عندما قال الرسول صلوات الله عليه وعلى آله (الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان) كان يعلم ما الذي يعنيه اليمن وأهل اليمن الذين آمنوا برسالة بعث بها مع أخيه ووصيه وباب مدينة علمه الإمام علي إبن أبي طالب عليهما السلام فما كان منهم إلا أن استجابوا وبادروا بدخولهم إلى الإسلام .
ولأنهم كانوا على هذا النحو فقد استحقوا أن يصفهم النبي بهذه الصفة الاستثنائية التي ميزتهم عن سائر الشعوب فكانوا جديرين بحمل المسؤولية المتمثلة في نجدتهم ونصرتهم للإسلام من يومه الأول.
نعم كان لليمنيين في العصور الماضية مواقف خالدة ملأت كتب التاريخ حتى صاروا أعلاما يشار لهم بالبنان لما هم عليه من الحكمة والإيمان والشجاعة والإقدام والعلم والمعرفة يمن الإيمان الكبير باستجابته وتلبيته للدعوة يمن الإيمان والحكمة والنجدة وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم .
اليمن الكبير في حاضر اليوم بحضوره الكبير في مشهد الصراع القائم على مواجهة دول الاستكبار العالمي.
فمن اليمن ظهر فارس اليمن وعلمها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه بمشروعه القرآني معلنا ومناديا لشعب الإيمان والحكمة وللأمة الإسلامية ضرورة مناهضة دول الاستكبار وعلى رأسهم أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل.
رافعا ومدويا بشعار البراءة:
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
فكان بحق هو اليمن الكبير بعظمة قيادته الربانية وشموخ قائده العظيم السيد القائد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه، الذي هب وبادر واستنهض الهمم وحشدها لمواجهة الطغيان الاسرائيلي دفاعا عن المظلومية الفلسطينية .
يمن كبير بعنفوانه وغيرته ورباطة جأشه وبسالة رجاله في القوات المسلحة الشجاعة التي ما كان لها أن تقف موقف المتفرج تجاه ما يجري في بلد المسرى من مجازر تجاوزت الحدود والقيم والمبادئ الإنسانية .
اليمن الكبير الذي كان عليه أن يتخذ قراره الشجاع ويشن هجماته وضرباته إلى عقر العدو الإسرائيلي حتى يرتدع ويتوقف عن عدوانه على غزة ويكف عن سفك دم أبنائها على مرأى ومسمع ولا من يدافع أو يحرك ساكنا من الدول العربية والإسلامية .
اليمن الكبير الذي لا يلقي بالا تجاه تهديدات الأعداء مهما حشدوا ومهما هددوا بل هو حاضر لخوض أكبر معركة مع الأعداء وكله ثقة بالله أنه سيقف إلى جانبه ويعضده بالعون والنصر والغلبة .
يمن كبير أصبح اليوم محط إعجاب الصديق والعدو والموالف والمخالف لما هو عليه من إقدام وحضور لتهديد حركة الملاحة البحرية والحركة التجارية التابعة والمساندة للعدو الإسرائيلي.
نعم إنه اليمن الكبير الذي هو بحضوره أشبه بالمنادي لمن ضربت عليهم الذلة والمسكنة من المتأسلمين والاعراب لأن يستفيقوا من سباتهم وغفلتهم ليكون لهم موقف أمام ما يجري اليوم في أرض فلسطين ولكن دون جدوى .
نعم إنها الحكمة النابعة من صدق الإيمان لأهل اليمن الأحرار الذين كسروا الحواجز وحطموا القيود غير آبهين بالأمريكي ومن يقف في صفه .
اليمن الكبير الذي يملأ الساحات بخروجه الجماهيري المليوني أسبوعياً مستنكراً ومعبراً عن أسفه وغضبه لإهدار وسفك الدماء في غزة ظلما وعدوانا !
اليمن الكبير المتعطشة نفوس أبنائه الأحرار لمواجهة كل قوى الإجرام حتى تطهر الأرض ومن عليها من براثين الظلم والهيمنة والاستكبار.
فسلام الله عليك من شعب عظيم كسرت هيبة الطاغوت وحققت بفضل الله ما لم يحققه غيرك من انتصارات في زمن الصمت ليقضي الله أمراً كان مفعولا والعاقبة للمتقين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عودة: يوفر لنا موسم الصوم الكبير فرصة مقدسة للانخراط في أعمال التوبة
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "رتبت كنيستنا المقدسة أن يكون الأحد الخامس من الصوم الأربعيني المقدس مخصصا لتذكار أمنا البارة مريم المصرية. إن السيرة الملائكية التي عاشتها القديسة مريم المصرية هي مثال لمسيرة التوبة التي يدعو إليها الآباء القديسون من أجل الظفر بالملكوت السماوي. ففيما نحن منطلقون في مسيرة الصوم الكبير المقدس، نحن مدعوون للتبحر في أهمية التوبة في الكنيسة الأرثوذكسية. التوبة (باليونانية metanoia)، تعني «تغيير الذهن». تكمن التوبة في قلب رحلتنا الروحية، وهي بمثابة عملية تغييرية تقودنا إلى الإحتفال البهج بالفصح المقدس. للتوبة أهمية عميقة في إعداد قلوبنا للمشاركة الكاملة والفعالة في سر قيامة المسيح المقدسة. التوبة ليست مجرد اعتراف سطحي بالخطايا، بل هي إعادة توجيه جذرية لكياننا بأكمله نحو الله. إنها تغيير لذهننا في طريقة تجاوبه مع التجارب. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: «التوبة هي الدواء الذي يشفي جراحات الخطيئة». من خلال التوبة الصادقة نعترف بتواضع بخطيئتنا وبانكسارنا أمام الله، وندرك حاجتنا إلى رحمته ومغفرته. يعلمنا التقليد الأرثوذكسي أن التوبة ليست حدثا لمرة واحدة، بل هي عملية مستمرة، مسيرة من التجدد والنمو الروحي، تتجذر في التواضع والندم والحزن الحقيقي والبكاء على خطايانا".
أضاف: "يوفر لنا موسم الصوم الكبير فرصة مقدسة للإنخراط في أعمال التوبة والصوم والصلاة والصدقة، فيما نستعد لعيش ذكرى آلام ربنا يسوع المسيح وموته وقيامته. تعمل هذه التدريبات والممارسات الروحية على تطهير قلوبنا وتقوية عزيمتنا وتعميق شركتنا مع الله، وبعضنا مع بعض. عندما نصوم عن الملذات الأرضية، نتذكر اعتمادنا على الله في حاجاتنا اليومية، ومنها الطعام. من خلال الصلاة الحارة والشفاعة، نقدم قلوبنا وحياتنا لله، طالبين إرشاده ونعمته للتغلب على التجارب والخطيئة. أما من خلال أعمال المحبة والرحمة، فنمد محبة الله ورأفته للمحتاجين، مجسدين روح تضحية المسيح غير الأنانية على الصليب. علاوة على ذلك، ترتبط التوبة ارتباطا وثيقا بالحياة الأسرارية للكنيسة، لا سيما الإعتراف. لذلك، جمعت الكنيسة المقدسة هاتين العمليتين في سر واحد هو سر التوبة والإعتراف. كثيرا ما نسمع البشر يتهمون كنيستنا بأنها لا تحتوي على سر التوبة والإعتراف، إلا أن هذا جهل بتقليد كنيستنا التي لا تزال وحدها محافظة على التقليد الشريف كما تسلمته من المسيح، عبر الرسل وخلفائهم. في سر التوبة والإعتراف لدينا الفرصة لنعترف بخطايانا أمام الكاهن ونتلقى المشورة والتوجيه الروحيين، ونختبر القوة الشافية لمغفرة الله. يعلمنا التقليد الأرثوذكسي أن الإعتراف ليس مجرد عمل شكلي، بل لقاء مقدس مع الله الحي الذي يقدم لنا عطية المصالحة واستعادة الشركة معه. تغفر خطايانا بصلوات الكاهن ونعمة الروح القدس، فنتصالح مع الله وكنيسته، ونستعد لتناول الأسرار المقدسة باستحقاق".
وتابع: "إلى ذلك، فإن التوبة ضرورية لمشاركتنا في زمن الفصح المقدس، لأنها تهيئنا للدخول إلى ملء قيامة المسيح. فإذ نحن نقترب من عيد الفصح المشرق، نحن مدعوون إلى اعتناق السر الفصحي بقلوب تطهرها التوبة وتتجدد بالنعمة. يقول الرسول بولس: «لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضا بقيامته» (رو 5:6). بالتوبة، نموت عن الخطيئة والأنانية، ونقوم إلى جدة الحياة في المسيح، مشاركين في انتصاره على الخطيئة والموت.
وختم: "ختاما، التوبة هي البوابة إلى زمن الفصح المقدس، وهي رحلة تحول وتجدد مقدسة تقودنا إلى الإحتفال البهج بقيامة المسيح. فبينما نواصل «جهادنا في الصوم»، علينا أن نتوب بتواضع وانسحاق، طالبين رحمة الله ومغفرته بقلوب صادقة. الصوم بانضباط، والصلاة بحرارة، والعطاء بسخاء، هي ما يرشدنا في هذه الرحلة الروحية التي نستعد فيها لاستقبال الرب القائم من بين الأموات بقلوب مشتعلة بالحب والفرح". مواضيع ذات صلة عودة: قبل الصوم نذكر بأن الهدف هو تطبيق وصايا الله Lebanon 24 عودة: قبل الصوم نذكر بأن الهدف هو تطبيق وصايا الله