية على دعمه المستمر لنا وعلى تشجيعه وعلى تسهيلاته التي يقدمها لنا بشكل كامل ، بفضل الله سبحانه وتعالى وبعون الله وبجهوده وتعاونه ، معنا وصلنا الى ما وصلنا اليه .
وأيضا أتقدم من خلال صحيفتكم الكريمة ، لضباط وصف وأفراد حراسة المنشآت وحماية الشخصيات ، سواءً في الأمانة أو في جميع المحافظات بالشكر الجزيل لهم على ما يقدمونه من صورة راقية ومن اهتمام ومن إخلاص وتفان في العمل ، وأطلب منهم المزيد من الاهتمام الذي يجعلنا في مقام المسؤولية ويبيض وجوهنا أمام الله سبحانه وتعالى ، وان نكون جاهزين لتوجيهات القيادة الثورية متى ما طُلب منا ان نتحرك وان نجاهد وأن نقوم بأي مهام حتى على مستوى وزارتنا ان نكون في اتم الجهوزية وبالشكل الذي يرضي الله سبحانه وتعالى .
أيضا من خلال أدارتنا ومن خلال وزارة الداخلية نقول للعدو مهما راهن على الاختلالات الأمنية ، أو ان يوجد فجوات واختلالات أمنية فانه بفضل الله وبقوة الله وبفضل العيون الساهرة والرجال الصادقين في وزارة الداخلية هم من سيحولون دون وصول العدو الى ما يريده .، ونحن بإذن الله سنكون جنودا مجندة وسنكون العيون الساهرة ، وسنكون الأيادي الحامية لهذا البلد الذي يستحق منا ان نضحي من أجله وان نبذل كل غال ونفيس .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الله سبحانه وتعالى لله سبحانه وتعالى وزارة الداخلیة على ان یتم على مستوى بحمد الله ومن خلال فیما یخص من خلال الله ان أیضا من من ق بل
إقرأ أيضاً:
بشرى خلفان: كان لا بد أن أخلص لصوت الشخصيات ولرؤيتي، لأكتب الرواية التي أريد
عند عتبة في سوق مسقط انتهت «دلشاد»، التي بدأت بسيرة الجوع والشبع وانتهت بسيرة الدم والذهب. جزء ثانٍ قدمت فيه بشرى خلفان شخصيتين جديدتين، جاءت الأولى من خيط منفلت من الجزء الأول، وخُلقت الثانية من أجل «الحرز»، جزءٌ توارى فيه البطل «دلشاد» لتنعكس تمثلاته في كل شيء في الرواية.
في هذا الحوار تتحدث بشرى خلفان عن إرهاصات كتابة «دلشاد: سيرة الدم والذهب»، وتكشف لنا عن ورطة توقعات القراء وما تفرضه الشخصيات من إملاءات، فضلا عن لعبة الوهم التي اتكأت عليها الرواية لتصير المغزل الذي تتشابك وتلتف حوله خيوط العمل. تتطرق بشرى في حديثها إلى لحظات كتابة الجزء الثاني من هذه الرواية والتفكير الطويل فيها، وتستعرض الطرق التي شكلت معالم الرواية.
********************************************************************************************************************
دلشاد تمت. كيف تشعر بشرى الآن؟
أشعر بالارتياح ، فلقد تخلصت من خوف كوني لن أستطيع إنجاز الجزء الثاني، وبعد ردود الفعل الأولية على العمل أستطيع أن أقول إني راضية.
بطبيعة الحال كان العمل على الجزء الثاني مرهقا، وأعزو ذلك للمسافة الزمنية بين كتابة الجزأين، التي تجاوزت الأعوام الثلاثة، إذ كنت قد انتهيت من كتابة دلشاد سيرة الجوع والشبع في ديسمبر ٢٠٢٠، بينما بدأت كتابة دلشاد سيرة الدم والذهب في يناير عام ٢٠٢٤.
ورغم أني لم أنقطع عن البحث عن المراجع وإجراء مقابلات مع الأشخاص الذين عاصروا تلك المرحلة، إلا أن كتابة جزء ثان ومحاولة تقديم ما هو مختلف وجديد ليس بالأمر السهل، مع ذلك فقد استمتعت بالتجربة وتحدياتها.
********************************************************************************************************************
ما التحديات التي تقصديها؟
كثيرة، منها تحديد الوجهة التي أريد للعمل أن يمضي إليها، لا تنسي كنت في آخر الجزء الأول قد ألزمت نفسي أمام القارئ بأني سأكتب جزء « الشبع» ، هذا بالإضافة إلى أن الحكاية بشخوصها وأحداثها ما زالت حية ونابضة في داخلي، إلا أن ثيمة الشبع التي يمكن أن تأول على وجوه كثيرة فهمت على وجه واحد، حتى ظن الكثيرون أني سأتكلم عن عهد السلطان قابوس، لكنني لا أتعامل مع الجوع بوصفه محسوسا وماديا فقط، بل بوصفه حالة من حالات الخواء النفسي والروحي والجسدي والمعرفي أيضا، كما أنه لا يمكن الانتقال بين الحالتين في قفزات سردية، أو تقديم مقاربة نمطية، لذا لم أستطع النظر في مسألة الشبع إلا بوصفها وهما.
هناك أيضا تحد على مستوى السرد والتقنية، فكرت في خيارات متعددة، ثم وجدتني أصغي لصوت الشخصيات «مريم» و«دلشاد» و« فريدة» و«ناصر» التي ما زالت تلح علي لإكمال حكايتها، لذا اضطررت للالتزام بتقنية تعدد الأصوات، ولأن العمل يقوم على عمل سبقه فهناك حذر في التعامل مع الزمن، بوصفه حاضرا ومنقضيا في الوقت نفسه.
وهناك تحدي العمل البحثي الذي أنجزت أكثره قبل الكتابة وبعضه أثنائها، ومحاولة التزام الدقة البحثية قدر الإمكان، مع ترك مساحة كافية للخيال حتى لا أقع في فخاخ التقريرية.
********************************************************************************************************************
الرواية تنهض على لعبة الوهم: (وهم الرغبات، وهم الأحلام، وهم العلاقات)، ما سر الاتكاء على الوهم؟
فرضت المرحلة الزمنية نفسها، فمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية كانت مرحلة التنقيب عن النفط بشكل جاد في عمان، وهي ما أسميه بمرحلة «الوهم»، وهذا يتفق أيضا لفهمي للشبع بوصفه وهما.
فالبحث عن النفط في عمان ومحاولات العثور على تكوينات صخرية تحتوي مخزونا نفطيا كانت عملية تتراوح بين الرجاء واليأس، نعم، كان هناك أمل ما يلبث أن يتبدد مع كل عملية حفر فاشلة، ثم يعود فيتشكل من جديد.
ولأنه لا يمكن فهم تحولات أي قطر بمعزل عن فهم سياق تحولات المنطقة والعالم، كان لا بد من إجراء بحث حول تاريخ اكتشاف النفط في المنطقة الواقعة على ضفتي الخليج.
كل هذا كان محاولة من قبلي لفهم الأحوال السياسية والاقتصادية للمنطقة، والنفوذ الأجنبي الذي يزداد توحشا، خاصة بعد خروج مشايخ وإمارت الخليج العربي من اقتصاد مغاصات اللؤلؤ وتجارة التمور وما شابه ودخولها إلى مرحلة الصناعات البترولية، وما رافق ذلك من اتفاقيات ومعاهدات وتغير أحلاف بالطبع، وما شكله أيضا من ضغوطات داخلية في عمان.
ثم كان يجب أن يضيق البحث قليلا ليركز على عمان منذ المحاولات الأولى في عصر السلطان تيمور بن فيصل ووصولا إلى عمليات الحفر المتتالية والفاشلة في داخلية وظاهرة عمان ووسطها، مع الانتباه والتركيز على الاتفاقيات المبرمة بين حكومة السلطنة وشركات النفط.
كل ذلك البحث الموسع لم يظهر منه في الرواية إلا القليل جدا، فتاريخ النفط لم يكن هدفا في حد ذاته إلا أنه كان وسيلة لفهم المتغيرات والمآلات وانعكاسها على البلاد.
الشبع مثل الجوع، متلون ومخاتل، وفي نفس الوقت متعدد الطبقات ويتخذ صورا كثيرة غير صورته المادية.
ولأجل ذلك ساد الوهم تفاصيل الحكاية، أن يخيل إليك أنك وصلت لكنك لم تصل، لذا كان لكل شخصية وهمها الخاص كما لها فهمها الخاص للشبع.
********************************************************************************************************************
حتى مراد داهوك في حضوره وغيابه أصبح وهما
طبعا، الرواية كلها مبنية على الوهم والإيهام، كما هي مبنية على فكرة الاقتراب حد القبض على الشيء ثم إفلاته من قبضتك، وهم ومخاتلة.
********************************************************************************************************************
وهناك وهم تجلى في العلاقات أيضا.
بالضبط، نظام مثلا في اللحظة الأخيرة تساءل عما يريده من مريم؟!! كاد أن يقبض على المعنى لكنه تفلت من بين يديه، فعاد خائبا.
********************************************************************************************************************
عندما كتبت «وما الشبع إلا وهم»، شعرتِ أنك تبررين وعدك للقراء في الجزء الأول أن ما تنتظرونه يمكن أن يتغير!
يمكن اعتبار تلك التوطئة مجرد محاولة لتقديم مفهومي لميوعة فكرة الشبع نفسها، لترصد الجوع، للوهم الذي صار يتجلى ويتضح كلما أوغلت في الكتابة، فصار يتجلى في المواقف والأحداث والأحلام، حتى القصيدة التي وردت بالأوردية وهي لشاعر من شعراء الغزل في البلاط المغولي، يقول فيها: إن الحياة مثل فقاعة تحاول أن تمسك بها ثم لا تلبث أن تنفجر بين يديك، قصيدة عن الوهم بشكل من الأشكال، الحياة ليست أكثر من حلم، وهْمٌ يفلت من بين أيدينا في اللحظة التي نظنُّ أننا قبضنا فيها على جوهرها.
********************************************************************************************************************
هل تعتقدين أن الأحداث سارت بشكل أسرع في الجزء الثاني؟
قد يكون الزمن أصعب ما يتعامل معه الكاتب أثناء الكتابة الروائية، وتزداد الصعوبة في حال كتابة جزء ثانٍ كما هو الحال هنا، أضف إلى ذلك أن هذا الجزء يحاول أن يصل ما انقطع من خيوط الحكي دون إخلال.
وبطبيعة الحال تخفف هذا الجزء من تأسيس أكثر الشخصيات الذي تمّ فعلًا في الجزء الأول، باستثناء شنون وصالح بن سيف، مع ذلك كانت هناك مراوحات على خط الزمن بين الماضي والحاضر، فحضر الاسترجاع كتقنية بشكل أكبر مما كان عليه في الجزء الأول.
كما أن المدى الزمني في الجزء الثاني كان أقصر، إذ أنه غطى حوالي خمسة عشر عامًا، بينما غطى الجزء الأول حوالي خمسين عاما.
********************************************************************************************************************
هل شعرتْ بشرى أنها في ورطة ما بين انتظارات القراء وتوقعاتهم وإكراهات النص وشخصياته؟
في كتابة جزء ثانٍ لعمل ناجح كـ«دلشاد سيرة الجوع والشبع»، تحدٍ يخلقه في المقام الأول توقعات القراء، فمهما نجحت أدبيًا ستخذل أحدًا ما، بل ربما ناصبك بعض القراء العداء. لذا فالقارئ الذي لم يكن طرفًا في معادلة كتابة الجزء الأول صار طرفا غير صامت في كتابة الجزء الثاني، فكان الجهد الذي بذلته لإخراجه من ذهني أثناء الكتابة سلبا وإيجابا واحدا من أسباب تأخر كتابة الجزء الثاني.
أترين، كان لا بد أن أخلص لصوت الشخصيات ولرؤيتي وروايتي، أن أنجو من سلطة القارئ لأكتب الرواية التي أريد، ولم يكن ذلك سهلا.
أعرف أن القراء يكابدون النهاية التي وضعتها، وأنا لا ألومهم على ذلك، لكنها الحياة أليس كذلك!
********************************************************************************************************************
ما مقدار الصنعة في كتابة بشرى؟
لا أستطيع نفي الصنعة عن كتابتي، فأنا أستغرق وقتًا طويلًا في تشذيب العمل أو فلنقل صنفرته حتى أكسوه السلاسة التي تليق بالعمل الأدبي الذي أحاول تقديمه بأكبر قدر من الإتقان، ولأجل ذلك أعيد كتابة الجملة الواحدة عدة مرات وأعيد رسم المشاهد مرات كثيرة، وأحذف آلاف الكلمات دون تردد وربما أمحو أكثر مما أكتب.
كتابة الرواية ليست مجرد دفق أول نستلم فيه لما يعن على الخاطر، بل خطة وصنعة، عملية دقيقة جدا، ولا أظن أن أورهان باموق كان يبالغ عندما وصف كتابة الرواية كحفر بئر بإبرة؛ فالزمن الذي تقضيه وأنت تتوغل في البناء والحفر، والجهد المبذول في سبيل ذلك، لا يقاس بعدد الصفحات التي سودت فقط، بل بعدد ما مزق وأحرق أيضا.
********************************************************************************************************************
هل يمكن أن نعتبر الحرز هو البطل في سيرة الدم والذهب؟
ما الذي حلّ بأموال عبد اللطيف؟
ولماذا كان عبد اللطيف يكرر على مريم: «ذهبش زينة وخزينة»، «الحرز يحميش ويغنيش»، هذه أسئلة من صميم الجزء الأول، أسئلة حول المآلات المبهمة لأموال عبداللطيف التي تلاشت حتى جعلت الديانة يستولون على البيت لوماه بكل رمزيته في النص.
نعم كان الحرز هو الخيط المتفلت من نسيج الجزء الأول، الخيط الذي بدأ منه نسج سيرة الدم والذهب. الحرز، الذي صار جزء من لعبة الوهم، الوهم الذي امتد منذ أيام عبداللطيف حتى لحظة فتحه عند الصائغ، لذا كان لابد أن يكون للحرز سيرة موازية وإن كانت صامتة، فقدمت لأجله التضحيات؛ ليتكشف الوهم عن وهم أيضا في النهاية.
على الرواية أن تحاك حول محور عميق، يراكم عليه الروائي طبقات الحكي، كي يستطيع تقديم مقولاته وفهمه للفكرة التي يحاول مقاربتها، وذلك لا يتم إلا من خلال خلق عالم سردي متماسك، ذلك أننا نتعامل اليوم مع قارئ حذق وذكي ومتربص أيضا، وعلى الكاتب أن يحترم ذلك كما يحترم الأدب الذي يحاول أن يكتبه.
********************************************************************************************************************
كيف اخترعتِ شنون السرسري؟ هل انعكاس للواقع؟
لا أعرف، لكني عندما أفكر فيه الآن أشعر بالشفقة، كنت مفتونة به أثناء تشكله بين يدي، بحكايته وبشخصيته وبحزنه، لكن كيف اخترعته؟ لا أعرف. من أين أتى شنون؟ لا أعرف.
هل نبت من حكاية الحرز وصالح بن سيف الذي كان حاضرا في لحظة واحدة وخاطفة في سيرة الجوع والشبع أم أن شنون من نبتت منه الحكاية كلها، الحكاية التي تصل خيط الوهم الذي يحاول لضم الجوع بالشبع ويقرب الدم من الذهب؟
ما أعرفه أنه كان على شنون أن يحضر فحضر، شخصية هامشية تعبر عن فئة في مجتمعنا لا تعرف إلى أي فئة تنتمي، وباستحضارها نستحضر اللامرئي، وهو ما يجعلنا ندخل بشكل ما في فكرة الوهم والإيهام، لكنها، أقصد شخصية شنون، بالنسبة لي واحدة من أكمل الشخصيات التي كتبتها حتى الآن.
********************************************************************************************************************
هل معنى ذلك أن الحدث كان موجودا في ذهنك قبل أن توجد الشخصية التي تقوم به؟
كيف تكتب رواية دون أن تعرف الحكاية وترسم أحداثها بوضوح ذهني؟ وكيف يمكن أن يتم حدث دون شخصيات تدفع به ونحوه؟ هما عنصران روائيان متلازمان لا يستغنى فيه أحدهما عن الآخر.
بطبيعة الحال كنت أعرف الخيط الذي انسلّ من سيرة الجوع والشبع فقد تركته عن عمد، وكان عليّ فقط أن أقبض عليه بإحكام؛ لأبني سيرة الدم والذهب تقديما وتأخيرا ومخاتلة.
********************************************************************************************************************
توارى دلشاد ولم يصبح هو البطل، ثم نتفاجأ بفقدانه للذاكرة.
ليس دلشاد بطلا عاديا حتى يتوارى، بل هو حالة مستمرة من القهر الذي يبدل جلده ويعدد لبوسه، فتمظهرت صورة دلشاد في كل الشخصيات وفي كل نماذج «القهر»، قهر حسن لبن، قهر شنون السرسري، قهر دلشاد نفسه، قهر نظام، قهر صالح بن سيف، قهر اللصوص وقهر الشيوخ والثوار، دلشاد تراتبية من القهر تبدأ مع الإنجليز/ المحتل وتنتهي بهم بشكل من الأشكال.
********************************************************************************************************************
اختراع الميتات الفريدة لأزواج أم شنون مع مفارقة موتها العادي البسيط في البيدفور، هل هي نهايات مخطط لها؟
بالطبع، فشنون السرسري شخصية أحاطت بها الغرابة والعبثية منذ ميلاده حتى لحظة موته، وكأنه خلق ليشقى، مع ذلك فهو مثل دلشاد لم يتوقف عن التحديق في الحياة بعينين مفتوحتين. شخصية صلبة الجوهر رغم الهشاشة التي قد تخدع للوهلة الأولى.
********************************************************************************************************************
كيف كتبت عن زراعة الغليون وكأنك جربت ذلك؟ ولمَ الغليون تحديدا؟
اخترت زراعة التبغ أو الغليون كما يسمى محليا؛ لأنه رغم انتشار زراعته في عدة ولايات سابقا، بل وربما لم يزل يزرع في بعض الولايات الشمالية، إلا أنه ليس من الزراعات المذكورة في عمان، ربما لصغر الرقعة الزراعية التي يحتلها، أو ربما للوصمة التي يحملها كنبات يشوب استخدامه كدخان حرمة.
لا أعرف كبشرى الكثير عن الزراعة بشكل عام، لذا كان عليّ إجراء بحث مكتبي حول الموضوع؛ لأستطيع كتابة شخصياتي بشكل مقنع، فصالح وأبوه كانا مزارعين وعليهما أن يعرفا أسرار زراعة الغليون الذي اختارها كمحصول تجاري، هما يعرفان وليس أنا، فأنا لست أكثر من كاتبة تحاول إتقان عملها.