يمانيون – متابعات
تسع سنوات من العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي، على اليمن، اُستخدمت فيه أحدث الأسلحة، بما فيها المحرمة دولياً، لم يحقق تحالف العدوان بقيادة أمريكا وأدواتها السعودية والإمارات، أي من الأهداف التي رسمها، باستثناء قتل المدنيين وتدمير البنية التحتية للشعب اليمني ومقوماته الحيوية والتنموية.

ما شهده اليمن خلال السنوات الماضية، كان مقدمة لتنفيذ مؤامرات قوى الهيمنة والاستكبار في استهداف المنطقة برمتها، بما في ذلك العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة والأراضي المحتلة لتصفية القضية الفلسطينية وتمكين العدو الصهيوني من إحكام السيطرة على المنطقة باعتبار فلسطين تمثل قلب الوطن العربي.

وحينما كانت واشنطن ولندن والكيان الصهيوني وأدواتها يحيكون المؤامرات ضد الشعب اليمني عقب نجاح ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، كان اليمنيون، مدركين لتلك المخططات التي هدفت إلى إشعال فتيل النار وإذكاء الصراع وتعميق الجروح بين أبناء اليمن الواحد، وذلك من خلال التحرك الفاعل لمواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني باليمن والمنطقة.

وفيما أعدّت أمريكا عدتها لشن الحرب على اليمن من قبل أدواتها بالمنطقة في محاولة لإخضاعه، قرر اليمنيون بقيادة رجل القول والفعل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، خوض معركة العزة والكرامة مهما كان الثمن والتضحيات، باعتبار كل ذلك يهون أمام تسليم اليمن، وقراره السيادي لقوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني.

وبالرغم من معاناة الشعب اليمني في ظل ما أفرزته تداعيات العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي منذ تسع سنوات، والأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم حسب منظمات دولية، مضى أبناء اليمن من خلال خطط وبرامج علمية مدروسة في إرساء قيم الدولة اليمنية الحديثة تحت شعار ” يد تحمي .. ويد تبني”، لتحقيق الإنجازات على مختلف المسارات، بما في ذلك المسار العسكري بمختلف صنوفه وتشكيلاته.

وفي السابع من أكتوبر المنصرم كانت المقاومة الفلسطينية على موعد مع عملية “طوفان الأقصى”، التي أسقطت أسطورة ما يسمى بالجيش الذي لا يُقهر، حيث أكدت صنعاء تأييدها للعملية وجددت التأكيد على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، باعتبار ذلك موقفاً مبدئياً وثابتاً نابعاً من الهوية الإيمانية والمبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية.

وبالرغم من الأوضاع الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني، إلا أن وقوفه إلى جانب فلسطين، جاء من استشعاره للمسؤولية في نصرة المظلومين والمستضعفين، وعدم التخلي عن القضية الأولى والمركزية للأمة، والاصطفاف إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية لمواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني على غزة والأراضي المحتلة.

اهتمام الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية، يأتي امتداداً لمواقفه التاريخية إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، إلا أن موقف اليمن برز مؤخراً في مساندة المقاومة الفلسطينية لمواجهة العدو الصهيوني الذي يرتكب حرب إبادة في فلسطين خاصة في غزة من خلال الخروج المليوني في العاصمة صنعاء والمحافظات.

تجلّت مواقف صنعاء المشرفة، بإعلان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، المشاركة العسكرية ضد الكيان الصهيوني الغاصب من خلال استهداف عمق العدو بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، ومنع مرور السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئها.

اغتاظت أمريكا وأوروبا والكيان الصهيوني من تصدر اليمن المواقف المناصرة للشعب الفلسطيني، بعد أن كانت تعتقد أن اليمن مع مرور تسع سنوات من الحرب والعدوان والحصار عاجز عن تقديم أي دعم أو مناصرة فعلية للقضية الفلسطينية، وإسناد معركة “طوفان الأقصى”، التي جاءت من رحم المعاناة الفلسطينية وأربكت العدو وأًصابته في مقتل.

أدركت أمريكا جدية موقف اليمن سيما مع وصول الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية إلى عمق العدو الصهيوني في أم الرشراش “إيلات”، ومنع مرور سفن الكيان الصهيوني أو المتجهة إلى موانئه، لتلجأ إلى الضغط على حلفائها لتشكيل ما يسمى بتحالف حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.

هذا التحالف الذي سعت أمريكا لتشكيله فشل فشلاً ذريعاً، سواء من قبل حلفاء أمريكا أو من خلال المواجهة المباشرة من قبل القوات المسلحة اليمنية التي منعت مرور السفن المتجهة إلى إسرائيل، إذا لم يتم السماح بدخول احتياجات سكان غزة من الغذاء والدواء.

وفي هذا الإطار جدد قائد الثورة في خطابه الأخير التأكيد على “أنه إذا ارتكبت أمريكا أي حماقة، وغامرت بأي عمل عسكري مباشر تجاه بلدنا فإننا سنواجهها، وسندمر أساطيلها وبوارجها العسكرية ومصالحها إين ما وجدت”.

وقال “فيما إذا كان لدى الأمريكي توجه أن يُصَعِّد أكثر، وأن يُوَرِّط نفسه أكثر، أو أن يرتكب حماقة، بالاستهداف لبلدنا، أو بالحرب على بلدنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي سنستهدفه هو، سنجعل البارجات الأمريكية، والمصالح الأمريكية، وكذلك الحركة الملاحية الأمريكية، هدفاً لصواريخنا، وطائراتنا المسيرة، وعملياتنا العسكرية، نحن لسنا ممن يقف مكتوف الأيدي والعدو يضربه، نحن شعب نأبى الضيم، ولا يمكن أن نخاف من التهديد الأمريكي”.

ولم يقتصر تحذير السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لأمريكا عند هذا الحد، لكنه ذهب إلى أبعد من ذلك حينما قال “إذا أراد الأمريكي أن يدخل في حربٍ وعدوانٍ مباشرٍ على بلدنا، لسنا ممن يتراجع عن مواقفه أو يخضع، أو يستسلم من أجل ذلك، نحن عانينا في كل السنوات الماضية الأَمَرِّين، من الحروب التي شنها علينا الأمريكي عبر عملائه”.

وأشار إلى “أن أمريكا حركت أنظمة في المنطقة وقوى تكفيرية للعدوان علينا، لاستنزافنا، وقتالنا، ارتُكِب بحق شعبنا أبشع الجرائم: جرائم القتل للأطفال والنساء، التدمير الشامل، الحصار الشامل، والمواجهات الاستنزافية الكبيرة جداً، وأحب الأمور إلينا، وما نأمله، وما نتمناه، وكنا نتمناه منذ اليوم الأول: أن تكون الحرب مباشرة بيننا وأمريكا وإسرائيل”.

وبالمجمل، فإن الشعب اليمني الذي يخرج بالملايين أسبوعياً في الساحات بالعاصمة صنعاء والمحافظات، فوّض قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تفويضاً مطلقاً في اتخاذ الخيارات المناسبة للتصدي للتهديدات الأمريكية والصهيونية، ومواجهة أي تحركات تستهدف اليمن وسيادته، خاصة مع الاستعدادات المكثفة والجهوزية العالية لوحدات القوات المسلحة أو الجيش الشعبي الذي يتم إعداده وتأهيله في مختلف المحافظات اليمنية.

– سبأ

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید عبدالملک بدر الدین الحوثی الأمریکی الصهیونی الشعب الیمنی إلى جانب من خلال

إقرأ أيضاً:

الفيتو الأمريكي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني

 

 

باختصار،  أمريكا هي رأس الشر والإرهاب والإجرام  في العالم، فها هي وللمرة الرابعة تستخدم حق النقض «الفيتو» لمنع إصدار قرار يقضي بوقف العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة!
فهل رأيتم إجراماً أكبر من هذ الفعل الأمريكي الآثم؟
ثم ماذا يعني استخدام الفيتو الرابع بعد مرور أكثر من 400 يوم  متواصلة غير المزيد من العدوان والقتل والإجرام والحصار والتجويع..
كان مجلس الأمن  المؤلف من15عضوا، قد صوت مؤخرا  على مشروع قرار تقدم به أعضاؤه العشرة غير الدائمين في اجتماع، دعا إلى «وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار» وطالب بشكل منفصل بالإفراج عن المحتجزين في غزة، فيما لم يطالب بالإفراج عن  عشرات الآلاف من المحتجزين والمفقودين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، وقمة الانحطاط.. أن تصوت الولايات المتحدة الأمريكية بكل صلف وعنجهية وغرور وحدها ضد القرار، مستخدمة حق النقض «الفيتو» بصفتها عضوا دائما في المجلس ومنع صدور القرار الذي يقضي بوقف إطلاق النار والحلول دون التحرك العاجل لإنقاذ غزة.
أمريكا تزيح الستار عن وجهها القبيح الفاقد للضمير الإنساني والأخلاقي، ولا يهمها ما يتعرض له أطفال ونساء غزة من حرب إبادة جماعية..
أمريكا تعطي لنفسها حق الهيمنة والتسلط على مقدرات ومصير الشعوب وتستقوي على المستضعفين والمظلومين في الأرض وبكل وقاحة تمنع قراراً قدم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فما هو دور الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن: فرنسا، وبريطانيا ناهيكم عن روسيا والصين التين تتقمصان دور الثعلب المراوغ؟
ثم لماذا تحتكر هذه الدول الخمس الدائمة العضوية  وعلى رأسها أمريكا راعية الإرهاب  حق الفيتو فيما بينها؟.. هل فقط لأنها دول تمتلك أسلحة نووية وتضحك على العالم بمعاهدة نشرها على الشعوب والدول الحرة اليوم..؟
على الدول والشعوب الحرة أن تشغل عقولها إلى أقصاها لامتلاك ناصية العلم وصولا لحق امتلاك ذلك السلاح اللعين الذي تمتلك دول الفيتو بموجبه حق المنع، وذلك كي تمنع وقوع المزيد من الظلم والطغيان والهيمنة والغطرسة على شعوبها والمستضعفين في الأرض، وصولا لامتلاك حق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دون إبداء أسباب.
الجدير بالذكر أن امتناع أو غياب العضو الدائم عن التصويت لا يعيق اعتماد مشروع القرار، ومن المهم أن نلاحظ أن حق النقض هذا لا يمتد إلى التصويت «الإجرائي»، وهو القرار الذي يتخذه الأعضاء الدائمون أنفسهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للعضو الدائم أن يعيق اختيار الأمين العام، دون الحاجة إلى حق النقض الرسمي، حيث يتم التصويت بشكل سري.
ومنذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض  «الفيتو» للمرة الرابعة ضد قرار وقف العدوان على غزة.. نعم هذه المرة الرابعة التي تستخدم فيها واشنطن حق النقض «الفيتو» لمنع إصدار قرار يقضي بوقف العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة- ووقف حرب الإبادة التي يقوم بها كيان العدو الإسرائيلي المحتل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023م، بدعم أمريكي مطلق، ما أسفر عن نحو 148 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
فقط تشترط الإدارة الأمريكية  الشيطانية قرارا يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في إطار وقف إطلاق النار فقط للمحتجزين والأسرى الصهاينة، فيما يقبع في سجون الاحتلال عشرات الآلاف من المحتجزين من أبناء الشعب الفلسطيني..
وها هي للتو محكمة العدل الدولية في لاهاى تصدر مذكرة اعتقال بحق مجرمي الحرب الصهاينة  وعلى رأسهم «النتن ياهو» ووزير دفاعه المقال غالانت، وهو ما يضع المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والهيئات والمنظمات التابعة لهما أمام آخر اختبار حقيقي للخروج من دائرة الصمت والخذلان والتنفيذ الانتقائي للقانون الدولي والإنساني والأخلاقي والمواثيق والأعراف الإنسانية..
أما العرب والمسلمون فإنهم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التصعيد ودعم وإسناد محور المقاومة أو الانحناء  والخضوع لسياسة الفيتو الأمريكي وانتظار التصعيد الكبير الذي لن يستثنيهم والدور القادم على البقرة الحلوب والمعنى في بطن ترامب اللعين..

مقالات مشابهة

  • آسيا تايمز: أمريكا والكيان الصهيوني يفشلان في وقف الهجمات اليمنية رغم الاعتراف الرسمي
  • اليمن ينتصرُ لِغزّة.. ويكتسي ثوبَ العزَّة
  • اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
  • أحرار لبنان يشيدون بهبة الشعب اليمني لإغاثة النازحين جراء العدوان الإسرائيلي
  • العزي يحذر أمريكا وبريطانيا: الشعب اليمني بركان قد ينفجر دون تردد
  • سياسي مغربي: الدور اليمني في دعم غزة يمثل تحولاً استراتيجياً ضد الكيان الصهيوني
  • 22 نوفمبر خلال 9 أعوام.. أكثر من 20 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي بشأن قرار وقف العدوان الصهيوني على غزة ويستنكر الصمت الدولي والتخاذل العربي
  • الفيتو الأمريكي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني
  • 21 نوفمبر خلال 9 أعوام.. أكثرُ من 40 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن